20th of Tevet, 5785 | כ׳ בְּטֵבֵת תשפ״ה

QR Code
Download App
iOS & Android
Home » العربية » Old Testament » اللاويين » سِفْر اللاويين الدرس ثمانية وثلاثون – تكمِلة الإصحاح الخامس والعشرين
سِفْر اللاويين الدرس ثمانية وثلاثون – تكمِلة الإصحاح الخامس والعشرين

سِفْر اللاويين الدرس ثمانية وثلاثون – تكمِلة الإصحاح الخامس والعشرين

Download Transcript


سِفْر اللاويين

الدرس ثمانية وثلاثون – تكمِلة الإصحاح الخامس والعشرين

سنواصِل اليوم دراستنا للاصحاح الخامس والعشرين من سِفْر اللاويين. من بين العديد من المبادئ الموجودة في هذا الإصحاح، هناك مبادئ كثيرة يجب على كل مؤمن أن يَنتبه إليها: التَحرّر والتكفير. في التوراة يتم شَرْح الأساسيات والتفاصيل المُتعلّقة بالتحرّر والتكفير في التوراة، وقُرْب نهاية هذا الدرس سنَتعمَّق بالفِعل ببعض التفاصيل الدقيقة حول هذين المبدأين وأقترح أن تُقاوموا الرغبة في التَشتّت الذهني بشكل ما. أشكّ في أنّ أي مؤمن سيُجادِل في أنّ التكفير هو كل شيء بالنسبة لنا، ولكن العَهد الجديد يَتوقّع تماماً من قُرّائه أن يَفهموا مسبقاً الفروق الدقيقة في هذه الفرائض التي أمَرَ الله بها والتي كانت مَركزية جداً في المُجتمع الإسرائيلي.

لقد تَوقَّفنا في المرة السابقة عند الآيتَين الثمانية عشر والتاسعة عشر، اللتَين علَّمَتانا أنّ الأرض، كنعان، التي سَلّمها الرَب لشعبه لن تكون مُنتجة إلا عندما يكونون فيها. في سنة ألف وتسعمائة وستة أجرى الفرنسيون الذين كانوا يُسيطرون على أراضٍ كثيرة في الشرق الأوسط إحصاءً سكانيًا، وكان مجموع سكاّن الأراضي المقدَّسة أقلّ من ستّين ألف نسمة، وكانوا يَتألفون من البدو الهَائمين في الصحراء والصَيادين على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط وبعضهم على شواطئ الجليل ورُعاة الماعز والأغنام المتناثرين، إلى جانب مجموعة من المزارعين.

وعندما بدأ اليهود في إعادة تأهيل الأرض بالسكان بشكل جدّي بَعد الحَرب العالمية الأولى، ثم تَحوّلت الهِجرة إلى سَيل جارف بعد الحَرب العالمية الثانية، بدأت الأرض تُنتِج من جديد.

أُخبرُكم بذلك لأن هذا مَبدأ آخر من المبادئ التي أغفلَها الكتاب المقدس بشكل كبير وهو مَبدأ مَدعوم تمامًا من خلال النظَر الى التاريخ: الأرض التي خَصّصها الله لشعبه تَزدهِر فقط عندما يكون أصحاب الإيجار الشرعيّين موجودين. عندما لا يكونون موجودين سُرعان ما تَعود الأرض إلى ما هي عليه في حالتها الطبيعية؛ كاسدة وغير صالحة للإستخدام.

لا أريد أن أخوض في المَجاز أو الاستعارة، ولكن قارِنْ هذا الواقعَ بالولادةِ العجيبةِ لإسحاقَ ، الابن الموعود لإبراهيم، الذي سيؤدّي إلى وِلادة أمّة إسرائيل على صورة ابنه يَعقوب. جاء إسحاق من رَحَم (رحَم سارة) الذي كان مَيتًا وعديم الفائدة إلى أن أعْلَن يَهوَه أنه سيصبح مَصدرًا لأمة من الناس مُخصّصة له.

بالتوازي مع خلْقِه شعبًا مُخصّصًا له، عيّن الله أرضًا لتكون مُخصَّصة له ويَسكنها شعبه: سيأخذ الله أرض كنعان من الكنعانيين الأشرار ويُسلّمها لبني إسرائيل. عندما حَكمها الكنعانيون كانت مَكانًا ميتًا روحيًا، على الرغم من أنها كانت تبدو مليئة بالمَراعي الجيدة والحقول الخَصبة. عندما خَصّصها يَهوَه لنفسه، وبمجرد دخول بني إسرائيل أرض كنعان، أعلَن الله أنّه منذ تلك اللحظة فصاعدًا ستُعطي الأرض ثمارَها لشعبه فقط. عندما لمْ يكونوا هناك، ستكون مكانًا كاسداً وعديم الفائدة وعندما يكونون هناك ستكون حيوية ومُنتِجة.

للأسف نحن الآن شهود عَيان على تطبيق هذا المبدأ من الجانب السَلبي. لاحظوا ما حدَث في غزّة بدءًا من يوم تسليمها للفلسطينيين منذ أكثر من عامَين بقليل؛ فما كانت مِنطقة حيوية لزراعة الغذاء بالنسبة لبني إسرائيل أصبحت الآن مكانًا لا يَستطيع حتى إعالة سكّانه. قَبْل أن يَستعيد بني إسرائيل غزة في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، كانت غزّة منطقة مُقفرة وغير مَأهولة بالسكان تقريبًا؛ وبمجرد انتقال المُستوطنين اليهود إليها بدأت الزراعة وازدهَرت الصحراء. وبحلول الوقت الذي أعطى فيه اليهود الأرض للفلسطينيين في الخامس عشر من أغسطس ألفين وخمسة، كانت المُزارع اليهودية في غزّة توفِّر ثلث إجمالي المحاصيل الزراعية في إسرائيل. إنّ المكان في طريقه لأن يُصبح أرضًا قاحلة مرة أخرى. لا يَهمني ما تُحاول الأمم المتحدة أن تفعله أو ما تحاول الولايات المتحدة أن تقدّمه من مساعدات أو كيف يمكن للعلم أن يزيد من إنتاجية الأرض، فقد بدأت غزّة تعود إلى حالتها الطبيعية من الكَساد وعدم الجدوى في الخامس عشر من أغسطس ألفين وخمسة. هذا ليس تَنبؤًا جامحًا من جانبي، فقد حَدَث بالفعل لأن هذه ببساطة هي الطريقة التي تَعمَل بها الأرض المُخصّصة لبني إسرائيل، لأنّ الله أعلنَها كذلك. إنه أمْر خارِق للطبيعة وبالتالي لن يَهزمه البشر.

