10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » الخروج » الدرس السابع عشر – الإصحاح عشرون
الدرس السابع عشر – الإصحاح عشرون

الدرس السابع عشر – الإصحاح عشرون

Download Transcript


خروج

الدرس السابع عشر – الإصحاح عشرون

اقرأ الإصحاح عشرين كله

إن محتوى دِراستنا لهذا الأسبوع والأسبوع القادِم ورُبما لبُضعة أسابيع أخرى بعد ذلك، مُعقّد ومُثير للجَدل أحياناً، وليس لضُعفاء القلوب. ولكن، إذا قرّرْت أن تركّز ذِهنك على ما سَنُناقشه وتَطلب من الله، من خلال الروح القدس، أن يعلّمك، أعتقد أنك ستَخْرُج بِحبّ وفهم أعمق ليَهْوه ولكلمته المكتوبة؛ لذا، تَحمّلوا معي بينما نَدخل في مستوى من التفاصيل التي عادةً ما أحاول تجنّبها لأنها مُملّة للغاية ونتناول بعض الموضوعات التي تتحدّى بعضاً من تفكيرِنا المسيحي الإنجيلي التقليدي. ليس هدفي هو أن أحوّلكم إلى عُلماء أو فنانين في المناظرات الكتابية أو ثوّار على الكنيسة….. بل هدَفي هو بِبَساطة أن أقدّم لكم ما كشفه يَهْوه بِوُضوح وحرفياً في كلِمته المكتوبة، ولكن يبدو أنه قد ضاع في خَلْط الطوائف…. وأترُكَكم تُقرّروا كيف تردّون عليه.

إذا كان كتابك المُقدّس يحتوي على عنوان في بداية هذا الإصحاح، فمن شِبه المؤكد أنه سيقول "الوصايا العشر"، وبالفعل، فإن هذه الآيات من الإصحاح العشرين من سِفِر الخروج هي مَصدر ما تمسَّك به المسيحيون لقرون عديدة على أنه تلك العقيدة التي هي أساس الحياة المعنوية والأخلاقية والصالحة. في اليهودية والمسيحية على حدّ سواء، تُعرف الوصايا العشر في الأوساط العلمية واللاهوتية بـ "ديكالوغ" (الوصايا العشر).

الآن، قبل أن نمضي قدماً، لديّ فضول: كم من الناس هنا سيقولون أنهم يؤمنون حقاً أن الوصايا العشر حقيقية وصحيحة وأنها بالفعل كلمة الله لشعبه؟ حسناً كم من هذه الوصايا نحن الكنيسة، جَسد المسيح، يجب أن نكون مُطيعين لها؟ هل الوصايا العشر قائمة يُمكننا أن نختار منها…….نختار منها ما يُعجبنا ونتجاهل البعض الذي لا يعجبنا؟ حسناً. إذن، بشكل عام، الجميع هنا تقريباً مُقتنعون بأننا يجب أن نكون مُطيعين لجميع الوصايا العشر، أليس كذلك؟ حسناً. فقط أردْت أن أعرف.

إن وصايانا العشرة العزيزة هي بداية "إعطاء الناموس" كما يُطلق عليها غالباً في كل من الأوساط اليهودية والمسيحية. مباشرةً بعد إعطاء الوصايا العشر (وهي الوصايا العشر الأولى)، يُعطى المزيد من الشرائع، وهذا كلّه يُسمى "عهد موسى" أو العهد الموسوي أو العهد السّيناوي أو كما تعتقد الكنيسة عادةً العهد القديم.

سيكون عهد موسى هو العهد الرئيسي الثاني الذي قَطعّه الله مع مجموعة محدّدة من الناس، العبرانيين. الأول كان مع إبراهيم والآن، هناك بالتأكيد بعض الإعلانات التي قطّعها الله قبل إبراهيم، إلى آدم وحواء في جنّة عدن، وأخرى إلى نوح بشأن الطوفان العظيم ووعْد الله بعدم تدمير العالم بالطوفان مرة أخرى ويُشير بعض المعلّمين والعلماء إلى هاتين المجموعتين من الإعلانات، في بعض الأحيان، كعُهود. لسنا بحاجة إلى الدخول في جدَل لاهوتي حول هذا الأمر؛ لأغراض هذا الفصل، سنقوم فقط بتسمية ثلاث عُهود خطّية على أنها "عهود": عُهود إبراهيم وموسى والمسيح.

