10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » التكوين » سَفَرُ التَّكْوِينِ الدَّرْسُ التَّاسِعُ عَشَرَ – الإِصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
سَفَرُ التَّكْوِينِ الدَّرْسُ التَّاسِعُ عَشَرَ – الإِصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

سَفَرُ التَّكْوِينِ الدَّرْسُ التَّاسِعُ عَشَرَ – الإِصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

Download Transcript


سَفَرُ التَّكْوِينِ

الدَّرْسُ التَّاسِعُ عَشَرَ – الإِصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

إِنَّ الْهَدَفَ مِنْ دَرْسِ التَّوْرَاةِ هُوَ دِرَاسَةُ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، وَلَيْسَ تَأْسِيسَ أَوْ تَعَلُّمَ الْعَقَائِدِ؛ ولا نحن فئة تركز على المناقشات الموضعية. مَعَ ذَلِكَ، وَكَمَا قُلْتُ فِي مُقَدِّمَةِ دَرْسِ التَّوْرَاةِ مُنْذُ عِدَّةِ أَشْهُرٍۢ، بَيْنَمَا سَنَقُومُ عُمُومًۭا بِتَنَاوُلِ التَّوْرَاةِ آيَةً آيَةً وَشَرْحِ مَعْنَاهَا وَسِيَاقِهَا بِدِقَّةٍۢ، سَنَأْتِي عَلَى مَقَاطِعَ مِنَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ تَتَطَلَّبُ مِنَّا التَّوَقُّفَ عِندَهَا وَمُنَاقَشَتَهَا كَمَوْضُوعٍۢ، وَبِطَرِيقَةٍ أَوْسَعَ مِنْ سِيَاقِهَا الْمُبَاشِرِ فَقَطْ.

نَتِيجَةً لِقِصَّةِ سَفَرِ التَّكْوِينِ الثَّامِنَ عَشَرَ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ عَنْ الْأَقَانِيمِ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ زَارُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ….. ثَلاثَةُ رِجَالٍ اتَّضَحَ أَنَّهُمْ الرَّبُّ وَرُسُلٌ سَمَاوِيُّونَ، مَلَائِكَةٌ…. فَتَحَتْ لَنَا مَا سَيَظَلُّ دَائِمًۭا لُغْزًۭا لَمْ يُحَلَّ فِي هَذَا الْجَانِبِ مِنَ الْأَبَدِيَّةِ: مَا هِيَ طَبِيعَةُ اللَّهِ وَجَوْهَرُهُ؟ إِلَّا أَنَّهُ لَمَجَرَّدِ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ التَّوَصُّلَ إِلَى إِجَابَةٍ وَافِيَةٍ تَمَامًا عَلَى السُّؤَالِ، لَا يَعْنِي أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ عَقَائِدَ مِنْ غَيْرِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ لَمَجَرَّدِ أَنَّهَا سَهْلَةٌ أَوْ تَقْلِيدِيَّةٌ.

لَمْ يَنْشَأْ مَفْهُومُ "الأَقَانِيمِ الثَّلاثَةِ لِلثَّالُوثِ حَتَّى الْقَرْنِ الرَّابِعِ الْمِيلَادِيِّ….. لَا يُقْبَلُ أَنْ تَصْبَحَ الْكَنِيسَةُ رُومَانِيَّةً وَأُمَمِيَّةً…. أَقْدَمُ تَسْجِيلٍ مَعْرُوفٍ لِعَقِيدَةِ "الأَقَانِيمِ الثَّلاثَةِ" يَأْتِي مِمَّا يُسَمَّى بِقَانُونِ الإِيمَانِ الأَثْنَاسِيِّ "… نَحْنُ نَعْبُدُ إِلَهًۭا وَاحِدًۭا فِي الثَّالُوثِ، وَثَالُوثًۭا فِي وَحْدَةٍۢ… لِأَنَّ هُنَاكَ أَقْنُومًا وَاحِدًۭا لِلْآبِ وَآخَرَ لِلْإِبْنِ وَآخَرَ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْكُلُّ وَاحِدٌ… لَيْسُوا ثَلاثَةَ آلِهَةٍ بَلْ إِلَهٌ وَاحِدٌ… الأَقَانِيمُ الثَّلاثَةُ كُلُّهَا مُشْتَرَكَةٌ فِي عَظَمَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَمُتَسَاوِيَةٌ… فَمَن أَرَادَ أَنْ يُخَلَّصَ، يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ فِي الثَّالُوثِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ

إِنِّي أُصِرُّ، الْكَنِيسَةُ الأُولَى…. فِي الْوَاقِعِ، آبَاءُ الْكَنِيسَةِ وَالْكَنِيسَةُ كَمَا كَانَتْ مَوْجُودَةً فِي الثَّلاثِمِئَةِ سَنَةٍ الأُولَى بَعْدَ صَلْبِ الْمَسِيحِ….. لَمْ يَعْرِفُوا شَيْئًا عَنْ مَفْهُومِ أَنَّ اللَّهَ هُوَ مَجْمُوعَةٌ مِنْ ثَلاثَةِ أَقَانِيمَ….. كَانُوا يَعْلَمُونَ جَيِّدًۭا أَنَّ الرَّبَّ الْإِلَٰهَ رَبٌّ وَاحِدٌ وَلَيْسَ ثَلاثَةَ أَرْبَابٍ. الشَّمَا (السَّمَاع) الْوَارِدَةُ فِي سَفَرِ التَّثْنِيَةِ تُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ، وَيُكَرِّرُهَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ مِنْ فَمِ مُخَلِّصِنَا نَفْسِهِ فِي لُوقَا. هَا هِيَ الشِّمَا فِي التَّوْرَاةِ: الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ الأَمْرِيكِيُّ الْقِيَاسِيُّ الْجَدِيدُ سَفَرُ التَّثْنِيَةِ أَرْبَعَةٌ عَلَى سِتَّةٍ "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلَ! الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، الرَّبُّ وَاحِدٌ! هَذِهِ هِيَ الشِّمَا فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ الأَمْرِيكِيُّ الْقِيَاسِيُّ الْجَدِيدُ مُرْقُسُ إِثْنَيْ عَشَرَ عَلَى تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ أَجَابَ يَسُوعُ: "أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعًا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ".

فِيمَا لَا يُمْكِنُنَا أَبَدًۭا أَنْ نَحُلَّ كُلَّ هَذَا الْغُمُوضِ الْمُحِيطِ بِطَبِيعَةِ اللَّهِ بِالْكَامِلِ، وَلَكِن يُمْكِنُنَا أَنْ نُلْقِيَ بَعْضَ الضَّوْءِ عَلَيْهِ. إِحْدَى الطُّرُقِ الَّتِي يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ هِيَ إِعَادَةُ تَحْدِيدِ اسْمِ اللَّهِ أَوْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فِي كُتُبِنَا الْمُقَدَّسَةِ. أَنَا مُقْتَنِعٌ أَنَّ الْكَثِيرَ مِنَ الْعَقَائِدِ وَالْمَفَاهِيمِ الْخَاطِئَةِ الَّتِي بَدَأْنَا الآنَ فَقَطْ فِي كَشْفِهَا وَمُوَاجَهَتِهَا مُبَاشَرَةً هِيَ نَتِيجَةٌ تَنْحِيَةِ اسْمِ اللَّهِ جَانِبًۭا لِصَالِحِ بَعْضِ الْمُصْطَلَحَاتِ الْعَامَّةِ مِثْلَ اللَّهِ وَالرَّبِّ. الْآنَ أَنَا لَا أَتَحَدَّثُ كَثِيرًۭا عَمَّا إِذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نُسَمِّيَ الْمَسِيحَ يَسُوعَ أَوْ يَشُوعَ أَوْ يَاشُوعَ أَوْ يَهُوشَعَ أَوْ الْمَسِيحَ أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ؛ أَوْ مَا إِذَا كَانَ اسْمُ اللَّهِ هُوَ الرَّبُّ أَوْ يَهُوَهْ أَوْ يَاهَ أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ. نَعْلَمُ الآنَ عَلَى وَجْهِ الْيَقِينِ أَنَّ الْحُرُوفَ الْعِبْرِيَّةَ لِاسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ "يُود-هَيْه-فَاف-هَيْه" (الرَّبُّ)". أَنَا غَيْرُ مُدْرِكٍ لِأَيِّ خِلَافٍ حَوْلَ ذَلِكَ. عَلَى الْأَصَحِّ، الْمُشْكِلَةُ هِيَ لِمَاذَا حَلَّتْ مُصْطَلَحَاتٌ عَامَّةٌ مِثْلَ الرَّبِّ وَالْإِلَٰهِ مَحَلَّ اسْمِ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ؟

