Home | Lessons | العربية | Old Testament | التكوين | سِفْر التكوين الدَرس خمسة وأربعون – الإصحاحان تسعة وأربعون وخمسون (نهاية الكتاب)

Duration:

34:10

ar Flag
سِفْر التكوين الدَرس خمسة وأربعون – الإصحاحان تسعة وأربعون وخمسون (نهاية الكتاب)
Overview
Transcript

About this lesson

Download Download Transcript

سِفْر التكوين

الدَرس خمسة وأربعون – الإصحاحان تسعة وأربعون وخمسون (نهاية الكتاب)

في الأسبوع الماضي كنّا على وَشك الانتهاء من سِفْر التكوين تسعة وأربعين. سنُكمل هذا الأسبوع سِفْر التكوين تسعة وأربعين وخمسين، ونَختتم دِراستَنا لسِفْر التكوين.

كان يوسف الإبن الحادي عشر ليعقوب. في المرَّة الماضية نظرْنا بعِناية في البَرَكة النَبوية التي أُعطِيت له، والتي ستَنتقل إلى ولدَيه أفرايم ومنسّى. ذلك لأنّ أفرايم ومنسّى…….ولكن في المَقام الأول أفرايم…..سيكونان مُمثلَين لقبيلة يوسف، أي أنه في غضون بضع سنوات من وفاة يوسف، ستَتضاءل أي إشارة إلى قبيلة يوسف، إلى أن تَحُلّ قبيلتا أفرايم ومنسى مَحلَّها تماماً. في كتابات الكتاب المقدّس المُستقبلية، حيث يُذكَر يوسف، ستَقترِن الكَلِمات بتعليق مفادُه أنّ عصا السُلطة ليوسف هي في يَد أفرايم.

إعادة قراءة تكوين تسعة وأربعين من الآية سبعة وعشرين إلى – النهاية

أخيراً، نَأتي إلى بِنيامين وآية واحدة كاملة مُخصّصَة لبَرَكته. إذا كنّا حقأً بحاجة إلى أي دليل آخر على أنّ الروح القدس هو الذي يوجِّه هذه البَرَكات، فإنّ بَرَكة بنيامين هي كل ما نطلبه، لأن الإبن المفضل الثاني والأصغر ليعقوب قد أُعطي بركة لم تكن سوى بركة إطراء على الرغم من أنه قد تَبيّن لنا في الكتاب المقدس أنّ يعقوب كان يَحمي بنيامين ويَتزلف إليه بعناية. وُصِفَ بنيامين بأنه مُفترِس… ذِئب… شرِس وعديم الرحمة وقد ثَبُت أنّ هذا صحيح.

كان لبنيامين مُستقبلاً انفصامياً إلى حدّ ما. على الرغم من أنّه كان على اتصال بمُلوك بني إسرائيل، حتى أنه لعِب دوراً معهم، إلا أنه كان أيضاً شرِساً ومُتصلباً. إنّ الكثير من نتائج نسْل بنيامين كان له علاقة بتوزيعهم الإقليمي القَبَلي واضطرارِهم إلى الاختيار بين خيارَين صعبَين: فقد وُضِعوا في وَضْع لا يُحسَدون عليه كدولة عازلة بين أفرايم ويهوذا. بالإضافة الى ذلك، فإنّ القُسم الضيق نوعاً ما من الأرض التي كانوا يَحتلوّنها حيث كانت الطرُق التجارية الرئيسية بين الشمال والجنوب والشرق والغرب كانت تَمرّ عبر أراضي بنيامين. أحياناً ما نَحصل على هذه الصوَر الذهنية الخاطئة عن هذه الجيوش القديمة التي تَضمّ عدة آلاف من الرِجال الذين كانوا يُهروّلون فوق قِمم التلال كالفئران، ويَشقّون طرُقاً جديدة أثناء سَيْرهم. هذا غير صحيح. فكما يمكن لأي عسكري أن يُخبرَك، فإنّ الحروب كانت تدور حول الطرُق السريعة الرئيسية للأمّة وفوقَها ومن خلالها، وذلك لأن الجيوش كان عليهم أن يَسلكوا الطرق الراسخة. وقد وُضِعت الطرُق حيث كانت لأن المياه كانت مُتوفِّرة وكانت التضاريس أكثر ملاءَمة، وحتى في أيام إبراهيم كانت العرَبات والمركَبات تُستخدَم، وبالتالي كان من الضروري أن يكون هناك مسار مُسطَّح وواسِع إلى حدّ ما لاستيعاب عجلات الآليات ومَحاور عجلات الآليات الضعيفة إلى حدّ ما في تلك المركبات الخشبية القديمة.

من المُحتمل أيضاً أنّ تلك الطُرق التجارية التي كانت تَمرّ عبر بنيامين قد أنتجَت مَصدر دَخْل قيِّم لهذا الأخير، وذلك في شَكل هجوم بنيامين على تلك القوافل التجارية ونَهْبِها. لنتذكَّر أنّ نَهْب قبيلة ما لقبيلة أخرى وأخْذ ما تحتاجه لزيادة ثروتها وخدمة احتياجاتها الخاصة هو جوهر النظام القَبَلي ولا يزال الأمر كذلك حتى يومنا هذا.

كما قد يفاجِئك أنّ أقدَس مدينة في كل الأرض كانت في أراضيهم؛ نعم، كانت أورشليم في الأصْل في أراضي بنيامين وليس يهوذا، كما يَفترض الكثيرون. العديد من المُدُن الإسرائيلية الهامّة الأخرى كانت أيضاً داخل حدود بنيامين: ميزباه وراما وجبعون وبيت إيل وحتى أريحا.

