10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » التكوين » سِفْر التكوين الدرس أربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون
سِفْر التكوين الدرس أربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون

سِفْر التكوين الدرس أربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون

Download Transcript


سِفْر التكوين

الدرس أربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون

نحن على وشك أن نَبدأ في دراسة مليئة بالتشعُّبات مُقارنةً بعصرِنا وزمانِنا. دراسة ستَستَكِشف بعض مَجالات الكتاب المقدس التي لم يَسمَع بها الكثير منكم من قَبل، ناهيك عن اعتبارها نبوّية. وهي مُتوفِّرة في الإصحاحات الثلاثة الأخيرة من سِفْر التكوين.

سأخبرُكم بصراحة أنني منذ المرة الأولى التي أُجريت فيها هذه الدراسة، منذ عدّة سنوات، وحتى اليوم، غيّرتُ تفكيري في بعض استنتاجاتي. علاوةً على ذلك، ما تسبَّب في هذا التغيير هو بعض الأحداث الأخيرة التي أضافت مَعلومات جديدة ووضوحًا إلى مَزيج المعلومات. لذا، سأبذُل قصارى جهدي لفَصْل ما يبدو أنه حقيقة مَلموسة يمكنُكم الاعتماد عليها، عن التكهُّنات الضرورية للتطرُّق إلى هذا المجال المهمّ من النبوُّة. نعمْ، ستُراودني الشكوك؛ ولكن كما يقول لي صديق مُقرَّب لي في كثير من الأحيان، أحتفظ بالحقّ في أن أكون مخطئًا.

قراءة سِفْر التكوين ثمانية وأربعين بكامِلِه

تلقَّى يوسف رسالة عاجلة مفادُها أنّ أباه العجوز مريض جدًا، فأخذَ حاكم مصر وَلدَيه المولودَيْن من زَوجته المصرية أسيناث وذهَب إلى يعقوب، إسرائيل. وبينما كان يعقوب، وبجُهد كبير، يَرفَع نفسَه في الفراش (احترامًا لمنصِب ابنِه يوسف كوزير لمصر)، قرأ يعقوب العهد الإبراهيمي (بصياغة أخرى) على يوسف، بشروط العهَد الذي علَّمه إيّاها والده إسحاق، كما علَّمَه إياها والده إبراهيم. هي كما يلي: سيُصبح العبريون كثيرين جدًا، وسيُصبِحون "كاهال عميم"، أي جماعة مقدَّسة من أبناء الوطن. وسيُعطَون أرض كنعان كمُلْك أبدي.

الآية ثلاثة هي بداية تلاوة العهد، ويَروي يعقوب جزءًا سابقًا من حياته عندما يَتحدَّث عن لِقاء إل شداي (الله) في لوز. لوز هو اسم بديل لبيت إيل….. فهُما المكان نفسه. لم يَدعُ يعقوب الله باسم يَهوَه……يود-هيه- فاف-هيه…..لأنه، كما نَكتشِف لاحقًا، في سِفْر الخروج، في جَبَل سيناء، لم يكُن الله قد كَشَف بعدْ عن اسمه الشخصي.

دعونا نَتحدَّث عن الاسم الذي كان الله يَتسمّى به قبل عصر موسى…..الشداي. بادئ ذي بدء، لم يَتّضِح معنى هذا الاسم إلا مؤخرًا. لقد تعلَّمتُ طوال حياتي، وربما معظمكم أيضًا، أنّ إل شداي يعني "الله القدير". دعوني أؤكد على كَلِمة تقليد. لا يوجد على الإطلاق أي أساس لُغوي على الإطلاق لترجمة إل شداي على أنه الله سُبحانه وتعالى. في الواقع، إنّ التقليد الأقدم لما يمكن أن يَعنيه هذا الاسم الغامض بالضبط كان يَعتمِد بشكل عام على العَصر واللغة المَعينّة التي تُرجِم إليها. على سبيل المِثال، استُعمِلت أقدَم ترجمة يونانية للكتاب المقدس العبري، المُسمّاة بالسبعينية، تَرجمة مُختلفة لـ إل شاداي واعتمَدت "الله"، "القادر على كل شيء"، "السماوي"، وحتى "الرَب". الترجمة اللاتينية الأولى فاستخدَمت عبارة "القادر على كل شيء". أمّا النسخة السريانية فتَستخدِم "العلي" و"القوي".