دعونا نُعيد قراءة جزء من سِفْر اللاويين الخامس والعشرين لنَعرِف وَضْعَنا بالنسبة للمُحيط الذي نعيش فيه

أعد قراءة سِفْر اللاويين. خمسة وعشرين: من عشرين الى أربعة وثلاثين

في الآية عشرين، حيثُ الموضوع هو راحة السنة السبتية للأرض، نحصُل على سؤال بلاغي منطقي للغاية كان أي إسرائيلي مُفكّر سيسأله عندما يعلَم بأمْر الله هذا ”ماذا نأكل في السنة السابعة إذا كنا لا نزرع ولا نجمع محاصيلنا". وجَواب يهوذا هو ”سَأُعْطِيكُمْ بَرَكَتِي فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ حَتَّى تُنْتِجَ غَلَّةً تَكْفِي لِثَلاَثِ سِنِينَ“ إنّ الكَلِمة التي تُترجَم عادةً هنا بكَلِمة ”أمْر“ هي بالعبرية "تسيفاه“، وهي تحمِل معنى مزدوجًا لشيء يؤمَر به وشيء يُرسَل. الله يأمُر الطبيعة بأن تُعطي خيراتِها، ويُرسِل تلك الخيرات إلى بني إسرائيل. ليس للطبيعة خيار في هذه المسألة، ولكن لبني ا-سرائيل خَيار؛ يمكنهم أن يَتبعوا أوامر الله المُتعلِّقة بالسنين السبتية واليوبيل وجَني هذه الخَيرات، أو يمكنهم تجاهُلها ولا يَحصلون على الخيرات. ولكن من وجهة نظَر أوسع، فإنّ رَفْض طاعة هذه الشريعة يعني أيضًا أنّ بني إسرائيل يَنقُضون العهد؛ ونتيجة نقْض العهد هي تحمُّل لعنة الله.

في الآيات التالية نحصُل على المزيد من التفاصيل حول حيازة الأرض واسترداد الممتلكات كما يجب أن تُمارَس في المجتمع الإسرائيلي. الأمْر الذي يجب أن نَفهمه هو أنّ ”بَيع“ الأرض بشكل دائم مَحظور. في الواقع لا يُمكن للعبرانيين بَيع الأرض حتى لو أرادوا ذلك لأنهم لا يَملكونها ….. يَهوَه هو الذي يَملِكها. ما يُلمِّح إليه ذلك أيضًا هو أنّ العبراني الذي يشتري أرضًا من عبراني آخر لا يشتري الأرض، بل يَستولي على أرض مُستأجرة لفترة زمنية لا تَتجاوز خمسين عامًا. هذا الحَظر على نقْل مُلكية الأرض بشكل دائم مُوجَّه في الحقيقة إلى الشاري بقَدْر ما هو مُوجَّه إلى البائع. فالبائع لا يجوز له أن يعقُد صفقة تهدُف إلى نقْل مُلكية الأرض، والشاري لا يجوز له أن يعتقِد أنه اشترى الأرض نفسَها. فالشاري، مهما كان ثريًا أو قويًا، ما هو إلا مُستخدِم للأرض وليس مالكًا …… وحتى هذه الصِفة تَستمرّ لفترة من الوقت فقط حتى سنة اليوبيل التالية.

في الآية ثلاثة وعشرين حيث يأمُر الله أنّ الأرض لا ”تُباع“ بعد الاستصلاح قد تقول التوراة ”إلى الأبد“؛ علاوةً على ذلك، وكما ناقشنا، فإنّ النصف الأخير من تلك الآية يقول السبب في ذلك: الأرض ليست لكم، إنها مُلكي يقول الله. أنتم يا رفاق، أنتم يا بني إسرائيل، مجرّد أناس تُقيمون معي. ضَعوا في اعتباركم أنه عندما تَستخدِم الشرائع التوراتية كَلِمة ”بَيع“ أو ”بيعت“ فيما يتعلَّق بالأرض، فإنّ ذلك مجرّد تعبير مَجازي؛ إنها مجرد طريقة شائعة للتحدُّث. بدلاً من ذلك، من الناحية القانونية (من منظور التوراة) فهي تُشير عادةً إلى نَقل إيجار الأرض.

معنى عدم َبيع الأرض بعد استصلاحها هو أنه يجب على المرء أن يَسمح باسترداد الأرض (استصلاحها)؛ وهذا شَرْط يجب على كل من البائع والشاري الالتزام به، وهو ليس اختياريًا. لذلك عندما نقرأ عن أي صَفقة أرض تتعلَّق بأرض تم تَخصيصها لبني إسرائيل، فإنّ حقّ الاسترداد مشمول تَلقائيًا ….. إنه أمْر مفروغ منه.

الآن لا تخلُط بين الإسترداد وقانون اليوبيل. الإسترداد يَتضمَّن المال ويتضمَّن طرفًا ثالثًا يقوم بدَفْع ثمن استرداد الأرض. الطرف الثالث المُسترِدّ هو دائمًا تقريبًا أحد أفراد العائلة، وفَرْد العائلة المُسترد هذا مُلزَم باسترداد الأرض …… ليس له خَيار بالنسبة لذلك. علاوةً على ذلك، فإنّ المالك الحالي للأرض مُلزَم أيضًا بقبول عرض استرداد مناسب. بعبارة أخرى، إذا قدَّم طرَف ثالث قانوني ومُناسب الى المالك الحالي للأرض مَبلغاً مناسباً وقانونياً من المال كسِعر استرداد، لا يستطيع المالك الحالي، بموجب القانون، رفْض السماح باسترداد الأرض.