من الثابِت الآن أنّ أسباط بني إسرائيل الإثني عشر المُختلفة هذه كانت تَخوض مَعارك فيما بينها: ولكن ربما لمْ تكُن هناك قبيلة كانت تُعتبر شرسة ومَغرورة مِثل قبيلة بنيامين. أحد الأمثلة المُمتازة لخصائص بنيامين نَجِدها في سِفْر القضاة، في وقت سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل عندما يَقول الكتاب المقدس عن حالة الأرض المقدسة: "… كل إنسان فَعَل ما هو صحيح في نَظرِه". كان بنيامين في وَسَط سلسلة فوضى عارمة من الحروب بين أسباط إسرائيل. في مدينة الجبعة، وَقَعت حادثة تُشبه بشكل مُخيف عندما كان لوط في سدوم وأراد أهل المدينة أن يمارسوا الجِنس المِثلي مع الملاكَين اللذَين جاءا ليجلِبا دينونة الله على سدوم. كان جوهر المسألة أنّ رَجُلاً من سِبط أفرايم كان يُقيم مؤقتاً في الجبعة عندما استضاف مُسافراً كضَيف في بيتِه. طَلَب الرجال المُنتمون لبنيامين في جبعة أن يُعطى لهم المُسافر حتى يتمكنوا من الفتْك به. فقدّم الرَجُل المُسنّ من إفرايم ابنته ومَحظيته، فأخذوا مَحظيته وكادوا يقتلونها. بعد أن أعادوها شِبه مَيتة، اعتبَر الرَجُل أنّ مَحظيته قد تَدنّست لدرجة أنها لا قيمة لها بالنسبة له. لذلك سَمَح لها أن تموت على عتبة بابه وقَطَع جثتها إلى اثني عشرة قِطعة، وأرسَل هذه القِطع مع رسالة إلى كل سِبط من أسباط إسرائيل. فغضِبت قبائل إسرائيل الأخرى غضباً شديداً لدرجة أنهم اجتمعوا معاً وأرسلوا جيشاً ضد بنيامين لمعاقبتِه؛ والآن، على سبيل المثال، يمكننا أن نرى هنا الحالة الرهيبة غير المُقدَّسة لأسباط إسرائيل في زمن القضاة، والتي كانت ترى أنّ تشويه هذا الرَجُل لمَحظيته ليس فقط عمَلاً مُبرَراً من قِبَلِه، بل ترى أيضاً أنّ اللوم كلَّه يَقَع على بنيامين الذي دَمّرَها كمسألة روتينية.

عندما بدأت المَعركة، دَمّر بنيامين جيش التَحالف في اليومَين الأولَين، ومن المثير للإهتمام، أنّ أحد أسباب نَجاح بنيامين كان مزيجاً من الشراسة وأنه كان لديه مجموعة من رُماة الحِجارة الدقيقين القاتلين الذين قَتَلوا أربعين ألف شخص في المَعركة التي تلَت ذلك، وبالمناسبة، كان جميع هؤلاء الجنود بالتحديد من العِسراويين، وهي سِمة كانت شائعة بين أفراد قبيلة بنيامين.

في النهاية، رَبِح جيش التحالف وأباد قبيلة بنيامين….. إلى حدّ الانقراض تقريباً. لم تَستَرِد أبداً قبيلة بنيامين عافيتَها بالكامل.

كان شاول أحد أشهر رِجال بنيامين في زَمن العهد القديم؛ غالباً ما يُطلَق عليه إسم مَلِك إسرائيل الأول. لا أريد أن أدخُل في التفاصيل، ولكن هناك خِلاف بين العُلماء اليهود والمسيحيين على حدٍّ سواء حول ما إذا كان يجب أن يُنظَر إليه حقاً على أنه أوّل ملوك إسرائيل أو ما إذا كان ببساطة هو القاضي الأخير، وإن كان قاضياً مَركزياً حاول أن يَحكُم أكثر من قَبيلته. لم يكُن مَقبولاً حقاً من جميع بني إسرائيل كمَلِك، وكان عهدُه اضطراباً مًطلقاً لا ينتهي أبداً. لكن الأهم من ذلك، أنّ الله مَسَح شاول كمَلِك من النوع الذي أراده الشَعب (النوع الذي حَذَّر منه)، لذلك كان الفَشَل نتيجةَ حُكمِه.

مع ذلك، قُرْب نهاية زمن التوراة، نَجِد عضوَين من سبط بنيامين يَرتفعان فوق تلك الشخصية القَبَلية البنيامية المُدمِّرة: أستير، التي تَحمِل إسم سِفْر أستير وابن عمِّها مردخاي. وقد أُقيم عيد البوريم اليهودي تَخليداً لذكرى الأعمال الشجاعة التي قام بها هذان الإثنان في إنقاذ اليهود من الشعب الوثني في ذلك الزَمان، الذي كان يقودُه رَجُل إسمه هامان.

غَير بنيامين نفسه، أشك في أنّ هناك بنيامياً أكثر شُهرة وتأثيراً في كل التاريخ القَبَلي من القديس بولس؛ نعم، كان بولس الرسول من سِبط بنيامين. مع ذلك، يجب أن نتذَّكر أيضاً أنّ قولَه إنّه من تلك القبيلة كان مجرَّد تذكير عائلي؛ لأنه كان يدعو نفسه أيضاً يهودياً، وهو ما كان سيَفعلُه أي إسرائيلي حيّ يَعيش في أيام بولس. فقبيلة بنيامين، ككيان مُستقلّ ومُنفصِل، كانت قد اختفَت واندمجَت في أيام بولس في قبيلة يهوذا، ولذلك كان هؤلاء البنياميين السابقين يُسمّون يهوداً.

هكذا نكون قد أكمَلنا الآن بَرَكات جميع أبناء يعقوب الإثني عشر: أسباط إسرائيل الإثني عشر، وعلينا أن نَضَع إشارة مَرجعية في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين وتسعة وأربعين في أسفارِنا المقدَّسة كمَرجع، لأننا سواء كنا ندرُس العهد القديم أو الجديد، فإنّ هذه البَرَكات تَشرَح الكثير مما كان سيَحدُث في القرون التالية لهذا الحَدَث، حتى زمن لا يزال مُستقبلاً بالنسبة لنا.

ينتهي الفَصل تسعة وأربعون بوصيّة يعقوب لأبنائه بأن يأخذوا جُثمانَه ويدفنوه في المَغارة الواقعة في كنعان، تلك التي اشتراها إبراهيم، والتي يرقُد فيها آباء يعقوب وأجداده وزوجته ليا. ثم يموت يعقوب.

هذه الفَقرة في سِفْر التكوين تسعة وأربعين هي في الحقيقة المرة الأولى التي يُنظَر فيها إلى إسرائيل كأمة قائمة بذاتها، وليس مجرَّد رَجُل (يعقوب) مع عائلته المتنامية المكوَّنة من اثني عشر ولداً. في الواقع، هذا هو أوَّل استخدام لما سيُصبح عبارة توراتية مُستهلكَة في الكتاب المقدس، "أسباط إسرائيل الإثني عشر".