لذلك، من الواضح جدًا أنّ كل هذه الكَلِمات كانت تخمينات في المقام الأول. ومع ذلك، بدأت مجالات…… دراسة اللغات القديمة و/أو المُنقرضة…… تُعطينا صورة أكثر دقة لمعنى بعض هذه الكَلِمات الغامضة.

وبما أنّ اللغة العبرية هي جِذع من اللغة الأكادية، نَجِد أنّه من خلال دراسة المُترادفات اللغوية، يمكننا أن نُحدِّد بعض هذه التعريفات.

يكاد يكون من المؤكد أنّ كَلِمة شداي هي مُرادِف لغوي لكَلِمة شادو الأكادية. وشادو تعني "جَبَل". لذا، من المُحتمَل أن يكون إل شداي يعني "إله الجَبَل". وهذا بالطبع يَتناسب مع العقلية العامة للبشر في ذلك العَصر القديم، المُتّصِف بأن الآلهة تعيش بشكل عام في أعالي الجبال؛ ومع فَهم العبريين الأوائل أنّ الله كان يعيش بالفِعل على قِمّة جَبل…..جبَل سيناء بالتحديد.

ثم يفعَل يعقوب إلى حدٍ ما شيئًا مُذهلًا؛ يأخذ ابني يوسف. تبنَّى إسرائيل أبناء يوسف. الآن، لقد سمعتُ بعض المتحدّثين المسيحيين يُجادلون بأنّ تبنّي يعقوب لهذين الطِفلَين لم يكُن شيئًا غير عادي؛ لقد كان ببساطة يَجعل هؤلاء الأطفال المصريين رسميًا من بني إسرائيل، بقبولِهم في قبيلة إسرائيل. صحيحٌ أنّ هذا النوع من الأشياء حَدَث بين القبائل في ذلك الوقت؛ وكان الإعلان هو كل ما كان مطلوبًا عادةً لتغيير جنسية الشخص أو انتمائه القبلي. لكن الفرق هو كما يلي: إنّ يعقوب لم يجعَل هؤلاء الأولاد إسرائيليين فقط؛ لمْ يجعَل هذين الولدَين مُساوين لبقيّة أحفادِه الكثيرين، بل جعلَهما على قَدَم المساواة مع أبنائه الاثني عشر. لقد جَعَل يعقوب أفرايم ومَناسيه ابنَين له، كما يقول في الآية خمسة: "… والآن ابناك…هما…. لي…. كما روبين وشمعون إبنيّ". لمْ يجعل هذين الولدَين المصريَين حفيدين بالتبنّي، بل جَعلَهما كأولاده. من الناحية الفنيّة، بدءًا من هذه اللحظة، ولفترة من الزَمن، سيكون من العَدْل أن نقول إنّه كان هناك الآن أربعة عشرة قبيلة من قَبائل إسرائيل: الـقبائل الإثني عشرة الأصليّة زائد أفرايم ومناسيه. ولكن، الأمور ليست دائمًا كما تبدو.

سنبْدأ اليوم دراسة صعبة ستَخضّ راحة البعض مِنكم. بالنسبة للبعض الآخر منكم، ستَجلِب لكم هذه الدراسة فَهمًا جديدًا كنتُم تبحثون عنه، وربما لم تَعرفوه. ستكون عميقة وصعبة إلى حدٍ ما. كما قد تتعارض مع بعض الأشياء التي علّمَتْها طائفتُكم كعقيدة كنسيّة صحيحة. إذا كنتم تَشكّون في الأشياء التي سأخبرُكم بها، فلا بأس… فقط اطلب من الله أن يُريكم الحق. وسوف يَفعل.

على الأقل، ستُساعِد دراستنا لسِفْر التكوين ثمانية وأربعين، الذي يَتمحوَر حول أفرايم، في الإجابة على سؤال الكثير منكم عن سبب هذا الاهتمام المُتزايد، إن لم يكُن الشغف الصريح، بإسرائيل والتوراة.

