الإصحاح عشرون – الخلاصة
سفر الخروج
الدرس عشرون – خاتمة الإصحاح عشرين
بينما نمضي قدمًا في دراستنا للوصايا العشر، نَكون قد تَجاوزنى أخيرًا الأجزاء الأكثر إثارة للجدل ودخلنا في مواضيع أسهل. لذا، يُمكنكم الاسترخاء.
إعادة قراءة خروج الإصحاح عشرين الآية اثنا عشرة
الكلمة الخامسة تأمر الأبناء بإظهار الإحترام اللائق لوالديهم والاهتمام بهم. كما أنها تُعطينا السبب الذي يجعلنا نُطيع هذا المبدأ: لكي تطول أيامنا في الأرض. الآن، اعتمادًا على ترجَمتكم، قد تقولون، حسنًا، هذا يهودي حقًا، لأنه من الواضح أن الله يشير إلى أرض إسرائيل عندما يقول "الأرض". وبالتأكيد هذا هو أحد جوانب المعنى هنا. ولكن، كما نفهم الآن أنه على الرغم من أن يَهْوه أعطى هذه المبادئ في عهد موسى لإسرائيل، فإن هذه المبادئ ليست فقط لإسرائيل؛ في الواقع هي تتعلق بكيفية عمل الكون الذي خلقه الله. لتوضيح النقطة أكثر، هذه هي المبادئ التي يجب أن يعيش بها البشر المخلَّصون. دعونا لا ننسى أبدًا أن إسرائيل كان اختيار الله، بنعمته، ليكون متلقيًا وحافظًا لكلمة الله لأجل جميع البشر….. وليس فقط لأنفسهم.
الكلمة المستخدمة هنا في الآية الثانية عشرة الأرض، بالعبرية، هي "أداماه". ونعم، إنها مرتبطة باسم الإنسان المخلوق الأول، آدم. غالبًا ما تعني أداماه ببساطة الأرض، بسياق التربة، أو الأرض، التراب، ولكن يُمكن أن تعني الأرض كما في كوكبنا. في بعض الأحيان تُرجمت الكلمة إلى بلد أو دولة، (كما في أرض كنعان)، ولكن هذا يعطينا انطباعًا خاطئًا عن المعنى. على سبيل المثال، عندما يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى كان واقفًا على الأرض المقدسة، كان في العبرية يقف على "أداماه" المقدسة. الفكرة هي أنه، بشكل عام، لا ينبغي أن تؤخذ كلمة "أداماه" على أنها إشارة إلى منطقة أو بلد معين. في كثير من الأحيان سنرى بني إسرائيل في الكتاب المقدس يشيرون إلى أرض إسرائيل على أنها "الأرض" فقط. ولكن هنا تُستخدم كلمة عبرية مختلفة تمامًا في تلك الحالة: إريتز.
ما أحاول أن أُبرهنه هو أن يَهْوه يقول إننا سَنحصل على بركة حياة أطول وأكثر وفرة على الأرض من خلال معاملة والدينا بالمحبة والاحترام والرعاية التي يَتوقعها الله منا. في الواقع، هذا هو واجبنا.
جزءٌ من سبب هذا المبدأ هو مَركزية الأسرة في خطة الرب للبشرية. يتم الحفاظ على استقرار الأسرة من خلال المراعاة السليمة لهيكل السلطة الذي أنشأه الله للعائلات، حيث يأتي الوالدان على رأس هذا التسلسل الهرمي. إن مخالفة هذه الوصية تجلب التفكك العائلي؛ ومخالفة هذه الوصية التي أصبحت قاعدة المجتمع تجلب التفكك الوطني. في سفر حزقيال (اثنان وعشرون الآية سبعة) يُشير حزقيال إلى تفكك الأسرة كأحد الأسباب الرئيسية التي سمحت للرب بنفي يهوذا إلى بابل.
إعادة قراءة سفر الخروج عشرين الآية ثلاثة عشرة
الكلمة السادسة هي النهي عن قتل البشر. ولكن، لفهم المعنى الضيق الذي يجب أن تؤخذ به هذه الوصية، ضعوا خطًا تحت كلمة "القتل". هذه الوصية لا تتعلق بالمعنى العام للقتل. الكلمة المستخدمة هنا في العبرية هي "راتساش". وهي تشير إلى القتل بغير حقّ والقتل بغير حقّ فقط….. سواء كان متعمدًا أو غير متعمد. إنها لا تعني "الإعدام" كما في تنفيذ حكم قضائي قانوني تمامًا. ولا تعني قتل العدو في المعركة، أو قتل الدخيل دفاعًا عن نفسك أو عن غيرك. القتل ترجمة جيدة جدًا لكلمة "راتساش"، والطريقة التي يفكر بها العالم الغربي اليوم في القتل أو القتل الخطأ هي بالضبط ما تقصده هذه الآية.
والآن، السؤال التالي هو، ما هو بالضبط القتل العادل مقابل القتل غير العادل للإنسان؟ حسنًا، هذا أحد الموضوعات العديدة التي سيشرحها يَهْوه بدءًا من الفصل (الإصحاح) واحد وعشرين، في اللوائح والفرائض التي ستتبعها…ما يُشار إليه عادةً باسم الناموس، القوانين الستمئة وثلاثة عشرة من القانون المدني العبري. سنناقش ذلك عندما نصل إليه.
