10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » الخروج » الدرس السادس – خروج خمسة وستة
الدرس السادس – خروج خمسة وستة

الدرس السادس – خروج خمسة وستة

Download Transcript


الدرس السادس خروج خمسة وستة

خروج

الدرس السادس – الإصحاحان خمسة وستة

نبدأ هذا الأسبوع الإصحاح الخامس من سفر الخروج، وسأغيّر لكم قليلاً. عادةً ما أقرأ من الكتاب المقدس اليهودي الكامل، ولكن هذه المرة سأقرأ من نسخة تسمى "الكتاب المقدس"، وذلك لسبب واحد فقط: في كل مكان كان النص العبري الأصلي يَتضمن إسم الله….YHVH….يَهْوه…… وكذلك هذه الترجمة. أعتقد أن المغزى من قيامي بهذا الأمر سيصبح واضحاً بذاته. لذا، يرجى المتابعة معي في أي نسخة مفضلة لديكم.

اقرأ كل الإصحاح الخامس من سفر الخروج

هل يفاجئك قليلاً أن إسم الله يَظهر مرات عديدة في هذا الإصحاح؟ لقد مالت ترجمات الكتاب المقدس، على مرّ السنين، إلى طمس استخدام إسم الله من خلال اسْتبداله بمُصطلحات أكثر عُمومية مثل الله والرب؛ ولكن، من خلال إعادة إدراج إسم الله الشخصي الرسمي، نحصل على صورة أوضح لما كان يَحدث هنا بين موسى وفرعون. كما ناقشتُ معكم في عدة مناسبات، كانت كل الثقافات القديمة تؤمن بوجود آلهة متعدّدة وعالم روحي. وكان لدى كل ثقافة مجموعة متشابهة إلى حدّ ما من الآلهة؛ كل ما في الأمر أن أسماءهم كانت تَختلف، وكان يجب تحديد المنطقة التي يَحكم فيها كل إله. لكن معرفة إسم كل إله كان مهمّاً للغاية بالنسبة للعقليّة القديمة، لأن معرفة إسم الإله كان مفتاحاً للتواصل مع هذا الإله ولِجعل هذا الإله يفعل ما تريد.

لذا، نرى هنا أن فرعون لم يتساءل عما إذا كان هناك شيء إسمه "الله"، أو إذا كان هناك "إله للعبرانيين"، ولكن من الواضح أنه لم يسمع قط عن "يَهْوه". بالإضافة الى ذلك، بما أن الآلهة كانت إقليمية، وبما أن العبرانيين كانوا يعيشون في مصر، فقد كان فرعون يَشك في إمكانية وجود إله له نوع من التأثير غير المحدّد داخل مصر، وهو لم يكن يعلم عن هذا الإله. أين يكون هذا الإله، يَهْوه، في التسلسل الهرمي للآلهة؟ لماذا لم يقدّمه أحد لفرعون قبل الآن؟ ما هو مجال نفوذ هذا الإله الجديد؟ وربما الأهم من ذلك بالنسبة لفرعون، لماذا كان عليه أن يَهتم أصلاً بيَهْوه هذا في حين أنه كان يحكم أقوى آلهة مصر؟ في الواقع، كان فرعون نفسه يُعتبر تجسيداً لإله وبالتالي كان إلهاً؛ بالنسبة لفرعون، كان يَهْوه منافساً غير مرغوب فيه.

لذا، كان فرعون مشكِّكاً ومُمْتعضاً تماماً. بالفعل، لم يكن فرعون قد سَمع قط عن يَهْوه. في النهاية، لم يكن الله قد كشف عن إسمه للبشرية لأول مرة إلا منذ وقت قريب؛ وقد كشفه لموسى على جبل سيناء، في مديان، منذ أسابيع قليلة فقط.

يدخُل موسى وهارون على فرعون ويُخبرانه بما يطلبه الله من ملك مصر؛ وهو أن يُسمح لبني إسرائيل أن يذهبوا بحرية الى الصحراء لفترة من الزمن (رحلة ثلاثة أيام)، بعيداً عن خاطفيهم، ليعبِدوا يَهْوه.… أو كما يجب أن يؤخذ حقاً من الآية واحد "ليحِجّوا إليّ". ما يقوله موسى هو أن الرب يريد من بني إسرائيل أن يقوموا بـ "شغاغ" … وهو مهرجان الحج بالعبرية، ومهرجانات الحجّ تعني ببساطة أنّ على المصلّين أن يقوموا برحلة إلى مكان محدّد …. عادةً إلى مكان مقدّس أو مَزار …. ليَحتفلوا بإلههم ويكرّموه. عندما نصل إلى الإصحاحات اللاحقة من سفر الخروج، ثم سفر اللاويين، سنجد أنه من بين الأعياد التوراتية السبعة التي سيشرعها الله لإسرائيل، ثلاثة منها هي أعياد شاغاغ ….الحج. وفي كل حالة، تتضمّن السفر إلى الهيكل (الذي، بالمناسبة، لم يكن دائماً في أورشليم).