رَجَاءً افْهَمُوا أَنَّنَا لَسْنَا وَحْدَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ؛ فَالْيَهُودُ أَنفُسُهُمْ بَدَأُوا هَذِهِ الْمُمَارَسَةَ قَبْلَ مِيلاَدِ الْمَسِيحِ بِحَوَالِي ثَلاثِمِئَةِ سَنَةٍ تَقْرِيبًۭا. نَشْكُرُهُمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُمْ اسْتَبْدَلُوا كَلِمَتَيْ "الرَّبِّ" وَ"اللَّهِ" عِنْدَمَا كَانُوا يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ الْمُقَدَّسَ بِصَوْتٍ عَالٍ أَوْ عِنْدَمَا كَتَبُوا تَفْسِيرًۭا عَنْ اللَّهِ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَتَلَاعَبُوا بِنُسَخِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الأَصْلِيَّةِ. بَلْ تَرَكُوا اسْمَ اللَّهِ… "يُود-هَيْه-فَاف-هَيْه" (الرَّبُّ)…. سَلِيمًا.

لاَحِظُوا، تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فِي الْمِئَةِ مِنَ الْوَقْتِ فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ تَقُولُ فِيهِ تَرْجَمَاتُ كُتُبِنَا الْمُقَدَّسَةِ "الرَّبُّ"، هَذَا لَيْسَ مَا قَالَتْهُ الْعِبْرِيَّةُ الأَصْلِيَّةُ. فَالْعِبْرِيَّةُ الأَصْلِيَّةُ لَمْ تَقُلْ "الرَّبُّ" وَلَمْ تَقُلْ "اللَّهُ" وَلَمْ تَقُلْ "أَدُونَايَ"، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعِبْرِيَّةُ الَّتِي تَعْنِي الرَّبَّ، بَلْ قَالَتْ "يَهُوَه". مَرَّةً أُخْرَى، هَذَا أَمْرٌ لَا خِلَافَ عَلَيْهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، مَسِيحِيًّۭا كَانُوا أَمْ عِبْرَانِيًّۭنَ؛ أَنَا لَا آتِي بِمَعْلُومَاتٍ جَدِيدَةٍ هُنَا؛ أَنَا فَقَطْ أَعْرِضُهَا بِوُضُوحٍ؛ وَإِنَّهُ لَيْسَ افْتِرَاضًۭا لأَنَّهُ مَعَ اكْتِشَافِ مَخْطُوطَاتِ الْبَحْرِ الْمِيتِ، أَصْبَحْنَا نَعْلَمُ أَنَّ لَدَيْنَا نُسَخًا لِمُعَظَّمِ أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ الَّتِي يَعُودُ تَارِيخُهَا إِلَى مِيلاَدِ الْمَسِيحِ.

لِكَيْ أُعْطِيَكُمْ مَثَالًۭا وَاحِدًۭا عَلَى مَا أَقْصِدُ، اسْمَحُوا لِي أَنْ أُكَرِّرَ لَكُمْ "شِمَا" سَفَرِ التَّثْنِيَةِ ثُمَّ لُوقَا بِالْعِبْرِيَّةِ حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَبْدَأُوا فِي فَهْمِ الْمُشْكِلَةِ الَّتِي نُوَاجِهُهَا: ( تَرْجَمَةُ بْرَايْسْ هَايْمُونْد) تَثْنِيَةُ سِتَّةٍ عَلَى أَرْبَعَةٍ ـ šüma` yiSrä´ël yhwh( ´ädönäy) ´élöhêºnû yhwh( ´ädönäy) ´eHäd () إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلَهُنَا، الرَّبُّ وَاحِدٌ! لَيْسَ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، بَلِ الطَّرِيقَةُ الْيَهُودِيَّةُ التَّقْلِيدِيَّةُ لِقَوْلِ الشِّمَا أَنْ تَقُولَ: šüma` yiSrä´ël ädönäy ´élöhêºnû ädönäy´eHäd () إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلَ، الرَّبُّ إِلَهُنَا، الرَّبُّ وَاحِدٌ!

تَمَّ تَوْثِيقُ السَّبَبِ الَّذِي أَدَّى إِلَى تَوَقُّفِ الْيَهُودِ عَنْ اسْتِخْدَامِ اسْمِ اللَّهِ وَاسْتَبْدَالِهِ بِهَاشِمَ وَأَدُونَايَ وَالْكَثِيرِ مِنَ الْمُصْطَلَحَاتِ الْعَامَّةِ الأُخْرَى. وَلَكِنْ، لِأَسْبَابٍ لَا أَعْرِفُهَا، اخْتَارَتِ الْكَنِيسَةُ، لِأَسْبَابٍ وَجِيهَةٍ خَاصَّةٍ بِهَا، أَنْ تَتَّبِعَ هَذَا التَّقْلِيدَ الْيَهُودِيَّ وَتَتَجَاهَلَ النُّصُوصَ الأَصْلِيَّةَ الْمَكْتُوبَةَ….. فِي نَفْسِ الْوَقْتِ الَّذِي تَخَلَّصَتْ فِيهِ عَمَلِيًّا مِنْ كُلِّ عُنصُرٍ يَهُودِيٍّ آخَرَ مِنَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِقَدْرِ مَا اسْتَطَاعَتْ.

إِنَّ إِعَادَةَ اسْمِ اللَّهِ، يَهُوَه، إِلَى الشِّمَا لَا يُسَبِّبُ لِلْكَنِيسَةِ أَيَّ مَشَاكِلَ عَقَائِدِيَّةً مَعَيَّنَةً، وَلَكِنْ، اسْمَحُوا لِي أَنْ أُعْطِيَكُمْ مَثَالًۭا عَلَى الْمُشْكِلَةِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَنْشِئَهَا إِعَادَةُ إِدْرَاجِ اسْمِ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. إِنَّ الاِسْتِنْتَاجَ الشَّائِعَ لَدَى عُلَمَاءِ الْمَسِيحِيَّةِ وَالسُّلْطَةِ الْكَنَسِيَّةِ هُوَ أَنَّ يَسُوعَ سَيَعُودُ بِالطَّبْعِ، وَأَنَا بِالتَّأْكِيدِ أَعْتَمِدُ عَلَى ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ مُعْظَمُكُمْ. فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، سِفْرِ أَعْمَالِ الرُّسُلِ وَاحِدٌ عَلَى إِحْدَى عَشَرَ، يُخْبِرُنَا الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ أَنَّهُ عِندَمَا يَعُودُ سَيَأْتِي بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي غَادَرَ بِهَا. وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ تَعْنِي بِشَكْلٍ عَامٍّ: وَاحِد) بِالشَّكْلِ الَّذِي غَادَرَ فِيهِ، أَيِ الْإِلَـٰهُ/الْإِنْسَانُ الَّذِي نَعْرِفُهُ بِاسْمِ يَسُوع، يَشُوعَ، اثْنَانِ) مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، جَبَلُ الزَّيْتُونِ الَّذِي صَعِدَ إِلَيْهِ، ثَلاثَةً) وَبِالطَّرِيقَةِ الَّتِي غَادَرَ فِيهَا، أَيْ إِلَى أَعْلَى وَإِلَى السَّحَابِ فِي السَّمَاءِ، لِذَلِكَ سَيَعُودُ مِنَ السَّحَابِ فِي السَّمَاء.

