10th of Kislev, 5785 | י׳ בְּכִסְלֵו תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » الخروج » الدرس السابع – خروج سبعة
الدرس السابع – خروج سبعة

الدرس السابع – خروج سبعة

Download Transcript


الدرس السابع خروج سبعة

خروج

الدرس السابعالإصحاح السابع

في الأسبوع الماضي بدأ الإصحاحان الخامس والسادس من سِفر الخروج بالإعداد لإجبار فرعون من قبل الرب على التخلّي عن بني إسرائيل والسّماح لهم بالخروج. كان موسى وهارون في مصر، وكانا قد واجها فرعون بأخفّ مَطلب يُمكن أن يُطلب منه: دَعْ شعبي يَخرج إلى الصحراء لمدّة ثلاثة أيام ليَعبدوا يهوه. ولكن، قيل لنا أيضاً أن الله كان قد قدّر مُسبقاً أن قلب فرعون سيَكون قاسياً، وأن يهوه (نفسه) قد جعل قلب فرعون أكثر قسوة، ثم يقسو قلب فرعون نفسه أكثر، ثم يقسّي الرب قلب ملِك مصر إلى مستوى أكبر، وهكذا دواليك حتى صبّت الأوبئة على مصر لدرجة أن فرعون لن يَترك بني إسرائيل يذهبوا فحسب، بل سيَطلب منهم الذهاب!

كان ردّ فعل فرعون على طلب موسى أن أَوقَف شحن القش….، وهو المكوّن الأساسي للطوب الطيني ……. الذي كان بنو إسرائيل يعتمِدون عليه في صِناعة الملايين التي لا حَصر لها من الطوب الطّيني للمدن والحُصون التي كانوا يَبْنونها لمصر. وبدلاً من ذلك، قيل لهم أن عليهم أن يَذهبوا ويَحصلوا على القش بأنفسهم، ولكن حصّتهم من الطوب لا يمكن أن تنقص.

كان من المستحيل تماماً تلبِيَة مثل هذا الطَلب؛ وفرعون، الذي كان كِرهَه اللاعَقلاني وشِبه الهذائي لبني إسرائيل وراء هذا الطلب غير المنطقي، أمر بِضَرب رؤساء العمّال من بني إسرائيل لعدم إنتاجهم نفس القدر الذي كان من قبل. ذهب رؤساء العمال بدّوْرهم إلى فرعون شخصياً، وسألوه كيف يَعتقد أنه من المُمكن أن يُنجزوا ما يصرّ عليه، فكان جوابه: "هذه ليست مشكلتي".

وهكذا، يذهب الرؤساء إلى موسى وهارون، ويلومونهما على ما حَدث، مما يَجعل موسى يتساءل: أ) هل هو كِفء حتى للقيام بما أمرَه الرب به، أم أنه يقوم أم لا بما أمرَه به الرب ؟

إن ردّ الرب على موسى هو ما يبدأ به سِفر الخروج، الإصحاح السابع.

اقرأ الإصحاح السابع كله

أحَد التحدّيات الكبيرة التي نُواجهها نحن المؤمنين هو مُحاولة فَهم من هو يهوه، وأين مَكانه في الألوهية، وكيف أنه إنسان ومع ذلك هو الله. بل أكثر من ذلك، بينما يُعلن الرب في كل مرة أنه إيكاد، أي واحد موحّد تماماً، وأن لدينا هذه الجواهر أو الكيانات المُتعدّدة الخاصة به، الثلاثة الرئيسية تُدعى يهوه، وإسم آخر له هو يسوع والثالث الذي نسميه ببساطة الروح القدس. أعِدك إذا فهمت كيف يَعمل كل هذا، يجب عليك تحرير كِتاب لأنك ستكون الأول.

ومع ذلك، لا شيء يُساعد على فهم هذا اللّغز المدهش أكثر من فهم علاقة موسى وهارون مع بعضهما البعض، ومع الله. هناك وَسيطان بالتحديد في كل الكتاب المقدس وفي كل التاريخ: موسى، ولاحقاً يسوع المسيح. وبِصفة عامة، العلاقة بين يَسوع والرب على غِرار العلاقة بين موسى والرب. الفرق الواضح، بالطبع، هو أن موسى لم يَكن الله، ولكن يهوه كان الله.

لذلك، دَعوا تأثير كلمات سفر الخروج السابع، الآيتان الأولى والثانية من سفر الخروج، يَتغلْغل قليلاً. اسْمحوا لي أن أشير إلى أن كلمات الآيتين الأولى والثانية في اللغة العبرية الأصلية هي هذه: "قال يهوه لموسى: "انظر! أنا جَعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك نبياً لك". أي أن الآب يَضع موسى، الوسيط، في دَور كائن إلهي (إله) وهارون هو المُتحدث الأرضي عن الإله. "نافي" هي الكلمة العبرية النموذجية التي نُترجمها إلى نبي.

ألا نرى نفس النَمط مع المسيح؟ الآب يَضع يهوه في دَور الإله الرّباني، وسيكون هناك أيضاً نبي كمتحدث بإسمه ليمهّد الطريق ليهوه، يوحنا المعمدان. إله، وسيط، نبي، هذا كان وَضع موسى، وهذا كان وضع مخلّصنا.