إن الفكرة المُضحكة أن فرعون سيَسمح لبني إسرائيل بالذهاب لبضعة أيام لعبادة إلههم في البرية كانت مجرّد تسلية لفرعون، وما أزعجه حقاً هو أن الكلمات التي قالها موسى وهارون أثبتت بوضوح لفرعون أن يَهْوه اعتبَر بني إسرائيل تابعين له! وبالطبع، هذا هو جوهر المسألة لأنه كما يُصرّ فرعون: على العكس، هؤلاء بني إسرائيل لا ينتمون إلى إله العبرانيين المزعوم هذا……إنهم ينتمون إليّ!

دعونا ننعطف للحظة واحدة ونكبّر عبارة صغيرة في الآية واحد، لأنها تؤسّس لمبدأ مهمّ يساعدنا على فهم مجالات رئيسية في الكتاب المقدس بشكل عام. أودّ أن ألفت انتباهكم إلى استخدام كلمتين صغيرتين "شعبي"، وهو ما يسميه الله غالباً ببني اسرائيل. من المثير للإهتمام أن الله سيَدعو بعض بني إسرائيل "ليس شعبي" بعد عدة مئات من السنين في المستقبل. ما هو مهمّ أن نفهمه هو أنه في الكتب المقدسة العبرية، بالعودة إلى وقت ما بعد ولادة إسحاق مباشرة (ربما قبل ستمئة سنة من الوقت الذي نحن فيه في سفر الخروج)، بدأ الله يشير إلى بني إسرائيل بإسم "عمّي" …… التي تعني بالعبرية شعبي. والآن، لا ينبغي أن تؤخذ كلمة عمّي، "شعب" بمعنى أفراد عشوائيين، ولا تُستخدم للإشارة إلى مجموعة مجهولة من الأفراد مثل حَشد من الناس. على سبيل المثال، من حيث تجلس، إلتفِت وانظر إلى جميع "الناس" من حولك، فعمّي ليس الناس بهذا المعنى…… ليس مجرّد عدد من البشر العاديين المجتمعين معاّ،. بل الناس، "عمّي" مرادف إلى حدّ ما لكلمة "الأمة". عمّي هم مجموعة من البشر الذين لديهم تراث مشترك، سواء كان هذا التراث طبيعياً أو مُقتبساً، أي أن إسرائيل "شعب" يمكن تحديده بشكل مُنفصل، بـ "أمة".

ومع ذلك، فإن عمّي ليست مرادفاً دقيقاً لكلمة "أمة". فالكلمة المستخدمة لكلمة "أمة" في الكتاب المقدس هي ”جوييم“. لكنك لن ترى أبداً كلمة "جوييم" تُستخدم للإشارة إلى الشعب العبراني أو الأمة العبرية. لأنه اعتباراً من زمن إسحق تقريباً، حوالي عام ألف وتسعمئة قبل الميلاد، أصبحت كلمة "جوييم" تشير تحديداً إلى الأمم غير اليهودية، أي الجميع باستثناء العبرانيين. لذا، بعد حوالي سفر التكوين الثاني عشر، عندما يشير الله إلى أمّة إسرائيل، فإن كلمة عميم هي التي تستخدم بشكل عام، بينما يشار إلى جميع الأمم الأخرى في العالم بإسم جوييم. أشير إلى ذلك لأنه يجعل من الأسهل بكثير فكّ تشابك التاريخ التوراتي والنبوءة إذا كنت تَعرف متى يشير مصطلح "الشعب" و"الأمة" إلى الأمم أو الشعوب غير اليهودية، أو إذا كان يشير إلى الشعب أو الأمة العبرانية….. هناك فرق كبير إلى حدّ ما. لقد اكتشفنا لأول مرة أهمّية فهم كلمة "جوييم" في سِفر التكوين لأنها مَكّنتنا من كشف مغزى مباركة يعقوب لابن يوسف، أفرايم…… أن أفرايم سيصبح بطريقة غير محدّدة كمال أو بركة الجوييم…….الأمم الأممية على عكس الأمة العبرانية. إذا كنت قد حضرت ندوتي عن القبائل العشرة المفقودة فأنت تعلم أن أفرايم و"كمال الأمم" هما أمران أساسيان لفهم نبوءة نهاية الزمان.

لهذا السبب أشجّعكم على أن يكون لديكم توافق جيّد في متناول أيديكم عند دراسة التوراة. فكما أن إسم الله الآن غامض تماماً في الكتاب المقدس، بالتالي هناك التباس لا داعي له حول استخدام كلمة أمة فيما إذا كان الحديث عن الأمميين أو العبرانيين أو الجميع بشكل عام.