كما ترَون، منذ ما يقرب من ألف وتسعمئة عام، بذَلت الكنيسة قصارى جهدَها لتجاهُل، لا بل للتنصُّل من خطَّة الله المُعلنَة بوضوح أنه من أجلِ أن يَخلُص العالَم الأممي….. معظمنا في هذه الغُرفة….، يجب أن نُطعَّم بالتراث الروحي لإسرائيل. أتذكَّر أنّه عندما كنت طفلاً، كان القَسّ يُخبِر المُصلّين بأننا عندما نَقبَل المسيح فإننا نصبح مُتبنّين، أو مُطعَّمين، من عائلة الله. أفترِض أنّ هذا القول صحيح ويُشبه وَصْف قطعة فنيّة بأنها "مثيرة للاهتمام". إنها عبارة شائعة جدًا لدرجة أنها جمالية عريقة فقط. لكن المُشكلة هي أنّ الكنيسة نسيَت أنّ "عائلة الله" هي إسرائيل؛ وهذا بالتأكيد ليس الاستدلال الذي يقصُدُه معظم قادة الكنيسة التقليديّين.

إلامَ أُشير؟ أليست عائلة الله الحقيقية هي الكنيسة؟ نعم، ولكن الذي يجعَل منها كنيسة، هو أننا كتلاميذ ليسوع، نحن المؤمنين الأمميين قد طُعِّمنا من عهود إسرائيل….. ليس بدلاً من إسرائيل…. ليس كبَديل لإسرائيل… ولكن إلى جانِب إسرائيل. ولكن، هنا تَكمُن المشكلة……. الأمْر لا يَتعلَّق بإسرائيل الجسدية في حَدّ ذاتها، بل يَتعلَّق بالمِثال الروحي لإسرائيل.

الأمْر هو كما يلي: كلا العَهديَن القديم والعهد الجديد أُعطيا لإسرائيل. دعونا نتذّكر أنّ الوَعد بعهد آخر……بَعد عهد موسى على جبَل سيناء…… تمّ التنبؤ به في عدد من المواضِع في الكتاب المقدس العبري، ولكن ربما بِشَكل مُباشر في إرميا واحد وثلاثين.

(الكتاب المقدس الأميركي النموذجي الجديد) إرميا الإصحاح واحد وثلاثون الآية واحد وثلاثون "الأَيَّامٌ آتِيَةٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أَقْطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتِ يَهُوذَا، اثنان وثلاثون لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَخَذْتُهُمْ بِيَدِي لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، عَهْدِي الَّذِي نَقَضُوهُ، مَعَ أَنِّي كُنْتُ زَوْجًا لَهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. ثلاثة وثلاثون "وَلكِنَّ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: "أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. أربعة وثلاثون "وَلاَ يُعَلِّمُونَ أَيْضًا، كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: "اعْرِف الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ جَمِيعًا سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ أَصْغَرِهِمْ إِلَى أَكْبَرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ: "لأَنِّي أَغْفِرُ إِثْمَهُمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ".

والآن، انتبهوا إليّ جيدًا: مع من بالضبط سيُعقَد هذا العهد الجديد؟ كما يَرِد في إرميا الإصحاح واحد وثلاثون الآية واحد وثلاثون "…عندما أقطَع عهدًا جديدًا مع بيت إسرائيل وبيت يهوذا….". لا يُذكَر إنْ كان هذا العَهد شامل أو أنه يُعقَد بين الله والأمَميين. ولن تَجِدوا في أي مكان في الكتاب المقدس مِثل هذا الاقتراح. هل تُتابعونني؟ الأمميّون… وأنا واحد منهم……ليس لنا نصيب في هذا العهد الجديد، إلا إذا كنا بطريقة ما مَنظورون من الله…مُعلَنين من قِبل يَهوَه…كجُزء من بيت إسرائيل أو بيت يهوذا.

الآن، أشكّ في أنّ بينَنا هنا من يَعتقِد أنّ الكنيسة قد حَلّت مَحَلّ إسرائيل؛ ولكن، إن وُجِد، وهو على الأقل ليس متأكداً، فليَدَعني أُكمِل مع إرميا واحد وثلاثين لإيضاح الأمور.

إرميا واحد وثلاثون الآية خمسة وثلاثون "هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِي يُعْطِي الشَّمْسَ ضِيَاء النَهَارً، وَيثُبتَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ نُورًا لَيْلاً، الَّذِي يُثِيرُ الْبَحْرَ حَتَّى تَزْأَرَ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، ستّة وثلاثون، "إِنْ زَالَ هَذَا الثُّبُوتُ مِنْ أَمَامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، فَنَسْلُ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا يَنْقَطِعُ مِنْ أَنْ يَكُونَ أُمَّةً أَمَامِي إِلَى الأَبَدِ". سبعة وثلاثون، "هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: "إِنْ أَمْكَنَ قِيَاسُ السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ، وَأَسَاسَاتُ الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، فَأَنَا أَيْضًا أَطْرَحُ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ مَا فَعَلُوهُ، يَقُولُ الرَّبُّ.