بما أنه لم يكُن من المتصّور أن يَبيع المالك الأصلي الأرض المُستأجرة لمجرَّد أسباب تِجارية (مِثل امتلاك عِقار للإيجار من أجل الرِبح)، بل كان هناك شيء ما يُجبِر المالك الأصلي على نَقْل الأرض إلى طرف آخر، تبدأ الآية الخامسة والعشرين بسلسلة من الأمثلة على حالات مختلفة يَفقِد فيها المالك الأصلي الأرض. المِثال الأول يتعلَّق بشخص يَمرّ بأوقات عصيبة؛ فقد مَرّ بوقت عصيب وهو في حالة سيئة من الناحية المالية. والنتيجة هي أن يُضطر إلى ”بَيع“ قطعة أرض، وقد يكون ذلك إما أنه يحتاج إلى المال لسبب غير مُتوقَّع وحَرِج أو لسبب آخر، أو في الغالب لا يستطيع سداد ديَن عليه لشخص ما فيأخذ صاحب الدَين الأرض سدادًا له. لذلك فإنّ أحد الأقارب المُقرَّبين ….عادةً ما يَكون الأقرب….. الذي لديه القدرة والوسائل اللازمة لتوفير المال المَطلوب، مُلزَماً بموجب التوراة باسترداد الأرض بإسم فرْد العائلة الذي فقدها. ولكي نكون واضحين، لا يَحقّ لفَرْد العائلة الذي يَستردّ الأرض أن يَحتفظ بها. بل إنه لا يحتفظ بها حتى يتمكَّن فرْد العائلة الفقير من توفير الأموال اللازمة لسَداد المبلغ المطلوب للمُسترَد. المسترِدّ يَدفع الثمن، لكن الفقير يَستفيد من استرداد الأرض.

الآية السادسة والعشرون هي المثال الثاني. الوضع هنا هو أنّ الشخص الذي خسِر أرضَه ليس لديه أحد في عائلته لديه القدرة على استرداد الأرض له. إما أن يكون ليس له أقارب، أو أن لا أحد من أقاربه قادِر على أن يأتي بالمال. ولكن إذا تَعافى هذا الشخص مالياً بعد خسارتِه للأرض وأنتَج ما يكفي من المال للوفاء بثَمن الإسترداد، فيجِب على المالك الجديد (بموجب شريعة الله) أن يَبيعها له مرة أخرى. كما أنّ طريقة تحديد سِعر الاسترداد هي أنه يجب على المالك الجديد أن يَقتطع من الثَمن الذي دفَعه مبلغاً معقولاً مُقابل الوقت الذي انتفَع فيه بالأرض.

مثال: رَجُلٌ مَدِينٌ بِدَيْنٍ قِيمَتُهُ خمسمئة دولاراً ولا يَستطيع سداده. يَحجز صاحب الدَين على أرض الرَجُل. يُظهِر الحساب المعقول أنّ المحاصيل التي يُمكن زراعتها في تلك الأرض تُساوي مئة دولار كل عام. بعد ثلاث سنوات أصبح الرَجُل الذي خَسِر الأرض أفضل حالاً من الناحية المالية، وبالتالي أصبح لديه الوسائل لاسترداد أرضِه. بما أنّ الدَين الأصلي كان خمسمئة دولاراً، وبما أنّ المالك الجديد حصَل على ثلاث سنوات من المحاصيل كفائدة من حيازة الأرض (والتي تَبلغ قيمتها ثلاثمئة دولاراً من الفوائد)، فإنّ سِعر الاسترداد هو مئتي دولار فقط. فالدَين خمس مئة دولار، مَطروحًا منه ثلاثمئة دولار من المَحاصيل التي تمَّت زراعتها في الأرض، يَتبقّى مئتا دولار فقط للسداد. الآن لم يكُن الأمْر دائمًا بهذه البساطة تمامًا، ولكن هذه هي الطريقة التي كان من المُفترض أن يُعمَل بها.

بعد ذلك يتمّ استخدام أحكام سنة اليوبيل. إذا كان الرَجُل الذي خَسِر أرضه لا يستطيع أن يأتي بالمال بنفسِه لاسترداد أرضه ….. أو إذا لم يكُن لديه قريب يَسترِدّ الأرض له …… عليه أن يَنتظر حتى سنة اليوبيل لاستعادتها. في سنة اليوبيل يجب على المالك الجديد للأرض أن يُعيدها إلى الرَجُل الذي خَسِرها من دون أي تكلفة على الإطلاق. أثَرْ إعادة المُلكية في اليوبيل هو إبراء كامل وتام ….. أماأثَرْ استرداد المُلكية بثمن فهو استرداد. الإبراء والإسترداد، على الرغم من ارتباطِهما، هما عمليَّتان مختلفتان.

في الآية تسعة وعشرين نحصُل على مثال ثالث لكيفية انتقال المُلكية من المالك الأصلي. ماذا لو أنّ رَجُلاً لا يَملِك قطعة أرض، لكنه يَملِك بدلاً من ذلك بيتاً داخل مدينة مُسوَّرة؟ ربما يكون تاجرًا أو حِرَفيًا، وليس مزارعًا أو راعيًا. والقانون في هذه الحالة يُنصّ على أنّ له سنة واحدة فقط إذا نَقَل مُلكية بيته إلى غيره (سواء ببيعه لأي سبب من الأسباب، أو بفقدانه بسبب المديونية) لاسترداده. وبعد مرور سنة واحدة لا يكون المالك الجديد مُلزَمًا بذلك. يَخسَر المالك الأصلي المنزل إلى الأبد. وحلول سنة اليوبيل أيضًا لا يُعيد المنزل إلى المالك الأصلي. لذلك نرى فَرقًا شاسعاً إلى حدٍّ ما بين التَعامل مع المَسكَن مقابل الأرض عندما يتعلَّق الأمر بالإبراء والاسترداد.