الآنَ، مِنَ الْأَجْزَاءِ الْعَظِيمَةِ وَالْمُثِيرَةِ فِي قِصَّةِ عَوْدَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَعُودُ سَوْفَ يَلْمَسُ كَوْكَبَ الْأَرْضِ أَوَّلًۭا عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَعِنْدَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ، سَتَحْدُثُ كَارَثَةٌ عنيفَةٌ. سَيَنْقَسِمُ الْجَبَلُ، حَيْثُ يَمْتَدُّ الصَّدْعُ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الْغَرْبِ.

سَتَظُنُّونَ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ الْمَرْءُ أَنْ يَجِدَ إِشَارَةَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ إِلَى هَذَا الْحَدَثِ بِالتَّحْدِيدِ، فَإِنَّنَا سَنَبْحَثُ فِي سَفَرِ الرُّؤْيَا؛ أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ نَبْحَثُ فِي مَكَانٍ مَا فِي الْعَهْدِ الْجَدِيد. فِي الْحَقِيقَةِ، لَا نَجِدُ هَذِهِ الْعَوْدَةَ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ فِي الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، بَلْ فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ، فِي سَفَرِ النَّبِيِّ زَكَرِيَّا، وَمِنَ الْمُفْتَرَضِ عُمُومًۭا أَنَّ هَذِهِ الْفَقْرَةَ تَشِيرُ إِلَى نِهَايَةِ الزَّمَانِ وَمَجِيءِ الرَّبِّ، وَأَنَا أَتَّفِقُ مَعَ هَذَا الرَّأْيِ بِالتَّأْكِيدِ.في سفر زكريا الأصحاح الرابع عشر، سأقرأ لكم أول تسع آيات،

إقْرَأْ زَكَرِيَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَلَى وَاحِدٍ إِلَى تِسْعَةٍ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الْعَادِيِّ.

حَسَنًا، شَيْءٌ جَيِّدٌ وَمُدْهِشٌ. لَيْسَ هُنَاكَ مِنْ شَيْءٍ جَدِيدٍ أَوْ صَعْبٍ بِشَكْلٍ خَاصٍّ. الْآنَ، دَعُونِي أَقْرَأْهَا لَكُمْ كَمَا تُعْطِيهَا لَنَا الْعِبْرِيَّةُ الْأَصْلِيَّةُ، حَرْفِيًّا.

إقْرَأْ زَكَرِيَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَلَى وَاحِدٍ إِلَى تِسْعَةٍ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ.

حَسَنًا، هَذَا يَجْعَلُ الْأُمُورَ أَكْثَرَ تَعْقِيدًا، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ بِمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ مَنْ هُوَ الْمَسِيحُ، فَقَدْ افْتَرَضْنَا دَائِمًا أَنَّهُ يُمْكِنُنَا بِسُهُولَةٍ إِدْرَاجُ كَلِمَةِ "يَسُوع" أَوْ "يَشُوع" هُنَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ، وَرَبْطُ النِّهَايَاتِ غَيْرِ الْمُكْمَلَةِ وَجَعْلُ كُلِّ شَيْءٍ جَمِيلًا وَمُرَتَّبًا وَمُرِيحًا؛ وَلَكِنْ يَبْدُو أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ ذَٰلِكَ، لِأَنَّ النَّصَّ الْعِبْرِيَّ الْأَصْلِيَّ يَقُولُ إِنَّ يَهْوَهَ… يَوْد-هَيَه-فَاف-هَيَه… هُوَ الَّذِي نَزَلَ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.

فِي الْحَقِيقَةِ تَقُولُ الْآيَةُ التَّاسِعَةُ بِأَنَّهُ الرَّبُّ، وَتُضِيفُ أَنَّ اسْمَهُ إِيشَاد، وَاحِدٌ. هَذَا يَا أَصْدِقَائِي، هُوَ وَصْفٌ مُخَصَّصٌ لِمَجْمُوعِ الْأَلُوهِيَّةِ…. مِنْ وَجْهَةِ النَّظَرِ التَّقْلِيدِيَّةِ، جَمْعٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْآبِ وَالْابْنِ…… الَّذِي غَالِبًا مَا نُشِيرُ إِلَيْهِ بِبَسَاطَةٍ بِاسْمِ "اللَّه".

إِذًا، مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ حِيَالَ هَذَا؟ أَوَّلًا، حَتَّى لَوْ لَمْ نَتَمَكَّنْ مِنْ فَهْمِهِ كَامِلًا أَوْ تَفْسِيرِهِ، يَجِبُ أَنْ نُعَرِّفَ بِأَنَّهُ كَذَلِكَ وَلَا نَصْرِفُ أَذْهَانَنَا عَنْهُ. فَإِذَا فَعَلْنَا ذَٰلِكَ، فَهذا يَعْنِي أَنَّنَا نُفَضِّلُ أَنْ نَكُونَ مُرتاحِينَ بَدَلًا مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَقِيقَةِ. تَقُولُ هَذِهِ الْآيَاتُ عَلَى وَجْهِ التَّحَدِيدِ أَنَّ "الرَّبَّ" يَنْزِلُ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. ثَانِيًا، يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ الْأَهَمِّيَّةَ الْقُصْوَى لِإِعَادَةِ إِدْرَاجِ اسْمِ اللَّهِ فِي كِتَابِنَا الْمُقَدَّسِ… فَبِدُونِ ذَٰلِكَ، يَفُوتُنَا الْكَثِيرُ مِنْ سِيَاقِ الْآيَاتِ وَهُوِيَّةُ مَنْ تَتِمُّ مُنَاقَشَتُهُ. ثَالِثًا، سَيَتَعَيَّنُ عَلَيْنَا إِعَادَةُ النَّظَرِ بِبَعْضِ افْتِرَاضَاتِنَا الْعَزِيزَةِ حَوْلَ نِهَايَةِ الزَّمَانِ. بِالْمُنَاسَبَةِ، دَعُونَا نُوَضِّحَ أَنَّ الْكَثِيرَ مِنْ عَقِيدَةِ الْكَنِيسَةِ الْحَدِيثَةِ حَوْلَ أَحْدَاثِ نِهَايَةِ الزَّمَانِ هِيَ مُجَرَّدُ… عَقِيدَةٍ، وَلَمْ تُسَاعِدْ سِلْسِلَةُ "لِيَفْتِ بِيهَايند" لِتِيمِ لَاهِي فِي تَحْسِينِ الْأُمُورِ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَال. فِي حِينٍ أَنَّهَا قِصَّةٌ رَائِعَةٌ بِالتَّأْكِيدِ، إِلَّا أَنَّهَا فِي الْحَقِيقَةِ مُجَرَّدُ قِصَّةٍ، وَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الَّذِي يُجَعَلُكَ تَجِدُهَا فِي قِسْمِ الرِّوَايَاتِ الْخَيَالِيَّةِ فِي بَارْنز أَنْد نُوبِل؛ وَلَكِنْ إِذَا سَأَلْتَ مِنْ حَوْلِكَ، فَسَتَجِدُ أَنَّ الْعَدِيدَ مِمَّنْ قَرَأُوهَا يَشْعُرُونَ وَكَأَنَّهُمْ قَدْ تَعَلَّمُوا تقَرِيبًا كَيْفَ سَتَتَكَوَّنُ الْمُحْنَةُ، الذُّرْوَةُ وَمَا إِلَى ذَٰلِكَ. رَابِعًا، رُبَّمَا يَتَعَيَّنُ عَلَيْنَا أَنْ نُعَرِّفَ بِأَنَّ تَقْيِيمَنَا وَوَصْفَنَا الْقِيَاسِيَّ لِـ "الأقانيم الثَّلَاثَةِ" لِلرَّبِّ لَيْسَ جَيِّدًا، وَأَنَّ هَذَا فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ عَقِيدَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي خَلَقَهَا الإِنْسَانُ عَنْ الثَّالُوثِ وَيَجِبُ النَّظَرُ فِيهَا مَرَّةً أُخْرَى.