هناك بعض النقاط البارزة التي ستُمهّد الطريق لِدَرسنا: أولاً، الإشارة إلى العهد الموسوي على أنه العهد القديم هو تسمِية خاطئة مؤسِفة؛ لأنها ترسُم صورة مفادُها أن الكتاب المُقدّس يحتوي بِبَساطة على عهدين ليَهْوه: القديم والجديد؛ ومن هذا التفكير تأتي التّسمية التي نُطلقها على نصفَيْ الكتاب المُقدّس، العهد القديم والعهد الجديد، وهذا، بالطبع، يَستبعد عهد إبراهيم الذي هو أقدم من عهد موسى بِسِتّة قرون. ثانياً: كل عهد من هذه العهود الثلاثة قائم بذاته بصِفاته الخاصة، وفي الوقت نفسه مترابط بشكل مُتناسق، أي أنها تعمل جميعاً معاً لتحقيق مقاصِد يَهْوه الإلهية. ثالثاً، لهذه العهود الثلاثة "بريت" (الكلمة العبرية للعهود)، جميعُها شكل متشابه. لقد تحدّثنا بإسهاب قبل بضعة أشهر عن طبيعة وشكل العهود التوراتية، ولا يَسمح لي الوقت أن أُعيد الحديث عنها كلها مرّة أخرى. إلا أنني أريد أن أشير إلى أن أحد العناصر الرئيسية العديدة المشتركة بين العهود الثلاثة هو أن لكل منها علامة مرتبطة بها أعطاها الله لأولئك الذين يشاركون في العهود؛ فعلامة العهد الإبراهيمي كانت ختان الذكور. كان مطلوباً من أي شخص يتوقّع أن يكون جزءاً من ذلك العهد، من قبل الله، أن يُخْتتَن كعلامة خارجية لقبوله للشروط. إن علامة عهد موسى، كما سنرى بعد قليل في الكتاب المُقدّس، هي "السباث"، السبت، أي أن مراعاة السبت كانت العلامة الباطنة جزئياً والظاهرة جزئياً لكل الذين قبِلوا الناموس، الوصايا العشر وكل الشرائع والأحكام الأخرى التي شكّلت العهد الثاني من عهود الله. إذا كُنت تتوقّع أن تكون جزءاً من شعب الله المُنفصِل والمتميّز، شعب إسرائيل، فإن مراعاة السبت كانت إلزامية كعلامة على قبولِك ربوبية يَهْوه على حياتك. العهد الثالث والأحدث من العهود هو عهد يسوع، المسيح. علامة هذا العهد هي الروح القدس، أي أن هذا عهد علامته ليست ظاهرة، بل باطنية، في الشخص الذي يَقبل شروط عهد يسوع المسيح ويرغب في المشاركة فيه. اسْمَحوا لي أن أقولها بطريقة أخرى: علامة خلاصك هي أنك في اتّحاد مع يسوع "ها-ماشايخ" بواسطة الروح القدس الذي وَضعه الله فيك. إنه في حدّ ذاته غير مرئي ظاهرياً مثل يسوع.

لاحِظ تدرّجاً مثيراً للإهتمام: علامة العهد الأول هي في الجسد، الختان. إنها علامة على جَسدك وعلامة العهد الثاني هي في النفس (التي تحتوي على العقل والإرادة)، في شكل طاعة المرء المُستمرة للإمتثال للسبت. إنها علامة على أنك تفعل. أما علامة العهد الثالث فهي في الروح، حيث يضع الله في روحنا البشرية أو إلى جانب روحنا البشرية روحه القدوس. هذه علامة على أنك تصبح….. أي أنك تصبح خليقة جديدة.

سوف ننظر إلى الإصحاح عشرين بعناية فائقة لأن أحد أصعب التحدّيات التي تواجهها الكنيسة الحديثة، بشكل جماعي وكأفراد، اليوم هو فكّ تشابك قرون من العقيدة التي وضَعها الإنسان عن الحقيقة الخطّية التي نفخ فيها الله. ما قد يبدو وكأنه تَحوُّل تافه في كلمة أو عبارة يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى خطأ جسيم.

لقد أدى إنشاء الكنيسة الأنجليكانية، ثم الإصلاح البروتستانتي (الذي حدث في نفس نوع اختراع المطبعة تقريباً) إلى وصول الجماهير المؤمنة لأول مرة إلى الكتاب المُقدّس. كانت تلك الأحداث لحظات فاصِلة في حياة الكنيسة. نحن اليوم نعيش أيضاً في عَصر التغييرات الكاسِحة داخل الكنيسة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الوصول إلى المعرفة التي كانت مخبأة في أعماق أحشاء المؤسّسات الدينية العبرية والمسيحية. يُمكن للعلمانيين الآن أن يتعلّموا عن بنية اللغة العبرية والفروق الدقيقة في الثقافة الإسرائيلية القديمة؛ لدينا الآن إمكانية الوصول الفوري إلى الوثائق القديمة مثل مُجمّع نيقية وإنجيل توما وكِتابات آباء الكنيسة الأوائل مثل أوريجانوس ويوسابيوس وجيروم. لم تَعد مثل هذه المعلومات متاحة فقط في معاهدنا اللاهوتية ومجموعات مكتباتنا الخاصة. ما نكتشفه هو أنه كانت هناك بعض الأجِندات الخفيّة في العمل التي صَبغت تفسيرات وتعاليم الكتاب المُقدّس، حتى أننا نجِد مصادر بعض التقاليد الكنسيّة التي، بصراحة، يجب أن تُزال من حياتنا وكان على رأس تلك الأجِندات الخفيّة والمنسيّة منذ زمن طويل، ومما يُخجلنا كثيراً، التحيّز ضدّ كل ما هو يهودي، والإستعداد لتعريض تعاليم يَهْوه للخطر بالممارسات الوثنية.