إليك الموضع الذي يتعلق بالقتل: يقول الله أن الله وحده له الحق في إزهاق روح الإنسان. ومع ذلك، فإن التوراة تعطي الحكومة البشرية على وجه التحديد مهمة تحديد ذنب أو براءة الشخص المُتّهم بهذه الجريمة، ويُفوّض مهمة عقوبة الدم مقابل الدم. يحدد سفر التكوين تسعة هذه الديناميكية فيما يتعلق بفكر الرب المنطقي بما يخصّ عقوبة الإعدام: "مَنْ سَفَكَ دَمَ إِنْسَانٍ فَبِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُ الْمُذْنِبِ". لِمَ يعتبر قتل الإنسان غير العادل بهذه الخطورة؟ مرة أخرى في سفر التكوين سبعة قيل لنا: "على صورة الله خَلق الله الإنسان". الإنسان مُشتق من الله، لذا فإن قتل الإنسان أمر خطير للغاية وعدالة الله تقتضي العقوبة القصوى.
ما يُثير السخرية أنه مع تقدم التاريخ يَظن الإنسان أنه أصبح أكثر تحضّراً وإنسانية، ولذلك أَلغت معظم المجتمعات الآن عقوبة الإعدام. هذا تمرّد مباشر على قوانين الله ومبادئه، وفي الواقع بعدم أخذ حياة القاتل وفقًا لنظام عدالة الرب، فإن حياة الإنسان تُصبح رخيصة. دعوني أوضح شيئًا ما: الكتاب المقدس لا يعطي الإنسان مطلقًا أي مجال لتخفيف حكم الإعدام على القاتل.
لكن ممارسة تخفيف حكم الإعدام إلى السجن (أو حتى دفع فدية لأسرة الضحية)، أو إلغاء عقوبة الإعدام تمامًا ليست ظاهرة حديثة؛ فخلال فترة الهيكل الثاني (في نفس الوقت الذي كان فيه يسوع حيًا) كان فرض عقوبة الإعدام من قبل السنهدريم نادرًا. من الشائع في الأوساط المسيحية القول بأن السبب في ذلك هو أن الرومان قد انتزعوا حق اليهود في تنفيذ أحكام الإعدام، ولكن هذا تَبسيط مفرط. في الواقع تُظهر السجلات أن كل ما كان على المحكمة اليهودية أن تفعله هو أن تذهب إلى السلطة الرومانية المحلية بقرارها في جريمة كبرى، وكان الوالي الروماني يُراجع القضية، وما لم يكن لديه تَحفظات جدّية (وكما نرى في حالة إعدام يسوع، لم يكن يهم أحيانًا أن يكون لديه تحفظات جدية)، كان الرومان يوافقون على ذلك ثم ينفذون الإعدام لصالح السلطات الدينية اليهودية. وبعبارة أخرى، كان اليهود قادرين تمامًا على إصدار حكم الإعدام، ولكن كان على الرومان أن يوافقوا على القرار ويكونوا هم الوكلاء بتنفيذ العقوبة.
لقد قرّر اليهود لفترة طويلة أن الرحمة هي السبيل الأفضل، وغالبًا ما كانوا يُخففون أحكام الإعدام على القتلة. سنجد في كتاب المشناه "العقوبات الجزائية" بيانًا يفيد بأن رأي السنهدريم بإصدار حكم الإعدام ولو مرة واحدة كل سبع سنوات كان أكثر من اللازم. يقول الحاخام الذي علّق على هذا البيان (الحاخام بن عزريا) أن إصدار حكم الإعدام مرة واحدة كل سبعين سنة كان كثيرًا جدًا. يقول الحاخام عكيفا أنه لو كان في السنهدريم لما سمح أبدًا بإصدار أي حكم بالإعدام تحت أي ظرف من الظروف.
وقد ردَّ الحاخام جمالائيل على هذه العقلية المنحرفة بأنه لو تبنّى السنهدريم وجهة نظر هؤلاء الحاخامات الأكثر تطرفًا ولم يصدر حكم الإعدام أبدًا، لكانت كمية الدماء البريئة التي سُفكت في إسرائيل قد زادت بشكل كبير. أليس هذا ما رأيناه في الولايات المتحدة حيث أُلغيت عقوبة الإعدام في العديد من الولايات، ويجعل النظام القانوني إلغاءها شبه مستحيل في الولايات التي يُسمح فيها بها؟ لم تنخفض إراقة الدماء بإلغاء عقوبة الإعدام، بل ازدادت.
مبدأ الرب هو أن إزهاق حياة القاتل هو في الواقع حماية للحياة، الحياة البريئة.
إعادة قراءة سفر الخروج عشرين الآية الرابعة عشرة
الآن، اعتمادًا على نَسختك، الوصية السابعة هي إما الآية الرابعة عشرة أو أنها جزء من الآية الثالثة عشرة.