دَعُونِي أَكُونَ وَاضِحًا: أَنَا لَا أَطْعُنُ بِالضَّرُورَةِ فِي طَبِيعَةِ اللَّهِ كَآبٍ وَابْنٍ وَرُوحِ قُدُسٍ، بَلْ فِي الاِسْتِنْتَاجَاتِ الَّتِي تَوَصَّلَتْ إِلَيْهَا الْكَنِيسَةُ الْحَدِيثَةُ حَوْلَ ذَٰلِكَ مَعَ الْهَيْكَلِ الَّذِي أَعْطَتْهُ لَهُ….. وَمِنْ ذَٰلِكَ شَكَلَتْ عَقِيدَةً وَفِكْرَةً مُحَدَّدَةً جِدًّا لِمَا يَعْنِي كُلُّ ذَلِكَ….. الَّتِي سُمِّيَتْ عَقِيدَةَ الثَّالُوثِ. لِذَٰلِكَ، لَا أَحَدَ يَفْكِرُ هُنَا أَنَّنِي أَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، وَلَا يَجِبُ عَلَى أَيِّ شَخْصٍ، بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، أَنْ يَظُنَّ أَنَّنِي أَطْعُنُ فِي أَلُوهِيَّةِ الْمَسِيحِ، أَوْ أَنَّ يَشُوعَ هُوَ اللَّه. أَنَا لَسْتُ أَفْعَلُ ذَٰلِكَ.

المشكلة هي أَنَّنَا أَنْشَأْنَا عَقِيدَةً يُمْكِنُنَا بِمُوجَبِهَا أَنْ نَفْصِلَ جَيِّدًا بَيْنَ أَقَانِيمِ الْآبِ وَالِابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، بَلْ يُمْكِنُنَا حَتَّى أَنْ نَفْصِلَ جَيِّدًا بَيْنَ وَظَائِفِهِمْ، وَلَكِنَّ أَنَا لَسْتُ مُتَأَكِّدًا أَنَّ الْفَصْلَ الَّذِي نُنَسِّبُهُ بَيْنَ هَؤُلَاءِ يُمْكِنُ تَبْرِيرُهُ. إِذَا أَخَذْنَا الثَّلاَثَةَ أَقَانِيمَ فِي مَفْهُومِهَا الْمَنْطِقِيِّ إِلَى أَقْصَى حُدُودِهِ، فَعِنْدَمَا كَانَ الْمَسِيحُ يَجُوبُ الْأَرَاضِيَ الْمُقَدَّسَةَ، كَانَ ثُلُثَا اللَّهِ فِي السَّمَاءِ وَالثُّلُثُ الآخَرُ عَلَى الْأَرْضِ؛ أَيْ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ كَانَ نَاقِصًا، فَجُزْءٌ مِنهُ كَانَ فِي مَكَانٍ آخَرَ. يَذْهَبُ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ إِلَى بُعْدٍ كَبِيرٍ لِتَأْكِيدِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ إِيشَادٌ…. هُوَ وَاحِدٌ. لِذَٰلِكَ، مَا لَمْ يَكُنْ يَقُومُ بِبَتْرِ نَفْسِهِ، فَإِنَّ نَمُوذَجَ الْأَقَانِيمِ الثَّلَاثَةِ لَدَيْنَا لَهُ بَعْضُ الْعُيُوبِ الْخَطِيرَةِ.

دَعُونِي أُعْطِيكُمْ مِثَالًا تَوْضِيحِيًّا لِمَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ وَجْهَةُ نَظَرٍ أَفْضَلُ وَتَمَّت بِصِلَةٍ أَكْبَرَ لِلْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ مِنْ خِلَالِ اسْتِخْدَامِ زَوْجَتِي الْعَزِيزَةِ كَشَخْصِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ. بِاسْتِخْدَامِ مَصْطَلَحَاتِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ لِوَصْفِ اللَّهِ وَفْقًا لِصِفَاتِهِ، يُمْكِنُنِي الإِشَارَةُ إِلَى بِيكي بِالطَّرِيقَةِ التَّالِيَةِ: بِيكي، زَوْجَةُ تَوْم، بِيكي، أُمُّ الْأَطْفَال، بِيكي، جَدَّةُ أَحْفَادِنَا، بِيكي الَّتِي تُعَزِّينِي، بِيكي الَّتِي تَمْشِي بِجَانِبِي، بِيكي الَّتِي تَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّةَ مَنْزِلِنَا، بِيكي، الْحَنُونَةُ وَالصَّدِيقَةُ لِكَثِيرِينَ … وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ. مَا أَفْعَلُهُ فِي الْأَسَاسِ هُوَ وَصْفُ الْعَدِيدِ مِنْ صِفَاتِ بِيكي.

الآن، هَلْ يُمْكِنُنِي أَنْ آخُذَ أَيًّا مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ وَأُنَاقِشَهَا بِشَكْلٍ مُنفَصِلٍ عَنْ بَقِيَّةِ الصِّفَاتِ؟ بِالتَّأْكِيدِ أَسْتَطِيعُ. لَكِنْ، هَلْ يُمْكِنُنِي بِطَرِيقَةٍ مَا تَحْدِيدُ جُزْءٍ مُعَيَّنٍ مِنْ بِيكي جَسَدِيًّا يَكُونُ تِلكَ الصِّفَةَ؟ هَلْ يُمْكِنُ لِجَرَّاحٍ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى جَسَدِهَا وَيَجِدَ ذَلِكَ الْجُزْءَ مِنْ بِيكي الَّذِي هُوَ زَوْجَةُ تَوْم، وَيَفْحَصَهُ؟ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَنظُرَ بِالْأَشْعَّةِ السِّينِيَّةِ وَنَلتَقِطَ صُورَةً لِذَلِكَ الْجُزْءِ مِنْ بِيكي الَّذِي هُوَ صَدِيقٌ لِكَثِيرِين؟ هَلْ يُمْكِنُنِي فَصْلُ ذَلِكَ الْجُزْءِ مِنْهَا الَّذِي يُعَزِّينِي عَنْ بِيكي؟ بِالطَّبْعِ لَا. مَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ كُلَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الَّتِي تَتَّصِفُ بِهَا بِيكي مَوْجُودَةٌ وَلَهَا أَسْمَاءٌ، وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، هِيَ تَشْكُلُ مَعًا كُلَّ مَا تَتَّصِفُ بِهِ بِيكي. يُمْكِنُنِي التَّحَدُّثُ عَنْ كُلٍّ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ عَلَى حِدَةٍ، وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُنِي فَصْلُ أَيٍّ مِنْهَا عَنْ بِيكي، وَلَا إِزَالَةُ أَيٍّ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ مِنْهَا وَالسَّماحُ لِبَقِيَّةِ الصِّفَاتِ بِالْبَقَاءِ، وَالْأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ، لَيْسَ لَدَيَّ مَجْمُوعَةٌ كَامِلَةٌ مِنَ الأَشْخَاصِ هُمْ بِيكي، وَلِكُلٍّ مِنْهُمْ وَظِيفَةٌ وَاحِدَةٌ… هُنَاكَ بِيكي وَاحِدَةٌ فَقَطْ لَهَا الْعَدِيدُ مِنَ السِّمَات.