فيما يتعلق بدرسِنا اليوم، هناك إذَن بعض الافتراضات الأساسية التي عِشناها جميعنا تقريباً طوال حياتنا المسيحية إن لم يَكن في كل حياتنا الطبيعية حول الوصايا العشر التي تشكّل مع يسوع أساس الأخلاق والآداب المسيحية، متسلّحين بِبعض المَعرفة التي قال يسوع إننا سَنكتسِبها في نهاية الأزمِنة، قد لا يكون هناك وقت أنسَب من الآن لنفحَص بعناية أكبر بعض تلك الإفتراضات حول الوصايا العشر.

دعونا نبدأ بالآية الأولى من الإصحاح العشرين، حيث جاء في مُعظم الكتب المُقدّسة، "و (أو عندئذٍ) تكلّم الله بكل هذه الكلمات قائلاً: "….

الكلِمة التي أودّ التركيز عليها هي قرب نهاية تلك الآية؛ والكلمة هي "وورد". أريد أن أتحدّث عن ذلك قليلاً لأن كلمة "و-و-ر-د" هي المصطلح الذي يَستخدمه الله عند الإشارة إلى ما تسمّيه الكنيسة الآن "الوصايا العشر". مع ذلك، ستُلاحظون أننا لم نرَ الله في أي مكان في الإصحاح عشرين يُطلق لقب "الوصايا العشر" على ما تكلّم به إلى موسى. بما أن لقب "الوصايا العشر" لا يظهر هنا، فهل هذا يجعلها عقيدة وليس تفسيراً خطياً حرفياً؛ أي مثل الأمان الأبدي أو الفرح أو الثالوث، وكلّها عقائد وألقاب وأسماء لا تظهر في الكتاب المُقدّس بل هي مُستمدّة من أفكار واردة في الكتاب المُقدّس، هل الوصايا العشر مجرّد إسم من صُنع الإنسان لعقيدة؟ أم أن عنوان "الوصايا العشر" يظهر حرفياً في مكان ما في الكتاب المُقدّس تحت هذا الإسم؟ إن الإجابة على السؤال الأخير هي "لا"، وسَننظُر عن كثب في ذلك بعد دقيقة واحدة فقط.

قبل ذلك، دعونا نرى في العبرية الأصلية، ماذا تعني كلمة "وورد" كما هي هناك في خروج عشرين على واحد؛ لأن "وورد" هي ما يسمّيه الله ما نسمّيه تقليدياً الوصايا. إن الإسم الأكاديمي الرّسمي "الوصايا العشر" هو الإسم اليوناني الذي يعني "الكلمات العشر"، وليس الوصايا العشر. في اللغة العبرية ما نترجمه إلى الإنجليزية بكلمة "وورد" هو "دبار". دبار تعني الكلام، وتعني تَوصيل الفِكر من خلال الكلام المَسموع. الدبار هو قول؛ حَركة الأوتار الصوتية، أو الكلمة تماماً كما نفكّر في كلمة "وورد"، كما نَستخدمها في التواصُل الشفهي….التحدّث بلغة ما. إلا أن لا شيء في هذا المصطلح يشير إلى أنه أمر. بل إن لفظة "دبار" محايِدة: أي أنها لا تميّز محتوى الكلمات، فالكلام يمكن أن يكون عن أي شيء.