في الآية واحد وثلاثين نرى أنّ البيوت التي ليست داخل المُدن المُسوّرة بل تَقَع في القرى النائية، تُعامَل كما لو كانت أرضًا، أي أنّ نفْس القواعد التي تَنطبِق على المنازل الواقعة خارج المُدن المُسوّرة تَنطبِق على الأراضي؛ وإذا فقَد شخص ما منزلًا يَقَع خارج مدينة مُسوّرة، فإن فترة استرداده لا تَنتهي أبدًا. علاوةً على ذلك، يجب إعادة منزل القرية إلى مالِكه السابق في عام اليوبيل. الفِكرة هي أنّ الشخص الذي لديه منزل في قرية لديه دائمًا قِطعة أرض تُرافِقه. وعادةً، حتى لو كان هذا الشخص حِرَفيًا، يتمّ زراعة كميّة من الطعام في الأرض. الآن، لم يكُن هذا هو الحال دائمًا، ولكن كان كذلك في كثير من الأحيان.

تَذكَّروا الآن أنه عندما دخَل الإسرائيليون أخيرًا الى أرض كنعان بعد مغادرة مصر (وهو ما لم يحدُث بعد في هذه المرحلة من سِفْر اللاويين) كان هناك تخصيص أرض لكل قبيلة. ولكن كانت هناك قبيلة إسرائيلية واحدة لم تحصُل على أرض خاصّة بها: سِبط لاوي. وبما أنهم كانوا مُنفصلين عن بني إسرائيل ليكونوا خدامًا خاصّين لله (كهنتِه، المُعادل الأرضي بطريقة ما لخدّام الله السماويين، الملائكة)، فقد كان على اللاويين بدلاً من ذلك أن يَحصلوا على مُدنًا تقَع في كل واحدة من أراضي القبائل الإثنتي عشرة. بالإضافة الى ذلك، تم تَضمين مساحة صغيرة من الأرض التي كانت مُلحقَة بكل مدينة أيضًا. الآن بعض المُدن الثماني والأربعين التي عاش فيها اللاويون، مِثل مُدنهِم، كانت على ما يبدو مدنًا مُحاطة بالأسوار. بينما كان جميع الإسرائيليين الآخرين سيَفقدون منازِلهم داخل المُدن المُحاطة بالأسوار بشكل دائم إذا لم يتمّ استردادها في غضون عام واحد، لم يتمّ وَضْع مِثل هذا الحدّ على منازل اللاويين. علاوةً على ذلك، كان لابد من إعادة منزل مدينتهم المُحاطة بالأسوار إليهم في عام اليوبيل.

تعُطينا الآية الرابعة والثلاثين الأحكام التي يَعرِفها معظم أصحاب المنازل. هنا تَنصّ على أنّ اللاوي لا يمكن أن يفقِد أرضَه أبدًا، حتى ولو كان ذلك بسبب الديون، أي أنّ كل من يُقرِض لاويًا مالاً يَتحمَّل المُخاطرة كاملة، لأنه لا يمكنه حَجز أرض ذلك اللاوي. وبالتالي لدينا مبدأ الاستيطان. يَحمي الاستيطان بشكل عام الشخص من فِقدان منزله باستثناء التخلُّف عن سداد رهن عقاري. لا يمكن أخْذ منزل مِنك لسداد حكم ناشئ عن دَين آخر أو فِعل إهمال أو أي شيء آخر. لا يمكن أخذُه منك بسبب الإفلاس، بشرط أن تُحافظ على أقساط الرهن العقاري أو أن تَمتلك المنزل بالكامل.

اللاويون، كخدام لله، لا يمكن أبدًا أن يَفقدوا ميراثهم من الأرض.

اقرأ سِفْر اللاويين خمسة وعشرين: من خمسة وثلاثين حتى النهاية

لقد تَعامَلنا حتى الآن أكثر مع الإسترداد والإفراج عن المُمتلكات العقارية في سنة اليوبيل، أما هذا القُسم يُغيّر المسار ويَتعامل مع الممتلكات البشرية، الناس؛ الناس الذين أصبحوا أشخاصاً مُلزَمين بالخدمة من دون أجْر أو عبيدًا؛ وذلك يُرشدنا عبر مرحلتَين من الصعوبات المالية التي وَجَد الناس أنفسهم فيها في عَصر الكتاب المقدس، والتي أدَّت إلى أن يصبحوا مُلزَمين بالخدمة من دون أَجْر أو عبيداً.

بِدءاً من الآية الخامسة والثلاثين، فإنّ الوَضْع هو أنّ شخصاً يوصَف بأنه قريب يصبح فقيراً ومديناً لشخص ما. بالإضافة الى ذلك فإنّ هذا القريب بالذات يُشبه إلى حدٍ ما ”الأجنبي المُقيم“ بمعنى أنّ الأجانب المُقيمين لا يستطيعون حيازة أرض، فهُم عماّل يَعملون مقابل أجْر. إذًا ما لدينا هنا هو حالة فَلّاح عبراني يعمَل ببساطة مُقابل أجْر، فهو عامل لا يَملك أرضًا ليعمَل فيها ويزرَع فيها الطعام.

الكَلِمة المُستخدمَة للقريب في هذه الحالة هي بالعبرية ”أخ“، والتي تَعني حرفيًا الأخ. لكن ”آخ" هي أيضًا كَلِمة شائعة تُشير إلى ”ابن البلد“. لذا فالفِكرة هي أنه بينما قد يكون هذا الشخص الفقير قريبًا مُقرّبًا، إلا أنه يمكن أن يكون ببساطة إسرائيليًا، وجميع بني إسرائيل ”إخوة“ لبعضهم البعض. إذاً فالتَعليم هنا هو أنه لا يَجوز لإسرائيلي أن يفرُض على إسرائيلي آخر فائدة على مال أو مؤونة، على الأقل عندما يُضطرّ المُقترِض إلى الاقتراض لأنه فقير وليس لديه خيار آخر.