كَيْفَ نُطَبِّقُ هَذَا عَلَى تَحَدِّينَا الْمَتمَثِّلِ فِي تَصَوُّرِ اللَّهِ؟ حَسَنًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَبْدَأَ بِتَصَوُّرِ الْآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ كَسِمَاتٍ لِلرَّبِّ، وَلَيْسَ كَأَجْزَاءٍ مُنفَصِلَةٍ لَهُ. كَوَسِيلَةٍ لِإِثْبَاتِ هَذِهِ الصِّفَاتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى حَدٍّ مَا، يُمْكِنُنَا التَّعْبِيرُ عَنْ وَظِيفَةِ كُلِّ سِمَةٍ بِطَرِيقَةٍ مُبَسَّطَةٍ. الآن، اسمَحُوا لِي أَنْ أَقُولَ قَبْلَ أَنْ يُرِيدَ بَعْضُكُمْ الْجِدَالِ مَعِي حَوْلَ هَذَا الْأَمْرِ، أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنِي إِلَّا أَنْ أُقَدِّمَ لَكُمْ مِثَالًا بَدَائِيًّا وَغَيْرَ مُكَمَّل؛ لِأَنَّ الرَّبَّ رُوحٌ وَلَيْسَ كَائِنًا مَادِّيًّا، مِثْلَكَ أَوْ مِثْلِي أَوْ مِثْلَ بِيكي، لِذَلِكَ، بِاخْتِصَارٍ، إِلَيْكَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَلْخِيصُ الْوَظَائِفِ الْأَسَاسِيَّةِ لِلَّاهُوتِ: الْآبُ هُوَ الْمُؤَلِّفُ الأَعْظَمُ لِلْخُطَّةِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ هُوَ الْحَاوِيَةُ وَرَسُولُ الْخُطَّةِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالابْنُ (يُدْعَى أَيْضًا الْكَلِمَةَ) هُوَ الْمُنَفِّذُ الأَعْظَمُ لِلْخُطَّةِ الْإِلَهِيَّةِ. مَعَ ذَلِكَ، كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ صِفَاتِ بِيكي الْمُخْتَلِفَةِ وَوَظَائِفِهَا بِشَكْلٍ مُنفَصِلٍ وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُنَا تَحْدِيدُهَا جَسَدِيًّا أَوْ فَصْلُهَا عَنْ بِيكي، فَإِنَّ الْأَمْرَ كَذَلِكَ مَعَ سِمَاتِ اللَّهِ وَوَظَائِفِه.

دَعُونِي أُضِيفُ تَشْبِيهًا آخَرَ: تَمْتَلِكُ بِيكي رُوحًا، وَهِيَ الْمُؤَلِّفَةُ الْكُبْرَى لِخُطَطِهَا وَلَدَيْهَا عَقْلٌ، وَهِيَ الْحَاوِيَةُ الْكُبْرَى وَرَسُولُ خُطَطِهَا وَلَدَيْهَا جَسَدٌ يُنفِّذُ هَذِهِ الْخُطَطَ. رُوحُهَا الَّتِي، اعْتِمَادًا عَلَى الْجُزْءِ الَّذِي يَقْرَأُهُ الْمَرْءُ مِنَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، إِمَّا مُرَادِفَةٌ لِنَفْسِهَا أَوْ الْمَكَانُ الَّذِي تُقِيمُ فِيهِ رُوحُهَا، هِيَ رُوحَانِيَّةٌ تَمَامًا بِطَبِيعَتِهَا وَرُوحُهَا هِيَ الْجُزْءُ الْأَبَدِيُّ مِنْ بِيكي، وَلَا تَحْتَوِي عَلَى أَيِّ مَادَّةٍ مَادِّيَّةٍ عَلَى الإِطْلَاقِ. رُوحُهَا هِيَ الْمَكَانُ الَّذِي يَتَّصِلُ بِهِ الْجُزْءُ الرُّوحِيُّ مِنَ الْكَوْنِ، وَهُوَ ذَلِكَ الْجُزْءُ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ الَّذِي يَفصِلُنَا عَنْ جَمِيعِ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الْأُخْرَى.

جَسَدُ بِيكي هُوَ تِلْكَ السِّمَةُ الَّتِي يُمْكِنُهَا تَنْفِيذُ الْخُطَطِ. أَجْسَادُنَا هِيَ اتِّصَالُنَا الْمُبَاشِرُ بِالْعَالَمِ الْمَادِّيِّ، تَمَامًا كَمَا أَنَّ أَرْوَاحَنَا هِيَ اتِّصَالُنَا الْمُبَاشِرُ بِالْعَالَمِ الرُّوحِيِّ. يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ بِيكي مَلِيئَةً بِالْأَفْكَارِ، وَلَكِنْ بِدُونِ فَمٍ لِيَنْطُقَ بِالْأَفْكَارِ أَوْ يَدٍ لِتَكْتُبَهَا أَوْ ذِرَاعَيْنِ وَسَاقَيْنِ لِإَخْرَاجِ تِلْكَ الْأَفْكَارِ إِلَى حَيِّزِ الْوُجُود، فَإِنَّ وُجُودَ فِكْرَةٍ لَا طَائِلَ مِنهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ بِلَا مَعْنَى… عَلَى الأَقَلِّ أَنَّهُ فِي كَوْنِنَا.

يَرْبُطُ عَقْلُ بِيكي رُوحَهَا بِجَسَدِهَا؛ إِنَّهُ الرَّسُولُ وَالْحَاوِيَةُ الَّتِي تَجْلِبُ الْأَفْكَارَ مِنْ رُوحِهَا الرُّوحِيَّةِ إِلَى جَسَدِهَا الْمَادِّيِّ حَتَّى يُمْكِنَ تَنْفِيذُ الْأَفْكَارِ. أَرْوَاحُنَا لَيْسَ لَهَا اتِّصَالٌ مُبَاشِرٌ بِأَجْسَادِنَا؛ لِذَلِكَ تَعْمَلُ عُقُولُنَا عَلَى تَوْفِيرِ نَوْعٍ مِمَّا يُعْتَبَرُ جِسْرًا بَيْنَ الرُّوحِ الرُّوحِيِّ وَأَجْسَادِنَا الْمَادِّيَّةِ.

يُمْكِنُنِي التَّحَدُّثُ عَنْ هَذِهِ الْوَظَائِفِ الثَّلاثِ بِسُهُولَةٍ إِلَى حَدٍّ مَا؛ يُمْكِنُنَا أَنْ نَجْلِسَ جَمِيعًا مَعًا وَنُنَاقِشَ مَا إِذَا كَانَ تَقْيِيمِي لِعَمَلِهَا وَغَرَضِهَا صَحِيحًا أَمْ لَا: وَلَكِنْ مَهْمَا حَاوَلْنَا لَا يُمْكِنُنَا فَصْلَهَا عَنْ بِيكي…… فَهِيَ مُتَّصِلَةٌ عُضَوِيًّا. لَا أَسْتَطِيعُ إِرْسَالَ عَقْلِهَا إِلَى مِيَامِي وَرُوحِهَا إِلَى أُورْلَانْدُو وَجَسَدِهَا إِلَى جَاكْسُونْفِيل. بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ، إِذَا تَوَقَّفَتْ أَيُّ مِنْ هَذِهِ السِّمَاتِ وَوَظَائِفِهَا عَنْ الْوُجُودِ، فَلَنْ تَكُونَ بِيكي بِيكي بَعْدَ الآنَ. الْأَمْرُ مُمَاثِلٌ لِلَّه.

إِنَّ سِمَاتِ اللَّهِ مُحَدَّدَةٌ لَنَا فِي حَدِيثِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِأَنَّهَا إِسْمُهُ. يُمَثِّلُ كُلُّ إِسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ سِمَةً مِنْ سِمَاتِ اللَّهِ… اللَّهُ الْقَدِيرُ، الْإِلَٰهُ الشَّافِي، مَلِكُ الْجُنُودِ السَّمَاوِيِّينَ، الْإِلَٰهُ الَّذِي يُحَافِظُ… وَهَكَذَا. لِذَلِكَ، عِندَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ يَشُوعَ، نَحْتَاجُ إِلَى إِدْرَاكِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ سِوَى إِسْمٍ لِسِمَةٍ أُخْرَى مِنْ سِمَاتِ اللَّه… وَهَذِهِ الصِّفَةُ تَعْنِي "اللَّهُ يُخَلِّص". يَشُوعُ هُوَ سِمَةُ اللَّهِ الْمُخَلِّصَةُ.