إذًاَ، ما يتم إيصاله لنا في هذه الآية الأولى من الإصحاح عشرين هو أن موسى لم يتلقّ الوصايا العشر من خلال الإلهام الإلهي؛ بل إن الله قال هذه الكلمات بشكل مَسموع، بطريقة يُمكن أن تَسمعها آذان البشر. أعطى الله هذه الكلمات عن طريق الوَحي وليس الإلهام. إن الكثير من الكتاب المُقدّس قد تمّ، في الواقع، من خلال الإلهام الإلهي: أي أن الروح القدُس حَمل إنساناً، بِشكل خارق للطبيعة، وبطريقة ما بالإشتراك مع عَقل ذلك الإنسان نفسه على كتابة ما هو حقيقي ومُطلق وإلهي وما رأى يَهْوه أنه يريد أن يَعرفه البشر عنه وعن خِطَطِه وخَليقته. ولكن هنا، في سِفِر الخروج عشرين، لم يكن ذلك إلهاماً إلهياً نزل على إنسان وتم تسجيله: بل كان الله يتكلم (وهو معنى كلمة "أوراكل") لموسى وإسرائيل بِصوْت مَسْموع، وما هو مكتوب في الكتاب المُقدّس هو الكلام الفعلي الذي تكلّمه الله وسَمعه بنو إسرائيل في ذلك اليوم. لقد أراد يَهْوه أن تكون هذه الحقيقة واضحة جداً، لكل الأزمنة، لدرجة أن الله نفسه لم يَنطق بهذه الكلمات بِصَوْت مسموع فحسب، بل فيما بعد "بإصبعه" (بِشكل مجازي) نَقش أيضاً هذه الكلمات نفسها على ألواح حجرية لكي تُحفظ على مرّ تاريخ البشرية. لم يكن للإنسان أي علاقة بذلك في أي مرحلة من المراحل. ومرّة أخرى، هذا يختلف تماماً عن معظم الكتاب المُقدّس، الذي يتضمّن تعاوناً غريباً بين الله والإنسان.

الآن، قد يُجادل بعض الحكماء اليهود القدامى، إلى حدّ ما، فيما قُلته لكم للتوّ عن أن يَهْوه قال هذه الكلمات. ستقول أقلّية صغيرة أن الوصيّتين الأولى والثانية فقط هي التي قالها يَهْوه مباشرةً لموسى وبني إسرائيل، والباقي كتَبَه على ألواح الحجر. مَنطقهم هو أنه في الوصيّتين الأوّليّتين تكلم الله عن نفسه بِضمير المتكلّم، ولم يفعل ذلك في الوصايا الثماني الباقية. لذلك يقولون إن يَهْوه لم يتكلّم إلا بالوصيّتين الأوليّتين فقط بِصَوت مسموع، ولا شيء أكثر من ذلك. لا يوجد شيء في الكتاب المُقدّس يُشير إلى ذلك…. في الواقع يُشير الكتاب المُقدّس إلى أن الوصايا العشر كلها تمّت تلاوتها بصوت عالٍ….. والجزء الأكبر من العلماء العبرانيين القدماء والمحدّثين يتفّقون مع موقفي هذا.

ارجع إلى سِفِر التثنية إثنين وعشرين على خمسة – اقرأ

يجب أن يوضّح ذلك بوضوح تام أن يَهْوه أعلن "الكلمات" العشر بِصوْت عالٍ ليَسمعها جميع بني إسرائيل؛ وأن بقيّة الشريعة أعطاها لموسى، ولكن ليس بِصوْت عالٍ ليَسمعها الآخرون.

والآن، بالنسبة للعنوان الذي تُعطيه الكنيسة تقليدياً للعنوان الذي يلي الآية الأولى: الوصايا العشر. لم يُعطَ هذا الخطاب من الله إلى إسرائيل (الآيات من إثنين الى سبعة عشرة من سِفِر الخروج عشرين) عنواناً رَسمياً إلا في وقت لاحِق، في خروج أربعة وثلاثين على ثمانية وعشرين، وهذا العنوان الرسمي في العبرية هو "إسر دبار". في الواقع، "إسر" هي كلمة عبرية شائعة تُستخدم للرقم عشرة؛ ولكن ماذا تعلّمنا للتو أن "دبار" تعني؟ تذكر، في الآية الأولى من سِفِر الخروج عشرين، نقرأ "وَتَكَلَّمَ اللهُ بِكُلِّ هَذِهِ "الدَبارَ" (الكلمات) قَائِلاً …. دبار تعني "كلمة" أو "كلمات". قول، كلام. أي، حيث يقول سِفِر الخروج أربعة وثلاثين على ثمانية وعشرين في مُعظم أسفارنا المُقدّسة "الوصايا العشر"، الترجمة الصحيحة، التي تتفق مع سِفِر الخروج عشرين هي "الكلمات العشر". بالتالي، فإن الترجمة اليونانية الأصحّ التي يَستخدمها علماء الكتاب المُقدّس هي "ديكالوغ" … "ديكا،عشرة…."لوغ"، كلمات.

الآن، قد تقولون: أليس في ذلك نوع من التكلّف أو الإفراط في التقنية، لأن ما يلي هو بالتأكيد عشر وصايا، عشر وصايا من الله علينا أن نَتْبعها؛ فما الضرّر في أي شيء نختار تسمِيَتها؟

قبل أن أتطرّق إلى الأسباب التي تجعل تَسمية الجزء الأكبر من سِفِر الخروج عشرين "الوصايا العشر" تمثّل مشكلة، يجب أن تَعرف أنه بعد سِفِر الخروج أربعة وثلاثين على ثمانية وعشرين لا يوجد سوى مَوْضعين آخرين في الكتاب المُقدّس يُستخدم فيهما عنوان "الوصايا العشر": وذلك في تَثنية أربعة على ثلاثة عشرة وعشرة على أربعة. وفي جميع الحالات فإن العبارة التي تُترجَم بشكل عام تقريباً في كُتبنا المُقدّسة على أنها "الوصايا العشر"، هي في الواقع بالعبرية "إسر دبار" …. حرفياً، الكلمات العشر.