كان ذلك مفهوماً تماماً لفرعون. ففي نهاية المطاف، كان فرعون يُعتبر إلهاً، والآن سَيكون موسى هو المُفاوض الإلهي ليهوه. بالطبع، لم يكن فرعون في الواقع إلهاً أكثر مما كان موسى إلهاً؛ والفرق هو أن فرعون كان واهماً بينما كان موسى مُشبعاً بالفعل بقوة الله. هل يُمكنك أن تقول عدَم تطابق؟

إذاً، فيما نمضي قدماً، انتبِهوا جيداً لكيْفية تَصرُّف موسى، وما يفعله، وما يتوقعه الرب منه: لأنه ظُلّ لخدمة يهوه.

يبدأ الإصحاح السابع سِلسلة الضربات التي سَيستخدمها الله لضرب مصر وتؤدي في النهاية إلى أن يَسمح ملك مصر لبني إسرائيل بالرحيل. من المهمّ أن نفهم التكلفة الباهظة التي كانت سَتدفعها مصر وكان سَيدفعها فرعون للسماح لهؤلاء العبرانيين بالهجرة الجماعية من مصر. كان فرعون مُرتاباً بالفعل من حدوث ذلك؛ تذكّر، حتى هذه النقطة، كان الطّلب الوحيد الذي طُلب من فرعون هو السماح لبني إسرائيل بالذهاب في رحلة ثلاثة أيام إلى الصحراء لعِبادة الله. كان المعنى الضُمني أنهم سَيعودون؛ ولكن، لم يثق فرعون في هذا الأمر، فقد ظنّ أنه إذا أعطاهم الإذن، فإنهم سَيستمرون في الذهاب ولن يعودوا أبداً. في الواقع، في آيات لاحقة سنرى فرعون يتراجع عدة مرات، ثم يَطلب من بني إسرائيل أن يَتركوا قُطعانهم وراءهم لضمان عودتهم. كان عدد سكان مصر حوالي عشرة الى إثني عشر مليون نسمة في ذلك الوقت وكان بني إسرائيل يشكّلون ما بين مليونين ونصف وثلاث ملايين نسمة من هذا العدد.

ما يعني أن مصر كانت سَتفقد خمسة وعشرين في المئة من سُكانها، وتقريباً كامل قوّتها العاملة إذا ما ذهب بنو إسرائيل.

تخيّل لو أن الولايات المتحدة، التي يَبلغ تِعداد سكانها الآن ثلاثمئة مليون نسمة، في غضون أيام قليلة، تفقد فجأة خمسة وسبعين مليون شخص……. وأن هؤلاء الأشخاص هم عمّال البناء وعُمال المصانع وعُمال تجميع السيارات وعُمال الحقول وعُمال إعداد الطعام وصانعي الصلب والكهربائيين والسباكين ومُشغلي المعدّات الثقيلة وعُمّال مناولة البضائع وسائقي الشاحنات……، فإن الآثار ستكون مُدمّرة. سيَنهار اقتِصادنا بأكمله. توزيع المواد الغذائية والبناء وإصلاح السيارات والمرافق العامة….. كل الخدمات الأساسية التي نَعتبرها من المُسلّمات سوف تنقطع. وعلى عكس انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر أربقع وعشرين ساعة منذ فترة ليست بالبعيدة في الشمال الشرقي، فإن هذا الحَدث سَيستمر لسنوات وربما لعقود. ستُصبح الولايات المتحدة، بين عشِية وضُحاها، قوّة من الدرجة الثانية وأمّة مُفلسة من غير المرجّح أن تصل مرّة أخرى إلى عظَمَتها السابقة.

هذا ما كان سيواجه فرعون إذا أطلق سراح بني إسرائيل، بشكل دائم. فهل من عَجب أنه رَفض؟ ومع ذلك، ما سنراه هو أن النتيجة النهائية كانت أن الله سَحق مصر لرَفضها تعليماته، ثم دمّرها أكثر بفقدان بني إسرائيل على أي حال. لقد كانت ضّربة مُزْدوجة. مهما كانت الصعوبات التي قد نواجهها في الخضوع الطائع لمشيئة الله، مهما بَدت صعبة في ذلك الوقت، فإن العواقب ستكون أقل مما لو تحرّك الله في رَفضنا لفرض مشيئته.

والآن، قبل أن نَصل إلى كل الضربات، أودّ أن أُهَيّء الأجواء. أولاً، الكلمة العبرية التي تترْجَم عادةً بكلمة "وباء هي "نيغا". نيغا هي كلمة عامة تشير إلى تلقّي ضربة، كما في نوع من الضربة على شيء ما أو شخص ما، وعادة ما تكون فكرة أنها عقاب على جريمة ما. لذا فإن هذه الضربة، هذه الخبطة، يمكن أن تتّخذ أشكالاً عديدة: يمكن أن تكون مرضاً، يمكن أن تكون وباءً، يمكن أن تكون زِلزالاً، يمكن أن تكون فقدان شخص عزيز حتى الموت أو فقدان الثروة والرخاء. وقد يكون بالطبع طاعوناً أيضاً. لذا، فإن تَسمية جميع "الضربات" العشر ضد مصر بالضربات (بمفهومنا الأكثر حداثة) هو أمر بعيد بعض الشيء عن مَسارِه، على الرغم من أن بعض هذه الضربات كانت بالتأكيد "شبيهة بالطاعون".