إنه لأمر مثير للإهتمام نوعاً ما كيف يَستجيب فرعون لرسالة موسى وهارون من الله؛ لا ينكر فرعون أ) أن هناك إلهاً إسمه يَهْوه، و ب) أن يَهْوه هذا هو إله إسرائيل. إنه ببساطة لا يرى ما علاقة كل ذلك به. أعني، نحن في مصر….. صح؟ إذن، بكل ما يفهمه الناس في ذلك الوقت عن كيْفية عَمَل الآلهة، فهذا هو عالم الآلهة المصرية. يظن فرعون، أن الآلهة المصرية قوية وكثيرة فلماذا القلق من إله واحد تافه، وإضافة الى ذلك إله واحد هو إله لمجموعة من العبيد! ففي النهاية، إذا كان يَهْوه هذا قوياً جداً، فكيف يكون شعبه عبيداً لمصر؟ لقد كان هذا دليلاً فعلياً لفرعون على أن الآلهة المصرية أقوى من إله العبرانيين، وأنه لا داعي لأن يَلتفت إلى يَهْوه، بل كان هذا دليلاً فعلياً على أن الآلهة المصرية أقوى من إله بني إسرائيل.

أتساءل عمّا قاله هارون لفرعون، لأن ما نقرأه هنا في الإصحاح الخامس ليس تماماً ما قيل لنا أن الله أمر موسى أن يقوله. لاحظوا أنه يبدو أنه قد تم تَنميقه قليلاً، كما في الجزء الأخير من الآية الثالثة، فالكلمات هي "وإلا ضربنا (الله) بطاعون أو سيف". من أين جاء هذا؟ هل قال الله لموسى أنه إذا لم يَسمح لهم فرعون بالذهاب إلى الصحراء لعبادته، فإن الله سيَضرب بني إسرائيل؟ ليس على حدّ علمنا. لاحظوا من هم الرجال العاديون الذين نتعامل معهم هنا في موسى وهارون. حتى الآن لم يبلوا بلاءً حسناً. تماماً مثلما كنا سنفعل أنا أو أنت في مثل هذه الظروف، نقف أمام رجل عظيم ومُهيب مثل ملك مصر، نقرّر أن نزيد من حدّة الأمر قليلاً….. أعني أن الله لديه مثل هذا الاقتصاد في الكلام، الذي هو في غاية الأهمية، ربما يمكننا أن نساعده قليلاً.

يستجيب فرعون ويقول لموسى وهارون أن يعودا إلى العمل، وأنه لا ينوي أن يترك تلك المجموعة الهائلة من بني إسرائيل، الذين هم عمال في مصر، الحرَفيين الذين يقومون بالجزء الأكبر من البناء، يذهبوا في عطلة لمدة ثلاثة أيام. وبعد ذلك، يضع فرعون سابقة ستتكرّر مراراً وتكراراً في القرون القادمة: إنه يتخذ أسلوباً غير عقلاني في جعل عَمَل بني إسرائيل، وهو أمر حَيوي جداً لرفاهية مصر، مستحيل التحقيق! يُخبرهم أن عليهم أن يذهبوا لجمع القش الخاص بهم لصنع الملايين والملايين من الطوب الطيني اللازم لبناء المزيد من المدن. كان هذا أمراً معطِلاً من جميع النواحي، وكان من شأنه أن يؤدي إلى تقليل عدد الطوب بدلاً من الإكثار منه.

ويشهد على ذلك ما ورد في الآيه الثانية عشرة حيث تقول أن الشعب اضطرّ إلى التوقف عن صناعة الطوب وانتشر في جميع أنحاء أرض مصر لجلب القش الذي يضيف القوة اللازمة للطوب الطيني.

هذا هو الوقت المناسب للإشارة إلى أن بني إسرائيل لم يَبنوا أهرامات في مصر. كان عصر بناء الأهرامات قد انتهى منذ زمن طويل، وكان الفراعنة والنبلاء يُدفنون الآن في أخاديد وكهوف مجوّفة ومُزخرفة بشكل رائع. كانت مشاريع البناء الأساسية لبني إسرائيل هي الطرق والحصون العسكرية ومرافق التخزين وكانت مادة البناء الأساسية هي الطوب الطيني وليس الحجر.

في الآية الرابعة عشرة، تظهر النتيجة النهائية المتوقعة عندما سأل أصحاب العمل المصريين "مسؤولي" بني إسرائيل: "لماذا لم تَسْتوفوا حصّتكم من الطوب بالأمس واليوم كما فعلتُم في السابق؟ وضُرب مسؤولو إسرائيل، أي رؤساء العمال إذا جاز التعبير، بسبب انخفاض الإنتاج. هؤلاء "المسؤولون" لم يكونوا الشيوخ، بل كانوا ما يُطلق عليهم أحياناً إسم "الكتَبة". هذا هو النوع الثاني من الأنواع الجديدة من القادة المنتخبين أو المعيّنين في إسرائيل، الذين يمثلون الشعب.

بالطبع، كان الهدف الحقيقي لفرعون هو المُضايقة والعقاب وكان الحقد الذي يتجاوز حدود التحكّم. في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية كان الشيء الوحيد الذي كان يتمتّع به الاقتصاد الألماني قبل الحرب هو اليهود الذين كانوا رجال صناعة ومصرفيين وعلماء. وبعد بِدْء الحرب عندما تحوّل النازيون فجأة إلى غضب شيطاني في الداخل وبدأوا في إبادة اليهود بالملايين، كل ما حققوه هو تدمير اقتصادهم وتدمير أفضل مصدر لتقدّمهم التكنولوجي، وفي النهاية الحدّ من قدرتهم على صُنع الحرب. تماماً كما استخدم الشيطان هتلر كدُمية، هكذا كان الأمر مع فرعون. لقد اتخذ للتو الخطوة الأولى نحو تدمير مصر….. الشيء الذي كان ضرورياً لإطلاق سراح بِكر يَهْوه، بني إسرائيل.