ولكي أوضح لك المشكلة في تحويل كلمة "دبار" التي تعني بِبَساطة كلمة أو كلمات، إلى أوامر أو وصايا بشكل خاطئ، أحتاج أولاً أن أتناول مسألة أخرى، وهي تَرقيم الوصايا العشر أو الأفضل، الكلمات العشر.

إذا كان لديك "الكتاب المُقدّس الأزرق"، أي الكتاب المُقدّس اليهودي الكامل، وكنتَ جالساً بِجوار شخص ليس لديه واحداً، فمن فضلك ابْتعِد قليلاً وشارِكه بينما ننظر إلى الإصحاح عشرين من سِفِر الخروج. سَوف تلاحظون في الهامش الأيسر، قبل كل من الوصايا العشر المزعومة، حرف عبري واحد. ما تمثّله هذه الحروف في الواقع هو الأرقام، لأن الحروف الأبجدية في نظام الكتابة العبرية تُستخدم أيضاً لتمثيل الأرقام. أول حرف عبري تراه هو حرف الألف. بالإضافة إلى كَونه جزءاً من الحروف الأبجدية، يمثل الألف أيضاً الرقم "واحد". الحرف الثاني الذي تراه (تحت الألف) هو الحرف العبري "بيت"، والذي يمثل أيضاً الرقم "إثنين" ويستمر هذا النمط حتى نصِل إلى الحرف العبري "يود" الذي يمثل الرقم "عشرة". ليس من الصعب معرفة ذلك.

الآن، افْهموا أن هذه الأرقام العبرية في العبرية الأصلية كانت تَظهر فعلياً في هامش النصّ تماماً كما تَرون هنا في الكتاب المُقدّس اليهودي الكامل. في أقدّم المَخطوطات العبرية التي لدينا (بما في ذلك مخطوطات البحر الميت) كانت الوصايا العشر أو الكلمات العشر، قد أُعطي لكل منها رقم عبري يَسبق الوصيّة الموجودة. قّرّرت نِسخنا الحديثة في مُعظمها حذف ترقيم الوصايا أو الكلمات.

الآن بِدون النظر إلى أي من الأناجيل، هل يُمكن لأي شخص أن يتذكّر ما تعلّمناه جميعاً في وقت أو آخر على أنه أول الوصايا العشر أو الكلمات العشر؟ عادة ما يتمّ تعليمها على أنها "أنا الرب إلهك، لا يكن لك آلهة أخرى سواي". لقد رأيتُها أيضاً تُعلَّم بِبَساطة "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي". أنا متأكد أن لا أحد هنا سَيختلف مع ذلك.

حسناً، بقدر صعوبة تصديق ذلك، تبدأ المشكلة من هنا، لأنك إذا نظرت إلى الكتاب المُقدّس اليهودي الكامل، سترى الأمر كما هو مكتوب بالعبرية الأصلية؛ وخمّن ماذا؟ ما كنا نَعتقده دائماً أنها الوصيّة الأولى ليست الوصيّة الأولى، الوصيّة الأولى هي في الواقع "أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية". و"لا يَكُن لك آلهة أخرى سواي" هي الوصيّة الثانية.

بل ان ما أعرِضه عليكم الآن هو الوصيّة الأولى في اللغة العبرية الأصلية (في كتبنا المُقدّسة، هذه تَرِد عادة في الآية الثانية)، والأصحّ أن نقرأ "أَنَا يَهْوه إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ دَارِ الْعُبُودِيَّةِ". هذا صحيح، حيث يقول كل كتاب مقدس تقريباً "أنا الرب إلهك"، فإن الترجمة العبرية الأصلية هي حرفياً "أنا يَهْوه إلوهيمك…..يُستخدم اسم الله الشخصي ولَقبه في النص.