ولكن بالنَظر إلى الآية التاسعة والثلاثين، نَجِد أنّ الوَضع المالي للفقير قد تَدهوَر أكثر من ذلك؛ لقد اقترَض المال بدون فائدة، ولكنه غير قادِر على سداده. والنتيجة هي أنّ هذا الفقير أصبح الآن عَبدًا بالسُخرة، أي أنه أصبح مُخصّصاً لمَن أقرضَه المال إلى أن يَحين الوقت الذي يُسدّد فيه الدين من خلال عَمَلِه. عادةً ما كان ذلك يعني أنّ الفقير وعائلته يعيشون في عِقار من أقرضَه المال. والفِكرة هي أنّ هذا الشخص المَديون لا يُصبح عبدًا؛ فهو لم يُشترى، وبالتالي فهو كعقار، بل هو أشبه بموظَّف؛ ولكن هذا الموظف مُلزَم ….. يجب عليه أن يَعمل للدائن والدائن وحدَه. مع ذلك فإن أطول فترة زمنية يمكن أن يبقى فيها هذا الشخص مَديونًا ومُقيَدًا لسيّده هي إلى أن تأتي سنة اليوبيل، وعندها يَجب أن يُطلَق سراح العبد المُخصّص ويُلغى ما تَبقّى من دَينِه. علاوةً على ذلك لا يُمكن للسيّد أن يُطلِق سراح الذَكَر مع الاحتفاظ بزوجته وأولاده، بل يجب أن يتم تحرير جميع أفراد الأُسرة بشكل دائم.

المبدأ الكامن وراء هذا القانون مَنصوص عليه في الآية الثانية والأربعين: كل بني إسرائيل ملك لله. لقد افْتداهم؛ لقد اشترى حريّتِهم من العبودية عندما أخرجهُم من يد مصر. إذن، هناك مبدأ أساسي آخر وهو أنه لا يمكن أن يكون أي شخص مُفتدى عبدًا لغَيره، وكل بني إسرائيل قد تم افتداءهم. تأثير هذا القانون هو أنه لا يُمكن لأي إسرائيلي أن يَمتلك عبيدًا عبرانيين. افهموا؛ العَبد ليس عبدًا. العبد ليس مُلكًا لسيّده، بل هو أشبه بموظَّف خاص.

مع ذلك، توضِح الآيات من أربعة وأربعين الى ستة وأربعين أنه يُمكِن للعبرانيين أن يَمتلكوا العبيد ….. المُلكية البشرية. كل ما في الأمْر أن هؤلاء العبيد يجب أن يكونوا أجانب، غير إسرائيليين، أناسًا من أمَم أخرى. إذًا وفقًا للشريعة، يُمكن للعبراني أن يشتري أجنبيًا كعبد، وإذا كان لهذا الأجنبي أولاد، فهؤلاء الأولاد هم أيضًا عَبيد. ليس ذلك فقط ولكن لأن العبيد هُم في الواقع مُمتلكات (مِثل الأرض أو الأثاث) ويمكن أن يَنتقِل العبيد من جيل إلى آخر في عائلة عبرية. لم يَنصّ الناموس على أي حُكم من أجل أن يتمّ افتداء العَبد الأجنبي. إنهم عالقون في هذا الوضْع، بلا أمَلْ.

اسمحوا لي أن أؤكِّد على هذا المبدأ حتى يكون واضحًا جدًا: الأشخاص الوحيدون الذين يمكن أن يُفتدوا وبالتالي يَتحرّروا من ديونهم، هم أولئك الذين كانوا بموجَب العهد الذي قَطَعه الله مع بني إسرائيل. الأجانب الذين أرادوا أن يُصبحوا جزءًا من بني إسرائيل سُمح لهم بأن يصبحوا جزءًا منهم، وبالتالي تم وَضْعهم تحت أحكام العهد. الأجانب الذين لم يَرغبوا في أن يُصبحوا جزءًا من بني إسرائيل كانوا خارج أحكام العَهد. يَنطبق المبدأ نفسه على الخَلاص. نحن نُخلَص بموجب أحكام العَهد الذي قَطَعه الله مع بني إسرائيل؛ وجُزء من هذا الحُكم هو المسيح المُخلِّص. وهكذا في رومية الحادي عشر لدينا استنتاج القديس بولس بأنّ الأجانب الذين يريدون أن يُخلَّصوا يجب أن يُطعَّموا بعهد بني إسرائيل لأنه في تلك العهود توجد الأحكام الوحيدة لتخليص الله للإنسان.

توضِّح الآية السابعة والأربعين حالة أخرى: أجنبي ميَسور الحال يَعيش بين بني إسرائيل ويُقرِض عبرانيًا مالاً، ولا يستطيع العبراني أن يَرُدّه له، فيُصبح هذا العبراني بموجب القانون عبدًا للأجنبي. ولكن فيما يُمكن للعبراني أن يَمتلك عبدًا أجنبيًا، لا يمكن للأجنبي الذي يَعيش بين بني إسرائيل أن يَمتلك عبرانيًا عبدًا. وبالإضافة الى ذلك، يَقَع على عاتق أحد أفراد عائلة المدين العبريّ أن يُعتِقه من حالة العبودية للأجنبي أو، بدلاً من ذلك، إذا كان هذا العَبد الذي يعمَل بدون أجْر يَزدهر بطريقة ما من تَلقاء نفسه، يُسمَح له أن يَعتُق نفسه.

يوضِّح ما تَبقّى من الإصحاح كيف يتم احتساب ثَمن فداء العَبد، ولن نَستعرِضَه لأنه يعمَل بشكل أساسي كما لو كان يتم استرداد قطعة أرض.

اسمحوا لي أن أذكُر في هذه النقطة أنه بينما كان واجِب القريب أن يَسترِدّ أرض لقريبه واجبًا مُهمًا، فإنّ واجب القريب أن يَفتدي أحد أفراد أسرتِه من العبودية لأجنبي كان واجبًا استثنائيًا. يوضِّح الله أنه من حيث المبدأ، لا ينبغي لأي إسرائيلي أن يكون خادماً أو عبدًا لأي أحَد إلا الله (وذلك بمَحْض إرادته الحرّة)؛ لأن الله قد افتداه. ولكن أن يكون الإسرائيلي خادماً أو عبداً لغَير الإسرائيلي، فيُنظَر إليه على أنه رَجِس ومن واجب عائلته أن تقوم بتَضحية شخصية كبيرة إذا لزِم الأمر لتخليص ذلك العبراني المِسكين من وضْعِه.