دعونا لا نُفوِّت الفرصة لنُلاحظ مرة أخرى عقليّة القدماء في العَمَل، عندما يقول يعقوب: "َأوْشَكَ أَنْ أَجْتَمِعَ إِلَى أَهْلِي…..أدفنوني مَعَ آبَائِي". عندما يمكننا أن نبدأ في فَهْم أنه يجب أنّ نقرأ بين السطور تسعة وتسعين بالمئة من كلّ ما يحدُث في الكتاب المقدس، عندها يمكننا أن نبدأ في جَعْلِ جميع شخصيات الكتاب المقدس أشخاصاً حقيقيين، يعيشون حياة حقيقية، في ظِلّ ظروف حقيقية ويومية، كما كانوا. من المُهمّ أن نفهَم أنّ المصطلحات المُستخدَمة وما كانت تَعنيه العبارات والتعابير التي استَخدموها، كانت تَستنِد بالكامل إلى العَصر الذي كُتِبت فيه. فهي ليست عالمية ولا خالدة. كان لهذا العَصر معتقداتُه وتقاليده الخاصة حول الموت وما بعدَه. لم تكُن إسرائيل مُختلفة. آمَن يعقوب بما آمنَت به جميع المجتمعات الشرق أوسطية الأخرى……. عبادة الأسلاف ولم يكُن هذا يتعارض، بأي حال من الأحوال، مع الثِقة في يهوه أو تعاليمه. لم تكُن تلك الآلهة الأخرى، لدى الشعوب الأخرى والأمم الأخرى، تبدو مُتعارضة مع شرائع يهوه وأوامره. في الواقع، لمْ يَرِد في الكتاب المقدس حتى هذه اللحظة أي ذِكْر لروح خالدة تَعيش في السماء أو أي شيء من هذا القبيل خارج نطاق البيان العام الأكثر غموضاً. الآن، في مصر، وفي عدد قليل من ثقافات الشرق الأوسط الأخرى، تم تَطوير أنظمَة مُعتقدات مُتقنَة وطقوس مُعقَّدة تتعلَّق بالموتى. لا نَجِد هذا بين بني إسرائيل، ولكننا لا نَجِده أيضاً بين معظم الثقافات القديمة. مع ذلك، نَجِد في إسرائيل عبادة الأسلاف واحترام الموتى وفَهْماً بأنّ هناك شيئاً ما وراء القبَر، حتى لو لم يكُن واضحاً تماماً.

أراد يعقوب أن يُدفَن مع آبائه، لأنه إذا لم يكُن كذلك فلن يَكون قادراً على أن يكون مَعهم بعد موتِه. بعد كل شيء، كان يعقوب هنا في مصر، وكان أجداده في أعالي كنعان. كيف يُمكِن لروحه بعد موتِه أن تَتواصل مع ذوات أقاربه بعد موتهم إذا كانوا مَدفونين على بعد مئات الأميال؟ كان هذا هو التفكير.

لاحِظوا الكَلِمات الأخيرة التي يَنتهي بها سِفْر التكوين تسعة وأربعين: "… ولَفَظ أنفاسه الأخيرة وجُمِع إلى شعبه". أياً كان من كَتَب هذا السَطر…… وعادةً ما يُنسَب إلى موسى بعد عدَّة مئات من السنين….. كان يؤمِن أيضاً بعبادة الأسلاف لأنه يُذكَر بشكل واقعي أنّ يعقوب قد جُمِع إلى شعبِه بالفِعل.

لننتقِل إلى الإصحاح خمسين من سِفْر التكوين ونختتِم دراستَنا لسِفْر التكوين.

اقرأ سِفْر التكوين خمسين بأكملِه

يا له من مشهد يُدمي القلب هنا، حيثُ يَنهار يوسف عند موت أبيه ويبكي ويُقبِّل هذا الهيكل الفارغ الذي كان يعقوب ويأمُر يوسف بتَحنيط جَسد أبيه. لن يكون ذلك الآن ولا في أي وقتٍ مَضى عادة إسرائيلية مُعتادة وطبيعية، إلا أنها كانت تَحدُث من وقتٍ لآخر.

كما نعلَم جميعاً، كان المَصريون قد أتْقنوا فنّ تحنيط الموتى. كان سبب التَحنيط مُرتبِطاً بمُعتقدات المصريين حول الحياة بعد الموت. كان الحِفْظ الجسدي أساسياً في نجاة الروح الخالدة من الموت، وفقاً لعبادة المصريين الراسخة منذ زمن طويل لإله العالَم السفلي أوزيريس.

مع ذلك، لم يكُن هذا هو السبب أو الظَرف الذي أدى إلى تحنيط يعقوب. السبب هو أنّ جَسد يعقوب كان يجب أن يؤخذ في رحلة كبيرة وحارَّة إلى كنعان ليُدفَن مع أجداده، وإنْ لم يُحنِّطوه…..حسناً…..لا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أرسُم لكم صورة حيّة. الآن، جزء من السبب الذي يَجعلني أعرِف أنّ تَحنيط يعقوب لم يكُن له علاقة بعقيدة الموت المصرية هو أنّ الكتاب المقدَّس يترُك لنا رسالة خفيّة: وهي أنّ يوسف استَدعى الأطباء ليقوموا بالتَحنيط. لم يكُن الأطبّاء عادةً هم من يقومون بالتحنيط في مصر؛ في العادة، كان كهَنة أوزيريس هم من يَقومون بهذه المهمة المعقدة والسرية، وذلك لأن التحنيط كان مُمارَسة دينية وليست طبّية، ولذلك كان يقوم بها دائماً كهنة مُحترفون في مجال الجَنائز.

ثم، في الآيات القليلة التالية، لدينا سِلسلة من الأرقام حول عدَد الأيام التي تَمَّت فيها عمليّة التحنيط وفترة الحداد، وللوَهْلة الأولى تبدو هذه الأرقام مُربِكة بعض الشيء وتبدو مُتعارِضة تقريباً مع بعضها البعض. لدينا فترتان مذكورتان: أربعين يوماً وسبعين يوماً. أربعون يوماً للتحنيط، وسبعون يوماً للحداد.

في الواقع، ما لدينا هنا هو فترة التحنيط النموذجية أربعين يوماً للتحنيط، تَليها فترة الحداد المُعتادَة التي حدَّدها العبرانيون بـ ثلاثين يوماً……. مما يُعطينا ما مجموعه سبعون يوماً.

هكذا، امتثَل الإخوة لرَغبة أبيهم وامتَثلت العشيرة بأكملها بقيادة يوسف، باستثناء الأطفال الصِغار، مَصحوبين بمَرْكبات مَلَكية وحَرَس مُسلَّح أيضاً، ساروا في موكِب جنائزي يليق بِمَلِك على مسافة مئتي ميل تقريباً من جوشن إلى مَغارة مخبلة في كنعان.

يبدو أنّ مصر كلَّها قد أُمِرت، على ما يبدو، بالدخول في فترة حداد على يعقوب….. وهو شَرَف عظيم جداً، في الواقع، لا يُمنَح عادةً إلا للملوك فقط.

الآن، مِثلما أُعطينا رسالة خفيَّة بأنّ تحنيط يعقوب لم يكُن له علاقة بالمُمارسات الدينية المصرية، فقد أُعطينا أيضاً تلميحاً بأنّ الأمور ليست هادئة ومُسالِمة في مصر في الوقت الحالي. لأنه في الآية خمسة، بينما يَذهب يوسف إلى فرعون ليَطُلب الإذن بالسِفْر إلى كنعان لدَفْن أبيه (كان ذلك سيكون مجرد شيء طبيعي ومُحترَم بالنسبة ليوسف)، يقول يوسف: "…….. دعني أصعَد وأدفِن أبي، ثم أعود". من الواضح أنّ فرعون كان قلقاً بعض الشيء من قيادة يوسف لهذا المَوكب الذي يَضُمّ جميع أفراد أُسْرتِه البالغين الأساسيين إلى ما كان ظاهرياً وطنهم؛ كان فرعون قلِقاً من أنّ يوسف قد لا يعود.