قبل بضعة أسابيع ذكرْت بإيجاز هذا الشذوذ حول الوصيّة الأولى كما نَعرفها، وهي ليست ما نتعلّمه عادةً على أنها الوصيّة الأولى؛ وفي الواقع الوصيّة الأولى الأصلية مَحذوفة من النسخة المسيحية للوصايا العشر (لم تُحذف من كتبنا المُقدّسة، لكنها لا تُعتبر أول الوصايا العشر). بعد هذا الدرس جاءني شخصان وقالا لي "حسناً، نعم، ولكن ما تُسمونه الوصيّة الأولى لا يمكن اعتبارها وصيّة لأنها مجرّد بيان، نوع من الديباجة، لذا فهي لا تنتمي إلى قائمة الوصايا العشر". حسناً، هذا مَنطق سليم جداً، باستثناء شيء واحد؛ فكما تعلّمنا للتو، لم يُطلق الله أبداً على مُحتوى سِفِر الخروج عشرين "الوصايا العشر"، بل إن عنوانه لذلك هو "الكلمات العشر". فرق كبير بين "الكلمات" و"الوصايا". لذا، فإن العنوان الذي اخترَعه الإنسان "الوصايا العشر" يُسيء حقاً توصيف طبيعة الكلمات العشر والغرض منها. في الواقع، هذه مبادئ أكثر من كونها وصايا.

أرجو أن تفهم أن السّبب الذي يَجعلنا نُدرج عبارة "أنا يَهْوه إلهك الذي أخرَجك من أرض مصر من دار العبودية" كوصيّة مزعومة هو أنها كانت دائماً موجودة في الكتاب المُقدّس الأصلي كأول الوصايا العشر، حتى أنه تم تَعيينها بالرقم واحد في العبرية الأصلية وقد أجْمعت جميع الدراسات العبرية الحديثة على ذلك.

مع ذلك، يجب أن أكون صريحاً وأقول لكم أنه كان هناك وقت، بعد سَبي اليهود في بابل، عندما أسقطت قائمة الوصايا العشر فعليّاً الوصيّة الأولى في الكتاب المُقدّس، وهكذا بدَت مثل قائمتنا اليوم. في وقت لاحق، في وقت ما قبل يسوع، تم تنقيحها لتضمّ من جديد الوصيّة الأولى التوراتية. شهدت هذه الفترة الزمنية بعد بابل فساد وإهمال العديد من الأعراف التوراتية، مثل مُراعاة السبت والاغتسال الطقسي ومراعاة الأعياد التوراتية السبعة وغيرها.

اليوم، قائمة الوصايا العشر في الكتاب المُقدّس، كما تظهر في الكتاب المُقدّس، هي ما يَلتزم به اليهود، لكن المسيحيين يستخدمون النسخة التي تَحذف الوصيّة الأولى من قائمة الوصايا العشر أو كما نعرف الآن أن نسمّيها "الكلمة" الأولى.

الآن، السؤال الذي من المّنطقي جداً أن نَطرحه هو: "ما هو الدافع الذي قد يَكون جَعَل القادة المسيحيين الأوائل يُسقطون الوصيّة الأولى، ثم استمرار القادة المسيحيين اللاحقين في هذه الممارسة….. إنه أمر غير منطقي؟ في الواقع، إنه أمر منطقي تماماً.

دعونا نفكّر للحظة فيما تعلّمناه خلال الأسابيع القليلة الماضية عن بدايات المسيحية. نحن نعلم أنها بدأت كحرّكة يهودية بحتة، لأنها كانت تدور حول اليهودية التي تبحث عن مسيح يهودي. وبالفعل، جاء المسيح اليهودي، كان ولا يزال يهودياً، وُلد لأبوين يهوديين، في الأرض المُقدّسة، وكان جميع أتباعه الأوائل يهوداً؛ ولكن بسرعة كبيرة بعد مَوت يسوع بدأ الأمميّون في الانْدماج في حركة يسوع، وفي غضون سنوات قليلة أخرى تضخّمت أعدادهم بسبب عمل بولس الرسول في المقام الأول، ولكن لعدّة عقود بعد مَوت يسوع ظلّت الحركة المسيحية تحت القيادة اليهودية. لم يكن عدد الأمميّين الذين قبِلوا يسوع رباً ومخلصاً حتى وقت ما بعد عام مئة بعد الميلاد، حتى تساوى أو تجاوز عدد اليهود الذين قبِلوا يسوع رباً ومخلصاً. مع ذلك بدأ الأمميّون يُسَيْطِرون على الكنيسة الأولى؛ وبحلول مُنتصف المائة بعد الميلاد، كان الأمميّون في مناصب عالية في السلطة داخل الكنيسة، ونشأت عقلية معادية لليهود أدّت إلى محاولة تقليل النفوذ اليهودي داخل الكنيسة. كان مركز المسيحية الأول هو أورشليم، لأن أورشليم كانت مركز العبادة اليهودية. فيما بعد أصبح مركز المسيحية روما، لأن روما كانت مركز العالم الأممي.

في أوائل عام ثلاثمئة بعد الميلاد، لم يُعلن إمبراطور روما، قسطنطين، أن المسيحية ديانة قانونية للإمبراطورية الرومانية فحسب، بل أعلن أنه هو نفسه كان يفضّلها. بالإضافة الى ذلك، كان من المقرّر أن تُصبح الكنيسة نادياً للأممِيّين فقط وأن اليهود أصْبحوا الآن، بموجب القانون، مَمنوعين من المشاركة ما لم يتخلّوا عن تُراثهم اليهودي وتقاليدهم اليهودية تماماً.