بعد ذلك، بالمعنى الصحيح، كانت هناك تسع "ضربات" أو "أوبئة" فقط، والعاشرة في الواقع "هي الدينونة". كانت الضربات التِسع الأولى لإقناع فرعون بتجنّب الدينونة التي قال يهوه إنها ستحدث إذا لم يطلق الملك العظيم سراح بني إسرائيل: سيَقتل الله بيده أبكار مصر.

بالتالي، فإنّ هذه "الضربات" التي وقعت على مصر لم تكن في الواقع عشر ضربات، بل ثلاث مجموعات من ثلاثة، وكلها ذات طبيعة تدريجية. المجموعة الأولى من ثلاث مجموعات شَملت أرض مصر كلها وكل من فيها: المصريون والعبرانيون والزائرون، الذين تأثّروا جميعاً؛ وكانت بِشكل عام خفيفة في طبيعتها، ولم تسبّب أكثر من مجرد إزعاج بسيط. أما المجموعتان التالِيَتان من الثلاث، أي "الضربات" الستّ التالية فقد وقعت على المصريين فقط؛ وبهذه الطريقة قسم الله شعبه وفصله عن الآخرين في أرض مصر؛ لقد ميّز بين بني إسرائيل والآخرين. في حين أن فرعون كان قد أُبلغ شخصياً في قصره من قبل موسى وهارون بأنه قد تم فرز بني لله وحده، فإن شعب مصر لن يكتشف ذلك إلا من خلال اختبار أن الله قد ميَّز بين بني إسرائيل والجميع. يمكن للمرء أن يتخيّل مدى سُرعة انتشار الأخبار، حتى خارج مصر، عن هذه الضّربات الرهيبة التي تَعرّض لها الشعب المصري، بما في ذلك فرعون الإله الرجُل الذي كان فرعون نفسه: لكنها جَعلت بني إسرائيل غير متأثرين بذلك.

الآن، في الواقع، كانت هذه "الضربات" من مصدر خارق للطبيعة. كانت هناك مُعجزات من قوة الله. إلا أنه في الواقع، ما حدَث في كل منها كان يحدُث أيضاً في الطبيعة من وقت لآخر…… وإن لم يكن بالقدر الذي يحدُث الآن. من الطبيعي تماماً، وفقاً للكتب المقدّسة، أن يستخدم الله الأحداث والظروف العادية وعناصر الطبيعة المختلفة بطريقة خارقة للعادة لتحقيق أغراضه. ما يفرّق هذه الكوارث التسعة عن نفس أنواع الحوادث التي كانت تحدث بشكل طبيعي من حين لآخر، هو أنها حَدثت بأمر من موسى، وجاءت في وقت غير طبيعي من السنة، وكانت أشدّ بكثير مما حدث من قبل وحدثت واحدة تلو الأخرى مباشرة. لم يترك ذلك أي شك لدى بني إسرائيل أو المصريين في أن إله إسرائيل كان يتحكّم في كل عملية طبيعية معروفة لديهم.

نعلم من الكتاب المقدس الذي نقرأه في الإصحاح السابع أن الضربة الأولى استمرت سبعة أيام، ونعلم أيضاً أن الحكم على مصر (يسمّى عادةً الضربة العاشرة)، عندما قَتل الله كل أبكار مصر والذي يُصادف أول عيد الفصح، حدث في ليلة الرابع عشر من نيسان في أواخر الشتاء وأوائل الربيع. لقد ضَرب الوباء السابع الزراعة في مصر، ويُخبرنا الكتاب المقدس عن حالة نمو بعض محاصيل الحقول، مما يُعطينا فكرة جيدة عن الموسم الذي حدث فيه (حوالي نهاية كانون الثاني/ يناير أو بداية شباط/ فبراير)؛ وقد استَخدَم العديد من علماء الكتاب المقدس هذه البيانات وغيرها من البيانات للتكهّن بأن الفترة من الوباء الأول حتى الدينونة النهائيةتل الأبكار) كانت عشرة أشهر تقريباً؛ أي أن الحدث بدأ في أيار/ مايو- حزيران/يونيو وانتهى في آذار/مارس نيسان/أبريل التالي. يرى البعض أنها أقل من ذلك بقليل، ربما ثمانية أشهر. في كلتا الحالتين، نرى أن هذه السّلسلة من الضربات ضدّ مصر قد امتدّت على مدى فترة زمنية طويلة، وأن فرعون ومُستشاريه كان لديهم متّسع من الوقت للتفكير فيما كان يحدث، وما كان ينبغي أن يكون ردّ فعلهم: التَوْبة والامتثال؛ وبين كل وباء وآخر، من المحتمل أن تكون الحكومة والشعب قد اكتَسبوا قَدراً من الأمل الزائف عندما بدا أن الآثار قد خفّت وعادت الحياة على الأقل إلى طبيعتها.