الكلمة السابعة ألا يزني المتزوج. الآن، ومع أننا لن نتَعمق في هذا الأمر (مع أنه ربما ينبغي علينا ذلك)، إلا أنني أريد أن أتحدث عن هذه الوصية قليلاً، لأنها تضع مبدأ إلهيًا لا يفهمه معظمنا تمامًا. أول شيء يجب أن نفهمه هو أن مفهوم الزنى بأكمله، بحكم تعريفه، يحدث فقط داخل مؤسسة الزواج؛ أما خارج الزواج، فلا معنى للزنى. والزواج ليس فقط عنصرًا مهمًا في خطة الله للبشرية، ولكنه يلعب دورًا في علاقة الله بالبشرية.
إن المفهوم الكامل للزواج هو حدوث "اتحاد"؛ وفيما يتعلق بالعلاقات بين البشر، فإن هذا الاتحاد الزواجي من الناحية الكتابية هو بين رجل وامرأة. في حين أننا غالبًا ما نفكر في الزواج كمسألة جسدية أو جنسية، أو في مجتمعنا الأمريكي كمسألة مالية أو قانونية، في الواقع الاتحاد الذي يتحدث عنه الله في الوصية السابعة هو في الأساس اتحاد روحي. بالتأكيد، في العالم الحاضر، الجوانب الجسدية للزواج موجودة، وأبسط نتائجها هو تكاثر الجنس البشري. لكن هذا الأمر سينتهي في المستقبل غير البعيد. والسبب الذي يجعلني أقول هذا، هو أن خطيئة الزنى من وجهة نظر يَهْوه، لا تتعلق بالزوج أو الزوجة في اتحاد جنسي جسدي خارج إطار زواجهما بقدر ما تتعلق بدخول أرواحنا في اتحاد غير مصرح به مع آخر. لقد أباح الله للرجل والمرأة، أمامه، أن يرتبط الرجل والمرأة في كل مستوى من مستويات الاتحاد فيما بينهما؛ ولكن فيما بينهما فقط. الاتحاد الآخر الوحيد المسموح به في هذا الزواج هو مع الله، من خلال المسيح (يمكن للمرء أن يجادل بأن هناك نوعًا ثالثًا من الاتحاد مسموح به، وهو الاتحاد بين الزوجين وجسد المسيح، الكنيسة الحقيقية. ولكن، هذا الاتحاد ليس نفس الشيء تمامًا، ولهذا السبب يتم الحديث عنه بمصطلحات الوحدة، وليس الاتحاد).
ربما لاحظتم أن اتحادنا بالمسيح غالبًا ما يتمّ الحديث عنه في الكتاب المقدس باستخدام مصطلحات الزواج؛ واستخدام مصطلحات الزواج هذه ليس تشبيهًا ولا توضيحًا. إنها حقيقية تمامًا، وينبغي أن تساعدنا هذه الحقيقة أيضًا على أن نكون أكثر وعيًا بكيفية التفكير في جوهر الزواج من وجهة نظر يَهْوه، وكيف يجب أن نفكر في طبيعة علاقتنا بالمسيح. تمامًا كما أن الزواج الدنيوي هو اتحاد رجل وامرأة مع بعضهما البعض، فإن الخلاص هو اتحادنا بالمسيح. الآن دعوني أوضح ذلك أكثر قليلاً. في المستقبل ستكون هناك وليمة زواج مجيدة، غالبًا ما تسمى "وليمة زواج الحمل"، حيث ستدخل عروس المسيح، الكنيسة (أي جميع المؤمنين)، في زواج معه. هذا الأمر يخبرنا أنه على الرغم من اتحادنا مع المسيح فور قبولنا لربوبيته (أي عندما نخلص)، إلا أننا لم ندخل بعد في اتحاد رسمي وكامل يشبه الزواج معه. لذا فإن اتحادنا ووحدتنا بالمسيح سيصبحان يومًا ما أكثر اكتمالاً في نهاية هذا العصر الحالي مما هو عليه اليوم. في البداية قد يبدو هذا القول وكأنه كلام مزدوج. كيف يمكن أن نكون متزوجين وغير متزوجين نوعًا ما من يشوع الآن، على أن يكتمل الزواج تمامًا فيما بعد؟ في حين أن هذا المفهوم قد يزعجنا قليلاً، إلا أنه كان سيبدو منطقيًا تمامًا للعبرانيين في أيام المسيح. لأنه تمامًا كما هو الحال اليوم حيث هناك أول خطوبة للزواج، وخطبة قبل أن تتم مراسم الزواج الفعلية، هكذا كان الأمر في ذلك الوقت. في ذلك الوقت كانت الخطبة تحمل في طياتها وعدًا أكثر جدية وملموسًا عند حدوث الخطبة مما هي عليه الآن. عندما يأتي الوقت المناسب، سوف ندرس بمزيد من التعمق جميع الجوانب الاحتفالية للزواج العبري، وهي ليست مثيرة للاهتمام فقط، ولكنها مفيدة للغاية أيضًا. أما الآن فافهموا فقط أنه في لحظة الخطبة كان الرجل والمرأة العبرانيان يعاملان كما لو كانا متزوجين؛ أي أن الارتباط، إلى حد ما، يبدأ عند الخطبة. كان يتم تحرير "شيثوبا"، وهو عقد زواج قانوني، ويتم الاتفاق عليه ويصبح ساري المفعول فور الخطبة؛ ولا يمكن للزوجين المخطوبين أن يصبحا غير مخطوبين دون مرسوم طلاق قانوني رسمي. وكان عدم الإخلاص أثناء فترة الخطبة يعتبر زنى؛ وعند الخطبة كانت حتى ممتلكات المرأة تعتبر ملكًا لخطيبها ما لم يتنازل عن حقوقها. كل ما تبقى بعد الخطبة ليكتمل الزواج بنسبة مئة بالمئة هو إتمام الزواج، أي الاتحاد الجسدي، الذي يحدث بعد وليمة العرس الاحتفالية.