لذا، بينما يمكننا أن نرى بالتأكيد أنه كان موكباً جنائزياً يليق بمَلِك، إلا أنه كان أيضاً موكباً جنائزياً مليئاً بكبار المسؤولين الحكوميين المصريين وحضوراً عسكرياً كافياً لحماية الجميع في رِحلتهم وأيضاً لضَمان عودَة يوسف. اسمحوا لي أن أذكِّركم بأمرَين في هذه النقطة: أولاً، لم يكُن فرعون مصر الحالي مصرياً بل كان سامياً، وثانياً، كانت المَجاعة التي استمرَّت سبْع سنوات قد انتهَت. لذا، من وجهة النَظَر هذه، لم تكُن هناك حاجة ليوسف كمُشرِف على إمدادات الطعام للأمة، بل كان يوسف الساعد الأيمن لفرعون وحليفاً قيِّماً من نفْس السلالة الوراثية لفرعون.

الآن، من المُثير للإهتمام أنّ هذا الفَصل لا يُنهي مَلحمة حياة يعقوب فحسب، بل حياة يوسف أيضاً. لذا، كان من الضروري ترتيب الأمور مع إخوة يوسف.

بَعد مراسم الدفن في كنعان، قيل لنا أنّ الجميع عادوا إلى مصر، ولكن، في طريق العودة، أدرَك الإخوة أنه في حالة أنّ أخاهُم القوي يوسف ما زال يَحمِل ضغينة ضدَّهم بسبب إساءاتهم له في الماضي، لم يَعُد أبوهم يشكِّل لهم سياجاً يَحميهم من أي انتقام. من الواضح أنّهم لمْ يفهموا بعد حالة قلْب يوسف.

عندما واجَهوا يوسف بمخاوِفهم، أكد لهم بلُطْف ورَحمة أنه لم يكُن يَنوي فِعل أي شيء سوى الإهتمام بهم، وأنهم في الواقع ليسوا سوى أدوات في يَد الله كما كان هو. إنني أدعو الله أن يَجعلني مِثل يوسف، حتى أستطيع أن أفهَم تماماً أنّ الإساءات التي ارتكَبها الآخرون في حقّي لا يمكن أن تحدُث إلا إذا سَمَح الله بها. كم مرَّة نظرَت إلى الوراء إلى تجارِب وخطايا حياتي، وأدركْتُ أنّ المكان المُبارك الذي قادني الله إليه ما كان يمكِن أن يحدُث بأي طريقة أخرى غير الطريقة التي حَدَث بها. والآن، إذا كان بإمكاني أن أشعُر بهذه الطريقة بالنسبة للأمور التي لم تُحَلّ….. الأمور التي لا تزال تؤلمني، الأشياء التي لا زلتُ لا أستطيع أن أفهمَها أنّ الله وحدَه يَعلَم لماذا كانت ضرورية.

يا لها من حياة مُباركة كانت أيام يوسف الباقية؛ لقد عاش ليرى أبناءه يَكبرون وينضَجون وليرى أحفاده يولَدون وينضَجون وليرى أحفاد أحفاده يولَدون. عندما يقول الكتاب المقدس أنّ طفلاً وُلِد على ركبتيّ شخص ما، كما هو الحال هنا، فهذا يعني ببساطة أنّ هؤلاء الأطفال كانوا يُعتبَرون أبناء ذلك الشخص: أحياناً بشكل رَمزي وأحياناً أخرى بشكل حَرفي. في هذه الحالة، كان ذلك يعني فقط أنّ يوسف كان لا يزال زعيم عشيرته وكان هؤلاء الأطفال يخضَعون لسُلطته العائلية.

بعد أربع وخمسين سنة من وفاة والده، توفّي يوسف عن عمْر يُناهز مئة وعَشر سنوات. سيكون من الجيّد أن نفهَم أنّه على الرغم من حقيقة أنّ يوسف كان يُعامَل معاملة حسنة ويَحظى بتقدير كبير في مصر، إلا أنه أوضح أنّ مصر كانت لا تزال مجرَّد أرض غريبة بالنسبة له. لذا، فقد وَعَد عائلته بأنه عندما يأتي ذلك اليوم الذي سيُغادِر فيه بنو إسرائيل مصر أخيراً إلى أرض الميعاد، سيأخذون عِظامه معهُم؛ ثم تمّ تحنيط يوسف بعد ذلك وِفقاً للعادات المصرية، وَوُضِع جسدُه في تابوت، في انتظار ذلك اليوم الذي سينضمّ فيه هو أيضاً إلى أجدادِه في الأرض التي وَعَد الله العبرانيين بها.

بالمناسبة: لاحَظ العديد من العلماء أنه من المُستبعَد جداً أن يكون إخوة يوسف هم الذين سَمعوه يقول: "أنا على وشك الموت………… ستحمِلون عظامي من هنا…". كان يوسف الأصغر الثاني من بين الإثني عشر ومات وهو شيخ كبير جداً. من غير المعقول أن يكون إخوته الأكبر سناً قد عاشوا جميعاً من بعدِه. بل نَجِد استخدام كَلِمة "أخ" بالعبرية التي تعني "أخ" والتي يُمكِن أن تعني أي أمْر من أخ حقيقي إلى ابن البَلَد، ولكن، في كثير من الأحيان، كان المصطلح مُوجَهاً إلى أحد أفراد الأُسرة الذكور المُقرّبين. من شِبه المؤكّد على الأقل أنّ بعض الذين كانوا حاضرين على أمْر يوسف بأخذ عظامه إلى كنعان كانوا أحفاداً وأبناء إخوة.

أمْر أخير: الأعداد المُستخدمَة في الكتاب المقدَّس لها أهمية كبيرة. غالباً ما لا تكون حَرفية، بل رَمزية. خاصةً عندما نرى أرقاماً مُستديرة…… كما هو الحال هنا مع وفاة يوسف عن عُمر مئة وعَشر سنوات ….. علينا أن نُدرِك أنه من المُحتمل أن يكون هذا رقماً رمزياً. مع ذلك، ليس لدي شك أيضاً في أنّ العديد من الأعداد المُستديرة كانت حَرفية ورَمزية في نفْس الوقت. لذا، هذا لا يعني أنّ يوسف لم يَمُت وهو كبير في السنّ، أنا متأكِّد من ذلك. إنّ ذِكْر أنه عاش ليرى أحفاد أحفاده يولَدون يَدلّ على ذلك. لكن، في مصر، كان الرقم التقليدي لعُمر الإنسان هو مئة وعَشر سنوات. بالنسبة للعِبرانيين، كان الرقم التقليدي مئة وعشرين سنة. بعبارة أخرى، إذا بَلَغ الشخص هذا العَدد من السنوات، أو أكثر، فقَد عاش حياة طويلة مُبارَكة من الآلهة. بالطبع، القليل من الناس عاشوا لهذا العُمر بالفِعل.