الآن، من المثير للإهتمام أن نلاحظ أنه في إحدى المدن ذات المخازن العظيمة التي يرجع الفضل لبني إسرائيل في بنائها، بيثوم، أكّد عالم آثار اكتشاف يؤكد قصة الطوب والقش هذه. في عام ألف وثمانمئة وثلاثة وثمانين ، وبعد ذلك في عام ألف وتسعمئة وثمانية، اكتشف عالمان مصريان اكتشافاً مذهلاً؛ فقد اكتشفا بعض الهياكل المبنيّة من الطوب الطيني في بيثوم حيث كانت الطبقات السّفلية من الطوب مصنوعة من القش المقطوع العادي وكانت الطبقات الوسطى مصنوعة من القش الذي تم سَحبه من الجذور وكانت الطبقات الأخيرة تحتوي على القليل من القش أو لا تحتوي على القش على الإطلاق؛ وهذا دليل آخر من الأدلة الكثيرة على رواية سفر الخروج.

انقلب الكتبة والرؤساء العبرانيون، الذين تعرّضوا للضرب وكانوا في وقتها غاضبين، على موسى وهارون. في الواقع، يلتفّون حول موسى (والله) ويَذهبون مباشرة إلى فرعون وهو بالطبع لا يهتم بمشاكلهم. ما مدى سُرعة زوال الإيمان؟ فقبْل أيام قليلة فقط كانوا مُقتنعين تماماً ومستعدين لاتباع موسى، باعتباره مخلّص الله لشعبه، واليوم، مع قرار فرعون بأن عليهم أن يَجمعوا قشهم بأنفسهم ومع العقاب الجسدي الذي سيَقع على رؤساء العمال بسبب عدم قيامهم بتأمين حصّتهم من الطوب، فإنهم يدعون هذا الله أن "يدين" موسى…… ويعاقبه. قيل لنا في وقت سابق أن موسى أخبرهم مسبقاً بكل ما أخبره الله به على جبل الله…….وكان من ضُمن ذلك أن فرعون سيَرفض المطالب. لا شك أنهم لم يحسبوا حساباً للعواقب، فاتباع الله دائماً له عواقب.

إنما موسى يفعل الشيء الصحيح تماماً: يذهب إلى الله ويُخبره بشكوى الشعب. يتفهّم موسى تماماً انزعاج بني اسرائيل من هذا التحوّل في الأحداث ويشعر بمسؤولية كبيرة. والآن، لنتأكد من أننا فهمنا الطريقة الصحيحة لسؤال موسى لله في الآية الثالثة والعشرين: لقد كان مُتواضعاً وقلقاً على الشعب. هل قام بشيء لم يكن من المفترض أن يقوم به؟ هل كان هناك شيء لم يفعله وكان يجب أن يفعله؟ كم مرّة سألتُ الله هذا السؤال عندما كان اتجاه ما كنتُ واثقاً من أن الله قد رسَمه لحياتي قد اصْطدم فجأة (كما بدا لي) بعَثرة كبيرة في الطريق. لم يطلب موسى شيئاً من الله. لم يكن غاضباً من الله. في الواقع، كان موسى يَبحث عن الطمأنينة……التأكيد على أنه كان يطيع بالفعل. كان موسى يتعلّم.

لنكمل القصة في الإصحاح السادس.

اقرأ الإصحاح السادس كله

إسمحوا لي أن أذكركم بأن الآية الأولى من الإصحاح السادس هي استمرار مُباشر للآية الأخيرة من الإصحاح الخامس. بينما كان موسى يُصلي إلى يَهْوه طالباً تفسيراً، أعطاه الله الإجابة على الفور: كل شيء تحت سيطرتي. لا، بالطبع هذه ليست كلمات الكتاب المقدس ولكنها جَوهر استجابة الله.

يُخبر الله موسى أن عليه أن يعرّف الشعب العبراني بإسمه الرسمي، يَهْوه؛ وعلى الرغم من أنه كان وما زال إله البطاركة، إلا أنه لم يُعرّفهم بكل شيء؛ والشيء الوحيد الذي لم يخبرهم به هو إسمه الشخصي، يَهْوه. بدلاً من ذلك، يقول في الآية الثالثة أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب (وفي الحقيقة كل بني إسرائيل حتى الآن) عرفوا الله بإسم إل شداي؛ وعادةً ما يُترجَم هذا الإسم بـ "الله القدير". لم تكن هذه ترجمة حقيقية أبداً…. بل كانت مُجرّد تخمين لمعنى المصطلح. لذا، ولكي نكون أكثر دقة، يجب أن نقول أن الجزء الأول من هذا الإسم يعني "الإله الأعلى" (وهو معنى إل)؛ وكما أطلعتكم، فقد اكتُشف مؤخراً أن كلمة "شداي"، التي ليست بالمعنى الدقيق كلمة عبرية، ما هي إلا لفظة عبرية مشتقّة من الكلمة الأكادية "شادو" التي تعني الجبل. إذن، يقول الرب أن أسلاف موسى عرفوه بأنه الإله الأعلى للجبل.