نحن أبناء المسيح الآن في حالة خطوبة معه. نحن في عملية الزواج. في الوقت الحالي، المسيح معنا بالروح، ولذلك نحن في اتحاد معه بالروح؛ ولكن في وليمة زواج الحمل سيكون معنا شخصيًا، ولذلك سنكون في اتحاد معه شخصيًا. لذلك حتى خلال وقت خطبتنا الدنيوية الحالية للمسيح، أن ندخل في اتحاد مع شيء محرم، أن ندخل في حالة من عدم الإخلاص للمسيح، يضعنا في حالة زنى في علاقتنا بالمسيح في نظر يَهْوه.
الكلمة اليونانية في العهد الجديد "موي-كوس" التي تُترجم عادةً بشكل صحيح "الزنى"، يجب أن تُفهم بمعناها العبري في العهد القديم لكي نفهم ما يقوله الله لنا عن الزنى. عندما تحدث العبرانيون عن الزنى، كانوا يقصدون عدم الإخلاص لشريكك في الزواج. لم يكن من الضروري أن يكون فعلًا علنيًا بممارسة الجنس مع آخر حتى يُعتبر زنى، على الرغم من أن هذا ما كان يحدث في أغلب الأحيان. ما كان يُعتبر زنى، بالإضافة إلى البراهين والعقوبات ذات الصلة، تغيرت كلها بشكل كبير على مر الزمن. في زمن الآباء، كان الزنى يتطلب أن تكون الزوجة قد مارست الجنس مع رجل آخر. لم تكن هناك حاجة إلى دليل آخر غير شكوك الزوج، وكان بإمكانه هو نفسه أن يقتلها. رفعت شريعة موسى شرط الإدانة إلى شاهدين على الأقل. وبحلول زمن المسيح كانت هناك حاجة إلى الكثير من الإثباتات، وكانت المحكمة القانونية تحكم في الأمر، وكان الموت لا يزال أحد الخيارات من مجموعة من العقوبات المحتملة، ولكن في كثير من الأحيان كان الإذلال العلني من نوع ما هو العقوبة.
بعد المسيح بوقت قصير، أُلغيت عقوبة الإعدام على خطية الزنى لأنها كانت قد تفشت لدرجة أنه كان من المستحيل تقريبًا ضبطها، وكان عدد النساء اللاتي سيُعدمن ضخمًا جدًا لدرجة أن تنفيذ حكم الإعدام كان أمرًا غير وارد. خلال كل العصور التوراتية، كان الزنى يعتبر جريمة أنثوية بحتة، جريمة لم يكن الرجال يخضعون لها. بالطبع، أوضح المسيح أن هذه لم تكن بالتأكيد نظرة الله إليها، ونرى في سفر اللاويين أن الرجال والنساء كانوا يخضعون لنفس العواقب.
إن عدم إخلاص المرأة لشريكها في الزواج من خلال تآخيها مع رجل آخر، أو انحيازها لرجل آخر في خلاف ضد زوجها، كان يعتبر في بعض الأحيان زنى في العصور التوراتية. إذًا الزنى بما يتعلق بالله، يحمل في طياته هذا المعنى الواسع لعدم إخلاص المرء ليَهْوه على المستوى الروحي، ويتضمن فكرة جذب شخص آخر معك إلى هذا الإخلاص، لأن الأمر يتطلب اثنين، أليس كذلك؟
الفكرة هي تواجد اتحادات معينة متاحة للبشرية محظور علينا أن ندخل فيها، خاصة إذا أردنا أن نكون أيضًا في اتحاد مع المسيح. وبعبارة أخرى هناك بعض الاتحادات التي هي حصرية ومتبادلة. يشرح الكتاب المقدس جوهر ما نتحد معه ومن نتحد به، لتحديد كيف يرانا الله. لذلك من الأمثلة الواضحة على ذلك أننا إذا دخلنا في اتحاد روحي مع الشيطان، لا يمكننا أن نكون أيضًا في اتحاد روحي مع المسيح…هذان الاتحادان نقيضين. هناك اتحادات محرمة أخرى، كلها مدمرة، ويقدم بولس قائمة بها في واحد كورنثوس ستة، لكن هذا ليس موضوعنا، لذا لن نتحدث عن كل واحدة منها. النقطة المهمة هي أن اتحادنا مع المسيح يشبه إلى حدٍ كبير اتحادنا في الزواج البشري، من وجهة نظر الله. لذلك، أن يدخل المؤمن في اتحاد محرم أثناء اتحاده بالمسيح، أو أن يدخل الزوج أو الزوجة في اتحاد خارج زواجهما، فإن الكتاب المقدس يستخدم نفس المصطلح لكليهما: "الزنى". لذا، نحن بحاجة إلى فهم الطبيعة الخطيرة لهذه الخطيئة بالذات في سياق أكبر بكثير مما نفكر فيه عادةً.