وهكذا تَنتهي دراستُنا لسِفْر البدايات…..سِفْر التكوين.

This Series Includes

  • Video Lessons

    0 Video Lessons

  • Audio Lessons

    45 Audio Lessons

  • Devices

    Available on multiple devices

  • Full Free Access

    Full FREE access anytime

Latest lesson

Help Us Keep Our Teachings Free For All

Your support allows us to provide in-depth biblical teachings at no cost. Every donation helps us continue making these lessons accessible to everyone, everywhere.

Support Support Torah Class

    سِفْرالتَّكوين الدرس الاول المقدمة نَبْدأ اليوم رِحلة قام بها الملايين من العبرانيين والمسيحيّين على مدى الثلاثة آلاف سنة الماضية. سنقوم بدِراسة التَوْراة، التي هي أول وأقدَم قُسم من الكتاب المُقّدَّس العِبْري الأصلي. التَوْراة: كَلِمَة لم يَسمع بها سوى عدد قليل من المسيحيّين وأقلّ منهم من لديهم أي فِكرة عمّا هي…

    سِفْر التَّكوين الدرس الثاني – الإصْحاح الأوّل اقرأ سِفْر التَّكوين واحد كلّه يُمْكِنُنا أن نَقضي عِدَّة أسابيع في سِفْر التَّكوين واحد وحدَه، ولكنني سأفترض أن مُعْظمكم لَدَيْه بعض المَعْرِفة الأساسية بهذا الإصْحاح؛ ولأن ما جاء أولاً وثانياً وثالثاً وما إلى ذلك مذْكور بِوُضوح وبِشَكْلٍ مُباشر جداً، فلا حاجة لي أن…

    سِفْر التكوين الدرس الثالث – الإصْحاح الثاني لنبدأ درس اليوم بقِراءة الإصْحاح الثاني من سِفْر التكوين. اقرأ سِفْر التكوين الإصْحاح الثاني كلّه نَكْتَشِف هنا رُكْنيْن مُهمّين آخرين: واحد) أن الله قد بارَك وقدّس يوماً واحداً في الأسبوع، وهو اليوم السّابِع، وإثنان) أنه اسْتَراحَ في ذلك اليوم حتى يستطيع كل ما…

    سِفْر التكوين الدرس الرابع – الإصحاحان ثلاثة وأربعة سندرُس اليوم الإصحاح (الفصل) الثالث من سِفْر التكوين، لذا، دَعونا نَنتقل مُباشرةً إلى قِراءة الكتاب المقدس. قَراءة تكوين ثلاثة. بكامله يُشير عدد من الحاخامات والحكماء اليهود العُظماء منذ زَمن بعيد إلى أمرٍ مُثير للاهتمام في الآية واحد خاصّة بالحَيّة: كانت الحَيّة مُختلفة…

    سِفْر التكوين الدرس الخامس – الإصحاحات أربعة وخمسة وستّة لقد درَسنا في الأسبوع الماضي السَبب الرئيسي لامتلاكِنا الكتاب المقدس ولِمَ (في بضعة الفصول (الإصحاحات) سيكون هناك شيء اسمه "خَلْق العبراني" لأنه من سِفْر التكوين وما بعده، يتم تقديم مفهوم الخطيئة والحاجة إلى التكفير. لنُتابع مع سِفْر التكوين الإصحاح أربعة. قراءة…

    سِفْر التكوين الدرس السادس – الإصحاح السادس قيل شيءٌ في الأسبوع الماضي في سِفْر التكوين الإصحاح السادس الآية الثالثة عشرة سيَجعُلنا نأخذ مُنعطَف رائع (ومُثير للجَدَل بالتأكيد). (ترجمة كينغ جايمس) تكوين ستة الآية ثلاثة عشرة قال الله:"قَدْ جَاءَتْ نِهَايَةُ جَمِيعِ الْمخلوقات الْحَيِةّ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ بِسَبَبِهِمْ عُنْفًا. سأدمِّرهم وسأدمّر…

    سِفْر التَّكوين الدرس السابِع – الإصْحاحان السادس والسابع لقد أمْضَيْنا كل وقتنا الأسبوع الماضي في مُناقشة الشرّ ومن أين أتى، وما هو الدَوْر الذي يلْعبه في حياتنا. لن أقوم بِمُراجعته لأننا بحاجة للمَضي قُدُماً؛ لذلك إما أن تحْصل على القُرص المُدمج أو تستمع إليه عبر الإنترنت على www.torahclass.com إذا كنت…

    سِفْر التكوين الدرس الثامن – الإصْحاحان الثامن والتاسع اقرأ سِفْر التكوين ثمانية بكامِله مثلما بَدأ الإصْحاح السابع بالكَلِمات المُطَمْئنّة التي تقولُ أن الله دعا عائلة نوح البارّ إلى السَّفينة الآمِنة، يُخْبِرنا الفصل الثامن أن الله "تذكّر" نوحاً؛ ولكن الآية لا تَتَوَقَّف عند هذا الحدّ، بل تقول إنه تذَكّر أيضاً جميع…

    سِفْر التّكْوين الدرس التاسع – الإصْحاحان التاسع والعاشر افتَحوا أناجيلكم على سِفْر التّكْوين تسعة، لقد كنا ندْرُس سِفْر التّكْوين تسعة، ولكي نعود إلى المسار الصَّحيح من الأسبوع الماضي، سأقرأ من الآية الثامنة عشرة إلى نهاية سِفْر التّكْوين تسعة. في الآية الثامنة عشرة من الإصْحاح التاسع يبدأ تاريخ الإنسان الجديد. دعونا…

    سِفْر التَّكوين الدرس العاشر – الإصْحاحان عشرة وإحدى عشر تَكْمُن أهَمِّية الإصْحاحين عشرة وإحدى عشر من سِفْر التَّكوين في كونِهما الجِسْر الذي يَرْبُط بين بِداية العالَم الجديد، بعد الطَّوفان، وأعظم بطارِكة الكِتاب المُقَدَّس، إبراهيم. على الرَّغم من إيجاز هذين الإصْحاحين إلا أننا نحْصل على ربْط الأنْساب بين سام وإبراهيم…..، بالإضافة…

    سِفْر التَّكوين الدرس الحادي عشر – الإصْحاح الثاني عشر اقرأ سِفْر التَّكوين إثنَيْ عشر على واحد الى ثلاثة يَقْطَعُ الله، أَدُونَاي (أَي الرَّبُّ أَو السَّيِّدُ)، عَهْدًا مَعَ إِبْرَاهِيمَ (الَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ يُدْعَى أَفْرَامَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ). يَحْدُثُ هَذَا العَهْد وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ مُقِيمٌ فِي حَارَانَ فِي بِلَادِ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ،…