الآنَ، بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّغْزِ وَكَيْفَ نُفَسِّرُ يَشوعَ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّبِّ: أَوَّلًا، افْهَمُوا أَنَّ كُلَّ مَا يُمْكِنُنِي أَنْ آتِيَ بِهِ سَيَكُونُ غَيْرَ كَافٍ تَمَامًا. ثَانِيًا، افْهَمُوا أَنَّ يَشوعَ هُوَ اللَّهُ. فَهُوَ غَيْرُ مَقَيَّدٍ أَوْ مَحْدُودٍ تَمَامًا، وَأَنَّهُ يَعْمَلُ فِي عَدَدٍ مِنَ الْأَبْعَادِ الَّتِي لَمْ نَكُنْ قَادِرِينَ عَلَى إِثْبَاتِ وُجُودِهَا عَلَى وَجْهِ الْيَقِينِ إِلَّا مُؤَخَّرًا.

يَشوعُ، الإِسْمُ الْعِبْرِيُّ لِيَسُوعَ، يَعْنِي "اللَّهُ يُخَلِّصُ". بَيْنَمَا يَشُوعُ إِسْمٌ وَسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ اللَّهِ، فَهُوَ أَيْضًا وَظِيفَةٌ وَمَقْصَدٌ مِنْ مَقَاصِدِ اللَّهِ. يَسُوعُ، الْإِنْسَانُ، الَّذِي كَانَ نَمُوذَجًا لِوَاحِدَةٍ مِنْ سِمَاتِ اللَّهِ… الْخَلاَصُ… أَدَّى وَظِيفَتَهُ الْخَلاَصِيَّةَ وَهَدَفَهُ عَلَى الْأَرْضِ. نَفَّذَ يَسُوعُ جَسَدِيًّا عَلَى الْأَرْضِ، خُطَّةَ اللَّهِ لِلْخَلاَصِ. الْابْنُ، تِلْكَ السِّمَةُ الرُّوحِيَّةُ لِلَّهِ، الَّذِي يُدْعَى أَيْضًا الْكَلِمَةَ، هُوَ الْمُنَفِّذُ الرُّوحِيُّ لِكُلِّ خُطَطِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ. جَاءَ يَهُوهُ، الْآبُ، بِخُطَّةِ الْخَلاَصِ. إِنَّ وَظِيفَةَ الْابْنِ، الَّتِي تَتَمَثَّلُ فِي تَنْفِيذِ خُطَطِ سِمَةِ الْآبِ، نَفَّذَهَا عَلَى الْأَرْضِ بِوَضْعِ تِلْكَ السِّمَةِ مِنْ نَفْسِهِ فِي رَجُلٍ حَقِيقِيٍّ: يَسُوعُ النَّاصِرِيّ.

قَدْ جَاءَ حَامِلُ الْخُطَّةِ وَرَسُولُهَا، تِلْكَ السِّمَةُ الَّتِي تُسَمَّى الرُّوحَ الْقُدُسَ، إِلَى الْمَسِيحِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي تَعَمَّدَ فِيهِ عَلَى يَدِ يُوحَنَّا… الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ يَبْدَأَ فِيهِ تَنْفِيذُهُ الْأَرْضِيُّ لِخُطَّةِ الْخَلاَصِ. قَدْ قِيلَ لَنَا بِاسْتِمْرَارٍ أَنَّ خِدْمَتَهُ الْأَرْضِيَّةَ لَمْ تَبْدَأْ حَتَّى وُضِعَ فِيهِ الرُّوحُ الْقُدُس، حَامِلُ خُطَّةِ الْآبِ وَرَسُولُهَا. لَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ الْإِنْسَانَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا كَانَ يَنْتَظِرُهُ وَلَا كَانَ يَعْلَمُ مَاذَا يَفْعَلُ وَمَتَى يَفْعَلُ ذَلِكَ، حَتَّى وُضِعَتْ فِيهِ سِمَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ؛ وَحَتَّى بَعْدَ تَلَقِّيِهِ الرُّوحَ الْقُدُسَ، مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّهُ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ بَعْضُ الْمَعْلُومَاتِ عَمَّا سَيَحْدُثُ وَمَا كَانَ سَيَفْعَلُهُ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مُكْتَمَلًا عَلَى الْفَوْرِ.

كَيْفَ يُمْكِنُ لِيَسُوعَ أَنْ يَقُولَ أَنَّهُ إِذَا رَأَيْتَنِي، فَقَدْ رَأَيْتَ الْآب؟ لأَنَّكَ إِذَا شَهِدْتَ تَنْفِيذَ الْخُطَّةِ بِكَمَالٍ مَطْلَقٍ، كَمَا أَقَرَّهَا الْمُخَطِّطُ، فَقَدْ رَأَيْتَ مُؤَلِّفَ الْخُطَّةِ. قَالَ الْجِنْرَالُ جُورْجُ بَاتُونَ ذَاتَ مَرَّةٍ أَنَّهُ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى دِرَايَةٍ كَبِيرَةٍ بِتَكْتِيكَاتٍ وَاسْتِرَاتِيَجِيَّاتِ الْجِنْرَالِ الْأَلْمَانِيِّ الرَّائِعِ رُومِل، فَقَدْ عَرَفَ الرَّجُلَ جَيِّدًا.

يَشُوعُ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي وُلِدَ فِي بَيْتِ لَحْمَ وَنَشَأَ فِي النَّاصِرَةِ، هُوَ الْجَانِبُ الْأَرْضِيُّ الْمَادِّيُّ لِحَقيقة الثُّنَائِيَّةِ، لِلِابْنِ الرُّوحِيِّ السَّمَاوِيِّ. مَا رَأَيْنَاهُ عِنْدَمَا قَامَ، كَانَ تَحَوُّلًا مُشَابِهًا لِمَا سَنَمُرُّ بِهِ فِي قِيَامَتِنَا: سَتَتَحَوَّلُ أَجْسَادُنَا مِنَ النَّوْعِ الْأَرْضِيِّ الْمَادِّيِّ إِلَى النَّوْعِ السَّمَاوِيِّ الرُّوحِيِّ. تَمَامًا كَمَا انْضَمَّتْ رُوحُهُ، الَّتِي فَارَقَتْهُ عَلَى الصَّليبِ، إِلَيْهِ عِنْدَ قِيَامَتِهِ، فَكَذَلِكَ سَيَحْصُلُ مَعَنَا. إِنَّ أَرْوَاحَنَا الَّتِي تَرَكَتْ أَجْسَادَنَا وَسَبَقَتْنَا سَتَعُودُ إِلَى أَجْسَادٍ جَدِيدَةٍ لَا تَفْسُدُ عِنْدَ قِيَامَتِنَا. أَيْ أَنَّ يَشُوعَ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَسَدًا عَلَى الْأَرْضِ وَلَكِنْ بِطَبِيعَةٍ رُوحِيَّةٍ مُقَدَّسَةٍ فِيهِ تَتَجَاوَزُ أَيَّ إِنْسَانٍ عَادِيٍّ، وَلَكِنَّهُ تَحَوَّلَ إِلَى سَمَاوِيٍّ رُوحِيٍّ كَامِلٍ عِنْدَ قِيَامَتِهِ، وَهُوَ الآنَ يَعِيشُ فِي السَّمَاءِ. هَكَذَا سَيَكُونُ الْحَالُ بِالنِّسْبَةِ لَنَا بَعْدَ الْقِيَامَةِ. تَحَوَّلَ الْابْنُ الْأَرْضِيُّ، يَشُوعُ، (بَعْدَ مَوْتِهِ) إِلَى رُوحَانِيٍّ، وَأُدْخِلَ إِلَى نَوْعٍ جَدِيدٍ وَكاملٍ مِنَ الْوَحْدَةِ مَعَ سِمَةِ الْابْنِ السَّمَاوِيِّ لِيَسُوعَ. هَذِهِ حَقيقَةُ الثُّنَائِيَّةِ.