بصراحة، إذا توقَّفت الشمس عن إصدار النور، وتَوقَّفت الأمواج في المحيطات، واختَفَت النجوم وتوقَّف القَمر عن الإضاءة، عندها فقط سيتوقَّف الله عن اعتبار شعب إسرائيل وذَريّتهم شَعبَه……وهذا ما تعنيه عبارة "أمّة أمامي".

ببساطة لا توجد طريقة للتغلُّب على كلّ هذا. لاهوت الإحلال من أسوأ أنواع الأخطاء؛ لأنه ليس خطأ، بل هو خِداع مُتعمَّد. لاهوت الإحلال……الذي يقول إنّ الكنيسة قد حَلَّت مَحلّ إسرائيل كشعب لله، والكنيسة هي التي نالت العهد الجديد، ليس نتيجة خطأ بريء أو جَهْل. بل كانت محاولة مُتعَمَّدة لإهانة المُختارين من الله، إسرائيل، لسرقة ميراثهم (العهود التي قَطَعها الله معهم)، وللإجابة على سؤال مُلِحّ بدأ المؤمنون يطرحونه مع مرور العقود بعد مَوت يسوع وخَراب أورشليم: إذا كانت إسرائيل ستَعود كأمّة، فأين كانت؟

ولكن، أيها الأمميون، لدينا أمَلْ. يمكننا أن نكون مَشمولين في هذا العهد الجديد لإسرائيل ويهوذا، وربما تمّ شَمْل مئات الملايين…. وربّما المليارات…. منا. ولكن، ليس فقط لأننا جَسَد دافئ، أو لأننا "صالحون".

كما ترَون، منذ عهد إبراهيم فصاعدًا، وَضَع الله حُكمًا بأنّ أي أممي (عادةً ما يُسمّى أجنبيًا أو غريبًا) يرغَب في التخلّي عن ولائه لآلهته الوثنية والانضمام إلى إسرائيل، لم يكُن مسموحًا له بذلك فقط……. بل كان مُرحَّبًا به. وكان يجب اعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى في إسرائيل. لم يكُن هناك تمييز بين أولئك الذين وُلِدوا طبيعيًا كإسرائيليين، أي العبريين، مقابِل أولئك الذين وُلِدوا خارج إسرائيل (الوثنيين) ولكنهم اختاروا أن يُصبحوا جزءًا من إسرائيل. أولئك الذين انضموا إلى إسرائيل كان لهم نفْس الحقّ في المُشارَكة في ميراث عهود الله مِثلهم مِثل المولودين الإسرائيليين.

ومع ذلك، أناشدُكم أن تسمعوا الله في هذه المسألة: خارج إطار أن تصبِحوا جزءًا من إسرائيل، لم يكُن ولن يمكِن أن يكون هناك، أي طريقة للمُشارَكة في الله. اسمحوا لي أن أقول مرة أخرى: لا أتحدَّث عن إسرائيل المَلموس (الجسدي) في حَدّ ذاتها، بل العنصر الروحي والمَثَل الأعلى التي تُشكِّله إسرائيل.

لربما تَعتبرون الآن أنّ هذا هراء…… التمييز بين إسرائيل الجسد وإسرائيل الروح؛ وهو تبرير يُناسِب أهدافي. حسنًا، إذا كان هذا صحيحًا، فلا تلوموني. بل لوموا الله الذي، من خلال بولس وغيره، مَيّزَ بالتأكيد بين إسرائيل الروح وإسرائيل الجسد.

ما سنَجِدُه عندما نَجمَع أجزاء الكتاب المقدس معًا، هو أنّ الله قد خَلَق خطة ونفَّذها بشكل حَلَقة. لقد خَلَق إسرائيل الجسد…البشر الذين يُدعَون العبريين….. كشعبه المُختار ليجلِب معرفة الله الواحد الحقّ، عن طريق شرائع الله وأوامِره، إلى العالم. لقد أطلَق "الكَلِمة" من إسرائيل، وتحديدًا من اليهود. ثم، لأّن معظم اليهود رَفضوا كَلِمة الله المُتجسِّد، المسيح، أعطى واجِب نشْر الإنجيل للأمميين. ثم بعد وقتٍ طويل، عندما نشْر الأمميون كَلِمة الله في العالَم كلِّه، أعادها إلى اليهود. قَبِل اليهود بالكَلِمة، التي هي المسيح، وخُلِّصوا.. وبهذه الطريقة خُلِّصت كل إسرائيل. إنها حَلَقة كبيرة.