حسناً، لنأخذ مُنعطفاً صغيراً. كما رأيتم في الدروس الثلاثة الماضية في سِفْر اللاويين خمسة وعشرين نَجِد (نوعًا ما جزءًا لا يَتجزأ من قوانين اليوبيل) مفهوم وواجبات ”المُفتدي القريب“ مُفصّلة لنا وأظنّ أنّ الكثيرين منكم يتذكَّرون على الفور أنّ يسوع، يَهوَه، غالبًا ما يُشار إليه على أنه قَريبنا المفتدي؛ لقد سَمعنا جميعًا العديد من العِظات حول هذا الموضوع. بطبيعة الحال هذا هو سبب هذا الإنعطاف.

في سِفْر اللاويين الخامس وعشرين قيل لنا أنّ الغَرَض من المُفتدي القريب هو إنقاذ أرض أحد أفراد العائلة أو شخص في العائلة مملوك من شخص آخر؛ أي أنّ أحَد أفراد العائلة (عادةً بسبب عدم القدرة على سداد دَين) يَخسَر بعض أو كلَّ أرضِه أو ينتهي به الأمر إلى العبودية. طريقة خسارة الأرض هي أن يتم بَيع الأرض …. أو استبدالُها…. لِوفاء دَين أو يُصبِح ذلك الشخص الذي لا يملِك أي أرض ليَبيعها عبدًا رَهنًا للمُقرِض من أجل سداد الدَين.

ولكن القانون كان يَنصّ على أنه إذا حدثَت تلك الحالة كان هناك تلقائيًا حقّ استرداد تلك الأرض أو الشخص. في حالة الأرض، إما أن يَستطيع الشخص الذي كان يَملُك الأرض في الأصل أن يأتي بالمال الكافي لدفْع ثمن الإسترداد ويَستردّها أو أن يقوم أحد أفراد أسرته بسَداد الدَين عنه. وفي حالة الشخص الذي أصبح عَبدًا، إذا استطاع بطريقة أو بأخرى أن يأتي بالمال بنفسِه، يمكنه شراء حرِّيتِه أو في كثير من الأحيان كان أحد أفراد أسرته يَدفَع ثَمن الإسترداد نيابةً عنه. في الواقع كان من واجِب أحد الأقارب في العائلة أن يَسترِدّ الأرض نيابةً عنه أو أن يشتري حرّية ذلك الشخص، إذا كان أحد أقارب العائلة يَملِك المال للقيام بذلك. لذلك كانت القاعدة العامة هي أنّ أقرَب أفراد العائلة كان أول من يقوم بإنجاز الإسترداد. إذا لم يكُن لديه الإمكانيات، فإن الواجب يَنتقِل إلى الأقرب فالأقرَب، وإذا لم تكُن لديهم الإمكانيات، كان الواجب على الأقرب فالأقرب فالأقرب من أفراد العائلة … وهكذا دواليك.

كان المبدأ الأساسي في هذا النظام هو أنّ المُفتدي الأقرب لا يَحتفظ بالأرض التي استَردّها لفَرْد من عائلته ولا يصبِح ذلك الفَرد من العائلة عبدًا له، فإنّ ذلك الفَرد من العائلة يُصبح الآن عبدًا للفادي الأقرَب قانونًا. مع ذلك، بدافع الامتنان كان يُمكن للشخص أن يعرُض البقاء تحت سُلطة الشخص الذي افتداه. إذن فقَد دَفَع المُفتدي القريب ثمن الدَين الذي كان مُستحقًا عليه، لكنّ فَرْد العائلة الذي خَسِر الأرض أو حريَّته الشخصية حَصَل على المَنفعَة. لم يُحقِّق المفتدي القريب أي منفعَة شخصية من فعِل الخير والواجب الذي قام به؛ لقد كان فعلًا مطلوبًا قانونًا للتضحية بالنَفس.

على الرغم من أننا لم نُناقش هذا الأمْر بَعد، إلا أنّ هذا لم يكُن الجانب الوحيد لكونِه فادي القريب. كان هناك غرَض آخر للفادي القريب وهو أن يكون بمثابة الشخص الذي يَنتقم لموت أحد أفراد العائلة ظُلمًا. هذا إذا قُتِل أحد أفراد العائلة على يَد آخر …… سواء كان القَتْل خطأً أو عَمدًا أو في خِضمّ معركة أو أيًا كان ……. كان من واجب أحد أفراد العائلة المُقرَّبين أن يُطارِد ويقتُل الطَرف المسؤول.

في الواقع كان الغرَض الأساسي من تلك المُدن اللاوية في إسرائيل التي تم تَخصيصها كمُقدّسات أو أمكِنة مقدَّسة، هو توفير ملاذ آمن لقريب عازم على الإنتقام. وبينما لن ندخُل في كل الفروق الدقيقة للمُدن المقدّسة، دعوني أذكُر فقط أنّ القاتل المُتعمّد لا يَحصل عادة على الحماية بالهروب إلى مدينة مقدّسة. كان هناك مجلس شيوخ في كل مدينة يُقرِّر ما إذا كان سيُسمَح للشخص الهارب بدخول مكان مقدّس أم لا. عادة لا يُسمَح لأي شخص ارتَكب عملاً إجراميًا أدّى إلى فقدان حياة باللجوء إلى مكان مُقدّس؛ كان من الطبيعي أن يكون ذلك بسبب عَمَل غير مقصود، أو ربما كان رَجُلان يتقاتلان وفي خضم المعركة قَتَل أحدهما الآخر. لذا فإنّ المكان المقدّس لم يكن مُرتبِطًا بالذنب أو البراءة في حدّ ذاتها، بل كان مُرتبطًا بحماية شخص ما من الإنتقام المُعتاد من قِبل أحد الأقارب المُفتدين.