إسمحوا لي أن أشاركَكم شيئاً ما؛ شيء أصبحت أُدرِكه أكثر فأكثر…….وأنا، أكثر وأكثر غير متأكد من سبب ذلك؛ في الآية الثانية، عندما يقول الله لموسى "أنا (فراغ) " ……. معظم النسخ ستقول إما الرب أو أدوناي؛ أنا "الرب". وبما أن الرب هو ببساطة الترجمة الإنجليزية لأدوناي العبرية، فإن الرب وأدوناي يعنيان نفس الشيء. ولكن، العبرية الأصلية ليست أياً من هاتين الكلمتين: بل هي…….يَهْوه. إسم الله الشخصي. الآن، لا يوجد عالم من علماء الكتاب المقدس على حدّ علمي يُجادل في هذه النقطة. الحروف العبرية Yud-Heh-Vav-Heh موجودة، وفي ستة آلاف موضع آخر في أسفار العهد القديم. السؤال هو: لماذا في معظم الأوقات التي تَستخدم فيها اللغة العبرية الأصلية إسم الله الشخصي، يَهْوه، تختار ترجَماتنا استخدام "الرب" أو "الله"؟ أستطيع أن أفهم لماذا يفعل اليهود، حتى اليهود المسيانيون، ذلك؛ لأنه كان لديهم تقليد لأكثر من ألفين وثلاثمئة سنة ضدّ قول أو حتى كتابة، كلمة "الله"، ناهيك عن استخدام إسمه. ولكن، لماذا يحذو المسيحيون الأمميون حذوَهم؟ آسف، هذا مجرّد استياء. بطريقة أو بأخرى، أعتقد أنه عندما أعطانا الله إسمه الشخصي لنستخدمه عند الإشارة إليه، يجب أن نستخدمه، حتى لو كنا لا نعرف بدقة كيفية نطقه، وعندما يَستخدم الكتاب المقدس إسمه الشخصي، بدلاً من شيء أكثر عمومية مثل "الرب" (الذي، باعتراف الجميع، يظهر من وقت لآخر)، نحتاج أن نعرفه ونقرأه بهذه الطريقة، لأننا نرى فيه الطبيعة الشخصية والمحبَّبة للرب وليس مجرد لقب عام. والحقيقة هي أن معظم الآلهة الوثنية كانت تُدعى "الرب"، لأن الرب هو مجرد مصطلح قديم وعتيق مرادف لكلمة "السيّد" وهو ليس سوى علامة احترام، وليس إسماً حقيقياً.

نحن بحاجة أيضاً إلى معرفة إسم الرب واستخدامه خاصةً في عصرنا هذا لأن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب له منافس إسمه الله ويريدك الإسلام والكثيرون داخل الكنيسة أن تصدّق أن الله ويَهْوه ما هما إلا إسمان لنفس الإله. بعد كل شيء، سيقول لك المسلمون إن الله يعني "الله"؛ ومعظمهم يُدركون أن أناجيلنا يسمّون إله الكتاب المقدس ”الله“. لديّ خبر لكم: المصريون أيضاً كانوا يُشيرون إلى العديد من آلهتهم بـ ”الله“، خاصةً عندما يكون أحد آلهتهم هو إله العائلة.

نحن، اليهود والمسيحيين، جلبنا هذه المشكلة بأنفسنا. لو لم نستبدل كلمة "يَهْوه" بالكلمة العامة "الله" أو "أدوناي" (وهي ببساطة كلمة عبرية تعني الرب) منذ زمن بعيد، لما واجهنا مشكلة كبيرة في إدراك أن الله (وهو الإسم الرسمي لإله الإسلام)، لا يمكن أن يكون هو نفس الإله الذي هو يَهْوه (وهو الإسم الرسمي لإله الكتاب المقدس)، لأنهما إسمان مختلفان تماماً. الإله، مثل كلمة "رئيس"، هو لقب لِمنصب ما: إنه ليس إسم الشخص الذي يَشغل هذا المنصب. رئيسنا الحالي إسمه ”بوش“؛ إسمه ليس ”الرئيس“. إسم الله هو "يَهْوه"، وليس "الله" …… وبالتأكيد ليس الله.

والآن، نحتاج أيضاً أن نفهم ما يتم إبلاغه لموسى في هذه النقطة. يقول الله أن آباء موسى "رأوا" الله "إل شداي". مُعظم النسخ تقول ظهر“ لإبراهيم وإسحاق ويعقوب. الكلمة العبرية الأصلية المستخدمة هنا هي "راعى" وتعني ”يرى“ أو "رأى" بمعنى الإدراك أو الكشف، أي أننا قد نقول لشخص ما في المناقشة: "أوه، أخيراً رأيت ما تَرمي إليه". أي أنني فَهمت أخيراً، لاحظت أخيراً، أدْرَكت أخيراً. لا يعني، "يرى" أو "رأيت" كما في "رائع، هل رأيت للتو تلك السيارة الرائعة المظهر". الأمر لا يتعلق بأعصابنا البصرية التي تعمل بشكل صحيح بقدر ما هو رؤية جوهر الشيء.

إذًا، الله يقول أنه كشف عن نفسه….. أي جَعل جوهره معروفاً…. للبطاركة بطريقة مختلفة قليلاً عن الطريقة التي يكشف بها نفسه الآن لموسى. ما هو الفرق؟ حسناُ، أحد الاختلافات هو في مستوى الحميمية…… إنه مثل الاختلاف بين مُخاطَبتي لـ "السيد برادفورد" الأقل شخصية، من مخاطبتي لـ "توم" الأكثر شخصية. مع مرور الوقت، كان الله يجعل نفسه معروفاً أكثر، وأكثر شخصية وأكثر سهولة في الوصول إليه.

بالتدريج، يكشف الله عن نفسِه للبشرية. وهذا حقاً ما نراه في جميع أنحاء الكلمة. بينما لا نَحصل في سفر التكوين إلا على الخطوط العريضة لله، إلا أننا عندما نصل إلى نهاية التوراة يكون لدينا معلومات عن الله أكثر مما يمكننا أن نستوعبه كبشر. إن التجلي التالي إلى آخر تجلي لله الذي نقرأ عنه في الكتاب المقدس هو يسوع. وقد جعل يسوع العلاقة بين الله والإنسان علاقة شخصية بقدر الإمكان: لقد أصبح واحداً منا ومشى بيننا وشاركنا ويلات الوجود البشري الجسدي. أقول "تقريباً"، لأنه عندما رَحل يسوع، تلقّينا الروح القدس: لم يعد الله يمشي بيننا، أصبح خارجاً عنا، بل اتخذ الخطوة التالية، وقرّر الآن أن يعيش في داخلنا. بالمعنى الحرفي للكلمة، الله يَسكن معنا. داخلياً فينا. في الآيتين الثالثة والرابعة، كان موسى سيَفهم أن النقطة التي كان الله يَقصدها هي أنه كان يعطي من نفسه لموسى أكثر مما أعطى لأجداد موسى…… إبراهيم وإسحاق ويعقوب.

كان يَهْوه أيضاً سيُعطي المزيد من نفسه لإسرائيل. ونرى في الآيتين الرابعة والخامسة أن الله يؤسّس مرة أخرى مِلكَه الشامل على الجميع. يذكّر موسى بأنه كان إله العبرانيين في كنعان في الآية الرابعة، كما هو إلههم في مصر؛ وقد سَمع صراخهم من أجل المساعدة. ويوضح أيضاً أنه الآن، بعد حوالي ستمئة سنة من تأسيسه، لا يزال عهده مع إبراهيم…… بكل تفاصيله….. قائماً.

لقد أعطى لموسى رسالة ليعود بها إلى شعب إسرائيل، الذين كانوا مُحبطين للغاية بسبب زيادة عبء العمل عليهم، في حين أن ما ظنوا أنه على وشك أن يأتي هو الخلاص من اضطهادهم؛ رسالة مليئة بالحب والأمل تقول التالي: أنا، يَهْوه، سأُخرجكم من مصر؛ أنا يَهْوه سأنقذكم من عبوديتكم من كل ما هو مصري، وأنا، يَهْوه، سأخلّصكم. بالإضافة لذلك، سآخذكم كشعب لي، وسأكون إلهكم وسآتي بكم إلى أرض الميعاد. سأعطيكم إياها يا بني إسرائيل كملكٍ لكم. أنا، يَهْوه، سأفعل كل ذلك، وعلى بني إسرائيل فقط أن يتلقوا.

كما ترون، بقدر ما هي مصر في سفر الخروج حقيقية وملموسة، فهي أيضاً نوع. مصر نفسها ستُستخدم في بقية الكتاب المقدس لتمثيل العبودية والمكان الغريب……طريقة حياة لم تكن مخصّصة لشعب الله. لكن مصر تمثل المكان الذي نسكن فيه جميعاً قبل أن نصْرخ إلى الله ليُنقذنا. عندما جاء المسيح، وجعل من الممكن للأمميين أن ينضمّوا إلى عهود الله مع بني إسرائيل، فإن قائمة الوعود التي قرأناها للتو في الآيات من ستة الى ثمانية …. هذه القائمة من "الوعود" أصبحت تنطبق على كل البشر الذين سيَثِقون في تدبير الله. سيُخرج الله كل من يثق بالرب يسوع من العبودية ومن مكان غريب. سوف يَفتدينا وسوف يتّخذنا شعباً له وسوف يكون إلهنا وينقلنا إلى أرض الميعاد الأبدية. كل وعد بالحياة الجديدة والوفيرة التي نحصل عليها من خلال المسيح، ينبع هنا في التوراة. وإليك الأمر: الله هو الذي يفعل كل ذلك.

أخذ موسى الرسالة التي أعطاها الله له إلى الشعب لكنهم لم يتلقوها والسبب في أنهم لم يتلقوا رسالة خَلاصهم، موجود في الآية التاسعة. حسب روايتكم، فإنه بشكل عام أن أرواحهم كانت مسحوقة وكانوا مُنهكين جسدياً من أعمالهم الشاقة. يكاد يكون من المستحيل أن نسمع الله عندما نعيش حياة منقطعة الأنفاس باستمرار بسبب النشاط المُفرط وعندما نكون مُستهلكين ومهزومين بسبب حاجاتنا الجسدية المتطلبة ومرارة نفوسنا. كان بنو إسرائيل في عُبودية مصر لأنهم كانوا مُجبرين على ذلك. كنا في العبودية لأننا وُلدنا في تلك الحالة. وكما أراد الله إنقاذ بني إسرائيل، فإنه يريد إنقاذنا نحن أيضاً. ولكن، لم يَستطع بنو إسرائيل آنذاك، ولا يستطيع سوى عدد قليل من البشر الآن، أن يَسمعوا ويَقبلوا رسالة الخلاص.

إذن، أنت تقول إنك تريد أن تكون نبي الله؟ حسناً، ها هو موسى، وفرعون يُضحك عليه فقط، وإخوة موسى العبرانيون يريدون أن يُسلخوه. ويقول له الرب، حان الوقت للذهاب لرؤية فرعون مرة أخرى. وما بدا أنه كان أمراً محسوماً مع موسى منذ وقت ليس ببعيد، أصبح مرة أخرى موضع شك حيث يقول موسى لله "إذا كان شعب إسرائيل لا يَستمع إليّ، فلماذا يستمع إليّ فرعون"؟ في الواقع، ما تقتبسه الآية الأولى حرفياً من قول موسى هو "أنا غير ماهر في التحدث (غير مختون) بالشفتين!". هذا اصطلاح…..يعني أن كلامه رديء….رديء بمعنى غير مُلائم. ما يقوله موسى هو: "يا إلهي، قُدرتي على الكلام الذي تريد أن أقوله رديئة". لم يكن الله ليرضى بذلك: في الآية الثانية عشرة، الله يخاطب موسى وهارون ويوضح لهما أن من واجبهما أمام الله أن يكلما فرعون وشعب إسرائيل، والنتيجة النهائية هي خَلاص بني إسرائيل من مصر.

كما ترى، يعتقد موسى أن كلماته وطريقة صِياغته لها وطريقة نُطقه لها، وما إذا كان يبدو واثقاً ومُستعداً جيداً وهو يتحدث إلى الناس أم لا، هو المفتاح بالنسبة لهم للحصول على رِسالة الخلاص. لقد حاول الله، في وقت مبكر، أن يقنعه أن قدرات موسى الخاصة لا تهمّه غلى الإطلاق. بِدافع الرحمة، بالنسبة لرجل لم يستطع بعدُ أن يفهم طرق الله أو يَقبلها تماماً، أعطى الله لموسى هارون ليتكلم عنه….. على الرغم من أنه لم يكن هناك حاجة لذلك. لم تكن ملاءمة موسى هي القضية أبداً.

قبل عدة سنوات، عندما كنت أنا وبيكي نعيش في فلوريدا كيز، ذهبْتُ في زيارة كَنسّية مع مساعد راعي الكنيسة التي كنا نرتادها. قُمنا بزيارة زوجين شابين كانا يأتيان إلى الكنيسة على فترات متقطّعة لبضع سنوات وطلبا الآن أن يأتي قسّ لزيارتهما.

الآن، كان مساعد القس هذا من أرْوع المؤمنين المحترمين والحقيقيين الذين عَرفتَهم في حياتي. ولكن، عندما بدأ يتحدث إلى هذين الزوجين عن حاجتهما للمسيح، شارحاً رسالة الإنجيل، استمعْتُ بِرعب شديد لأنه أفسد الأمر بشدة لدرجة أنني لم أستطع فهم ما كان يقوله…….وكنت أعرف بالفعل النقاط التي جاء من أجلها. استمرَّ هذا الأمر لمدة ساعة كاملة….. إحدى أطول ساعات حياتي وأكثرها إزعاجاً…. وجلسْتُ هناك بِصمْت كما فعل ذلك الزوجان الشابان محرَجين ومتسائلين عما إذا كان هؤلاء الناس سيأتون إلى الكنيسة مرة أخرى.

حسناً، بعد أن انتهى، قال مساعد القس، حسناً، هل ترغبون في الصلاة لقبول يسوع رباً لكم؟ وأنا أفكر، نعم، أكيد؛ لنخرج من هنا. فانحنى كلاهما إلى الأمام وقالا نعم!!! صلّينا معهما، ثم شاهَدت حياتهما تتغيّر وتنمو على مدى الأشهر العديدة التالية، حيث أصبح الروح القدس مُرشدهما.

إليك الأمر: عِدت إلى المنزل وأخبرْت بيكي بهذه القصة، وأخبرتها أنني تعلمت درساً عظيماً في تلك الليلة. ليست كلماتنا أو قدراتنا هي التي تجلب أي شخص لقبول الخلاص؛ بل الله هو الذي يغيّر قلوبهم. نعم، نحن مأمورون بالفعل بالذهاب والتحدث برسالة الخلاص لغير المخلّصين. ولكن، عندما نكون في مشيئة الله، وقد هيأ قلوب أولئك الذين اختارنا لِنكلّمهم، لا يمكن أن تفشل كلماتنا لأن كلماتنا لم تكن أبداً هي المفتاح، على أي حال. وعلى العكس من ذلك، لا يمكن لأفصح الكلام أو العرض المُعدّ بإتقان أن يجلب أحداً إلى العرش، فهذا عمل الله مئة في المئة.

هذا المبدأ العظيم في الحياة المسيحية منصوص عليه هنا في سفر الخروج. لم يكن موسى غير مؤهل على الإطلاق للوظيفة التي كلفه الله بها…… وكان موسى يَعرف ذلك. أنا وأنت غير مؤهلين على الإطلاق لأي من المهام، بما في ذلك نشرْ الإنجيل الذي أعطانا الله إياه، لكن هذا لا يهم لأن وظيفتنا هي أن نثق بالله ونطيعه. إذا قال، "اذهبوا"، نذهب؛ وهو سيقوم بالباقي. لم يفهم موسى أو يؤمن بذلك بعد.

ابتداءً من الآية الرابعة عشرة، نحصل على أصل نسب أبناء إسرائيل الثلاثة الأوائل: رؤوبين وشمعون ولاوي. ولكن، يُصبّ الاهتمام على اللاويين. والآن، اسحبوا مخطّطات ”هيكل إسرائيل“. لقد تحدثنا عن الأسماء المختلفة للمستويات المختلفة للهيكل المجتمعي لإسرائيل، وفي هذه الآيات، تُستخدم هذه الأسماء والألقاب. الآن، أعلم أن النسخ المختلفة تَستخدم أسماء مختلفة، لذلك إذا كانت نسختكم لا تَستخدم الأسماء والألقاب التي سأعطيكم إياها، أُشجّعكم على كتابتها في هوامش الكتاب المقدس للرجوع إليها في المستقبل.

الآية الرابعة عشرة، تقول: "هَؤُلاَءِ رُؤُوسُ بُيُوتِ أَبِيهِمْ". حيث تقول "الرؤوس"، الكلمة العبرية هي "روش" …… وتعني بالفعل "الرأس". وإذا نظرنا أكثر قليلاً في نفس الآية تقول، "هَؤُلاَءِ هُمُ الْعَشَائِرُ…" الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي "ميشباخاه" ولا ينبغي أن تُترجم إلى عائلة، بل إلى عشيرة. ولأن كلمة "مشباخاه" هي "عشيرة"، فإن اللقب المخصّص لـ "رئيس"، أي روش، لكل من هذه العشائر هو "رئيس".

إذن، تتحدث هذه الآية عن الرؤساء الذين هم رؤساء العشائر. هذا هو المستوى التالي في الهيكل المجتمعي الإسرائيلي بعد الأمير الذي هو رأس"روش" القبيلة. مع مرور الوقت، عندما يموت الأمير الحالي، سيصبح أحد هؤلاء الرؤساء (عادةً ما يكون البكر) الأمير الجديد.

النقطة الرئيسية في الآيات الواردة في الإصحاح السادس، بدءاً من الإصحاح الرابع عشر وحتى نهاية الإصحاح، هو إثبات الحقيقة البالغة الأهمية وهي أن موسى وهارون كانا من قبيلة اللاويين. علاوة على ذلك، كانا من عشيرة محدّدة تبدأ بكوهات. هناك عشيرتان أُخرتان من اللاويين أيضاً تسميان: جرشون ومراري. لن نفحص كل هذه العشائر، على الأقل في الوقت الحالي. ما هو مُهمّ أن نفهمه هو أنه بينما كانت قبيلة لاوي بشكل عام هي قبيلة الكهنة، فإن عشيرة واحدة فقط من بين اللاويين يمكن أن تُنتج سلالة الكهنة الكبار (أول رئيس كهنة سيكون هارون) ……وهذا هو سلالة كوهاث، عشيرة كوهاث، التي ستتفرّع إلى سلالة هارون. سَتقتصر العشائر اللاوية الأخرى على واجبات محدّدة أخرى لكهنة أقل رتبة والمسؤولين عن الهيكل. بينما لم يُخبرنا الكتاب المقدس، حتى الآن، عن أي من العشائر ستحصل على أي من هذه الواجبات، فقد تم إنشاء سجل الأنساب هنا، حتىّ لا يكون هناك أي شكّ، فيما بعد، حول من ينتمي إلى كل عشيرة.

في الأسبوع القادم سنبدأ الفصل السابع.