سنُلقي نظرة على العديد من مَقاطع الكتاب المقدس التي توضِّح خطّة الله هذه بوضوح تام. دعونا فورًا نقرأ رومية اثنان.

قراءة رومية الإصحاح اثنان الآية ستة وعشرون إلى تسعة وعشرين

والآن، على الرُّغم من أنني كنت أستخدِم كَلِمة إسرائيل…وأننا يجب أن نكون جزءًا من إسرائيل… نرى يَستخدِم بولس كَلِمة يهودي بدلاً من إسرائيل. لماذا؟ لأنه على حدّ عِلْم الجميع في عَصر بولس، كان اليهود هم كل ما تَبقّى من إسرائيل؛ وفي أذهانِهم، كانوا يُمثِّلون إسرائيل. لذلك بالنسبة لبولس، كما هو الحال بالنسبة لمعظم اليهود، كان اليهود وإسرائيل شيئًا واحدًا.

ويقول بولس أنّه لكي تَكون يهوديًا حقيقيًا، إسرائيليًا حقيقيًا، يجب أنْ تَكون يهوديًا روحيًا، إسرائيليًا روحيًا…… ليست المسألة أن تَكون يهوديًا بالجسد. في الواقع يقول أنه لا يَهُمّ ما إذا كان الشخص مَختونًا….يعني أنّ هذا الشخص قد عَرَّف نفسه كيهودي….. أو ما إذا كان غير مَختون……يعني أنه غير يهودي، لأن تَعريف الله لليهودي الحقيقي يتمّ وِفْق حالة قلبِه، وليس جسدِه. إنّ مكانَته الروحية مع يَهوَه، وليس نَسبَه هو المُهمّ. ولكن، عَلامَ هي مكانته الروحية مَبنيّة؟ بناءً على أحكام العهود المَقطوعة مع إسرائيل…منها الإيمان بأنّ يسوع هو من يقول إنّه هو، وإنّه هو الله، وإنّه قادر على أن يُعلنَكَ طاهرًا ومقدسًا، وهو وسيلة الخلاص.

ولكي نَتأكد أنّ بولس يُشير اليهود والأمميّين عندما يَتحدَّث عن المَختونين وغير المَختونين، وليس فقط مُختلف اليهود الذين يعيشون الآن في ثقافات مُنتشِرة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، أو يَتحدَّث عن الاختلافات بين مختلَف الطوائف اليهودية، علينا أن نقرأ ما يقوله بعد ذلك في رومية الإصحاح ثلاثة الآية واحد.

قراءة رومية الإصحاح ثلاثة الآية واحد إلى ثلاثة

بما أنّ بولس يؤكِّد على أنه لا يوجد تمييز روحي بين الناس الذين يَثِقون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فَعَلَيه الآن أن يُجيب على السؤال المَنطقي الذي كان سيَسأله أي يهودي سَمِعَه يقول هذه الكَلِمات: إذًا ما الفائدة من أن يولد المَرء كواحد من شعب الله المُختار، أي يهودي، على الإطلاق؟

ويقول بولس أنّ كونَك يهوديًا بالجَسد له مزايا كثيرة، لأنّ إسرائيل "الجسدي" هو الذي أوْكَله الله بكَلِمة الله. ودعونا نَتذكَّر أنّ كَلِمة الله ليست فقط الكتاب المقدس…لأن يسوع يُدعى أيضًا "الكَلِمة التي صار جسدًا". كان يسوع يهوديًا بالجَسَد. لكنه كان أيضًا اليهودي بالروح… الإسرائيلي بالروح. لذا، في حين أنّ هناك تَمييزًا واضحًا، بين اليهودي الجسدي والأممي الجسدي، إلا أنه لا يوجد تَمييز بين من هو اليهودي بالروح (الإسرائيلي) إلاّ فيما يَتعلَّق بحالة القَلْب. أولئك الذين يَثِقون في يَهوَه، سواء كانوا يهودًا أو أمميين، هم يهود روحيّون (إسرائيل الروحي)؛ وأولئك الذين لا يَثِقون في الله، ليسوا كذلك. يا أصدقائي، حتى أولئك الذين بيننا يُعرِّفون عن نفسهم على أنهم أمميون بالجَسد، هم الآن يَهود بالروح إذا وَضَعوا إيمانهم في المسيح يسوع.