إلا أن ما حدث في الواقع هو أنه مع مرور كل يوم بعد كل وباء، كان فرعون يزداد صَلابة ويقلّ قلقه من احتمال وقوع وباء آخر. لقد عاد فقط إلى أنْشطته اليومية العادية، مُتناولاً جدول أعماله الجارية وشؤون الدولة. ما هي الصورة الأفضل لطبيعتنا البشرية؟ بعد أيام قليلة من أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، ملأ جزء كبير من أمّتنا مخازنهم بالمزيد من الطعام والماء والبلاستيك والأشرطة اللاصقة، وأبقوا خزانات الوقود ممتلئة وحواسّهم في حالة تأهّب لأي إشارة لشيء غير طبيعي يحدث، وفاضت كنائسنا وارتفع العمل التطوّعي بشكل كبير. الآن، وبمجرد مرور خمس سنوات، أصبحتْ كنائسنا خاوية كما كانت من قبل وجفّت بنوك الدم لدينا. لفترة من الوقت تساءل مُؤمنو هذه الأمّة بصوت عالٍ كيف أغضبنا الرب ولماذا رُفعت يد حِمايته عنا؛ والآن عُدنا نسمع القساوسة يقولون مرة أخرى إن الله لا يُعاقب شعبه، لقد كان الشيطان يفعل فعله. نحن مهْتمون أكثر بالإزعاج الذي تسبّبته لنا الإجراءات الأمنية الإضافية في مطاراتنا ومباني مكاتبنا، أكثر من اهتمامنا بما قد يَحدث لو لم تكن موجودة. لم يتغيّر الناس كثيراً منذ ثلاثة آلاف وخمسمئة عام، أليس كذلك؟

هناك خصوصية أخيرة حول هذه الضّربات التِسع ضد مصر، وسنُتابع: الضربة الثالثة من كل مجموعة من ثلاث ضربات كانت تأتي دائماً دون سابق إنذار لفرعون. أي أن مُصيبتيْن كانتا تَحدثان، ولكن في كل مرة كان موسى يحذّر فرعون أولاً ويشرح له طبيعة هذه العقوبات.

ثم تحدُث مصيبة ثالثة (أكثر فظاعة)، ولكن لا يتم تحذير فرعون مُسبقاً بشأنها. هكذا، حدثت الضربات الأولى والثانية، ثم الرابعة والخامسة، ثم السابعة والثامنة مع إنذار مُسبق لملك مصر. حدثت الضربات الثالثة والسادسة والتاسعة من دون إنذار مُسبق لفرعون. بالنسبة لفرعون وعَقله يبدو أن هارون وموسى كانا مسؤولين عن هذه السّلسلة من المصائب…… تماماً كما كان سحَرة الملوك مَسؤولين عن سِحْرهم. ومع ذلك، كان من الصعب إلصاق الضربات الثالثة والسادسة والتاسعة بموسى وهارون، لأنهما لم يكونا حاضرَين أمام فرعون ليُخبراه بما كان على وشك الحدوث. لقد استخدم الله السّلسلة الثالثة من كل سلسلة من الضربات الثلاث ليُظهر لفرعون وأعوانه أن يهوه هو الفاعل لهذه الأشياء، وليس وَسيطه أو نبيّه. وأن يهوه إله إسرائيل هو الأعلى في كل الأشياء وفي كل مكان، بما في ذلك مصر.

يُساعدنا فِهم ذلك عندما ننظر إلى الآية الأولى من الإصحاح السابع، حيث يُرسل الله هارون وموسى مرّة أخرى إلى فرعون بمَطلب آخر، ويقول الرب لموسى "سأجْعلك إلهاً لفرعون….." والواقع أن هذه الضربة الأولى التي كان موسى على وشك أن يُعلنها، من خلال هارون، ستَظهر لفرعون كما لو كانت من فعل موسى. إذن، حسب تفكير فرعون، فإن موسى كان بالفعل "كَإله" ليجعل مثل هذه الأمور الخارقة للطبيعة تحدُث بأمره، وبالمناسبة، كان فرعون يعلم جيداً أنه لا يستطيع أن يفعل مثل هذه الأشياء.

والآن، في الآية الثالثة، يقول الله لموسى أنه سيقسّي قلب فرعون المتمرّد والمتحدّي بالفعل من أجل أن يُظهر لمصر "علاماتي وعجائبي"، حتى تَعرف مصر أنني "أنا الرب". إذاً، ما نراه هنا هو أن الأمر لا يتعلق فقط بإقناع فرعون… لقد أراد الله أن يجعل مصر، ملايين من عامة الشعب، على دراية تامة بقوته ومجده. بالتأكيد، كان الأمر يتطلّب إذناً من فرعون لكي يذهب بني إسرائيل، لكن الله أراد أن يعرف كل شعب مصر من هو. لماذا؟ بلا شك حتى يتخلّوا عن آلهتهم الباطلة ويعبَدوا يهوه. لم يكن فرعون سَيَعبد يهوه أبداً؛ كان سيخضَع فقط ثم يمتثِل على مَضَض. لقد تجاوز قلب فرعون منذ فترة طويلة نقطة اللاعودة.