الآن، أنا متأكد من أن البعض هنا يود أن يناقش قليلاً جوانب "الزنى" الحديثة للطلاق والزواج لمرة ثانية. لا أعتقد حقًا أن هذا الدرس مناسب لذلك، لكنني أود أن أدلي ببعض التعليقات الموجزة حول هذا الموضوع. أولاً، إن ارتكاب الزنى، سواء عن طريق عدم الإخلاص للزوج، أو ربما (اعتمادًا على لاهوتك) عن طريق الطلاق ثم الزواج مرة أخرى، ليس في أي من الحالتين خطيئة لا تغتفر. لا توجد خطية يمكن أن نرتكبها لم يدفع يشوع ثمنها مسبقًا. وأرجو أن تدركوا أيضًا أن المعنى الشائع لحالة الزنى في الكتاب المقدس، كان يتعلق بامرأة متزوجة تعيش مع رجل آخر غير زوجها...الأمر الذي كان ينظر إليه المجتمع بازدراء. أي أنها لم تحصل على طلاق قانوني، وعادةً ما كان من حق الزوج أن يطلقها أو لا يطلقها. ومن ناحية أخرى، كان الرجال عادةً ما يطلقون زوجاتهم لغرض الارتباط بامرأة أخرى….. أي أنهم ببساطة سئموا من المرأة التي كانت زوجتهم وبحثوا عن أخرى. في حين أن هذا كان مقبولاً اجتماعيًا في تلك الأيام، إلا أنه لم يكن مقبولاً لدى يَهْوه، وقد تحدث يشوع بإسهاب عن هذا الأمر، محاولاً توضيح ذلك تمامًا.
ثانيًا، الكتاب المقدس يكافح بشكل كبير مع الطلاق والزواج مرة أخرى. يشرح بولس مطولاً عن التعامل مع هذه المسألة، ويقدم بعض الإرشادات لذلك…. يقول إن بعضها من المسيح، والباقي هو رأيه الشخصي. ومع ذلك، فإنه (ويسوع) يوضح أن سبب تناوله لمسألة الطلاق والزواج الثاني هو أن يَهْوه يدرك جيدًا قساوة قلب البشرية الحالية، وأنه في حين أنه لا يبرر الطلاق بأي حال من الأحوال، فقد وضع أحكامًا حتى لا نخطئ أكثر من ذلك إذا ما سقط زواجنا في الهاوية.
أترى، هذا هو السياق الذي قال فيه بولس كلامه عن أنه من الأفضل في بعض الأحيان ألا نتزوج، إن استطعنا… بسبب هذه المعضلة التي تواجهها الحالة الفاسدة الحالية للبشرية حيث قد لا يتمكن العازبون أن يبقوا عزابًا (لتجنب الزنى)، ولكن المتزوجون قد لا يستطيعون أن يبقوا مخلصين لبعضهم البعض (لتجنب الزنى)، أو حتى أن يكونوا قادرين على التوافق بما يكفي لتحقيق السلام الكافي للبقاء متزوجين. وفي كلتا الحالتين، عندما نفشل، فإن ذلك يؤثر على علاقتنا مع يَهْوه، وهذا ما يهتم به بولس كثيرًا. إن المشاكل التي نواجهها اليوم في هذا الصدد لا تختلف عما كانت عليه في أيام المسيح.
وأخيرًا، يجب أن نرى نعمة الله في كل هذا. بالله عليكم لا تظنوا أنكم إن كنتم مطلّقين وتزوجتم من جديد أنكم في اتحاد غير مسموح به، ولكي تستقيموا مع الله يجب أن تنهوه. هل كانت الخطيئة هي التي وضعتنا في هذا الوضع في المقام الأول؟ نعم. وهذا ما كان يقصده كل من المسيح وبولس، لأن كثيرين من المطلقين، والرجال على وجه الخصوص، لم يشعروا بأي ندم على الإطلاق بما يخص الطلاق. كان فكرهم هو أنه بموجب شريعة موسى (وبعض التقاليد اللاحقة) كانت هناك إجراءات قانونية مقررة للأزواج للتمكن من الطلاق. لذلك إذا اتبعوا تلك الإجراءات القانونية بدقة، كان كل شيء على ما يرام وجيدًا مع يَهْوه.
خطأ. إذا كنت مطلقًا وتزوجتَ مرة أخرى، فهل طلبت غفران الله بهذا الشأن وكل ما أدى إليه؟ إن كنتِ قد فعلت، فاقبل غفرانه، واعترف بما دفعه المسيح بالكامل نيابة عنكِ عن تلك المعصية، وامض قدمًا بامتنان للرحمة الرائعة التي أظهرها لكِ بإعطائكِ اتحادًا جديدًا، تستطيع أن تعمل فيه بالطريقة التي صُمم وقصد أن يعمل بها الرجل والمرأة، مع أنه لم يقصد الحاجة إلى اتحاد آخر غير الاتحاد الأصلي. نعم، هذه هي محبة الله. هذا هو سبب حاجتنا إلى المسيح.