اسمحوا لي أن أقدِّم لكم طريقة أخرى للتَفكير في هذا الأمر من خلال تَعريف "مَلكوت الله". مَلكوت الله هو الناس الذين أسلَموا أنفسهم طواعيةً للرَب. الناس الذين يَعترفون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب على أنه الإله الحقيقي الوحيد. ولكن، أكثَر من ذلك، هم أولئك الذين يَعترِفون بهذه الحقيقة عن طريق الإيمان بالمسيح الذي أرسَلَه الله ليكون بديلاً لنا. لأنّ هذا الإيمان هو ما يَعتبرُه الله العامِل الوحيد لتحديد من هُم شعبُه ومن ليسوا شعبَه. ومع ذلك، فهذا هو السبب القانوني الكامل الذي يَجعَل هذا مُمكِنًا ضُمن العهود التي قَطَعها الله مع إسرائيل، وليس في أي مكان آخر. روحيًا بنو إسرائيل هم وحدُهم سكّان ملكوت الله. ملكوت الله هم الإسرائيليون الرّوحيون. بنو إسرائيل الرّوحيون هم اليهود والأمميون الذين يَثقِون بيسوع مُخلِّصًا. الإسرائيليون الروحيون ليسوا يهودًا اتّخذوا هوية أممية جسدية من أجل عبادة المسيح، والإسرائيليون الرّوحيون ليسوا أيضًا أمميون اتّخَذوا هوية يهودية جسدية لعِبادة المسيح. اليهود يَظلّون يهودًا، والأمميون يَظلّون أمميّين، والنقطة المُشترَكة هي الاتحاد في يسوع……بالاتحاد الروحي.

والآن، ما قُلتُه لكم قد يكون مُزعِجًا لليهود بينَنا أكثر من الأمميين. لذا، أريدكم أن تستمعوا جيدًا لما أقوله: أنا لا أؤكد بأي حال من الأحوال أنني أستطيع سلبكم تراثكم. أنا لا أقول بأي شكل من الأشكال أنّ شيئًا باطنيًا يحدُث لجسدي يَجعلُني يهوديًا بالجَسد عندما أؤمِن بالمسيح اليهودي، يسوع. ما أقوله هو أنه قَبْل أن يكون هناك إسرائيل بوقت طويل، كانت مبادئ الله وشرائعه وأوامره موجودة. بحكم التعريف، كانت هذه القوانين والمبادئ والأوامِر روحية بطبيعتها، أليس كذلك؟ كانت موجودة فقط في السماء. والرَب نفسه هو الذي أحْضَر هذه القوانين والأوامِر والمبادئ الروحية من السماء وأعطاها لإسرائيل، وجَعَلَها ملموسة. بإعطائه هذه الشرائع والأوامر الروحية لإسرائيل، اتَّخذت جانبًا ماديًا. ما يجِب ولا يجِب القيام به. وبعبارة أخرى، قَبْل أن يُعطى أي مخلوق مادي نواميس الله، كانت النواميس مجرَّد مُثُل إلهية. والآن، عندما أُعطيَت هذه الشرائع لمَخلوق مادي على جبَل سيناء…من بني إسرائيل…..وكُتِبت حَرفيًا على قطعة حَجَر ملموسة، فإنّ هذه الشرائع والأوامر والمبادئ قد اتَّخذت شكلاً ماديًا. ولكن….. لم يَتوقَّف جانبُها الروحي عن الوجود.

إنه مِثْل يسوع؛ إنه "الكَلِمة". لقد كان موجودًا كَكَيان روحي بحت حتى وُلِد طفلًا من رَحَم مريم. لبس الكَلِمة شكلاً جسديًا عندما دَخل العالَم ليخلِّصه.

بيت القصيد من أن تَكون إسرائيليًا…. أن تكون يهوديًا في طريقة تفكير بولس….. كان أنْ تَكون مخلوقًا جسديًا يُجسِّد هذه المُثُل الروحية لله ويَثِق فيها؛ هذه المُثُل الروحية التي أصبحَت شرائع، وأوامر، ومبادئ مادية وملموسة.

لذلك، فإنّ الله يرى أي شخص يُجسِّد هذه المُثُل على أنّه إسرائيلي حقيقي. مرة أخرى، بالمعنى غير المادي….. ولكن الروحي. ومِثلما كان الرَمز المادي لكَون المَرء إسرائيليًا هو الخِتان، فإنّ الرمز الروحي لكون المرء إسرائيليًا بالروح هو ختان القلْب….. الثِقة بيسوع.