    سِفْر التكوين الدرس الثاني عشر – الإصحاحان الثاني عشر والثالث عشر قراءة تكوين الإصحاح الثاني عشر من الآية أربعة – حتى النهاية وَصَلنا الآن إلى مرحلة نفهَم فيها أنّ العهد الذي خَلَقه الله هو قانون جديد أو مُعدِّل للطبيعة. لا توجد كَلِمة أخرى يمكن أن نَستخدمَها لتُعبِّر عن قوة العهد…

    سِفْر التكوين الدرس الثالث عشر – الإصحاح الثالث عشر في حين أنّ دَرْس التوراة يَدور حول دراسة الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس…التوراة….، إلا أنه ربما قد يُفيدنا أكثر أن نَفهم مدى صِلَتها بنا في يومنا وعصرِنا هذا، ونُطبِّقها على حياتنا. يُقال من قِبَل العديد من الوعاظ والمُعلِّمين أننا اليوم…

    سِفْر التكوين الدرس الرابع عشر – الإصحاح الرابع عَشَر قَبْل أن نُناقش هذا الإصحاح، أود أن أستَغرِق بِضع دقائق لمُناقشة أمْر عام، ولكن مهمّ، يَتعلَّق بالكتاب المقدّس. وهو يَتعلَّق بمصطلح عِلْمي وقانوني إلى حدِّ ما: الكَلِمة هي "مُنقَّح". "مُنقَّح" كَلِمة ستَسمعونها بشكل مُنتظم في صَف التوراة، وتعني ببساطة "مُحرَّرة". وأنا…

    سِفْر التكوين الدرس الخامس عشر – الإصحاحان الرابع عشر والخامس عشر مدهشٌ هو ما يُصبح أكثر وضوحًا عندما نعيد اليهودية التي أُزيلت مِثل مُلحق مُلتهِب من الكتاب المقدس، إلى الكتاب المقدس…. وخَير مِثالٍ على ذلك قصة إبراهيم وملشيتسيدك. لقد كانت إجابة الكنيسة الرومانية والغربية التقليدية على سؤال "مَن هو ملشيتسيدك"…

    سِفْر التكوين الدرس السادس عشر – الإصحاحان الخامس عشر والسادس عشر قراءة سِفْر التكوين الإصحاح الخامس عشر الآية الثانية عشرة إلى النهاية دعونا نَنظُر في الآيتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة. كما علّمتُكم في عدّة مناسبات، لمْ يكُن هناك مفهوم "الموت والصعود إلى السماء" في عَصر إبراهيم؛ في الواقع، لا يوجد…

    سِفْرُ التَّكْوِينِ الدَّرْسُ السَّابِعَ عَشَرَ – الإِصْحَاحَانِ سَبْعَةَ عَشَرَ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ نَبْدَأُ الْيَوْمَ الإِصْحَاحَ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ سِفْرِ التَّكْوِينِ. إِنَّهُ فَصْلٌ طَوِيلٌ جِدًّا، لِذَلِكَ سَنَقُومُ بِتَقْسِيمِهِ قَلِيلًا. سَنَبْدَأُ بِقِرَاءَةِ الْآيَاتِ الْعَشْرَةِ الأُولَى. اِقْرَأْ سِفْرَ التَّكْوِينِ سَبْعَةَ عَشَرَ عَلَى وَاحِدٍ إِلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ. فِي الْجُزْءِ الأوَّلِ مِنَ الْأَصْحَاحِ السَّابِعَ عَشَرَ، لَدَيْنَا…

    الدّْرس الثامِن عشر – الإصحاحان ثمانية عَشَر وتِسْعة عشَر سفر التكوين بَدَأْنَا الْأُسْبُوعَ الْمَاضِي قِصَّةَ الرِّجَالِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ ظَهَرُوا لِإِبْرَاهِيمَ فَجْأَةً وَأَنَّهُ أَحْضَرَهُمْ إِلَى خَيْمَتِهِ وَأَنَّهُمْ جَلَسُوا وَأَكَلُوا مَا أُعِدَّ لَهُمْ. هُنَا يُوجَدُ الْكَثِيرُ مِنَ الْخِلَافِ حَوْلَ مَا إِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ رِجَالًا أَوْ مَلَائِكَةً أَوْ بَعْضًا مِنْ كُلِّ مِنهُمَا. يَا…

    سَفَرُ التَّكْوِينِ الدَّرْسُ التَّاسِعُ عَشَرَ – الإِصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ إِنَّ الْهَدَفَ مِنْ دَرْسِ التَّوْرَاةِ هُوَ دِرَاسَةُ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، وَلَيْسَ تَأْسِيسَ أَوْ تَعَلُّمَ الْعَقَائِدِ؛ ولا نحن فئة تركز على المناقشات الموضعية. مَعَ ذَلِكَ، وَكَمَا قُلْتُ فِي مُقَدِّمَةِ دَرْسِ التَّوْرَاةِ مُنْذُ عِدَّةِ أَشْهُرٍۢ، بَيْنَمَا سَنَقُومُ عُمُومًۭا بِتَنَاوُلِ التَّوْرَاةِ آيَةً آيَةً وَشَرْحِ مَعْنَاهَا…

    سِفْرالتَّكْوِين الدَّرْسُ عِشْرُون – الإِصْحَاحَانِ تِسْعَةَ عَشَرَ وَعِشْرُون لَقَدْ تَحَدَّثْنَا مِنْ وَقْتٍ لآخَر عَنْ أَهَمِّيَةِ إِعَادَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَاللُّغَةِ وَالثَّقَافَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ إِلَى الْمَسِيحِيَّةِ وَإِلَى الْفَهْمِ الأَسَاسِيِّ لِلْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ؛ وَهُنَا فِي الآيَاتِ الْقَلِيلَةِ الْقَادِمَةِ نَحْصُلُ عَلَى مِثَالٍ عَلَى أَهَمِّيَةِ ذَلِكَ. دَعُونِي أَبْدَأ ذَلِكَ بِقَوْلِ شَيْءٍ عَنْ مُتَرْجِمٍ وَكَاتِبِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الْيَهُودِيِّ الْكَامِلِ…

    سِفْرُ التَّكوين الدَّرْسُ واحِدٌ وَعِشْرُونَ – الإِصْحَاحانِ عِشْرُونَ وَواحِدٌ وَعِشْرُونَ في آخِرَ مَرَّةٍ التَقَيْنَا فيها وُجِدْنَا أنَّ البَطْرِيرَكَ الأعْظَمَ، إِبْرَاهِيمَ، قَدِ انْتَقَلَ مِنْ حَبْرُونَ إلى أَقَاصِي شَبهِ جَزِيرَةِ سِينَاءَ العُلْيَا؛ وَمَعَ أَنَّ الكِتَابَ المُقَدَّسَ لا يَقُولُ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّ سَبَبَ الانْتِقَالِ كَانَ وَاضِحًا وَلَمْ نَكُنْ لِنَشُكَّ فِيهِ لَوْ كُنَّا رُعَاةَ…