إِذَا كَانَ كُلُّ مَا فَعَلْتُهُ هُوَ إِقْنَاعُكَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلاَثِ قِطَعٍ مَنْفَصِلَةٍ، تُسَمَّى أَقَانِيمَ، بَلْ إِنَّهُ، كَمَا تَقُولُ التَّوْرَاةُ، وَاحِدٌ، إِذَنْ قَدْ قُمْتُ بِعَمَلِي لِهَذَا الْيَوْمِ. الْكَلِمَاتُ الَّتِي يُمْكِنُنَا اسْتِخْدَامُهَا لِوَصْفِ الْآبِ وَالْابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ قَابِلَةٌ لِلنِّقَاشِ. قَدْ اخْتَرْتُ اسْتِخْدَامَ كَلِمَةِ "السِّمَاتِ"، مَعَ عِلْمِي أَنَّهَا أَيْضًا لَيْسَتْ كَافِيَةً تَمَامًا، عَلَى أَمَلِ تَحْفِيزِ الْبَحْثِ الْخَاصِّ بِكَ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ وَجُهُودِكَ مَعَ اللَّهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَفَهْمِهِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ.

لِنَنتَقِلْ إِلَى الْمَوْضُوعِ التَّالِي.

فِي الْإِصْحَاحِ التَّاسِعَ عَشَر، الْآيَةِ الْأُولَى، وَرَدَ أَنَّ لُوطًا سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ أَمَامَ الْمَلَاكَيْنِ. هَلْ يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ لُوطًا كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمَا مَلَاكَانِ؟ لَا أَظُنُّ ذَلِكَ. كَانَ الْعَالَمُ الشَّرْقِيُّ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يُعَامِلُ الزُّوَّارَ وَالضُّيُوفَ بِأَقْصَى دَرَجَاتِ الْاحْتِرَامِ. كَانَ الْإِنْحِنَاءُ إِلَى الْأَسْفَلِ تَحِيَّةً مُعْتَادَةً لِلزَّائِرِ، كَمَا كَانَتْ دَعْوَتُهُ إِلَى مَنْزِلِكَ لِلْإِقَامَةِ. كَانَ رَفْضُ الْمَلَائِكَةِ لِعَرْضِ لُوطٍ وَبَقَائِهِمْ فِي السَّاحَةِ، أَيِ الْمِنْطَقَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْبَوَابَةِ الْأَمَامِيَّةِ، أَيْضًا اسْتِجَابَةً شَرْقِيَّةً نَمُوذَجِيَّةً لِلْعَرْضِ الْأَوَّلِيِّ لِلضِّيَافَةِ… الْأَمْرُ أَشْبَهُ بِأَنْ نَقُولَ "لَا، هَذَا أَمْرٌ مُزْعِجٌ جِدًّا لَكَ". ثُمَّ كَانَتِ الاستجابةُ الْمُتَوَقَّعَةُ مِنَ الْمُضِيفِ هِيَ الْإِصْرَارُ عَلَى بَقَائِهِمْ… وَبِالطَّبْعِ، فَعَلَ الزُّوَّارُ ذَلِكَ. ظَلَّتْ رَقْصَةُ الْكابُوكِي الشَّرْقِ أَوْسَطِيَّةً الْوَدِيَّةَ بَيْنَ الْمُضِيفِ وَالضَّيْفِ مِنْ دُونِ تَغْيِيرٍ بَشَكْلٍ عَامٍّ حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا.

عِنْدَمَا نَتَنَقَّلُ عَبْرَ التَّورَاةِ، سَنَجِدُ عِدَّةَ إِشَارَاتٍ إِلَى شَخْصٍ "جَالِسٍ جَنبَ الْبَوَّابَةِ"، حَيْثُ وَجَدْنَا لُوطًا عِنْدَمَا وَصَلَ الْمَلَائِكَةُ. أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ أَنَّ الْبَوَّابَةَ كَانَتْ الطَّرِيقَ إِلَى مَدِينَةٍ مَسُوَّرَةٍ. إِذَا كَانَتِ الْمَدِينَةُ بِهَا سُورٌ فَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الْمَدِينَةَ كَبِيرَةُ الْحَجْمِ وَعَدَدَ سُكَّانِهَا كَبِيرٌ. ثَانِيًا، كَانَتِ الْبَوَّابَةُ تَحْتَوِي عَادَةً عَلَى بُرْجٍ وَبَعْضِ غُرَفِ الْحِرَاسَةِ، وَكَانَ يَتَوَجَّبُ عَلَى الشَّخْصِ الَّذِي يَدْخُلُهَا أَنْ يَمْشِيَ عَبْرَ غُرْفَتَيْن، وَيَقُومَ بِبَعْضِ الْمَنْعَطَفَاتِ السَّريعةِ، لِلْإِنْتَقَالِ مِنَ الْخَارِجِ إِلَى الْدَّاخِلِ؛

بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، كَانَ الْأَمْرُ أَصْعَبَ عَلَى جَمَاعَةٍ قَطَّاعِ الطُّرُقِ أَوْ جَيْشٍ يَنْدَفِعُونَ فَجْأَةً عَبْرَ الْبَوَّابَةِ إِلَى دَاخِلِ الْمَدِينَةِ. ثَالِثًا، كَانَتْ تُسَمَّى مَنْطِقَةُ الْبَوَّابَةِ، فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ، "سَاحَةَ الْمَدِينَةِ". كَانَ مَكَانًا عَامًّا لِلِاجْتِمَاعَاتِ، حَيْثُ كَانَتْ تُعْقَدُ فِيهَا الْأَعْمَالُ الرَّسْمِيَّة، حَتَّى أَنَّ الْمُحَاكَمَاتِ قَدْ تَحْدُثُ فِيهَا. كَانَتِ الْفِكْرَةُ أَنَّهُ مَهْمَا كَانَتِ الْأَعْمَال، كَانَتْ تَحْدُثُ عَلَنًا، وَكَانَ هُنَاكَ شُهُودٌ.

أُودُّ أَنْ تَلْحَظُوا فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ أَنَّ لُوطًا أَعَدَّ لِضُيُوفِهِ وَجْبَةَ طَعَامٍ مَعَ مَاتْزَا، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعِبْرِيَّةُ الَّتِي تَعْنِي خُبْزًا غَيْرَ مُخَمَّرٍ…… خُبْزٌ مَسَطَّحٌ يُصَنَعُ بِدُونِ خَمِيرَةٍ. يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَجِبُ إِعْدَادُ وَجْبَةِ الطَّعَامِ عَلَى عَجَلٍ…… لَا وَقْتَ مَتَاحًا لِلْخَبْزِ حَتَّى يَنْضَجَ. لِمَاذَا يُشَارُ إِلَى ذَلِكَ هُنَا؟ لِأَنَّنَا سَرِيعًا مَا نَكْتَشِفُ أَنَّهُمْ فِي حَالَةِ عَجَلَةٍ، حَيْثُ أَنَّهُمْ عَلَى وَشْكِ الْفِرَارِ. سَنَرَى مَشَاهِدَ مُمَاثِلَةً فِي عَدَدٍ مِنَ الْأَمَاكِنِ فِي سَفَرِ التَّورَاةِ، وَلَكِنَّ رُبَّمَا يَكُونُ أَشْهَرُهَا هُوَ الْخُرُوجُ مِنْ مِصْرَ، حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ أَخِيرَةٍ مِنَ الْفَطِيرِ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنَ الْحُصُولِ عَلَى وَجْبَةِ الْفَطِيرِ بِسُرْعَة! هَذَا الإِعْدَادُ لِلْخُبْزِ الْفَطِيرِ نَمُوذَجٌ آخَرُ مِنَ "الْأَنْمَاطِ" أَوْ "الْأَنْوَاعِ" الْعَدِيدَةِ الَّتِي نَجِدُهَا فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّس.