خلاصة القول هو أنه بينما في الظاهر، وفي حين أن الطريقة التي نفكر بها عادةً في الزنى هي قضية جسدية، وهي بالتأكيد كذلك، إلا أنها في الواقع أيضًا قضية روحية مهمة جدًا…هذه هي الازدواجية مرة أخرى، الجسدية والروحية الموجودة في آن واحد… والزنى يدور كله حول "الاتحاد" المحرم. لذلك يجب أن نكون واضحين أن هذه الوصية السابعة لا تتعامل فقط مع علاقاتنا الزوجية البشرية، بل أيضًا علاقتنا مع يَهْوه، وبشكل أكثر تحديدًا يشوع الذي خطب له كل مؤمن.
إعادة قراءة خروج الإصحاح عشرين الآية خمسة عشرة
هذه كلمة أخرى قد تظهر في الآية ثلاثة عشرة في كتابكم المقدس. الكلمة الثامنة عن السرقة واضحة جدًا، لذلك لا داعي للإسهاب هنا. إنها تعني بالضبط ما تقوله. ومع ذلك، فإن الكلمة العبرية التي تعني السرقة، "غناب"، تحمل في طياتها أيضًا فكرة التسلل……السرقة، أي التسلل. لذا فالفكرة هنا هي أن الحصول على شيء ليس من حقك عن طريق التسلل أو الخداع هو سرقة تمامًا مثل الدخول إلى متجر سبعة احدى عشرة ووضع كعكة توينكي في جيبك. من الواضح أن وضع هذا الطعام في جيبك جريمة. لكن في اقتصاد الله، الحصول على شيء ما عن طريق الخداع، حتى لو كان قانونيًا من الناحية الفنية ولا يعد جريمة تستوجب الملاحقة القضائية، هو أيضًا سرقة.
إعادة قراءة خروج الإصحاح عشرين الآية ستة عشرة
الكلمة التاسعة: الآن، غالبًا ما يتم تقديم هذه الكلمة على أنها "لا تكذب". وبالتأكيد هذا جزء من معنى هذه الوصية. ولكن، هذه الكلمة مكتوبة بمعنى قانوني/قضائي، وتتحدث في المقام الأول عن فكرة قول شيء زورًا ضد شخص ما في المحكمة. وهذا يتناسب تمامًا مع إطار التوراة، الناموس. أي أن جميع الحكماء العبرانيين القدماء رأوا أن التوراة تتعلق بعدالة الله. لذا، فإن سياق هذه الكلمة هو إلى حد كبير نفس سياق شهادة الزور. أي أنك في المحاكمة إذا أعطيتَ أجوبة كاذبة، أو اتهمتَ شخصًا ما زورًا، وأنت تعلم جيدًا أن الاتهام غير صحيح، فأنت المذنب.
كما يجب علينا أن نكون حذرين جدًا عندما نستخدم اسم الله في المناسبات، يجب علينا أيضًا أن نكون حذرين جدًا بشأن ما نقوله عن الآخرين….. خاصة إذا كان الأمر سلبيًا بطبيعته. عندما نثرثر، أو نتهم شخصًا ما بشيء ليس لدينا معرفة مباشرة به، فإننا نكون في خطر انتهاك مبدأ هذه الكلمة التاسعة.
إعادة قراءة خروج الإصحاح عشرين الآية سبعة عشرة
الكلمة العاشرة هي "لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ"، أو امرأته، أو خادمه، أو دوابه، أو أي شيء آخر يخصه. الآن، بلغة واضحة، أن تشتهي يعني أن تشتهي شيئًا كثيرًا. أن تفعل أي شيء للحصول عليه. أو أن يملكه شخص ما وأنت لا تملكه يجعلك حسودًا لدرجة أنك لا تكاد تطيقه، ويجعلك تشعر بالمرارة. أو حتى أكثر شيوعًا، أن شخصًا ما لديه شيء ما لا تملكه أنت، وتعتبر ذلك غير عادل…لأنك تستحقه أكثر مما يستحقه هو. الآن، قائمة الأشياء في هذه الكلمة التي قد يميل المرء إلى اشتهائها، على الرغم من أنها حرفية تمامًا، تأتي أيضًا في سياق الحياة والثقافة العبرية القديمة. في الثقافات القبلية، مثل إسرائيل، كانت الطريقة الوثنية النموذجية التي كان يكتسب بها شخص ما (والتي بالمناسبة كان يَهْوه يحاول إبعاد إسرائيل عنها) هي أخذ ما يخص شخصًا آخر. عادةً ما كان من خارج قبيلتك، ولكن ليس بالضرورة. تتعلق الإشارة إلى العبيد أو الخدم في الغالب بالممتلكات والثروة. عادة ما كان يتم شراء العبيد، أو أنهم كانوا يجعلون أنفسهم طواعية (وأحيانًا يُطلق عليهم أحيانًا اسم "العبد الطوعي") لك لفترة من الزمن، وذلك لسداد دين عائلي، أو لتعلم حرفة، أو لأنهم كانوا فقراء جدًا وكان ذلك أحد السبل القليلة التي يمكنهم من خلالها البقاء على قيد الحياة. لكن أخذ، أو اختطاف زوجة شخص ما وأطفاله وعبيده كان أيضًا طريقة وثنية شائعة لزيادة قوتك الشخصية عن طريق زيادة حجم عائلتك أو قبيلتك.
وبالمناسبة، هذه الممارسة ليست ممارسة قديمة؛ فهي لا تزال تحدث حتى اليوم في الثقافات القبلية في أفريقيا وآسيا.
إنّ ذكر الحيوانات يتعلق مرة أخرى بالثروة. بما أن بني إسرائيل كانوا رعاة في المقام الأول، فقد كانت الحيوانات تمثل أي ثروة يمتلكونها. كلما كان لديك حيوانات أكثر، كلما كنت أكثر ثراءً.
وبكل إنصاف لهؤلاء الثلاثة ملايين من العبرانيين التائهين، ماذا كان ليشغل أفكارهم ليلاً ونهارًا غير الرغبة بما قد يملكه شخص آخر لا يملكونه هم؟ لم يحزموا أمتعتهم ويهيموا كل يوم. بعد جبل سيناء، لم يتنقلوا سوى بضع مرات أخرى. خلال الأربعين سنة التي قضوها في البرية، مكثوا عدة أشهر في بقعة واحدة، إلى أن نفد المرعى أو الماء، أو انتقلوا بإرشاد من الله. وبمجرد أن استقروا، كان هناك الكثير من ساعات الخمول للجلوس والتفكير. ولأن هذه طبيعة الناس، خاصة وأن عدم الرضا عن وضعهم كان سيتسلل إلى نفوسهم، فماذا قد يتمنّون في الصحراء القاحلة غير ما يملك أحد جيرانهم؟ إننا ندرك جيدًا، أو على الأقل يجب أن ندرك، أنه في مجتمع الرفاهية، حيث يكثر الكسل، يصبح الطمع بما يملكه الآخرون هواية وطنية.
حسنًا، هذا يكمل نظرتنا إلى الكلمات العشر، وهي المبادئ العشرة التي سيبني عليها الله كل الوصايا والتعليمات الأخرى التي سيعطيها للبشر. إذًا، هذا مجرد إعداد لما هو على وشك أن يأتي.
إعادة قراءة سفر الخروج الإصحاح عشرين الآية خمسة عشرة إلى ثلاثة وعشرين أو تكون ثمانية عشرة إلى ستة وعشرين
يا له من يوم لإسرائيل! الظواهر الفيزيائية التي كانت تهزّ الجبل، والدخان المتصاعد من قمته، وصوت يَهْوه المدوي وهو يعرض مبادئ نظام عدله ليسمعه كل بني إسرائيل، وأصوات "الشوفار" التي كان يتردّد صداها في أرض الوادي، كل ذلك كان بمثابة زرع الخوف من الله في نفوس الشعب. هل يمكن أنه مثلما شعر بطرس بأنه لا يستطيع أن يقف في حضرة الله عندما فهم أخيرًا من هو يشوع، هكذا كان الأمر بالنسبة للعبرانيين….. حيث كانت أرجلهم بالكاد قادرة على أن تبقيهم منتصبين بما يكفي ليبتعدوا عن الجبل المقدس؟
لذا، طلب الشعب من موسى أن يكلم الله من أجلهم، وأن يكلم الله موسى، ثم ينقل لهم موسى ما قاله الله. لسوء الحظ، لم يكن "خوفًا" روحيًا خالصًا ما جعلهم يطلبون من موسى أن يتدخل. وقد أدرك موسى ذلك على الفور، وقد طلب من الشعب في الآية السابعة عشرة ألا يخاف؛ لأن هناك ثلاثة أسباب جعلت يَهْوه يأتي إليهم في هذا العرض الرهيب للقوة والمجد: واحد) ليختبرهم، أو ليجربهم…. ليختبر إسرائيل. كلمة "محاكمة" بالعبرية هنا هي "ناسا"، وهي توحي بفكرة أن العبرانيين هم موضوع عدالة يَهْوه. كثيرًا ما نأخذ الصورة الذهنية لعبارة "نُختبر" أو "نحاكم" على أنها سلسلة من التحديات أو العقبات التي يلقيها الله في طريقنا، ونرى كيف نتفاعل معها؛ وبعد ذلك، وبناءً على كيفية أدائنا، تتم محاكمتنا. وفي حين أن هناك أحيانًا تحديات وصعوبات في حياتنا يسمح لنا يَهْوه أن نواجهها، إلا أن هذا ليس هو الدافع الأساسي لهذه الفكرة، بل إن الرب يعلّم شعبه بثبات طريق عدله: كيف يعيشونه وكيف يديرونه. السبب الثاني هو أن يشعر الشعب برهبة الله، وليس أن يرتعبوا من الله. الفكرة هي أن يكون لديهم تقديس لقداسته. أولئك الذين يحبون الله لا يحتاجون أبدًا أن يخافوا من رهبة الله……لكن أولئك الذين لا يحبون الله، بالتأكيد يجب أن يخافوا. وثالثًا، كي يتعلم العبرانيون ألا يخطئوا.