    سِفْر التكوين الدرس الثاني والعشرون، الإصحاحان الثاني والعشرون والثالث والعشرون قراءة الإصحاح الثاني والعشرون من سِفْر التكوين الإصحاح الثاني والعشرون كُلِّه "بَعد حدوث هذه الأشياء" هي الطريقة العبرانية لقَوْل "في النهاية". تَصِف انقضاء فترة زمنية غير مُحدَّدة؛ ولكنها عادةً ما تكون فترة زَمنية طويلة. في بعض المَواضع في الكتاب المقدس،…

    سِفْر التكوين الدرس الثالث والعشرون – الإصحاحان الرابع والعشرين وخمسة وعشرون قراءة سِفْر التكوين الرابع والعشرون بكامِلِه يَعِدُنا الكتاب المقدس للانتقال من إبراهيم باعتبارِه مِحور الاهتمام، إلى اسحاق، ثم إلى يعقوب، ثم بَني إسرائيل. كما احتاجَ إبراهيم إلى أطفال لتَنفيذ عهود الوعد، كذلك الأمْر بالنسبة لإسحاق. وكانت الخطوة الأولى نحو…

    سِفْر التكوين الدرس الرابع والعشرون – الإصحاح الخامس والعشرون نُواصِل هذا الأسبوع دراستنا لسِفْر التكوين خمسة وعشرين. لنبدأ بقراءة تكوين الإصحاح خمسة وعشرين الآية الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة لقد أنهَينا الأسبوع الماضي بإلقاء نَظرة مُوجَزة على نَسْل قَطورة، إحدى مَحظيات إبراهيم. لا ندري كَم كان لإبراهيم من مَحظيات غير…

    سِفْر التكوين الدرس الخامس والعشرون – تكملة الإصحاح الخامس والعشرين في الأسبوع الماضي بدأنا قصة الحَدَث المهمّ للغاية المُتمثِّل في وِلادة يعقوب، الذي سيُصبح أول إسرائيلي. لنتوقَّف ونضَع هذا الموضوع في نِصابه ونُشاهِد تقدُّم الآباء: إبراهيم….جدّ يعقوب…. بدأ الحياة كوثني. كان العالَم وقت ميلاد إبراهيم يتألّف من نوع واحد فقط…

    سِفْر التكوين الدرس ستّة وعشرون – الإصحاح ستّة وعشرون نرى هنا في سِفْر التكوين ستّة وعشرين أنماطًا رأيناها في (الإصحاحات) الفصول السَابقة. وبعض هذه الأنماط مَبنيّة ومُطوَّرة في رواية سِفْر التكوين ستّة وعشرين. لقد تحدَّثنا عن الأنماط كثيرًا في هذه الفئة، لأنها حاسمة في فَهم الكتاب المقدس. ولأنّ الله خَلَق…

    سِفْر التكوين الدرس سبعة وعشرون – الإصحاح سبعة وعشرون قراءة الإصحاح سبعة وعشرون بكامِله اسمحوا لي أن أقتبِس تَصريحًا عميقًا أدلى به العالِم المَسيحي اليهودي العظيم في القرن التاسع عَشر، وربما الرَجُل الذي أثَرَّت قراءاته عليّ كما أثّرَت التوراة نفسها، ألفريد إيديرشايم: "إذا كان هناك أي نقطة يجِب أن نكون…

    سِفْر التكوين الدرس ثمانية وعشرون – الإصحاحان ثمانية وعشرون وتسعة وعشرون قراءة تكوين ثمانية وعشرون بكاملِه بعد أن اتَّفق إسحاق مع ريبيكا على فكِرة أنّ العائلة لا تَحتاج لإضافة المزيد من النساء الكنعانيات إلى العشيرة من خلال الزواج، أمَرَ يعقوب بالذهاب للارتباط بزوجة من عائلة والدته في بلاد ما بين…

    سِفْر التكوين الدرس تسعة وعشرون – الإصحاحان ثلاثون وواحد وثلاثون في الدَرس السابق رأينا يعقوب…… قبْل أن يصبِح اسمه "إسرائيل"….. يرتبِط بزوجة. في الواقع، لقد انتهى به الأمر بزوجتَين….. الأختَين ليا وراحيل…لأن عمّه المتآمِر "لافان" خدعَه بنفس الطريقة التي خدَع بها يعقوب أباه. أليس من المدهِش في الحياة أنّ يَهوَه…

    سِفْر التكوين الدرس ثلاثون – الإصحاحان واحد وثلاثون واثنان وثلاثون في سِفْر التكوين واحد وثلاثون رأينا أنّ الأمور قد سَاءت بين يعقوب وعَمّه لافان. حتى ابنتا لافان ………ليا وراحيل….. اللتان كانتا زوجتَي يعقوب، شعَرتا أنّ والدَهما قد خان الثقة. حتى أنهما اتّهمتَاه بأنه لم يزوِّجهما ليعقوب كما كان يفعَل الأب…

    سِفْر التكوين الدرس واحد وثلاثون – الإصحاحان ثلاثة وثلاثون وأربعة وثلاثون قراءة تكوين ثلاثة وثلاثين بكامِله كانت الأحداث المذهِلة التي وَقعَت في الليلة السابقة قد أعَدّت يعقوب، في الوقت المناسب، لما سيأتي بعد ذلك. كان السؤال عن نَجاة يعقوب (وسلالة عائلته) على وشك أن يُجاب عليه عندما رأى عيسو يقَود…

    سِفْرُ التَّكوين الدَّرْسُ إِثْنَانِ وَثَلاثُونَ – الإِصْحَاحُ خَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ إنَّ الإصحاحَ خمسةَ وثلاثينَ غنيٌّ بالمعلوماتِ، ولكنه خفيٌّ إلى حدٍّ كبيرٍ عن أنظارِنا بسببِ الترجماتِ اليونانيةِ والإنجليزيةِ. لذا، سوفَ نلتفُّ قليلاً ونربطُ بعضَ النقاطِ التي كانت محْجوبةً على مرِّ القرونِ، ونحن نتصفّحُ هذا الإصحاحَ. سوفَ نَسْتخدِمُ ذلك أيضاً كفرصةٍ لمراجعةِ بعضِ…

    سِفْر التّكوين الدرس ثلاثة وثلاثين – الإصحاحان ستّة وثلاثين وسبْعة وثلاثين على الرّغم من أن هذا الإصْحاح هو في المقام الأول سرْدُ للأنْساب، إلا أنّه يُمْكِن أن نسْتَفيد منه أكثر ممّا قد تَعْتقِد. يُمْكِننا أن نتعلّم الكثير عن المُجتمَع الق|َبَلي وكيْف اخْتلطَت العائلات وحتى سِياسة العصْر. لذا، على الرّغم من…