بَعْدَ ذَلِكَ، نَرَى الْحَدَثَ الَّذِي عَلِمَ بِهِ كَثِيرٌ مِنَّا لِأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي مَدْرَسَةِ الْأَحَدِ لِلْأَطْفَالِ: أَرَادَ رِجَالُ سَدُومَ إِيذَاءَ ضَيْفَي لُوطٍ، اللَّذَيْنَ كَانَا فِي الْحَقِيقَةِ مَلَائِكَةً، وَحَاوَلَ لُوطٌ أَنْ يَمْنَعَهُمَا. مَا لَمْ نَسْمَعْهُ عَلَى الْأَغْلَبِ فِي مَدْرَسَةِ الْأَحَدِ لِلْأَطْفَالِ هُوَ أَنَّ رِجَالَ سَدُومَ الْمُنْحَرِفِينَ وَالْأَشْرَارَ بِشَكْلٍ لَا يُصَدَّقُ أَرَادُوا ارْتِكَابَ أَفْعَالٍ جِنْسِيَّةٍ شَنِيعَةٍ مَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، وَأَنَّ لُوطًا عَرَضَ عَلَى هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ الشِّرِّيرَيْنِ ابْنَتَيْهِ إِذَا تَرَكَّا الْمَلَائِكَةَ وَشَأْنَهُمَا! إِذَا كُنتُ مِثْلِي، فَمِنْ غَيْرِ الْمُتَصَوَّرِ أَنْ أُقَدِّمَ ابْنَتِي لِلِاغْتِصَابِ، بَدَلًا مِنْ أَنْ يَحْدُثَ أَيُّ شَيْءٍ لِهَذَيْنِ الْغُرَبَاءِ. حَسَنًا، مَرَّةً أُخْرَى نُوَاجِهُ مَوْقِفًا ثَقَافِيًّا نَمُوذَجِيًّا تَمَامًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. كَانَ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَى الْأُسْرَةِ أَنْ تَعْتَنِيَ بِضُيُوفِهَا قَبْلَ أَنْ تَعْتَنِيَ بِنَفْسِهَا. كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَضَحُّوا بِحَيَاتِهِمْ لِحِمَايَةِ ضُيُوفِهِمْ، إِذَا لَزِمَ الْأَمْرُ. وَهَذَا مَا يَحْدُثُ هُنَا.

لَكِنَّنَا نَرَى أَيْضًا شَيْئًا آخَرَ: نَحْصُلُ عَلَى مِثَالٍ لِلشَّرِّ الْفَظِيعِ فِي سَدُومَ… شَرٌّ كَافٍ لِكَي يَقْرِّرَ الرَّبُّ اسْتِئْصَالَ الْمَكَانِ وَشَعْبِهِ؛ وَهُوَ شَرٌّ يَتَمَثَّلُ بِفِسْقٍ جِنْسِيٍّ نَجِدُهُ فِي سَفَرِ اللَّوِيِّينَ، يُصَنَّفُ بِاعتِبَارِهِ أَسْوَأَ خَطَايَا الْبَشَرِ أَمَامَ اللَّهِ، وَالْخَطِيئَةُ الْمَعروضَةُ هُنَا تَدُورُ حَوْلَ الْمَثَلِيَّةِ الْجِنْسِيَّةِ. قَدْ اشْتَهَى هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ رِجَالًا آخَرِينَ لِدَرَجَةٍ أَنَّهُ عِنْدَمَا عَرَضَ لُوطٌ بَنَاتَهُ الْعَذَارَى، رَفَضُوا.

لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتْرُكَ ذَلِكَ يَمُرُّ مِنْ دُونِ أَنْ أَقُولَ إِنَّهُ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ مُعْظَمَ ثَقَافَاتِ الْعَالَمِ الْعُلْيَا تَزِيلُ الآن كُلَّ وَصْمَةِ الْعَارِ الاجْتِمَاعِيَّةِ مِنَ الْمَثَلِيَّةِ الْجِنْسِيَّةِ، كَمَا فَعَلَتْ كَنَدَا لِلْتَوِّ، جَعَلَتِ الزَّوَاجَ بَيْنَ شَخْصَيْنِ مِنْ نَفْسِ الْجِنْسِ قَانُونِيًّا، وَبِذَلِكَ تَمَجَّدَ الْإِنْحِرَافُ الْجِنْسِيُّ، فَإِنَّنَا نَرَى رَأْيَ الرَّبِّ فِي الْأَمْرِ هُنَا فِي سَفَرِ التَّكْوِينِ تَسْعَةَ عَشَرَ؛ قَدْ دُمِّرَ كُلُّ مَنْ شَارَكَ فِيهِ. لَاحِظْ أَنَّ النَّصَّ لَا يَذْكُرُ أَنَّ أَهْلَ سَدُومَ قَدْ ارْتَكَبُوا عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ، وَلَا أَنَّهُمْ خَدَعُوا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَلَا أَنَّهُمْ مَارَسُوا الظُّلْمَ؛ فَالْخَطِيئَةُ الْوَحِيدَةُ الْمَذْكُورَةُ كَانَتْ الْمَثَلِيَّةَ الْجِنْسِيَّةَ. لَا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُورَ الْأُخْرَى حَدَثَتْ؛ وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ مَا سُجِّلَ لَنَا لِنَقْرَأَهُ بَعْدَ مَا يَقْرُبُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ عَامٍ.

يَجِبُ أَنْ نُكَافِحَ بِكُلِّ الْوَسَائِلِ الْمُتَاحَةِ لِمَنْعِ أُمَّتِنَا مِنَ السِّيرِ فِي هَذَا الْاتِّجَاهِ. مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّ كَثِيرًا مِنَّا فِي هَذِهِ الْغُرْفَةِ لَدَيْهِمْ أَطْفَالٌ أَوْ أَحْفَادٌ مَثْلِيُّونَ جِنْسِيًّا. إِنَّنَا مَا زِلْنَا نُحِبُّهُمْ، وَهَذَا أَمْرٌ مُؤَكَّدٌ. إِنَّ ارْتِكَابَهُمْ لِخَطِيئَةٍ مِنَ الدَّرَجَةِ الْأُولَى أَمْرٌ مُؤَكَّدٌ. إِنَّهُمْ مُخْطِئُونَ أَمْرٌ مُؤَكَّدٌ. وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن لدينا كنائس مسيحية تقوم الآن بترسيم المثليين جنسياً. هَلْ سَيَتَخَلَّصُ مُجْتَمَعُنَا الْأَمِيرِكيُّ مِنْ هَذَا الْفُجُورِ؟ مِنْ غَيْرِ الْمُرَجَّحِ. لَكِنَّ اتِّبَاعَ يَهْوَهَ لَا يَعْنِي إِجْرَاءَ اسْتِطْلَاعَاتٍ لِلرَّأْيِ وَحُكْمَ الْأَغْلَبِيَّةِ وَاتِّبَاعَ الْحُشُودِ. إِنَّ الْوَقُوفَ ضِدَّ مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ هُوَ وَاجِبُنَا، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ مَدَى غَيْرِ شَعْبِيَّتِهَا.

مَا يَحْدُثُ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ أَنَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ (الْمَلَائِكَةِ)، الَّذِينَ ظَنَّ لُوطٌ أَنَّهُ يَحْميهما، كَانَا فِي الْوَاقِعِ يَحْميان لُوطً، وَقَدْ قَامَا بِذَلِكَ أَوَّلًا عَنْ طَرِيقِ إِعْمَاءِ الرَّجُلَيْنِ، الَّذِينَ يُحَاوِلَانِ اقْتِحَامَ الْبَابِ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِمَا، بِطَرِيقَةٍ خَارِقَةٍ لِلطَّبِيعَةِ، ثُمَّ بِإِصْرَارِهِمَا عَلَى أَنْ يَغَادِرَ لُوطٌ وَعَائِلَتُهُ بِسُرْعَةٍ قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ الدَّمَارُ.