يقودُنا ذلك إلى سؤال أقل صعوبة عند تطبيقه على فرعون، ولكنه أكثر صعوبة عندما نطبّقه على حياتنا، وهو: ما الذي نستفيده من واحد) الإيمان بأن الله، يهوه، موجود وقوي؛ وإثنان) بالامتثال لتعليمات الله؟ من المؤكّد أن فرعون كان يؤمن، حتى قبل الضّربة الأخيرة، أن يهوه كان إلهاً حقيقياً وقوياً جداً. كما أنه في النهاية، امتثل أيضاً بإخلاء سبيل بني إسرائيل، مُدركاً أن هذا يعني نهاية مصر كقوّة. هل هذا يعني أن فرعون كان الآن باراً أمام الله تعالى؟ يُمكننا الإجابة بسهولة، لا. ولكن، ماذا عنا نحن….أنت وأنا….ماذا لو آمنا بوجود الله وامتثلْنا لمعظم التعليمات التي أعطانا إياها، هل نحن أبرار أمام الله؟ قد تختلف الإجابة بحسب الطائفة المسيحية التي تنتمي إليها. لدينا هنا، في قصة الخروج عن فرعون الإجابة المُخيفة والواضحة تماماً على سؤالي: إن مجرّد القيام بأي عمل أمرَك الله به، بشكل قانوني أو خوفاً من العقاب، لا يجلُب البرّ. الإيمان بأن الله موجود وحقيقي لا يجلُب البر أيضاً. من أسوأ الكلمات التي تمّ اختيارها لشرح العلاقة البارّة مع الله هي كلمة "الإيمان" أو "التصديق". كم مرّة سمعت مُبشّراً يدعو غير المؤمنين إلى الإيمان بالله لكي يخلصوا. حسناً، لقد آمن فرعون، أليس كذلك؟

لا، فالبرّ لا يُكتسب بالالتزام بأوامر الله، ولا بالإيمان الذي لا شكّ فيه بأنه هو. البرّ يُكتسب بالثقة بالله، ثم بإعلان يهوه بدَوره أن الشخص بارّ. آمن فرعون، لكنه لم يثق بالله. ما هي الثقة؟

لقد تجادل اللاهوتيون حول التعريف الدقيق لذلك لعدّة قرون. لكن ما يتفق عليه الجميع هو أن أساس الثقة هو الإيمان والالتزام بأن الله هو من يقول إنه هو، وأنه قادر على فعل ما يقول إنه سَيفعله وأن اسْتجابتنا له تأتي من نوع من المحبّة التي لا يمكن أن توجد فينا ما لم يضعها هو نفسه. إن المبادئ التي نجدها في الكتاب المقدس مُدهشة، أليس كذلك؟ جاء في سفر التكوين الخامس عشر أنه نُظر الى إبراهيم على أنه بارّ فقط لأنه وثق بالله، لذلك حسب الله أن تلك الثقة براً. والآن، نرى هنا في سفر الخروج أن الاعتراف بوجود الله واتباع أوامره بشكل قانوني أو بدافع الخوف، لا يَجلب البر. المبادئ التي لطالما اعتقدنا عادةً أنها لم تظهَر إلا في زمن العهد الجديد.

إذاً، هذان الرجلان المُسنّان، موسى ثمانين وهارون ثلاثة وثمانين، يَمضيان إلى فرعون ويفعلان كل ما أمرهما الله به. وفي الآية العاشرة، نرى الطّلقة التحذيرية الأخيرة التي أُطلقت على قَوس فرعون، قبل أن يَضرب الله بقسوة: ناول موسى هارون عصاه وأعطى فرعون العلامة التي أعطاها ملاك يهوه لموسى عند العليقة المشتعلة: أصبحت عصا موسى ثُعباناً. لماذا ثعبان؟ لأن فرعون كان يرتدي بالفعل ثعباناً على غطاء رأسه الملكي، والثعبان هو الرّمز المصري للسلطة الملكية والشفاء. كان ذلك إهانة مباشرة وتشكيكاً في سلطة فرعون، ومن خلال قدرة الشيطان على التزييف، قام سحّرة فرعون بتقليد المُعجزة وتحويل عُصيهم إلى ثعابين ولكن، غلبت قوة الله قوة السحّرة وابتلعت عصا موسى ثعابينهم، وكما كان متوقعاً، سخَر فرعون من إظهار القوة الإلهية.

تم تجاهل التحذير الأخير وبدأت المعركة بشكل جدي. في الآية الخامسة عشرة يأمر الله موسى بالخروج إلى النيل في صباح اليوم التالي ومقابلة فرعون هناك. الآن، كيف عرف موسى أين يلتقي بفرعون هو موضوع الكثير من التخمينات. يعتقد البعض أنه كان هناك طقس ديني مُنتظم يَحدث في نفس المكان كل يوم يشارك فيه فرعون؛ ويعتقد البعض الآخر أنه ربما كان جزءاً من روتين فرعون الصّباحي المعتاد للخروج إلى النيل والاستحمام. على أي حال، من المستحيل أن يكون بمُفرده، إذ كان من الممكن أن يكون معه بِلاطه الملكي.