    سِفر التَّكوين الدرس الرابع وثلاثون – الإصْحاحان سبعة وثلاثين وثمانية وثلاثين في الأسبوع الماضي بدأنا للتّو في دراسة سِفر التَّكوين سبعة وثلاثين. ولكن قبل أن نفعل ذلك، نظرْنا بشيء من التعمُّق في سِلْسِلة نسَبْ عيسو، الأخ التَّوْأم لِيَعْقوب، في الإصْحاح ستَّة وثلاثين وتعلَّمْنا أن نَسْل عيسو تزاوَج الى حدّ كبير…

    سِفْر التَّكْوين الدَّرْس خمسة وثلاثون – الإصْحاحان ثمانية وثلاثون وتِسعة وثلاثون بدأنا في المرّة الماضية بِدراسة الإصْحاح ثمانية وثلاثين من سِفْر التَّكْوين، وهو قِصَّة عن الإبْن الرابع ليَعْقوب (الذي يُطلق عليه بالتَّناوُب |إسم إسْرائيل)؛ وهذا الإبْن الرابع هو يَهُوَّذا. لدينا اليهود من سَبَط يَهُوَّذا. لذا، بما أنه قد مضى وَقْت…

    سِفْر التَّكوين الدَّرس السادِس والثلاثون – الإصْحاحان أربعون وواحد وأربعون اقرأ الآية أربعين بأكْمَلها كان قد مَضى حَوالي أحد عشر عاماً منذ أن باع إخْوتَه الأكبر سِنًّا يوسف للعُبودية. وهو الآن في الثامنة والعشرين من عُمْره. أتساءل عما إذا كان يوسف لا يزال يعْتقِد أن أحْلامه عن انْحِناء أهْله له،…

    سِفْر التكوين الدرس سبعة وثلاثون – الإصحاحان اثنان وأربعون وثلاثة وأربعون في نهاية درسِنا السابق، كانت قد انقضَت السنوات السَبع التي شهِدَت وَفرة في المحاصيل والماشية، وبدأت المَجاعة العظيمة التي استمرَّت سَبع سنوات بحسَب "حُلم فرعون". كان يوسف هنا مسؤولاً عن مِصر…… وعن بَرنامج الطعام….. وكان في المَرتبة الثانية في…

    سِفْر التكوين الدرس ثمانية وثلاثون – الإصحاحان أربعة وأربعون وخمسة وأربعون دعونا نُكمِل قصة يوسف بينما نَمضي في رحلتنا في سِفْر التكوين. ولكن، بينما نقرأ سِفْر التكوين أربعة وأربعين، أريدكم أن تَفعلوا شيئًا: في كل مرّة نرى يوسف يتعامَل مع إخوته، فلنَتخيَّل يسوع يَتعامَل معنا. كما سنرى، يوسف هو نموذَج…

    سِفْر التكوين الدرس تسعة وثلاثون – الإصحاحان ستّة وأربعون وسبعة وأربعون تزامُنًا مع هذا الإصحاح، يَنتهي عَصر الآباء. مات إبراهيم وإسحاق، ويَعقوب (كان مُسنًا جدًا) في خِضم نقْل بني إسرائيل من كنعان إلى مصر وإلى سُلطة يوسف ويهوذا. وبعد ذلك بوقتٍ قَصير، سيَنتقل يعقوب ليجلِس في حضرة الله. بعد نقْل…

    سِفْر التكوين الدرس أربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون نحن على وشك أن نَبدأ في دراسة مليئة بالتشعُّبات مُقارنةً بعصرِنا وزمانِنا. دراسة ستَستَكِشف بعض مَجالات الكتاب المقدس التي لم يَسمَع بها الكثير منكم من قَبل، ناهيك عن اعتبارها نبوّية. وهي مُتوفِّرة في الإصحاحات الثلاثة الأخيرة من سِفْر التكوين. سأخبرُكم بصراحة أنني…

    سِفْر التكوين الدرس واحد وأربعون – تكمِلة الإصحاح ثمانية وأربعين في آخر مرَّة التقَينا فيها، قَضيتُ وقتًا طويلاً في مُحاولة تحديد ما قصده بولس عندما تَحدَّث عن الإسرائيلي "الحقيقي" (أو اليهودي)، وقرَّرتُ أن أصِفَ هذا الإسرائيلي الحقيقي بأنه إسرائيلي "روحي" أي الشخص الذي فيه روح الله الحيّ، والذي عن طريق…

    سِفْر التكوين الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح ثمانية وأربعون إلى الخاتمة في الأسبوع الماضي بَدأنا نتعرَّف على من سيُصبِح أفرايم، ابن يوسف، وما سيكون مَصيرُه نتيجة لبَرَكة يعقوب في سِفْر التكوين ثمانية وأربعين وانتهَينا بالنَظَر في سِفْر هوشع الذي يَقول الكثير عن دينونة الله على مَمْلكة أفرايم المُرتَّدة الآن. انظُر…

    سِفْر التكوين الدرس ثلاثة وأربعون – الإصحاح تسعة وأربعون في الأسبوع الماضي انتهَينا من دِراسة بَرَكة يعقوب المُتقاطِعة كما وَرَدت في تَكوين ثمانية وأربعين؛ كانت هذه بَرَكة نَبَوية على أفرايم ومنسى، ولكن الهَدف الأساسي لهذه البَرَكة كان أفرايم. لقد اكتَشفنا أنّ أفرايم سيكون بِطَريقة ما، لم تتّضِح بعد بشكل كامل،…

    سِفْر التكوين الدرس أربعة وأربعون – تكمِلة الإصحاح تسعة وأربعين بينما نَستمِرّ في دراستنا لسِفْر التكوين تِسعة وأربعين…… الذي هو في الأساس سِلسلة من البَرَكات النَبَوِيَة التي تُحدِّد مُسبقاً شخصية وَصِفات أسباط إسرائيل الإثني عشر…… لقد انتهَينا في المرَّة السابقة مع الإبن الرابع ليعقوب، يهوذا، ورأينا أنّ يهوذا حَصَل على…

    سِفْر التكوين الدَرس خمسة وأربعون – الإصحاحان تسعة وأربعون وخمسون (نهاية الكتاب) في الأسبوع الماضي كنّا على وَشك الانتهاء من سِفْر التكوين تسعة وأربعين. سنُكمل هذا الأسبوع سِفْر التكوين تسعة وأربعين وخمسين، ونَختتم دِراستَنا لسِفْر التكوين. كان يوسف الإبن الحادي عشر ليعقوب. في المرَّة الماضية نظرْنا بعِناية في البَرَكة النَبوية…