لقد كانت الكنيسة الرومانية، المعروفة الآن بالكنيسة الكاثوليكية، هي التي أعلنت (عن حق) أن الوصايا العشر هي أحد الأركان التأسيسية للمسيحية. وما فعلوه في تجميع قائمتهم الرسمية للوصايا العشر هو استِبعاد الوصيّة الأولى، الكلمة الأولى، كما هي مكتوبة في الكتاب المُقدّس، والبدء بدلاً من ذلك بالوصيّة الثانية. لقد فعلوا ما فعله اليهود لفترة من الزمن بعد بابل: لقد أخذوا بِبَساطة الوصيّة الثانية في الكتاب المُقدّس، الكلمة الثانية، وقسموها إلى اثنتين، فأصبح النصف الأول من الوصيّة الثانية في الكتاب المُقدّس الوصيّة رقم واحد، والنصف الثاني من الوصيّة الثانية في الكتاب المُقدّس، الوصيّة رقم إثنين. إذاً ما كان في الكتاب المُقدّس وصيّة واحدة أصبح بين ليلة وضُحاها وَصيّتين. ألقوا نظرة على الكتاب المُقدّس اليهودي الكامل، سوف تتذكّرون أن الوصيّة الأولى التقليدية هي "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي"، والوصيّة الثانية التقليدية هي "لا تَصنع لك تمثالاً منحوتاً".

لكن، في الكتاب المُقدّس الأصلي هاتان الوصيّتان معاً هما في الواقع وصيّة واحدة طويلة….. الوصيّة الثانية الأصْلية. في الجَوهر، ما أَطْلقت عليه الكنيسة الوصايا العشر يتكوّن من تِسع وصايا فقط!

الآن، لماذا فَعلت الكنيسة الرومانية ذلك؟ لقد أرادت الكنيسة، في زمن قسطنطين، ألاّ تكون هناك أي علاقة بين اليهودية والمسيحية على الإطلاق. أرادوا قَطع أي علاقة بين اليهود والعقيدة المسيحية الأُمميّة الجديدة. لقد أرادوا تدمير أي فِكر، أي مبدأ، أي تَنقيح لأي تاريخ يبقي على أي عُنصر من عناصر اليهودية في ما أصبح، بمَرسوم، ديانة أُمميّة حصرياً. لو كانوا قد احتفظوا بالوصيّة الأولى، الكلمة الأولى، في قائمة الوصايا العشر، لَخلقَ ذلك مشكلة لأجِندَتهم المعادية لليهود، وذلك بالاعتراف بأن الله أعطى هذه الوصايا العشر، مع مئات الوصايا الأخرى، لبني إسرائيل (وليس للأممِيّين) الذين افتداهم من يدْ مصر؛ وبما أنه سَيمضي ألف عاماَ قبل أن يُسمح للجماهير حتى بقراءة الكتاب المُقدّس، ناهيك عن امتِلاكه، فإن كل ما نشرَته الكنيسة من مراسيم أصبح هو الحق. من خلال ترك أي إشارة إلى إسرائيل خارج الوصايا العشر، ساعدَ ذلك على ترسيخ فِكرة أن المسيحية لم تكُن لليهود.

إذن ما نحتاج إلى الخروج به هو هذا: مصطلح "الوصايا العشر" هو إسم من صُنع الإنسان للقائمة التي نَجدُها في سِفِر الخروج عشرين، وهو أيضاً توصيف خاطئ مؤسف لما تدور حَوله تلك القائمة. يجب علينا مراجعة تلك القائمة بشكل طفيف من خلال إعادة الكلمة الأولى إلى قائمة الوصايا العشر، كما يجب علينا أن نفهم أنه بِسبب أجندة معادِية لليهود داخل الكنيسة، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل قسطنطين بكثير، فإن بعض الترجمات النقدية للكتاب المُقدّس قد تمّت بطريقة متحيّزة إلى حدّ ما، مثل استبدال كلمة "كوماند" (وصيّة) بكلمة"وورد" (كلمة). بالتأكيد، هناك كلمة عِبرية للوصيّة…..وعادةً ما تكون كلمة "ميتزفاه". ولكن كلمة "كوماند" لا تعبّر تماماً عن جوهر كلمة "ميتزفاه" أيضاً. ميتزفاه تعني بشكل أصحّ حكماً إلهياً. سنتطرّق إلى ذلك بعد قليل.

فيما هذا مهمّ بما فيه الكفاية في حدّ ذاته، أقول لكم ذلك لأنه عندما نصِل إلى الإصْحاح التالي من سِفِر الخروج، الإصْحاح الواحد والعشرين، نُواجه على الفور عبارة أخرى هي مفتاح فهمنا لما يُسمّى عادةً "الناموس"، الذي كان على وشك أن يُعطى لموسى على جبل سيناء؛ وهذه العبارة، وإن لم تكن بالضرورة مُترجمة بشكل خاطئ، فإنها عادة ما تُعطينا انطباعاً خاطئاً، خاصة في المجتمع الغربي، عن ماهية التوراة. النتيجة هي نظرة سلبية بشكل عام من قبل الكنيسة للتوراة وما يسمّى عادة "الناموس" وللأسف فإن هذه النظرة السّلبية تمتدّ حتى، إلى حدّ ما، إلى كل التوراة.

لذلك يُعطينا الإصحاح عشرين من سِفِر الخروج سِجلاً للكلمات العشر التي أُعطيت لموسى على جبل سيناء. هذه الكلمات العشر مهّدت الطريق لكل ما يُسمّى بـ "الناموس" الذي كان سيُعطى لموسى وبني إسرائيل….. إلا أن….. هذه الكلمات العشر كانت أيضاً، بالتأكيد، مميّزة ومتميّزة عن بقية الكلمات. لذلك إذا كنا بحاجة إلى إعادة التفكير نوعاً ما في مفهوم هذه الكلمات العشر على أنها "وصايا" عشر، فكيف يُمكننا أن نميّزها بشكل أكثر ملاءمة؟

أَقترِح أن نفكّر فيها كما نفكر في إعلان استقلالنا أو دستورنا. تحتوي هاتان الوثيقتان على العديد من التأكيدات والمبادئ المَلموسة والمصانة التي تحدّد إطار عمل أُمّتنا ونظام الحكم الذي سَيتبعها. مع ذلك، لا أحد منا قد يفكّر في تسْمية ما وردَ في هاتين الوثيقتين "وصايا". لذلك أعتقد أن هناك عبارتين مُستخدمتين بشكل شائع في ثقافتنا الأمريكية تعبّران بشكل جيّد عن طبيعة هذه الكلمات العشر التي أُعطيت لموسى، وهما أقرب إلى المقصود من "الوصايا": وهاتان العبارتان هما "إعلانات" و"مبادئ". أي أن الكلمات العَشر هي المبادئ التأسيسية لكل "الناموس" الذي سيأتي بعد ذلك. إن الشرائع السِتّمئة وثلاثة عشرة (العشر الأولى هي الوصايا العشر، الكلمات العشر) التي سيُعطيها الله لبني إسرائيل هي في جوهرها كيفية عَيْش المبادئ المنصوص عليها في الكلمات العشر. يبدو الأمر كما لو أن الشرائع السِتّمئة وثلاثة التالية ما هي إلا امتداد للإعلانات العشرة، المبادئ العشرة التأسيسية التي أعطاها الله لِموسى هنا في سِفِر الخروج عشرين. جميع الشرائع السِتّمئة وثلاثة عشرة تعمل في حدود الكلمات العشر، تماماً كما يجب أن تعمَل جميع قوانيننا المَدَنية والجنائية في أمريكا في إطار المبادئ المُعلنة في دستورنا لكي تكون صالحة.

في الواقع، كان من المفهوم الشائع في أيام يسوع أن كل الشريعة، كل التوراة الحقيقية، لا تعمل فقط في إطار مبادئ الكلمات العشر في سِفِر الخروج عشرين، بل إن الكلمات العشر نفسها تعمل في إطار مبدأ أعلى وأساسي أكثر. هل يتذكّر أحدُكم ما هو هذا المبدأ الأسمى؟ (تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قلبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمن كُلّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فكركَ، وَقَريبك مثلَ نَفْسِكَ).

انظر إلى إنجيل متى إثنان وعشرون على خمسة وثلاثين الى أربعين. اقرأ.

إذاً، يُصبح مبدأ " تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ" أساساً لِلكلمات العشر. ومن المبادئ التأسيسية للكلمات العشر تأتي الشرائع السِتّمئة وثلاثة عشرة، وهذا ما أكّده يسوع نفسه. وبالمناسبة، هذا المبدأ الإسمى (تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ….) ليس مبدأً صيِغَ في العهد الجديد: بل هو مبدأ مكرَّر فقط، وقد أُعطي لنا لأول مرة بهذه الصيغة، في التوراة في سِفِر التثنية في تثنية خمسة على ستة. في الواقع، أكثر من نُصف العهد الجديد هو بِبَساطة اقتباسات من العهد القديم.

مع ذلك كخَلفية، بِدءاً من الأسبوع القادم سنبدأ العمل على الكلمات العشر في سِفِر الخروج عشرين، وهي المبادئ العشرة التأسيسية التي ستُستخدم لجميع الشرائع السِتّمئة وثلاثة التي ستأتي بعد ذلك.