يُعلن موسى لفرعون مجيء الضربة الأولى…..النيغا الأولى (الأصح، نغيف). يَضرب موسى ماء النيل بعصا الراعي، فيتحوّل النيل إلى دم أحمر. ليس فقط النهر العظيم نفسه، بل جميع التِرع والبرك والخزانات التي بناها المصريون، وكذلك جميع فروع النيل العديدة. حَدثت هذه المعجزة على طول مصر وعرضها وأثرت على كل واحد….. لم يَنجُ أحد من آثارها، بما في ذلك بني إسرائيل، لأنهم كانوا يَعتمدون على النيل في الحصول على المياه مِثلهم مثل الجميع.

حتى المياه التي لم تكُن متّصلة بالنيل في ذلك الوقت، ولكنها كانت تأتي منه تحوّلت إلى دم…..في أواني الطهي، في أوعية التخزين، في كل شيء كان يَحمل الماء المأخوذ من النيل.

من المثير للاهتمام، أن سحّرة مصر كانوا قادرين على تقليد ذلك تماماً كما كانوا قادرين على تقليد تحوّل العصي إلى ثعابين. بالطبع، كان من الأفضل لو استطاع سحّرة فرعون أن يتغلّبوا على النيل ويعيدوه إلى نقاوته، لكنّهم لم يفعلوا ذلك، ولا شك أنهم لم يستطيعوا. كان يمكن للمرء أن يعتقد أن هذا المشهد الرائع لتحوُّل النيل إلى اللون الأحمر الدموي، ثم تلقي الملوك تقارير عن حدوث ذلك في كل مكان في مصر، فربما كان سيؤثر ذلك على فرعون، لكن ذلك لم يَحدث. لماذا؟ حسناً، بالإضافة إلى قلب فرعون القاسي، يعتقد العديد من علماء الكتاب المقدس أن ما حدَث هنا كان شيئاً رآه المصريون من قبل، ولكن بِقدر أقل. في كل عام في وقت ارتفاع النيل، كان الطّمي يلوّن المياه بلون أحمر مميّز، وكانت المواد الغذائية الغنيّة الموجودة في الطمي تحفّز نمو الكائنات الحية الدقيقة لتُنشىء تأثيراً يعرِفه معظمنا ممن يعيشون بالقرب من المحيط: المدّ الأحمر. هذا يلتهم الأكسجين اللازم، وبالتالي يَقتل الملايين من الأسماك ويسبب رائحة كريهة فظيعة.

يتناسب ذلك بشكل جيّد للغاية ليس فقط مع الوصف الخطّي لما حدث، ولكن أيضاً مع نمط الله في استخدام الطبيعة بِطرق غير عادية. بالطبع، كانت المعجزة هي أن موسى تسبّب في حدوث ذلك بأمرِه، وحدث ذلك عندما لم يكن النيل في موسم الطلوع، بل إنه لوّث المياه المسحوبة بالفعل في الأوعية التي كانت تُخزن فيها المياه. والآن، هل يُمكن أن يكون هذا دماً، دماً حقيقياً، كما تقول مُعظم الروايات؟

ربما. الكلمة العبرية المستخدمة هنا هي "دام"، والتي تعني الدم. ولكن، كلمة "دام" تعني أيضاً، دموياً، شبيهاً بالدم، وتُستخدم حتى عند الإشارة إلى الخمر على أنها "دم العِنب" ….. "دام" العِنب. لذا، فإن استخدام كلمة "دام" يمكن، وغالباً ما يَحدث ذلك في الكتاب المقدس، أن يشير إلى لون…. لذلك، لا يَستلزم أن نَفترض أن النيل أصبح دماً بالفعل. أنا لستُ عقائدياً في هذا الأمر على الإطلاق؛ ومع ذلك، عندما تأخذ هذا الوباء في سياقه مع جميع الأوبئة الأخرى، يبدو الدم الفعلي في غير محله لأن جميع الأوبئة الأخرى استَخدمت عناصر واضحة من الطبيعة……. باستثناء الوباء العاشر بالطبع، عندما يُستخدم الدم بالطريقة التي نتوقعها.

أضف إلى ذلك، قيل لنا في الآية الرابعة والعشرين أنه كان على الجميع أن "يَحفروا حول النيل" بحثاً عن مياه للشرب. وبعبارة أخرى، تماماً كما هو الحال على الشاطئ، إذا اقتربْتم من خطّ الماء وحفرتم حُفرة صغيرة في الرمال، فإن الحُفرة تمتلئ بسرعة بالماء عندما يتسرّب الماء من خلال الرمال، تماماً كما هو مُستخدم بالعكس هنا في فلوريدا وأماكن أخرى حيث يتم توجيه جريان مياه العواصف إلى البرك، بحيث يمكن تصفية المواد الصّلبة والملوّثات مع عودة المياه إلى الخزان الجوفي. تمكّن شعب مصر من تصفية الرمال من الطّمي الأحمر والكائنات الدقيقة من المياه الملوثة بما يكفي ليتمكّنوا من شربها. لم يكن لأي قدر من الترشيح أن يحلّ المشكلة إذا لم تعد المياه ماء، بل دماً حقيقياً. إلى جانب ذلك، كانت سبعة أيام بدون مياه صالحة للشرب في مصر ستكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات الآلاف وبالتأكيد لم يكن هذا هو الهدف من ذلك، خاصةً أن بني إسرائيل كانوا عِرضة لذلك أيضاً.

يُرسل الرب الآن موسى مرّة أخرى إلى ملِك مصر الذي لم يتأثر ولم يبالي حتى الآن. في الآية السادسة والعشرين، يقول الرب لموسى أن يقول لفرعون "أطلِق شعبي". وإذا لم يفعل ذلك، فسوف يُرسل الله مجموعة من الضفادع. أولاً، إذا لم يكن لديك كتاب مقدس يَعكس الكتاب العبري الأصلي، فلن يكون لديك الآية السادسة والعشرين؛ بدلاً من ذلك، يظهر هذا في الفصل الثامن، الآية واحد. ليس بالأمر المهمّ، فهذا لا يغيّر شيئاً. ولكن، من أجل كل من ليس لديه الكتاب العبري القديم، دعونا نتوقف الآن ونقرأ الفصل الثامن.

اقرأ سفر الخروج الثامن كلّه

لماذا ضفادع؟ حسناً، كان الضِفدع رمزاُ حيوانياً للخُصوبة في مصر؛ وكانت "حكت" هي إلهة الضفادع/الخصوبة. إذن، لدينا هنا هجوم آخر على الديانة المصرية الزائفة. ولكن، هذا الفيضان من الضفادع هو أيضاً ظاهرة تَحدث بشكل طبيعي على طول النيل، ولكن بأعداد أقل بكثير مما لدينا هنا. يَحدث ذلك عادةً على طول النيل في الإطار الزمني لشهرَيْ تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، لذلك لدينا نوع من علامات المَيل لمشاهدة تطوّر الضربات على مصر التي بدأت في الصيف، والآن آخرها، الضفادع، تَحدث في الخريف.

كانت الطبيعة فوق الطبيعية لهذا الحدث، مرة أخرى، أن موسى هو الذي أمرَ بها، وأن عدد الضفادع كان يفوق الخيال بشكل هائل، وبدلاً من مجرّد التسكع حول ضِفاف النيل لفترة قصيرة، بالقرب من برك المياه كما يحدث عادة، انتهى الأمر بهذه الضفادع في بيوت الناس وغُرف نوْمهم وحتى في أفران الخبز.

عادة عندما تخرُج هذه الضفادع من الطين تصبح وليمة لطائر أبو منجل الذي يَسكن شواطئ النهر العظيم. ولا يَختلف الأمر في أفريقيا عندما يحلّ فصل الصيف بعد مَوسم الأمطار وتجفّ عيون المياه والآبار، وتتغذّى ملايين الطيور على الأسماك التي حوصِرت في أحواض صغيرة مكتظّة ولا سبيل للهروب منها. هذه الضفادع النيلية هي نوع فريد من نوعه، صغيرة جداً، وبالكاد تستطيع القفز أو حتى القفز على الإطلاق. كما أنها معروفة أيضاً بإصدارها أبْغض أنواع النقيق المستمرّ. لحسن الحظ أن دورة حياتها قصيرة للغاية؛ فهي تعيش لفترة كافية لتضع بيضها للجيل التالي وتبقى لمدة ثلاث أسابيع ربما في الرمال الرّطبة على طول نهر النيل. لذا، فإن أحد العناصر الإعجوبية في غزو الضفادع هو أنها وَجدت طريقها إلى أكثر الأماكن جفافاً، أفران الخبز؛ وهو مكان، على الأرجح، لم يَسبق أن وُجدت فيه من قبل. في الواقع، إن حقيقة أنها أغرقت الأرض الجافة التي بدأت على بُعد ياردات فقط من ضفاف النيل لم يَسمع بها أحد من قبل.

والآن، مرّة أخرى، يستدعي فرعون سحَرته ويقلّدون ما فعله موسى وهارون. أعتقد أنه كان من المهمّ بالنسبة لفرعون أن يقلّل من شأن أي قوة يبدو أن موسى وإلهه يَتمتّعان بها، لأنه بالتأكيد كان من غير المنطقي إلى أقصى حدّ أن يضيفوا ببساطة إلى الإنتشار المفاجىء للضفادع الذي أصبح خارج عن السيطرة. كما حدث في الضربة الأولى، حيث أصبحت مياه النيل حمراء دمويّة وغير صالحة للشرب، استطاع سحَرة فرعون أن يقلّدوا إلى حدّ ما ما أمر به موسى، لكنهم لم يستطيعوا أن يعكسوا ما فعله الله.

لنتعلّم من ذلك سَمة مهمّة للشيطان، الذي هو مَصدر كل قوة ليست من الله. ما نُدركه بشكل عام هو أن الشيطان يستطيع، إلى حدّ ما، أن يقلد ويزيّف الأحداث الخارقة للطبيعة التي أحدثها الله…. وهذا ما يشهد عليه كل الكتاب المقدس ويُثبت لنا هنا في سفر الخروج. ولكن، ما لا يستطيع الشيطان أن يفعله، هو إبطال ما قرّر الله أن يكون. لا يمكن للشيطان أن يَهزم أعمال الله. يمكن تقليد بعض عناصر الأوبئة، الضربات، إلى درجة ما……ولكن لا يمكن إيقافها أو عكسها أبداً. هذه هي الحقيقة التي يمكن أن نكون شاكرين جداً عليها ومعزّين بها، وينبغي أن نتذكرها عندما نجد أنفسنا نتعامل مع أمور، من وقت لآخر، يبدو أن لها مصادر شيطانية؛ وبينما تقرأ نبوءات نهاية الزمان عن المسيح الدجّال القادم، الوحش المملوء بقوّة الشيطان، لاحظ كيف أنه لا يستطيع أبداً أن يوقِف أو يعكُس أو يُبطل ما فَعله الله……. لقد سَمح الله للشيطان فقط بما يكفي من القوة للتقليد، وذلك فقط إلى حدّ لا يَخدم حقاً سوى تحقيق خطّة يهوه.

يبدو أن الضفادع وَصلت إلى فرعون. لأنه، هنا، في الضّربة الثانية فقط من الضّربات التسع، يَطلب فرعون من موسى أن يتوسّل إلى يهوه لكي يوقف هجوم الضفادع، وفي المقابل يَترك بني إسرائيل يَذهبوا إلى البرّية ليقدِّموا الذبائح. ولكي يؤكّد على قوة الله، يسأل موسى فرعون بالضبط متى يريد أن تختفي الضفادع. ذكر ذلك عَمْداً. لكن، كانت هناك نقطة مهمّة للغاية في كل هذا: إن تَرْك موسى لفرعون أن يحدّد الزمان والمكان لأنشطة إزالة الضفادع…… وهو أمر لم يَستطع فرعون ولا سحَرته القيام به…..يُفيد في التأكيد على قوّة إله بني إسرائيل ونفوذه الهائل.

يقول موسى، حسناً، سيكون الأمر كما تقول؛ ويَشرع في الذهاب إلى الله بطلب فرعون. ملاحظة صغيرة هنا: في حين أن موسى كان محقّاً بالتأكيد في الذهاب فوراً إلى الله، إلا أن موسى كان لديه بالفعل السُلطة لإبعاد الضفادع. تذكّر أن الرب قال لموسى: "ستكون كالله". إذا تكلّم موسى، فكأن الله تكلّم. وكان موسى قد وافق على طلب فرعون بأن يكون "غداً" يوم إزالة الضفادع. لذا، كان الأمر مُنتَهياً في تلك اللحظة…… لم يكن هناك حاجة إلى شيء آخر.

حسناً، في اليوم التالي، وكما وَعد موسى فرعون، ماتت الضفادع فجأة. لم يكن أمام الشعب خيار سوى جمع الملايين والملايين من جثث الضفادع الصغيرة ووَضعها في أكوام لإخراجها من بيوتِهم وطُرقاتهم وحتى من أواني الطبخ. يا لها من رائحة كريهة انتشرت في جميع أنحاء مصر بينما كانت هذه الضفادع الصغيرة تتحلّل. غيّر فرعون، كما سيفعل عدة مرات، رأيه ولم يُطلق سراح بني إسرائيل ليذهبوا لعبادة الله أو، كما تقول أناجيلنا بشكل صحيح، قسّا قلبه. لاحظوا أنه بدلاً من أن يكون الله هو الذي قسّى قلب فرعون هذه المرة، فإن فرعون هو الذي قسّى قلبه.

حاشية صغيرة: تَرتبط بتغيير فرعون لرأيه، هناك بعض الطرافة التي تميل ترجمات كتابنا المقدس الإنجليزية إلى إخفائها، لذلك لا يمكننا الاستمتاع بها. في الآية الحادية عشرة، إذا كان كتابكم المقدس يحتوي على الإصحاح السابع المطوّل، أو في الأناجيل الأكثر تقليدية، تقول الآية الخامسة عشرة أنه "عندما رأى فرعون أن هناك راحة" من الضفادع قسّا قلبه. حسناً، الكلمة العبرية التي تترجم "راحة" أو "ارتياح" هي "ريفاشا"، وتعني حرفياً فسحة للتنفّس. لذا، قيل لنا هنا أن الأرض كلّها كانت رائحتها نتِنة من أكوام الضفادع الميْتة، ولكن عندما حَصل فرعون أخيراً على بعض الفسحة للتنفّس، عندما خفّت الرائحة الكريهة، غيّر رأيه. في الأصل العبريّ كان المقصود من كلمتي "نتن" و"فسحة للتنفس" أن تكمّل إحداهما الأخرى. لطيف، أليس كذلك؟

هذا مكان جيّد لإنهاء درسنا هذا الأسبوع.