اقلِبوا كتبكم المقدّسة إلى أفسس اثنان. لنقرأ الآية الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة.

قراءة أفسس اثنان الآية الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة

الأمْر واضِحٌ جدًا. الأمميّون بالوِلادة (أي الأمميون بالجسد) هم أجانب (غُرَباء) عن عائلة الله…عائلة الله التي تُعرِّف بأنّها إسرائيل. ولكن، الآن، هؤلاء الغُرباء أصبحوا قريبين من…أُعلِنوا مواطنين في إسرائيل، أعضاء في عائلة الله، من خلال عَمَل المسيح. مرة أخرى، ليس إسرائيل الجسد، بل المَثَل الأعلى الروحي لإسرائيل.

المُفارقة في كل هذا، هو أنه بينما، اليوم، يُنكِر المؤمنون الأمميون عمومًا أنه عندما نَخْلُص، نصبِح مواطنين في إسرائيل الروحية، في أيام بولس، كان اليهود يُطالِبون بأن يُصبِح الأمميون المُخلَّصين، جزءًا من إسرائيل الجَسَد…أي أنّه كان عليهم أن يُصبِحوا يهودًا من خلال وَضْع علامة على جسدِهم وهذه العلامة الجسدية كانت الختان.

الآن، دعونا نربِط النقاط. اقلُبوا صفحتَين للوصول إلى رومية تسعة.

قراءة رومية الإصحاح تسعة الآية ستّة إلى تسعة

هنا تَرِد بطريقة أخرى: ليس كل إسرائيلي بالضرورة جزءًا من إسرائيل الحَقيقية. ومن دون جَدَل، لن يَكون كل أممي جزءًا من مَلكوت الله. أليس كذلك؟ بالطبع، ما الذي انتَهى بولس للتو من شرِحِه عن إسرائيل الحقيقية، واليهودي الحقيقي؟ شَرَح عن السياق الروحي للمَثَل الأعلى لإسرائيل، وليس المادي بمعنى أن يكون له أم يهودية ببساطة.

ويُكرِّر هذا في الآية ثمانية: ليس الأبناء بالجَسَد، بل الأبناء المُشار إليهم بالوعد هم الأبناء الحقيقيين…… أولئك الذين يَثِقون بالله في قلوبِهم.

دعونا نَختتِم هذا الجزء من الدرس بقراءة غلاطية ثلاثة.

قراءة غلاطية ثلاثة الآية ستّة وعشرون إلى تسعة وعشرين

إذا كنت تَنتمي إلى يسوع، يهوديًا كنت أم غَير يهودي، فأنت من نَسْل من؟ من نَسْل إبراهيم، ومن ورَثة أي وَعد؟ الوَعد الذي أعطاه الله لإبراهيم. وأين يوجد هذا الوَعد لإبراهيم؟ ضُمن العَهد الذي قَطَعَه الله مع إبراهيم…… أوّل عبري. هل إبراهيم هو أبو بني إسرائيل، أم هو أبو الأمميين؟ بالطبع، هو أبو بني إسرائيل.

كل رَجائنا، كأمميين، هو أن نُصبِح من بني إسرائيل الروحيين…. وهو ما نفعَلُه بالثِقة بالمسيح…. لكي نُصبِح شركاء في المواعيد….. أو أفضل، العهود….المعاهدات….المُبرَمة بين الله وبينهم. الإسرائيلي، المسيح يسوع هو الذي يَقودُنا إلى ذلك، وجَعَل ذلك مُمكِنًا بتضحيتِه على الصليب.

ولكن، ليس هذا كلّ ما في الأمر. كان المسيح جزء من خطَّة الله. بالتأكيد الجُزء الأكثر أهمية، لكنه لم يكُن الخطّة بأكملِها.

لنَعُدْ الآن إلى سِفْر التكوين ثمانية وأربعين، لنُعايِن جزء آخر من الخطّة.

إحدى آثار هذا التَبنّي والمُبارَكة من قِبَل يعقوب هو أنّ نِعمة البِكر قد أُسنِدت أخيرًا…… ليوسف. الآن، قد لا يبدو الأمر كذلك للوهلة الأولى، ولكن هذا هو الحال. إحدى السمات المتأصلة في بركة المولود البكر هي أن الشخص الذي يحصل عليها يحصل على حصّة مُضاعَفة….. حتى أنّ الاسم الآخر لبَرَكة المولود البِكر هو بَرَكة "النصيب المضاعف". المُصطلحان يَعنيان تقليديًا نفْس الشيء، أي أنّ الابن الذي يَحصُل على بَرَكة المولود البِكر يحصُل على ضُعف (أو أكثر) ثروة العشيرة، أي ضُعف ما يحصُل عليه أي شخص آخر.