إن الله، من خلال الكلمات العشر التي أعطاهم إياها للتو والسلسلة القادمة التي تزيد عن ستمئة "شريعة"، يعلّم الشعب ما هي طبيعته المقدسة وما هو معيار عدله وبرّه….. ليس فقط لكي يضعوا فلسفة عن الحياة مثل جيرانهم الوثنيين، أو لكي يصنعوا عقائد دينية، أو لكي يخوضوا نقاشات فكرية حولها، بل لكي لا يسيء الشعب الذي يخصصه لنفسه ولا يتعدى على القدوس الذي يميزه حسب نعمته.
بعد ذلك، يطلب يَهْوه من موسى أن يذكّر الشعب (وبصراحة، أعتقد أن هذا الأمر كان لفائدة الأجيال القادمة وليس أولئك الذين كانوا موجودين هناك) أن الله نفسه هو الذي تكلم بهذا الكلام، وليس لموسى فقط. لقد سمعه الجميع. لقد تم ذلك على الملأ حتى لا يكون هناك شك في أن هذه كانت طريقة الله وليس موسى.
يبدو أن يَهْوه يعالج مرة أخرى مسألة "الآلهة الأخرى"، وصنع الصور. هل هو فقط يكرر نفسه….. يكرر الوصية الثانية؟ لا أعتقد ذلك.
لقد قال بالتأكيد في الوصية الثانية "لا آلهة أخرى"، لكنه انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن صنع الرموز والصور والتمثيلات الخاصة به. وهذا يتطابق تمامًا مع الفكر العبراني القديم في هذا الشأن، وتأكّد في بناء خيمة البرية حيث لم يأمر بصنع أي صورة لشخصه وبالتأكيد لم تُصنع أي صورة.
ويمضي في إرساء مبدأ مهم آخر: سيحدد يَهْوه أين وكيف تُبنى المذابح له. هناك غرض واحد فقط للمذبح: الذبيحة. المذبح ليس مجرد نُصب تذكاري بسيط أو ذكرى لشخص أو حدث. إنه ليس منصة يتحدث فيها شخص ما أو يؤدي فيها عرضًا. سواء كان وثنيًا أو إلهيًا، فالمذبح هو المكان الذي تتم فيه والتضحية لذلك الإله. وأينما يقرر هذا الإله أن يوضع مذبح، فهناك – على الأرجح بالاقتران مع ذبيحة مناسبة – يبارك الله شعبه. ولكن هناك فقط، وليس أي مكان يختاره الشعب. وهو لا يريد أن يبنى موقع المذبح بطريقة فخمة؛ لأننا جميعًا نفهم في أعماقنا ما يحدث حقًا عندما نحاول بناء صروح رائعة ليَهْوه…..، ينتهي بنا الأمر ببناء صروح رائعة لأنفسنا…. جهودنا الخاصة…. مواهبنا الخاصة…. رخائنا…..، أي بأن نحيط أنفسنا بمحيط يرضينا. يطلب يَهْوه هنا ببساطة أن نكدس بعض التراب لنذبح عليه. ويأذن أيضًا لبني إسرائيل أن يبنوا مذبحًا من الحجارة، إذا اختاروا ذلك. ولكن يجب أن تكون مجرد حجارة مرصوصة، ويلتقطونها من الأرض. لأن أخذ أداة إلى تلك الصخور لمحاولة جعلها أفضل مما هي عليه بشكل طبيعي، في نظر الله، يُحرّم ذلك المذبح. حسنًا، إذا كانت هناك تعليمات من الله تجاهلها العبرانيون والمسيحيون على حد سواء، فهي هذه التعليمات. ألسنا نبني أروع الكاتدرائيات والكنائس والمعابد من أجل يَهْوه….. ونزيّنها بأجود المواد ونبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها طاهرة. دعونا لا نخلط بين خيمة البرية التي ستُبنى بمواد باهظة الثمن، ولاحقًا الهيكل (الذي كان مجرد نسخة دائمة من خيمة الاجتماع)، وبين ما يتحدث عنه الله هنا. لقد بُنيت خيمة الاجتماع كوسيلة تعليمية ومكان يسكن فيه الله مع الإنسان. نبويًا…كان كل شيء في خيمة الاجتماع له أهمية كبيرة؛ والخيمة كانت في بعض النواحي على غرار مسكن يَهْوه السماوي. في يومنا هذا، لم يعد الله يريد معابد من الحجر، والخشب، والذهب، والفضة. نحن هيكله. فكما أن كل ما أراده هنا في سفر الخروج هو تراب الأرض كمكان للذبيحة، هكذا يريد تراب الأرض البسيط الذي خُلقنا منه كمكان يعيش فيه روحه مع الإنسان. إن الأماكن التي نجتمع فيها للشركة والعبادة الجماعية لا تعادل في العصر الحديث خيمة الاجتماع أو الهيكل…إن الله لم يرد حتى أن يُبنى هيكل دائم...لقد فعل ذلك فقط لأن الملك داود كان مُصرًا على بناء واحد. أعتقد أنه يمكنني أن أقول بشكل لا لبس فيه أن يَهْوه يفضل أن نخدمه بطاعتنا بدلاً من الهياكل الرائعة؛ وأن نستخدم كل ذلك المال والوقت الذي يستغرقه بناء وصيانة المباني الجميلة لإطعام الجائعين، وشفاء المرضى، ومباركة شعبه إسرائيل، ونقل الإنجيل إلى العالم.