هناك جانبٌ آخر من جوانب المُفتدي القريب يجب أن نكون على دراية به؛ وهو أن يَتزوَّج أحد أفراد العائلة الذكور من امرأة من العائلة فَقَدت زوجها بمَوتِه، إذا لم تكُن قد أنجبَت ولدًا كوريث لزوجها المتوفّى. كانت الفِكرة هي أنه بزواج المُفتدي القريب منها ستَحمِل في النهاية وتُنجِب وَلدًا، وسيَحمِل الابن اسم زوجها المتوفّى، وبالتالي، سيَستمّر اسم زوجها ولن يَنتهي نسلُه.

النوع الأول من المُفتدين الأقارب …… النوع الذي يَستعيد شراء أرضًا لأحد أفراد العائلة الذي خَسِرها …… ويُسمَّى بالعبرية ”غوئيل“.

النوع الثاني من المُفتدين الأقارب ….. النوع الذي يَثأر لموت أحد أفراد العائلة … ويُسمَّى بالعبرية غوئيل ها دام؛ أو بمعنى أدق: آخذ الثأر.

النوع الثالث من المُفتدين الأقارب ….. النوع الذي يَتزوّج الأرملة التي ليس لها وَلد لكي تُنجِب ولدًا وتُواصِل نَسل الأب المتوفّى …. ويُسمّى أيضًا غوئيل.

الآن قَبل أن نبدأ في الرَبط بين بعض هذه النقاط، دعونا نَفهَم أيضًا معنى مُصطلح ”قريب“. هناك العديد من الكَلِمات العبرية التي تُترجَم إلى الكَلِمة الإنجليزية قريب، ولكنها جميعاً تَدّل على شيء مختلف قليلاً. الكَلِمة العبرية الأكثر شيوعًا التي تُترجَم إلى كَلِمة ”قريب“ هي " أخ" وتعني حَرفيًا الأخ. يمكن أن تعني أخًا ذَكَرًا شقيقًا أو يمكن أن تَعني أحد الأقرباء المُقرّبين أو حتى أنها تُستخدمَ أحيانًا للإشارة إلى علاقة ”شبيهة بالأخ“ …… شخص ربما لا تَربِطه بك صِلة قرابة بالدم ولكنك قريب جدًا منه. عادةً عندما تُستخدَم كَلِمة ”أخ" وتعني أحد الأقرباء المُقرَّبين جدًا.

كَلِمة عبرية أخرى تعني القريب هي ”قاروب"وتعني حرفياً ” قريب“. ولكن في سياق العائلة تعني ”قريب مُقرّب“. هناك كَلِمة عبرية أخرى شائعة أخرى تعني قريب قريب "مودا" وغالباً ما تَعني الصديق الحميم القريب مِثل الأخ.

في الكتاب المقدَّس السياق هو كل شيء؛ لذا يمكِن أن تعني كَلِمة ”قريب“ أي شيء من فَرْد من عائلتك المُباشَرة… مِثل أخيك ….. إلى فَرْد من عائلتك المُمتدَّة ….. مِثل ابن العم …… إلى مجرد فَرْد من قبيلتك. في أوسَع معانيها يمكن أن تُشير أيضًا إلى أي عضو من أمة إسرائيل. لكنها لا تَمتَدّ إلى أبعد من ذلك. من ناحية المعنى المادي والوطني لا يمكن أن يُسمّى أي أجنبي أو مُقيم أجنبي قريبًا لإسرائيلي. على سبيل المثال، حتى لو كان للإسرائيلي صديق مُقرّب جدًا من المصريين أو الكنعانيين، فإنّ هذا الصديق لن يُعتبَر ”قريبًا“ لأي غرَض قانوني. إذًا في أي من هذه الحالات التي تنطوي على الاسترداد التي قَدّمتُها لكم، فإن مُصطلح ”قريب“ يُشير عمومًا إلى وجود علاقة دَم، مع كَون الدم دمًا إسرائيليًا. والآن قد يقول البعض منكم، ولكن انتظروا، يمكن للأجنبي أن يُصبح إسرائيليًا تاماً؛ نعم، هذا صحيح، ولكن بمجرد أن يُصبح الأجنبي إسرائيليًا، لا يعود أجنبيًا؛ فبمجرّد أن يُعطي هذا الأجنبي ولاءه لإسرائيل، يُعتبَر يعقوب أباه أيضًا لكل الأغراض القانونية.

لذا لنكُن واضحين؛ من ناحية الكتاب المقدَّس، لا يمكن أن يَكون القريب من داخل أمة الشخص أو جماعة شعبِه فقط. لذلك عندما نحصُل على كل هذه القواعد والفرائض عن ذوي القُربى والمُخلَّصين الأقرباء في الكتاب المقدس، فإنّ الأمر يتعلَّق بالعلاقات بين بني إسرائيل فقط ….. الأجانب مُستبَعدون.

والآن هل يَستطيع أحدُكم أن يُخبرني كم مرَّة في العهد الجديد يُشار إلى يسوع على أنه المُفتدي القريب؟ إثنان …… ثلاثة …… تسعة؟ أي تَخمينات؟ جَرِّب صِفر. لقد دُعي بالفِعل فداءنا أو مُخلِّصنا، لكنه لم يُذكَر في أي مكان في العهد الجديد كلِّه أنه يُدعى فداءنا القريب. هل هذا يُربكُك قليلاً؟ جيد. لأنك إذا كنت لا تزال تَعتقد أنّ الكتاب المقدس يبدأ عند المسيحيين من سِفْر متّى، وأنّ العهد القديم لا علاقة له بالموضوع تمامًا …… لأن يسوع ”سَمَّره على الصليب“ …… إذن لديك مشكلة. لأنّ العهد الجديد لا يَصِفُه أبدًا بأنه المُفتدي القريب.

إذًا من أين تأتي هذه الفِكرة أو العقيدة؛ فِكرة أنّ يسوع مسيحنا هو أيضًا قريبُنا المُفتدي؟ من العهد القديم. هناك ثلاثة وثلاثون إشارة إلى ”المُفتدي القريب“ في العهد القديم، وحوالي نُصف هذه الإشارات تُشير إلى المسيح المُستقبلي أو إلى يسوع …… معظم هذه الإشارات في إشعياء. بالطبع إنّ تعريف وواجِب المُفتدي القريب مذكورَين بالكامل في سِفْر اللاويين الإصحاح خمسة وعشرين، كما قرأنا. إذاً، إن كان الناموس قد مات وزال، فلماذا يُصِرّ معظم الوعاظ الإنجيليين، وهم أكثر الناس إصراراً على أنّ ”النِعمة قد حلَّت مَحلّ الناموس“، على أنّ الناموس اللاوي للمُفتدي القريب يَنطبق على يسوع؟ كيف يُعقَل أننا نُحبّ أن نرجِع بأناجيلنا إلى سِفْر راعوث الذي يُفترَض أنه عفا عليه الزمن عندما نريد أن نفهمَ مقاصد المفتدي القريب ونُطبِّقه على مسيح العهد الجديد؟

من الواضح أنني أسخَر قليلاً. نعم بالطبع يسوع هو قريبُنا المُفتدي، ولكن لا يمكننا أن نَعرف ذلك إلا من مبادئ العهد القديم.

لذا، دعونا نرى كيف أنّ يسوع هو قريبُنا المُفتدي، بناءً على مبادئ التوراة، الناموس.

استمع إلى كلمات يسوع نفسه: إنجيل لوقا أربعة: ثمانية عشر ”رُوحُ ٱلرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ ٱلْمَسَاكِينَ. أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِالإِطْلاَقِ لِلْمَأْسُورِينَ، وَشِفَاءِ الْبَصَرِ لِلْعُمْيِ، لأُطْلِقَ الْمَطْرُودِينَ، تسعة عشر: لأُنَادِيَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَرْضِيَّةِ“.

كيف يَبدو ذلك؟ بالطبع؛ هذا ما كنّا ندرُسه في سِفْر اللاويين. إنه يتحدَّث عن إطلاق سَراح وتحرير المضطهَدين، وإعلان سنة الرَب المواتية. سنة الرَب المواتية هي تعبير عن اليوبيل؛ يسوع يتحدَّث عن مبادئ اليوبيل والغرَض من المُفتدي القريب، غوئيل. ليس هذا فقط، فكما أخبرتُكم أنّ نِصف العهد الجديد على الأقل ما هو إلا اقتباسات من العَهد القديم، والكتاب الذي قرأته لكم للتو في لوقا هو اقتباس يسوع من إشعياء واحد وستون: واحد.

الترجمة القياسية الأمريكية الجديدة للكتاب المقدس إشعياء واحد وستون: واحد "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ." ، إثنان: لأُنَادِيَ بِسَنَة ِمقبولة للرَّبِّ………“

هذا الجانِب من المفتدي القريب، الذي يَجلِب الخلاص ويحُرّر المُضطهَدين، هو أكثر ما نُفكِّر فيه نحن المسيحيين الأمميين. لقد كنا في عبودية للشر والخطيئة، ولم يكُن لدينا مَخرج سوى أن يكون لنا مُفتدي قريب. بل أكثر من ذلك، كنّا أجانب ….. خارج بني إسرائيل وبالتالي كنا مُستبعَدين من عهودهم؛ وهكذا رأينا في سِفْر الاويين خمسة وعشرين: من أربعة وأربعين الى ستة وأربعين، أنّ الأجانب، أولئك الذين هم خارج بني إسرائيل، يمكن أن يَكونوا عبيدًا إلى الأبد ….. حتى نَسلِهم ….. من دون أمَلْ في التكفير. اسمحوا لي أن أقول ذلك مرة أخرى لأنّ هذا المبدأ أساسي للخَلاص كما هو الحال في الحاجة إلى الدَم للتكفير عن الخطايا: الأجانب، أولئك الذين هُم خارج بني إسرائيل ليس لديهم أي حُكم للفداء مُتاح لهم.

لقد تَعلَّمنا بعد ذلك أنّ المفتدي القريب يجب أن تَكون لديه وسائل تكفير. يجب أن يكون قادراً على دَفع ثَمن التكفير كاملاً….. لا خصومات. قد يَرغَب الشخص الصالح في التكفير، قد يَرغَب في تقديم ثَمن التكفير ليُحرِّر أخاه، ولكن في كثير من الأحيان لا يَستطيع لأنه ببساطة لا يَملِك الإمكانيات المالية للقيام بذلك. المَديونون لم يَقبلوا إجراء إقرار بوجود دَين؛ لقد أرادوا دَفْع الثمن كاملاً. الله لا يَقبَل ”وثائق إقرار بالدَين“ أيضًا. كانت المُشكلة بالنسبة للبشرية هي أنّ الدَين الذي كان علينا لله بسبب خطايانا هو الموت، موتُنا. فإمّا أن ندفَعَ دَينَنا بموتنا، أو أن يَدفَع المُفتدي القريب الثمن. يَتبَع المُفتدي القريب نَمط الاستبدال؛ ويَتجلّى نمط الاستبدال في الذبيحة الحيوانية التي تُشكِّل أساس نظام الذبائح اللاوية. ولكن كان يجب أن تكون ذبيحة كاملِة، بريئة وبلا خطيئة. لقد انتظرَت البشرية أربعة آلاف سنة مجيء مُفتدي قريب؛ طرَف ثالث يمكن أن يكون مؤهّلاً لأن يكون (أ) قريبًا، و(ب) لديه الوسائل لدَفْع الثمن كاملاً. لا يمكن لأي حيوان أن يكون قريبًا لإنسان، أليس كذلك؟ إذًا، بينما يُمكِن للحيوان أن يُكفِّر عن غَضب الله ويَتفادى غَضبَه مؤقتًا، لا يمكن للحيوان أبدًا أن يكون قريبًا لإنسان! ومع ذلك، ما هو الإنسان الذي كان خاليًا من الخطيئة بنسبة مئة في المئة …… سواء في الطبيعة أو في الفِعل؟ لقد كان يسوع هو المُفتدي الوحيد الذي كان لديه المؤهلات والوسائل والإرادة ليكون قريبنا المُفتدي.

سنَستكشِف ذلك أكثر قليلاً في الأسبوع القادم.