حصَّة يوسف المُضاعَفة تتجلّى في حصول يوسف على حصّتَين كامِلتَين من "إسرائيل" نفسها. كيف يمكن أن يحدُث ذلك؟ بجَعْل إبني يوسف، إبنان ليعقوب، فيَحصُل كل واحد من أبناء يوسف على نصيب كامل من كل الثروة والسُلطة والتراث بالتساوي مع إخوتهم الجدُد، قبائل إسرائيل الاثني عشر الأخرى. فَكِّر في الأمْر على هذا النحو: كل أبناء إسرائيل الآخرين، من روبن وصولاً إلى بنيامين، بما أنهم كانوا اثنا عشرة، كان يَحقّ لكل منهم بوراثة واحد على اثنا عشرة من كلّ ما كان يملِكُه إسرائيل. ولكن، بما أنّ ابني يوسف كانا يُعتبران الآن ابني يعقوب، فقد حَصَل كل واحد مِنهما على حّصة مُتساوية أيضًا. وهكذا، حَصَلت عائلة يوسف، قبيلة يوسف، على البَرَكة المُضاعفة حيث حَصَلت على حصّتَين من إسرائيل (حصّة لكلّ من أفرايم ومناسيه) بينما حَصَل جميع الأبناء الآخرين على نصيب واحد فقط.

الآن، ربما تقولون إنّه بإضافة أفرايم ومناسيه، أصبح هناك الآن أربعة عشرة ابنًا، أربع عشرة قبيلة من قبائل إسرائيل. إذًا، لماذا نَقسُم على اثني عشرة وليس أربع عشرة؟ أولاً، كما سيوضِّح لكم في الكتاب المقدس، لم يحصُل يوسف على الحصّة الثانية عشر، بالإضافة إلى حصول كل واحد من أبنائه على حِصّة. كانت الفِكرة هي أنه بإعطاء ابني يوسف حصّة لكل واحد، واحدة من اثني عشرة لكلّ واحدٍ منهما، كان التأثير هو نفسه إعطاء يوسف اثنتان من اثني عشرة……بشَكل مُضاعَف. لذا، كما سنرى قريبًا، سيَحُلّ يوسف، حتى اليوم، مَحلّ (أو، بشكل أدقّ، مُمِّثلاً) كقبيلة من إسرائيل من خلال ولَدَيه…… كل مِنهما أُعطي له قبيلة خاصة به… قبيلة أفرايم وقبيلة مناسيه.

لكن لا تزال هناك مُشكلة، حتى مع إزالة يوسف إذا جازَ التَعبير، من قبائل إسرائيل، واستبداله بوَلَدَيه، لا يزال لدينا ثلاثة عشرة قبيلة من قبائل إسرائيل وليس اثني عشرة. أليس كذلك؟ الاثنا عشرة الأساسية، ناقِص يوسف، تُساوي أحد عشر، أَضِف ابنَّي يوسف، فنحصُل على ثلاثة عشرة.

حسنًا، تَظهَر الإجابة بعد مرور حوالى أربعة آلاف وخمسمئة سنة من هذه البَرَكة المُنْتقِلة، وسندرُس ذلك في المرّة القادمة التي نلتقي فيها. أعطيتُكم حتى هذه النُقطة، أجزاءً تتعلَّق بنبوءات مُعيَّنة عن بني إسرائيل، كما ناقشنا إفرايم بإيجاز. ولكن، بعد أن وصَلْنا إلى هذه النقطة المهمّة من سِفْر التكوين، حان الوقت لنوَضِّح تأثير بَرَكة يعقوب المُنتقِلة إلى ابنّي يوسف المصريّين، أو بالأحرى، كيف ستؤثّر هذه البَرَكة المُنتقلِة على نَسْل أفرايم ومناسيه في المُستقبل البعيد. لذا، دعونا نتوقَّف هنا لهذا الأسبوع، وفي المرّة القادمة سنقرأ عدّة مَقاطع من الكتاب المقدس ستُساعِدنا في شرْح أهمية ما حَدَث للتوّ هنا في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين.