Home | Lessons | العربية | Old Testament | اللاويين | سِفْر اللاويين الدرس الثامِن – الإصْحاح الخامس

Duration:

44:50

ar Flag
سِفْر اللاويين الدرس الثامِن – الإصْحاح الخامس
Overview
Transcript

About this lesson

Download Download Transcript

سِفْر اللاويين

الدرس الثامِن – الإصْحاح الخامس

يَجِب أن نَنْظُر إلى الإصْحاح الخامِس على أنه مُجَرَّد تَكْمِلة للإصْحاح الرابع. في الواقع، تمتدّ طقوس التَّضْحية المُحدّدة في الإصْحاح الرابع إلى الآيات الثلاثة عشرة الأولى من الإصْحاح الخامس……، ولكنّها تتغيَّر بعد ذلك. بعبارة أخرى، فإن استخدامات ذَبيحَة الحتآت، ذَبيحَة التطهير، واجبة من سِفْر اللاويين أربعة الآية الأولى حتى سِفْر اللاويين خمسة الآية ثلاثة عشرة؛ ولكن في الآية الخامسة عشرة تتغيَّر الأمور إلى نوع مُخْتلِف، ولكن مُكمِّل لنَوْع آخر من الذَّبائح.

كما أطلَق مُعظم مُترجمي الكِتاب المُقَدَّس على ذَبيحَة سِفْر اللاويين أربعة إسم "ذَبيحَة الخطيئة"، فإنهم يميلون أيضًا إلى تَسْمية التَقْدِمَة المُخْتَلِفة في سِفْر اللاويين خمسة "ذبائح الخطيئة" (على الرغم من أن بعض المُترجِمين يَسْتَبْدِلون عِبارات "ذَبيحَة الإثم"). ضّعْ في اعْتِبارك أننا في فَصْل التَوْراة نُطلق على تقدِمة الذَبيحَة في سِفْر اللاويين أربعة "ذَبيحَة التَّطهير"، والتي تُتَرْجِم الكَلِمَة العبرية "حتآت".

لكن في الواقع هناك نوع جديد من التَقْدِمَة يقدَّم لنا في مُنْتَصف الإصْحاح الخامس تقريبًا. بالنِّسبة للنوع الجديد من التقديمات الذي يبدأ في الآية الرابعة عشرة من الإصْحاح الخامِس، سَنُسَمِّيه ذَبيحَة الإثم. الكَلِمَة العبرية التي أُتَرْجمها إلى "ذَبيحَة الإثم هي" أشام". أعتقد أنه بَيْنما نواصِل دِراستنا في سِفْر اللاويين خمسة، سيتَّضِح لنا لماذا اخترْت اسْتخدام هذه الكَلِمَة، والأهمّ من ذلك القضايا المُخْتَلِفة التي تتناولها ذَبيحَة الحتات وذَبيحَة أشام .

افْتَحوا أناجيلكم على سِفْر اللاويين الإصْحاح الخامس.

اقرأ الإصْحاح الخامس من سِفْر اللاويين بأكمله

تتناول الآيات من واحد إلى ثلاثة عشرة من الإصْحاح الخامس نوعًا معينًا من الخطيئة التي تُسمّى عمومًا خطيئة الإغفال؛ أشياء كان يَجِب أن نفِعْلها ولم نفِعْلها، وإذا أرَدْنا أن نفْهَم بقيَّة العَهْد القديم، فِعْلينا أن نفهم ونتذكَّر أن هناك فئات ومُستويات مُخْتَلِفة من الخطيئة. لقد تعرّفنا بالفِعْل على مَفْهوم الخطيئة المُتَعَمّدة مقابل الخطيئة غير المُتَعمّدة كأول مُفْتَرَق طُرُق رئيسي؛ أي إذا كانت الخطيئة غير مُتَعَمّدة، وليست "اعْتباطيّة"، فيُمْكِن لواحدة أو اكثر من الطُّقوس الذَّبائحية العديدة للنِظام اللاوي أن تُكفّر عنها. أما إذا كانت الخطيئة مُتَعَمّدة، فلا يوجد علاج لها؛ يَجِب إعدام الخاطئ. لقد نظرنا حتى الآن إلى فئة الخطايا غير المُتَعَمّدة، وقدّم لنا سِفْر اللاويين أربعة قسمًا فرعيًا للخطيئة غير المُتَعَمّدة يُسَمّى "غير المُتَعَمّدة" …. أي عَمَل كان خطأ، حادثًا عَرَضيًا. والآن تُظهر لنا الآيات من واحد الى ثلاثة عشرة من سِفْر اللاويين الإصْحاح الخامِس تقسيمًا فرعيًا آخر لنوع الخطيئة غير المقصودة يسمى "خطايا الإغفال" والفكرة هي أن شيئاً ما كان مطلوباً في الناموس، ولكن لم يتمّ القيام به……وقد حدَثَ ذلك لأن شخصاً ما نَسِيَ بِصراحة أو لم يكن مُنْتَبِهاً أو لِسَبب ما لم يكن قادراً على القيام به (مرض، حادث، شيء من هذا القبيل) وقد أعْطَيْنا أمثلة على أنواع الأشياء التي يَشملها هذا الصُّنف من الخطيئة (الإغفال غير المقصود).

المثال الأول هو الشّخْص الذي يَسمع عن إعلان عام بأن أي شخص يَعرف وقائع حادِثة تحتاج إلى البتّْ فيها يَجِب أن يتقدَّم، ولكنه لا يَفْعَل، فهو مُذنب بخطيئة الإغفال. هذا ليس يَهوَه مُتورطًا في الحادثة، بل ربَّما يعرف شيئًا يُمْكِن أن يلقي بعض الضَوْء على المَسْأَلَة. الأمر المثير للإهتمام بالنِّسبة لي هو أن تعريف الكِتاب المُقَدَّس….. أو على الأقل التعريف العبري……. لكلمتي "غير مقصود" و"إغفال" لا يتناسَب تمامًا مع تعريفي. يبدو لي أن هذا الشّخْص الذي يَرفض التقدُّم إلى الأمام يقوم بذلك عن قصْد بصورة فِعْلية. إلا أنه، في فِكر الله، هذا هو أحَدْ الأمثلة على نوع من الخطيئة التي يُعرِّفها بأنها خطيئة إغفال. بالإضافة الى ذلك، يقول الرَبّ أن هذا الشّخْص مُذْنِب، أي أنه يَسْتَحِق عقابًا من الناحية التِّقنية… ومع ذلك يُمْكِنه تجنُّب هذا العقاب عن طريق الذَبيحَة المناسبة. لقد لاحظ المُفَسِّرون العبرانيون القُدماء هذه المشكلة وتوصَّلوا إلى اسْتنتاج مفاده أنه بما أن الشّخْص الذي رَفض المَضي قُدُماً كان لديه معلومات فقط ولم يرْتكب أي جريمة أخرى، فإن ما فِعْله هذا الشّخْص كان "مُهْمِلاً" إلى حدٍّ ما في واجبه….. أي أنه أهمَل القيام بواجِبه المدَني.

ليس من غير المألوف في عالم الكنيسة أن يُلاحظ شخص ارْتكاب خطأ….. يقول مثلاً أنه رأى يَهوَه يَسْرق كتاب تراتيل، أو يَدْخل إلى مناطق في المَبْنى لا يَنْتَمي إليها …. ويقرِّر ألا يقول شيئًا عن ذلك. عادةً ما يكون المُبرِّر المَنْطقي هو أنهم يريدون أن يكونوا رحيمين أو أنهم لا يُريدون أن يكونوا واشين أو أنهم لا يُريدون أن يوقِعوا يَهوَه في ورطة ما. حسنًا، يقول الرَبّ فكِّروا مَرَّة أخرى؛ عندما تفْعَلون ذلك تكونون قد تَحَمَّلتم ذَنبًا في نظَرٍه. إنه من واجبك أن تبلِّغ السُّلطة المُخْتَصَّة بأي معلومات لدَيْك عن أي مُخالفات.

المثال التالي على خطيئة الإغفال غير المُتَعَمَّد هو ما يَحدث عندما يُلامس الإنسان أي شيء نَجِس (قذِر بمعنى نَجِس). وفي الآية الثانية أُعطيَت لنا ثلاث أصناف من "الأشياء" النَجِسة …… وكلُّها تتعلّق بالأشياء المَيِّتة. هذه الأصناف هي واحد) جيفة حيوان متوحِّش، إثنان) جيفة حيوان داجن، ثلاثة) جيفة حيوان زاحِف أو حيَّة أو أي نوع من الحيوانات التي تزْحَف على الأرض.

لكن، تقول أيضًا أن الشّخْص الذي أصْبَح نَجِسا بِلمس أحد هذه الأشياء كان يَجْهل ذلك…….ولكنَّه فيما بعد أصبَح على عِلْم بذلك، وبالتالي كان يَبْقى في حالة نجاسة دون أن يَعلم. الفِكْرة هنا هي أن الشّخْص أصبح نَجِساً، ثم مضى عليه بعض الوقت دون أن يُدرك حالة النَّجاسة التي كان عليها وهذا ما جَعَلَهُ مُذنباً. لذلك كان أمر أن يكون نَجِسا وأن لا يقوم بأي شيء حيال ذلك خطيئة.

كيف يُمْكِن لِلْمَرْء أن يُلامس حيوانًا نَجِسا ولا يَعرف ذلك؟ حسنًا، يُمْكِن أن يكون الأمر بسيطًا مثل أن تَمشي وتَطأ على ضِفدع صغير من دون أن تَدري تمامًا…. ولكن عندما تعود إلى خَيْمَتِك، تقول لك زوجتك: "أوه،…..هناك ضفدع مَيِّت عالق في أسفل صَنْدلك! أخْرِجه من هنا! "ولكن، في كثير من الأحيان، كان الأمر يّتّعَلَّق بأكل الماشِية أو الأغنام التي كانت في الظروف العادية مقبولة تمامًا للطعام….. طاهرة حسب الطُّقوس…. ولكن لِسبب ما هذه المَرَّة لم تَكُن طاهرة طقسيًا. على سبيل المثال، بما أن كل اللحوم المأكولة تقريبًا كانت جِزءًا من ذَبيحَة، فربَّما كانت الذَبيحَة فاسِدة بطريقة ما….من الناحية الإجرائية….ولم تَكْتشِف ذلك إلا بعد أن أكلتَها أو ربما أعطاك شخص ما بعض اللحم فأكلْتَ منه ثم تبيَّن لك أن الحيوان الذي جاءك منه قد قتلَه وحشٌ بري.

ومثال ثالث: أن يَمِسّ الإنسان نجاسة بشريّة……مثلاً: أن يَمِسّ الرّجُل زوجته بعد أن تلِد ولم يَمضِ الوقت المُحدّد لها ولم تتطهَّر بعد. ذلك لأن المرأة تُعْتَبر في حالة نجاسة فَوْر وِلادتها، أو أن يُجامع الرّجُل زوجته التي تبدأ دَوْرتها الشَّهرية فجأة. تُعتبر المرأة أثناء دَوْرتها الشهرية نَجِسة وبالتالي فإن الرّجُل قد أصبح الآن نَجِسا عن طريق الخطأ……ولكنه لم يُلاحظ ذلك ولم يَكتشِف ذلك إلا في وقتٍ لاحِق.

هذه الأنواع من النَّجاسة أقل شِدّة من أحد أشَدّ أنواع النَّجاسة، وهو لَمْس جثة إنسان. لاحظ أن النَّجاسة الناجمة عن لَمْس جثة المَيِّت غير مَشمولة لأنه يَجِب إجراء طقوس تطهير صارِمة في هذه الحالة.

آمل أن تكونوا قد بدأتم في رؤية هذا المَبْدأ المُتنامي الهامّ، وهو أن الذّنْب في نظر الله ليس مَسْأَلَة أن يكون الشّخْص مدركًا لِذنبه. إنها مَسْأَلَة عدَم فِعْل شيء كان يَجِب أن يَفْعَله أو فِعْل شيء لم يكن ينبغي أن يَفْعَله……كل ذلك وفقًا لأوامر الله وقوانينه. لنَنْقل هذا المَوْضوع إلى أبعد من ذلك قليلاً: حقيقة أن يَهوَه غير مُدرك أنه بِطبيعته وُلد خاطئًا (وهو أمر ليس ذَنبه في الحقيقة) لا يُغيّر حقيقة أن هذا الشّخْص مُذنب بالنِّسبة لله. بعبارة أخرى، الشّخْص الذي لم يَسْمع الإنجيل أبدًا هو في نفس الحالة الأساسية التي يكون فيها الشّخْص الذي سَمِعَه ولكنه رَفَضَه. كلاهما يَحمِلان الذّنْب لأن الوَعي أو عدم الوَعي بالذّنْب ليس له أي تأثير على الأمر وهذا المبدأ نفسه الذي كان ساريًا في العَهْد القديم، لا يزال ساريًا اليوم.

المثال الرابع المُعطى (الآية الرابعة) هو عندما يَحْلُف الإنسان يمينًا أو ينذُر نِذْرا أو يَعِد بشيء ما…..سواء كان هذا النِذْر بفِعْل الشرّ أو الخير…..ثم يَمُرّ الوقت ويَنْسى ….. أي أنه لا يَفْعَل ما نَذَره……… يكون مذنبًا أمام الله بِخطيئة الإغفال غير المقصود.

الآن، هذا مثير للإهتمام نوعًا ما….خاصة الجزء المُتَعَلِّق بما إذا كانت اليمين على فِعْل الشرّ أو الخير. أولاً، الفِكرة هنا هي أن الشّخْص أقسم بَإسْم الله أن يَفْعَل أمراً ما. إنه نَذَر لأن هذا الشّخْص بِحِكم التعريف قد اسْتحْضَر إسم يَهوَه. ثانيًا: لا يهمّ ما هي طبيعة النِذْر، فقد تكون قد أقْسَمْتَ بانْدفاع على الإنْتقام….. أن تَقتل زوجتك لأنها أغْضَبَتْك؛ ربما لم تكُن تعني ذلك حقًا، بل فَعَلته بِتَهَوُّر؛ ولكن عدم الوفاء بالنِذْر يجعل الشّخْص الذي أقسم على النِذْر مذنبًا بخطيئة الإغفال!

ليس المقصود بالطبع أن على المرء أن يُنفِّذ النِذْر حتى لو كان أمرًا شريرًا. في وقت لاحق في العَهْد القديم، ومَرَّة أخرى في العَهْد الجديد، نَحصل على تحذيرات من تقديم النُّذور لله تعالى. على سبيل المثال، يُقال لنا أن نَجْعل "نعم"، نعم….. و"لا" لا. إن اسْتِدْعاء اسم الله يَحْمِل عواقب وخيمة ومن الأفضل لنا أن نتجنَّبه. نحن نميل إلى اسْتحضار اسم الله بِشَكْلٍ عَرَضي وغير مبالٍ……وكلما فِعْلنا ذلك أكثر، كلما أصبح الأمْر مُجَرَّد عادة لا واعية….. وكلما زاد احتمال أن ننسى كل ما نِذْرناه في المقام الأول.

الآن، في الأيام القديمة، كان الأيمان وكانت النذور أمورًا أكثر جدِّية مِمّا هي عليه في أيّامنا هذه لأنه كان هناك عَدَد أقل من المدوِّنات القانونية الخطِّية وبالتالي عّدّد أقل من المُحامين والعقود الخاطئة. كانت النُّذور والأيمان هي الطريقة التقليدية لعقد الاتفاقات القانونية. في المُجتمع الغربي كانت الوعود أو العهود الخَطِّية، التي تُسمّى العقود، هي القاعدة؛ وجِزء من أساس نِظامنا القانوني هو أن العقْد غير القانوني غير مُلزم، وهذا يعني، على سبيل المثال، أن توقِّع عقدًا (بِتعبير الإنجيل، أن تقطَع عهدًا) مع رجُل لسرقة سيارة وبيعها لك بسعر رخيص…. تُعطيه نصف المال عند مُوافقته على القيام بالعمل القذِر، والباقي عندما يُسَلِّمك السيارة المَسْروقة. ولكن، بدلاً من ذلك، يأخُذ نقودك ولا يأتي بالسّيارة أبداً. في القانون الغربي الحديث لا يُمْكِنك عندئذٍ أن ترفع دعوى على هذا الشّخْص في المحكمة مُطالباً بإرجاع "الدفعة الأولى" التي دَفعتَها له…..لأن طبيعة مَوْضوع العقد نفسه هو عمل غير مشروع؛ والعقد المُتَعَلِّق بعمل غير مشروع (بتعبير الكِتاب المُقَدَّس)، عمل "شرير" غير ملزِم.

لكنَّنا نرى هنا في سِفْر اللاويين أن تقديم وَعْد من أي نوع بَإسْم يَهوَه، سواء كانت طبيعة الوَعْد أن يَفْعَل شيئًا ضُدّ شريعة الله أو وفقًا لشريعة الله، هو مُلزِم كما يراه الله. من الواضح أن النِذْر بفِعْل شيء ضُدّ شريعة الله ……مثل الوعد بِقتل شخص ما أو السَّرقة منه…..يَحمل في طياته إثمًا مضاعفًا.

خُلاصة القول هو أنه أنا وأنت قد ننِذْر نِذْرا متهوِّرًا وغير صادق مُتذرّعين بَإسْم الله….. ثم نَنْساه…. ننسى الأمر…… أو نُغيِّر رأينا لأننا ندْرِك أنه كان أمرًا سيئًا…… لكن الله لا يَنْسى الأمر. إنه يَجعلنا مُذنبين في عَيْنَيْه عندما لا نوفي بنِذْر نَذَرناه بَإسْمه. لذلك دعونا نتبَع نصيحة الكِتاب المُقَدَّس ونتجنَّب تقديم النذور في المقام الأول….إلا إذا كانت ذات طبيعة خطيرة وضروريّة.

تقدم لنا الآية الخامسة جانباً مهمّاً جداً ومُهمَلاً في نِظام الذَّبائح: الإعْتِراف. من الشّائع أن يَعْتقد المسيحيون (ويتَّهمون اليهود القُدماء) بـ "الناموسيّة الميكانيكية" لأنّهم يتْبعون نِظام الذَّبائح. في الواقع إن الخُطوة الأولى لِطَلَب الغُفران عن الخطايا في نِظام الذَّبائح هي الإعْتِراف ليَهوَه بأنّك قد أخْطأت في حَقِّه. سَنَجِد مقاطِع في جميع أنحاء العَهْد القديم توضِح لنا أنه يَجِب أن يكون لِلْمَرْء قلْب (عقل) تائب ونادِم لكي تكون الذَّبائح الحيوانية فعالة. بالتأكيد سنَقرأ مِرارًا وتِكرارًا في الكِتاب المُقَدَّس عن أولئك المُنافقون الذين يُمارِسون كل الطُّقوس ولكنهم متكبِّرون وغير تائبين من الداخل؛ ولكننا نَجِد نفس الشَّيء بالضبط يَحدُث في المسيحية الحديثة. لدينا العديد من المؤمنين المُعلَنين يقومون بالحَرَكات الظاهِريَّة لكن الثّقة وحالة القلب مَفقودَتَيْن تمامًا.

لكل حالة من هذه الحالات الأربع الأولى من خطايا الإغفال غير المقصودة المذكورة في سِفْر اللاويين خمسة، يُذكر في الآية السادسة الذَبيحَة المُقرّرة؛ وهي ذَبيحَة الحتآت التي تتكوّن من أُنْثى الخروف أو التَيْس. لن نَسْتعرِض الإجراء؛ يُمْكِنك الرجوع إلى الدَّرْسيْن الأخيرين إذا كنتَ تريد مَعْرِفة المزيد عن ذلك.

من الآيات من سبعة الى ثلاثة عشرة نَحْصل على قائمة بالحيوانات التي يُمْكِن اسْتِبْدالها عندما لا يكون لدى المُتَعَبِّد بِبَساطة الإمكانيّات الماليّة لإحْضار الحيوان المنصوص عليه (أُنْثى الخروف أو الماعِز) لذَبيحَة الحتات (التطهير). على سبيل المثال إذا لم يتمكَّن من توفير خروف لِذَبيحَة الحتات، فيَكفي حَمامتان أو يَمامتان، وحتى لو كانت الطّيور رَخيصة وكثيرة، إذا كان ذلك الشّخْص مُعْدَماً تماماً ولا يَسْتَطيع حتى شِراء الطّيور، فيَجوز له أن يأتي بِقِنْطارَيْن من السّميد….. الدقيق الناعم كما يُتَرجم عادةً…… بدلاً من ذلك.

لاحِظوا أيضًا أن الشّرط المُعتاد عند تقديم الحُبوب…..السّميد….الدّقيق الناعم…..للتَّضْحية هو أن يتم التّنازل عن زيْت الزّيْتون واللّبان (وهو من الكَماليّات الغالية التي كان يَجِب أن تُضاف إلى الخليط).

إذن، ما نراه هنا هو نوع من المِقياس المُتَدَرِّج الذي تمَّ إعداده ليس فقط وفقًا للفئة التي ينتمي إليها الشّخْص (رئيس الكهنة، الجماعة كلها، زعيم القبيلة أو فرد)، ولكن حتى مِقْدار ما يَسْتَطيع هذا الشّخْص الفرد أن يقدِّمه بِشَكْلٍ معقول. تذكَّروا أن هذا يّتّعَلَّق فقط بهذه الذَبيحَة بالذات….. الحتات. لكن لاحِظوا أيضًا، لا يُمْكِن، تحت أيّ ظَرْف من الظروف، حتى لأفقَر شَخص على الإطلاق أن يَكْتفي بعدَم تقديم ذَبيحَة. على الأقل مَطلوب بعض السّميد. مَرَّة أخرى، نرى مبدأً إلَهيًا مهمًّا تم وَضْعه: لا يُعفى أحد من دفْع فِدية عن خَطيتئه للرَّب. بمجيء المسيح، انتهى المقياس المُتَدَرِّج؛ فالمسيح هو الثمن الثابِت وغير القابل للتغيير للجميع، أغنياء كانوا أم فُقراء.

اسْمَحوا لي أن أذكُر هنا أمرًا مُثيرًا للإهتمام، ولستُ مُتأكِّدًا من أن لديّ إجابة عليه تؤكد صِحَّته: إن المبدأ التًوْراتي الأساسي في الكِتاب المُقَدَّس هو أن الدّم وَحده هو الذي يُمْكِن أن يُكَفِّر عن الخطيئة؛ ومع ذلك نرى هنا أن أفْقَر الناس على الإطْلاق يَسْتَطيعون في هذه الحالة تقديم حُبوبًا وحياة نباتيّة وليس حيوانيّة ليُكَفِّروا عن ذنْبهم. السَّبب الوحيد الذي يُمْكِنني أن أتوصَّل إليه لهذا الشُّذوذ هو أن ما يَتُمّ التّعامل معه حقًا هو النَّجاسة. إن الخطيئة تأتي من عدم إدْراك المرء لِنَجاسته العَرَضيّة، وليس أن خَطيئته جَعَلَتْه نَجِسا. لقد قلتُ في عَدَد من المناسبات أن العقيدة المسيحية النموذجية القائلة بأن الله لا يُقيِّم الخطايا بِشَكْلٍ مُرْبِك، هي بِبَساطة لا تؤيدها الكتب المُقَدَّسة على الإطلاق. إليك أحَدْ الأمثلة الدقيقة: خطايا الإغفال غير المَقصودة التي يُمْكِن أن تُستخدم فيها حتى الحبوب لتكفير الذّنْب هي أدنى فئة على الإطلاق من الأشياء التي يُمْكِن أن تسمّى خطيئة، ومن الواضح أن الله يجعل لها نوعًا من البدَل الخاص.

يُعطيني هذا القُسم أيضًا فُرصة لأوضح لكم كيف يَجِب أن نفهم مَفْهوم أخذ الكِتاب المُقَدَّس "حرفيًا". كما علمتكم من قبل "حرفيًا" يعني أنه يَجِب أن نبْحث عن معنى الكَلِمات أو العبارات في الواقع، بدلاً من محاولة الترجمة المباشرة كَلِمَة كَلِمَة، والتي غالبًا ما يُمْكِن أن تُنْتج جُملة لا يُمْكِننا حتى فَهْمها. بالإضافة إلى ذلك، يَجِب أن يؤخذ معنى العبارة بِمعناها الثقافي في وقت كِتابتها، ولا ينبغي أن تؤخَذ على أنها مَجاز أو تؤخَذ على أنها اسْتعارة ما لم يكُن السياق يُشير إلى أن هذا هو المقصود من العبارة. تبدأ الآية السابعة، اعتمادًا على نُسختك، هكذا: :"إذا لم يَكُن لدَيْه ما يكفي لِشِراء خروف"… أو قد يقول البعض " ولكن إذا لم تَكُن إمكانياته كافية"…أو شيء من هذا القبيل. الآن الكَلِمات العبرية التي تُترجم هنا هي""إيم أين يادو ماسيجيت". إذا ترْجمْنا هذه العبارة حَرفيًا، فسنحْصل على "إن لم تصِل يدًه". هذا لا معنى له، أليس كذلك؟ ترى أن عبارة "إن لم تَصِل يَدُه" هي عبارة عِبرية متحَجِّرة، تعني بِبَساطة في اللغة الإنجليزية الغربية الحديثة "إن لم يَسْتطِع ذلك الشّخْص تحمُّل تكاليفها". إذن لدينا هنا ترجمة حرْفية جيِّدة… لكنَّها ليست ترْجمة حرفيّة وإلا فإن كل من يُحاول فهمها، باسْتثناء أكثر عُلماء الكِتاب المُقَدَّس إلمامًا باللّغة العبرية القديمة، سَوْف يَضيع في محاولة فهمها.

تأخذنا الآية الرابعة عشرة إلى نوْع جديد من الذَّبائح، ذَبيحَة الأشام (الإثم) لأننا سنتعَرَّف على فئة جديدة من الخطايا. نحن هنا أمام مَفْهوم دفْع عُقوبة على فِعْل سوء سُلوك، وهذا يَخْتَلِف تمامًا عما جاء في الآيات الثلاثة عشرة الأولى من الإصْحاح الخامس، حيث لم يُسيء الإنسان التصرُّف، بل أنه قد أصابته نجاسة دون قَصْد، وعندما لم يُدرك ذلك جَعَلَتْه مذنبًا. لكن هناك كَلِمَة أفضل من كَلِمَة "عقوبة" هي الجَبر؛ لأن الجَبْر يَدلُّ على شيء مُسْتحقّ. عندما نَحْصَل على مُخالفة سُرعة ونَدفع غرامة مالية، فهي عقوبة بمعناها الأكثر صحّة. ليس الأمر أننا ندفع شيئًا مستحقًّا، بل أننا ارْتكبنا خطأ قانونيًا وتم تغريمُنا، والآن كعقوبة ندفع تلك الغرامة. بعد أن ندفع تلك الغرامة المُروريّة، لا يتم مُسامَحَتنا أو إعفاؤنا. فدَفْع الغرامة لا "يعوِّض" بطريقة ما أو "يكون بدَلاً" عن مُخالفتنا للقانون وكما نحن نَعلَم في فلوريدا، فإن الحُصول على مُخالفة مُرورية ودَفعها لا يُنهي العمليّة؛ حيث يتم تقييمنا بعد ذلك بالنِّقاط التي يُمْكِن أن تؤثِّر على مُعَدَّلات التأمين لدَيْنا.

إن الجَبْر بالمعنى المقصود هنا في سِفْر اللاويين خمسة، في الواقع يَجْلب الإصْلاح والغُفران. لا يّتَعَلَّق الأمر بالعِقاب. ولأن المرء قد تعدّى على قداسة الله، تُدفع ذَبيحَة "الأشام" تعويضًا عن الشّخْص الذي كان مُتَعدّيًا، لكي يكون قد دَفَع بالكامل هذا الدَّيْن الواجِب لله….وبالتالي يَتْسَتعيد عِلاقته مع الله. لذلك سَنُطْلِق على ذَبيحَة الأشام ذَبيحَة الجَبْر.

قد يبدو الآن أن هذه الأنواع المُخْتَلِفة من الذَّبائح التي ناقشْناها حتى الآن ("أولاه، المَحْرَقَة؛ و"مِنخاه، ذَبيحَة التَقْدِمَة (أي الحبوب)؛ و"زيفه"، ذَبيحَة السّلامة والحتآت، ذَبيحَة الخطيئة، والآن الأشام، ذَبيحَة الإثْم) لا تَخْتلِف عن بعضها البعض إلا في نَواحٍ طفيفة فقط، وأننا نُفَصِّل بِشَكْلٍ كبير حين نُحاول أن نُميّز بينها، لكن أمَلي هو أنه بعد أن نتعرَّف على كل واحدة من هذه الذَّبائح، ثم بعد ذلك بقليل في سِفْر اللاويين نراها مطبَّقة، سنبدأ في تطوير المعنى الكامل لها الذي أعْتقد أنه كان مَقصودًا؛ وهو أن الخطيئة والغُفران مُعقدّين ومتعَدّدي الأوجُه.

إن إحدى الطُرُق للتفكير في كل ما تعلّمناه حتى الآن عن نِظام الذَّبائح هو أنه يُعطينا مجموعة من الأدوات والأمثلة التي لا تَصِف لنا ماهيَّة الخطيئة فحسْب، بل آثارها وما يُمْكِن فِعْله حِيال تلك الآثار.

يصِفْ غوردون وينهام هذه الأدوات والأمثلة بأنها "نَماذج"، إذًا باسْتِخْدام تَعبيره "النماذج"، فإن ذَبيحَة "أولاه"، أي المَحْرَقَة، تُعطينا نَموذجًا ذا طبيعة شخصيّة؛ أي أننا نرى إنسانًا أعلَنَه يَهوَه مُذنبًا بِسَبَب طبيعة خطيئته، ثم نرى حيوانًا يَجِب أن يموت بدلًا منه، كبَديل، لكي يضحدث التّواصل والسّلام بين الله وهذا الإنسان بالذات. إن زيفاه، ذَبيحَة السلامة، التي يُسمّيها مُعظم المُترجمين "ذَبيحَة الخطيئة" (خطأً في رأيي)، تَستخدِم مُصْطَلحات طُبّية للنظر إلى جانب آخر من الخطيئة. لقد اسْتَخْدَمْت مثال الشّخْص الذي يتسَمّم. فالخطيئة تجعَلْ العالم مُلَوَّثًا جدًا (تمامًا كما يلوِّث السمّ أعضاء الإنسان وأنْسِجَته) بحيث لا يَسْتَطيع الله أن يَسْكُن فيه. لذلك يُصبح دم حيوان بريء هو التِّرياق، الذي يقاوِم السّمْ….أو أن الدّم يُطهِّر المكان المقدّس المُلَوَّث……وبعد ذلك يُمْكِن ليَهوَه أن يكون مَرَّة أخرى مع شعبِه. تُعطينا ذَبيحَة الأشار، ذَبيحَة الإثم، نظرة أخرى للخطيئة من خلال إعْطائنا نموذجًا تجاريًا؛ وكما سنرى ونحن ندرُس الأشار، فإن الخطيئة أيضًا تُنْشىء دينًا على الإنسان تِجاه الله. يتم سداد الدين…… يتم التعويض….. عن طريق دم حيوان بريء.

لقد أخْرجْتُكم عن المَوْضوع قليلاً لأننا سَمِعنا جميعاً وُعاظاً ومُعلِّمين يعرضون آرائهم حول الخطيئة وتأثير الخطيئة. عادةً ما تختار كل طائفة ضُمن عَقيدتها العامة جانباً أو جانبَيْن من جوانب الخطيئة على أنها "تأثيراً اخْتيارياً"، وتُعلن أن التأثيرات الأخرى للخطيئة غير صالِحة بطريقة ما، أو أنها أقل أهمّية، أو لا تَسْتحق المُناقشة. ما نَستطيع أن نراه في سِفْر اللاويين هو أن الله يُحاول أن يُعلمنا نحن المخلوقات الأرضية بعض الجوانب الأساسية للخطيئة وعواقِبها الرهيبة؛ ويبدو أنه يُحَقِّق ذلك من خلال تقسيمها إلى أجزاء صغيرة (وبسيطة إلى حدّ ما) حتى نتمكَّن من اسْتيعابها. هذه الأجزاء المادية الصغيرة هي الأنواع المُخْتَلِفة من الذَّبائح والطُّقوس وأغراضها المُحدّدة التي يُعلّمها الله لشعبه. بعد كل شيء، عندما نتعامَل مع الخطيئة، فإننا نتعامَل مع مَسْأَلَة روحيّة….. وفي حالتنا الجسَدية الحالية، لا نستطيع بِبَساطة أن نُدرك الكثير عن الكَوْن الروحي، والناس غير المُخلَّصين غير قادرين على إدراك ما هو أقل مِمّا نَسْتَطيع نحن، كمَسيحيين مَوْلودين من جديد، أن نُدرِكه.

إذَن ما هو بالضَّبط سبب وجود الأشام؟ بينما نَتَنَقَّل عبر التَوْراة نَجِد أن العديد من الشرائع والأوامر والطُّقوس المحدّدة في سِفْر اللاويين قد تم تفصيلها وتوسيعها وإعطاؤها المزيد من التفاصيل في سِفْر العَدَد وسِفْر التثنية….. والأشام لا يَخْتَلِف عن ذلك. لذا، في الوقت الحالي، سَنَتَناول في المقام الأول ما نَجِده في سِفْر اللاويين.

بدءًا من الآية الرابعة عشرة، توصَف الحالة الأولى لنوْع الخطيئة التي من المُفترَض أن تُكفِّر عنها ذَبيحَة أشام بأنها "خطايا ضُدّ الرَبّ" …. أو بِشَكْلٍ أكثر تحديدًا، "خطايا غير مقصودة ضُدّ ممتلكات الرَبّ المُقَدَّسة". لقد كَتبَ الحاخامات اليهود والحُكماء اليهود القُدامى الكثير من الشُّروحات حول ما الذي يُشَكِّل بالضبط "خطيئة غير مقصودة"، وما هي بالضبط "مُمْتلكات الرَبّ المقَّسة". آمل أن تَكْتسِبوا في القريب العاجِل نظرة مُتعاطفة مع المُحاولة الصّادقة التي بذلَتْها هذه السُّلطات الدّينية اليهودية القديمة لمُحاولة تعريف الأوامر والطُّقوس العامة التي نَجِدها في التَوْراة… لأن هذه التعليقات هي التي تُشكِّل الأساس للتَلْمود. لا ينبغي لنا أن نتسَرَّع في الحكم على هؤلاء الكُتّاب باعْتبارهم أشخاصاً مَغرورين أو رِجالاً حاوَلوا تغيير أوامِر الله. إن هَدَفهم، بِشَكْلٍ عام ولكن ليس دائماً، كان نبيلاً… وكان المقصود منه إيجاد السُّبُل لتَنْفيذ أوامر الله… والتي كانت العديد منها غامِضة للغاية في تفسيراتها التًوْراتية، تماماً كما نُواجِه هنا في سِفْر اللاويين خمسة.

بعض الإحتمالات التي يُدرجها هؤلاء الرجال المتعلّمون في فئة "الخطايا غير المقصودة ضُدّ ممتلكات الرَبّ المُقَدَّسة" هي: تناوُل الطعام المقدس (نَجِد إشارة إلى هذا في لاويين إثنين وعشرين على أربعة عشرة) … والذي يتمّ تعريفه عُمومًا بأنه طعام يأكلُه غير الكهنة وكان يَجِب أن يأكُله الكَهَنة فقط ؛ أو تناول الكهنة للطعام في منزلهم الذي تمَّ تقديمه كذَبيحَة والذي كان يَجِب أن يتم تناوُله فقط في منطقة خَيْمة الإجْتماع. كان هناك نَوْع آخر من الخطايا وهو الفَشَل في الوَفاء ببعض أنواع النُّذور أو الفَشَل في تقديم العُشور المُحدّدة في الحرَم لنوع ما من مراسِم التكريس. حتى في ذلك الوقت، يبدو أن سِفْر اللاويين خمسة يقسم هذه الأمور إلى نوعين مُختلفَيْن: الخطيئة غير المَقصودة ضُدّ الرَبّ مع العِلم بها والخطيئة غير المَقصودة ضُدّ الرَبّ وعَدَم العِلم بها إلا في وقت لاحق.

ما هو مهمّ أن نُدرِكه هو أن هذه الخطايا أو التّجاوزات على وجه الخصوص هي من مُستوى أكثر خطورة لأنها تُعتبَر ضُدّ الرَبّ مباشرة. كل الخطايا هي بطريقة ما ضُدّ يَهوَه لأن كل خطيئة بِحِكم التعريف تتضمَّن مُخالفة أوامر الله أو قوانينه أو إرادته بِطريقة ما. في كتابنا المقدَّس في لاويين خمسة على أربعة عشرة، نَجِد الكَلِمَة الإنجليزية "خطيئة" أو "تعدّي"… والكَلِمَة العبرية التي تُتَرْجمها هي "مآل". مال هي واحدة من عدة كَلِمات عبرية ينتهي بها الأمر إلى أن يتمّ دمجها معًا ثم تَرْجمتها إلى الإنجليزية على أنها "خطيئة" أو "تعدّي". لكن مآل تُسْتخدم في العبرية للإشارة في المقام الأول إلى أكثر الخطايا خُطورة… وفي وقت لاحق في التَوْراة سَنَجِد نفس الكَلِمَة العبرية المُسْتخدمة لوَصْف خطيئة الزِنا و"مآل" عِبادة آلهة أخرى (عبادة الأصنام). سَنَجِد مَلِكًا مُعَيَّنًا من مُلوك يهوذا يَرْتكب "مآل" لأنه أراد أن يَحْرُق البَخور بِنَفسِه على مَذْبح البَخور لتكريم يَهوَه، على الرغم من أن هذا الإمْتياز كان مُخَصَّصًا للكَهَنة فقط. في الواقع، نَجِد أنه اعتمادًا على ما إذا كانت الخطيئة ضُدّ الرَبّ معروفة على الفور، أو لم يتمّ إدراكها إلا في وقت لاحق، نَجِد أن ذلك أدّى إلى طقوس مُخْتَلِفة قليلاً للتكْفير عن الخطئية.

إن ارْتكاب الخطيئة ضُدّ مقدّسات الرَبّ وإدراكها في ذلك الوقت، هو ما يَتُمّ تناوله في الآيات من أربعة عشرة الى ستة عشرة. أما الخطيئة ضُدّ مُمْتلكات الرَبّ المُقَدَّسة وعدم الإدراك أنها تُسيء إلى الله إلا في وقت لاحِق، فهو ما يَتُمّ تناوله ابتداءً من الآية السبعة عشرة.

إذا كان المُتَعَبِّد مُدركًا لِخَطيئتِه في وقت حُدوثها، كان عليه أن يُحضِر خروفًا ذَكَرًا، كِبشًا (لا بدّ أن يكون عُمْره عامًا واحدًا على الأقل)، كذَبيحَة له. كان من المُفترَض أن يكون هذا الكِبش كاملاً (لا تتطلّب كل الذَّبائح أن يكون الحيوان كاملاً، لكن كان لا بدّ أن يُظهِر هذا الكبش أعلى درجات الكمال)، وكتَعريف إضافي للتَّكفير عن الخطيئة، نَحْصل على تعليمات غامِضة للغاية ومُتَنازَع عليها، غالبًا مَفادُها أن الذَبيحَة من المُفترَض أن تساوي قيمة نقدية مُعَيّنة كما تُقاس بِمِعيار الهَيْكَل للشواكل الفضية. دعني أحاول فكّ تشابُك هذا الأمر قليلاً، لأن هذا النِظام النقدي كان لا يزال قيد الاسْتخدام في أيام يسوع وسَيُساعِدك ذلك في تَصَوُّر بعض القُصَص التًوْراتية التي حَدَثت في زمن العَهْد الجديد.

أولاً، الشيكِل هو وِحدة نقديّة ثابتة إلى حدّ ما. تمامًا مثل الدولار الذي هو وِحدة نقديّة ثابتة. مع ذلك، في العُصور القديمة، كانت كمِّية المَعْدن الثمين المُعَيّنة الموجودة في الشيكِل تَخْتلِف. كان من المُمْكن أن يكون الشيكِل مَصْنوعاً من النُّحاس أو البرونْز أو الفُضَّة. بالإضافة الى ذلك، كان من المُمْكِن أن يكون الشّخْص الذي سَكَّ النقود مَلِكاً أو رَجُلاً ثرياً جداً أو سُلطات الهَيْكَل. كانت كل هذه الأنواع المُخْتَلِفة من الشيكِل مُتَداولة في نفس الوقت، لذا كان هناك تبايُن بين قيمة الشيكِل المُخْتَلِفة اعتمادًا على من سَكِّها ونوع المَعْدن الذي تتكوَّن منه.

في وقت مُبْكر من تاريخ إسرائيل تقرّر أنه عندما كانت النقود تُستخدم لأغراض دينية كان المِعيار هو الأوزان والمقاييس التي كانت تَسْتخدمها سُلطات الهَيْكَل. بِحُلول أيام يسوع (في الواقع قبل ذلك بكثير) كان قد تم إنشاء نِظام يقوم بموجبه الصَّرافون بِتَبْديل الشيكل الذي سكَّه أحد الأرِسْتُقراطيِّين أو الملِك بِشيكل سَكَّه الهَيْكَل. وبِطبيعة الحال، كان هؤلاء الصَّرافون يَتَقاضون عُمولة مقابل هذه الخدمة، وغالبًا ما كانوا يَخدعون الناس الذين لم يَكُن لديهم خِيار آخر سوى اسْتخدام هؤلاء الصَّرافين المُرَخَّص لهم رسْميًا، والذين كان مَطلوبًا منهم إعطاء جزء من أرْباحهم إلى رئيس الكهنة. هذا هو الهدَف من الصَّفقة بأكْمَلِها عندما قلَبَ يسوع طاولات الصَّيارفة في أرض الهَيْكَل … لقد أصبح الأمر كله مُجَرَّد عملية تجارية لتبادُل العملات الأجنبية.

كان جِزء من السَّبب وراء تحديد القيمة النقدية للكِبش الذي سَيُستخدم في الذَبيحَة هو أنه في ذَبيحَة "الأشام" للخطيئة ضُدّ الرَبّ والعِلم بها، كان هناك مَبْلغ إضافي يَجِب إضافته كَعُقوبة؛ وكان هذا المبلغ عشرين بالمئة. كيف يقدِّم المرْء كِبشًا حَيًّا بالإضافة إلى عشرين بالمئة أخرى من كِبش؟ حسنًا، كانت الفِكرة هي أن العشرين بالمئة ستُعطى نقدًا، شيكل. لذلك تم تعيين قيمة نقديَّة للكِبش … دَعْنا نقول مئة شيكل فُضّي وفقًا لمِعيار الهَيْكَل … ثم كان على المُتَعَبِّد إضافة عشرين بالمئة أخرى إليها. لذلك، في المثال الذي ذَكَرْته، سَيُحْضر كبشًا بالإضافة إلى عشرين شيكلًا فُضِّيًا كإجمالي ذَبيحَة "الأشام". في النهاية أصْبَح من المُمْكِن بِبَساطة إعطاء الهَيْكَل القيمة النقديّة للكِبش (بالإضافة إلى عشرين بالمئة) بدلاً من تقديم حيوان.

تنتهي الآية ستة عشرة بالكَلِمات: "فَيُغْفَرُ لَهُ". لقد برّأ الله المُتَعَبِّد تمامًا من هذه الخطيئة إذا ما اعْترَف بِخَطيئته وتقدَّم بقلبٍ نادمٍ وتائب وقدَّم ذَبيحَة الجَبْر المَطلوبة. لم يَكُن نِظام الذَّبائح مُعيبًا؛ لقد قام بالضّبط بما صُمّم من أجلِه.

سَنُواصل في الأسبوع القادم في الآية السابعة عشرة من الإصْحاح الخامس من سِفْر اللاويين.

This Series Includes

  • Video Lessons

    0 Video Lessons

  • Audio Lessons

    42 Audio Lessons

  • Devices

    Available on multiple devices

  • Full Free Access

    Full FREE access anytime

Latest lesson

Help Us Keep Our Teachings Free For All

Your support allows us to provide in-depth biblical teachings at no cost. Every donation helps us continue making these lessons accessible to everyone, everywhere.

Support Support Torah Class

    سِفْر اللاويين الدرس واحد – المُقدِّمة يُخبِرنا عنوان سِفْر اللاويين نفسه بالكثير عمّا سيُقدِّمه لنا. فقد سُمّيَت على اسم قبيلة لاوي……"لاو-في" بالعبرية إحدى قبائل إسرائيل الاثني عشر الأصلية (إنْ تذكُرون، التي تكوَّنت من أبناء يعقوب الاثني عشر). ولكن، كانت هذه القبيلة فريدة من نوعها تمامًا؛ فقد فَصَلها الله وقَسَمَها بعيدًا…

    سِفْر اللاويين الدرس الثاني – تَكملة المقدمة تَناولنا في الأسبوع الماضي بَعض الأساسيات حول سِفْر اللاويين لنُمهّد الطريق لدِراستنا. في هذا الأسبوع، وقبل أن نَدخل في تفاصيل "الذبيحة المحروقة" التي هي أوّل موضوع في الإصحاح الأول من سِفْر اللاويين وعِبارة عن نوع مُحدد جدًا من أنواع الذَبائح المتعددة، هناك بعض…

    سِفْر اللاويين الدرس ثلاثة – الإصحاح واحد لقد أمْضَينا أول أسبوعين من دِراستنا لسِفْر اللاويين في إعداد الخَلفيّة ووضْع الأسس التي تجعل سِفْر اللاويين مفهومًا أكثر وأكثر متعةً ونأمل أن يحمل معانٍ أكثر. أود أن أكرّر بعض المبادئ التي يجب أن نَضعها في الاعتبار في دراستنا والتي عالجناها في درسٍ…

    سِفْر اللاويين الدرس أربعة – الإصحاح اثنان في الإصحاح الأول من سِفْر اللاويين بَحثنا في طقوس الذبيحة التي تُسمى بالعبرية "عُلى……"، والتي نترجمها عادةً كما يلي "الذبيحة المحروقة" ورأينا أنّ هذه التقدِمة تتعلق بإحراق الحيوانات من ثيران وغنم وطيور وكان يجب أن يكون هذا الإحراق كاملاً…. من دون أن يبقى…

    سِفْر اللاويين الدرس خمسة – الإصحاح ثلاثة لقد عَاينّا نوعان من التقدِمات المحروقة؛ أي نوعين من الأضحية التي كانت توضَع على مذبح النحاس وتُحرق بالنار. وهذان النوعان هما "عُلى والمينشا". كانت تقدمة "عُلى" تَتضمن إحراق الحيوانات، أما "مينشا" فشمَلت إحراق النباتات والحبوب. ولقد أكدتُ أنه على الرغم من كل المحاولات…

    سِفْر اللاويين الدرس السادس – الفصل الرابع لنُراجِع قليلاً. لقد نَظَرْنا حتى الآن إلى ثلاث ذَبائح مُخْتَلِفة، تُسَمّى أيضاً "قرابين": "أولاه"…… المَحْرَقة؛ و"منخاه"…… ذبيحة التّقدِمة (أي الحبوب)؛ و"زيفه"….. ذبيحة السّلامة. كان لكل منها أغراض ومُناسبات مُخْتَلِفة لاسْتخدامها. تَشترِك جميعها في أنه يجب أن تُحرَق التّقدِمة، سواء كان حيواناً أو حُبوباً،…

    سِفر اللاويين الدرس السابع – الإصْحاح الرابع (تكملة) توقّفنا عن دِراسة سِفر اللاويين الإصْحاح الرابع. في الإصْحاح الرابع لَدَيْنا نوْعية جديدة، نوع جديد من الذّبائح يُسمّى ذبيحة الحتآت ……. ذبيحة التّطهير. يُسمّيها بعض المُترجمين ذبيحة الخطيئة. إلا أنني أعتقِد أن هذه التّسْمية المترجَمة تُخطِئ الغرَض، لأن هذه الذّبيحة لا تتعلَّق…

    سِفْر اللاويين الدرس الثامِن – الإصْحاح الخامس يَجِب أن نَنْظُر إلى الإصْحاح الخامِس على أنه مُجَرَّد تَكْمِلة للإصْحاح الرابع. في الواقع، تمتدّ طقوس التَّضْحية المُحدّدة في الإصْحاح الرابع إلى الآيات الثلاثة عشرة الأولى من الإصْحاح الخامس……، ولكنّها تتغيَّر بعد ذلك. بعبارة أخرى، فإن استخدامات ذَبيحَة الحتآت، ذَبيحَة التطهير، واجبة من…

    سِفْر اللّاويين الدرس التاسع – الإصْحاحان الخامس والسادِس بدأنا الأسْبوع الماضي تناوُل فئة جديدة من الذّبائح، وهي ذبائح الأشام (الإثم)، التي غطَّت جانبًا آخر من جوانِب الخطيئة والتَّكْفير: تقديم تعويضات عمّا فعَلَهُ المَرْء سواء كانت الخطيئة مَقْصودْة ومعروفة أو غير مَقْصودْة ولم يدرك الشَّخْص عن وعي أنه قد ارْتَكَبَ خطأً.…

    سِفْر اللّاويين الدرس العاشر – الإصْحاحان السادس والسابع لَدَيْنا الكثير من التّفاصيل التي يَجِب مُناقشتها اليوم، لذا يُرجى بَذْل قَصارى جُهْدك للحِفاظ على ترْكيزك. هذا ليس مُختلفًا عن تعلُّم جداوِل الضَّرب؛ في بعض الأحيان يبدو الأمر مُمِلًّا أثناء القيام بذلك، ولكن إذا كان لديك أي أمَل في التقدُّم والتَّعامل مع…

    سِفْر اللاويين الدرس الحادي عشر – الإصحاح ثمانية شَكّل الإصحاحان ستة وسبعة وِحدة واحدة ويَنطبق الأمر كذلك على الإصحاحات ثمانية وتسعة وعشرة من سِفْر اللاويين. ستُقدّم لنا هذه الإصحاحات الثلاثة معلومات عن ترسيم كهنوت إسرائيل الأول. ولكي نكون واضحين، كل الإصحاحات السابقة من سِفْر اللاويين، بما فيها الإصحاحات الأخيرة من…

    سِفْر اللاويين الدرس الثاني عشر – الإصحاحان تسعة وعشرة بينما نتصفح الإصحاح التاسع من سِفْر اللاويين، نرى أنّه يُشير إلى مجموعة متنوعة من المبادئ الإلهية يمكن عدم الانتباه إليها بالقراءة البسيطة والسريعة. لذا، بالرغم من أنّنا لن نَقضي وقتًا طويلاً في تفاصيل الطقوس، إلا أننا سنُعاين عن كثَب هدف هذه…

    سِفْر اللاويين الدرس الثالث عشر – الإصحاحان عشرة وأحد عشر سنُكمل هذا المَساء قِصة ابنيّ هارون، ابنيّ شقيق موسى، نداف وأفيهو. بعد تكريس الكهنوت، بدأ الكاهنان نداف وأفيهو في مُمارسة الطقوس في خَيمة الإجتماع ، لتَخرج نار من الرب فجأةً (كان مَجده في خيمة الإجتماع ) وتحرق هذين الرجلين. والسؤال…

    سِفْر اللاويين الدرس الرابع عشر – الإصحاح الحادي عشر اقترحنا في الدَرس السابق أنّ فَهم قوانين العبريين الغذائية (التي أعطاهم إياها يَهوَه على جَبل سيناء)، يعني الفَهم أنّ الله بذلك وضَع النظام الغذائي مباشرة، في مركز القداسة والطهارة وِفق تعريفه لها. كان الطعام مسألة رئيسية منذ زمن آدم وحواء؛ في…

    سِفْر اللاويين الدرس الخامس عشر – تكمِلة الإصحاح الحادي عشر بدأنا الإصحاح الحادي عشر من سِفْر اللاويين في المرة الماضية وسنُكمله هذا الأسبوع. تَتمحور دراسة الإصحاح الحادي عشر حول موضوعَي الطاهر والنجس، وموضوعَي المقدس والشائع. من المثير للاهتمام بالنسبة لي أنّ اليهودية هي الوحيدة التي تَستخدِم هذه الكلمات بانتظام ويَفهم…

    سِفْر اللاويين الدرس السادس عشر – الإصحاح الحادي عشر تابع– الجزء اثنان في بعض الأحيان، لكي نَفهم كل ما كنا ندرُسه في التوراة، من الضروري أحيانًا أن نَتروّى ونَنظر من منظور أوسع، لتوضيح بعض المفاهيم عن طبيعة الكتاب المقدس. نَاقشتُ في الأسبوع الماضي مفهوم أنماط الفِكر العقلاني/المنطقي مقارنةً بأنماط الفكر…

    سِفْر اللاويين الدرس السابع عشر – الإصحاح الحادي عشر تابع – الجزء الثالث في الأسبوع الماضي أنهينا الإصحاح الحادي عشر من سِفْر اللاويين وتَطرقنا للقِسم الذي ناقشنا فيه موضوع الحيوانات التي أعلنها الله طاهرة ونَجسة بما يَخصّ تناولها كَطعام. وتحَدثنا كذلك عن اليأس من محاولة تحديد السبب الذي جعَل بعض…

    سِفْر اللاويين الدرس الثامن عشر – الإصحاح الحادي عشر- حتى الخاتمة سنُواصل اليوم الحديث عن مسألة مُعقّدة للغاية تَتعلق بالطاهر والنجس، والمُقدس والشائع، والكوشر وغير الكوشر. أريد أن أبدأ بالقول إنني لا أدّعي أنني أعرف الحقيقة الكاملة بما يَخصّ هذه الأمور. لقد تمّ بناء طوائف كاملة وطوائف يهودية حولها، حيث…

    سِفْر اللاويين الدرس التاسع عشر – الإصحاحان الثاني عَشر والثالث عشر لقد انتهينا الأسبوع الماضي من المسألة الصَعبة للغاية المُتعلقة بالأكل "الكوشر"، وانتقلنا إلى التحضير لسِفْر اللاويين الإصحاح الثاني عشر. ولكن يجِب أن نَتطرّق إلى مسألة الطاهر والنجس، التي تُدعى طقوس الطهارة. في بعض الأحيان في الكتاب المقدس، سنُلاحظ بدلاً…

    سِفْر اللاويين الدرس العشرون – الإصحاح الثالث عشر قبْل أن نعود إلى سِفْر اللاويين الثالث عشؤ، اسمحوا لي أن أتوقّف لحظة لأدْلي ببعض الملاحظات التي آمل أن تُساعدنا في إبقائنا على المَسار الصحيح وإبقاء ما نَدرسه في السياق والمنظور الصحيح. أود أولاً أن أؤكد على أهمية دراسة التوراة، وخاصةً فيما…

    سِفْر اللاويّين الدَّرْس واحد وعشرين – الإصْحاح أربعة عشرة لقد قضَيْنا الفصل الثالث عشر مع يَهوَه، من خِلال موسى، يُعلّمنا كيفية التعرُّف على "تزارآت" (الجُذام) بأشكاله العديدة؛ حتى الجُذام على المَلابس والأشياء المَصنوعة من الجلد. لقد كان من واجب الكاهِن دائمًا أن يُصدر مثل هذا الحكْم… لا يُمْكِن لأي إسرائيلي…

    سِفْر اللّاويّين الدرس الثاني والعشرون – الإصْحاحان أربعة عشر وخمسة عشر كنا نَتَناوَل مَوضوع الجُذام. إن المَبْدأ الكامِن وَراء الجُذام هو أنَّه ناجِم عن فِعْل الله حيث يُقرّر الرّب أنَّه يريد أن يَظْهَر حالة روحِيَّة شِرّيرة أو نَجِسة لشَخْص ما. حتى أنَّنا رأيْناه يُطبَّق على القُماش والجِلْد. إن الجُذام هو…

    سِفْر اللّاوِيِّين الدَّرْس الثالث والعِشرون – الإصْحاح السادِس عشر من أكْرَر التَّحَدّيات التي تُواجِه المُؤمِنين الّذين يَتَنبَّهون بِبُطْء إلى جُذورِنا الإيمانيّة العِبْرانيَّة والى الحَقيقة التي لا يُمْكِن إنْكارها بأن مَسيحَنا يسوع هو يَهوديّ بالكامِل، هي كَيْفيَّة التّعامُل مع السِّياق الثَّقافي العِبْريّ البَحْت والمُطْلق لكَلِمَة الله. هناك تَحَدٍّ آخر مُتَشابِك نَوْعا…

    سِفْر اللاوِيّين الدرس الرابع والعِشرون – الإصْحاحان السادِس عشر والسابِع عشر تناوَلنا في الأسْبوع الماضي الإصْحاح السادِس عشر من سِفْر اللاوِيّين الذي غطّى مَوضوع يَوْم التَّكفير، يَوْم كيبور. أوَدّ أن أتوسَّع في ذلك أكثر قليلاً هذا الأسبوع (خاصَّة وأننا على بُعْد أيام قليلة فقط من بِداية الأعْياد المُقَدَّسة المُهِمّة) ثم…

    سِفْر اللّاويّين الدَّرْس الخامِس والعشرين – الإصْحاحان سبع عشرة وثمانية عشرة بَيْنَما نَسْتأنِف دِراسَتنا لسِفْر اللّاويّين سَبْع عَشَرة، تَوَقَّفنا عند مُناقَشَة مَوْضوع الدَّم. كان السِّياق هو أنَّه بَيْنَما كان بِإمَكان الإنْسان حتى الطَّوَفان العَظيم أن يَقْتُل الحَيَوانات في بعض الأحْيان، وكان ذلك لغَرَض تَقْديم الذَبائح للرَّب فقط، كانت الحَيَوانات كمَصْدَر…

    سِفْر اللّاوييّن الدرس السادس والعشرين – الإصْحاحان الثامِن عشر والتاسع عشر اليَوْم في الإصْحاح الثامِن عشر من سِفْر اللّاوييّن، وهو الإصْحاح الذي يَتَناوَل في المَقام الأوَّل الجنس البَشَري وما هو مُتَوقَّع من إسرائيل في هذا الصَّدَد على عَكْس ما يَفْعَله بَقِيَّة العالَم خِلال هذا الوَقْت من التّاريخ. لقد قَرأنا الإصْحاح…

    سِفْر اللّاويّين الدرس السابع والعشرون – الإصْحاح التاسِع عشَر لقد بدأنا للتَّوْ في المرَّة السّابقة في الإصْحاح التاسِع عشَر من سِفْر اللّاويّين، وهو الإصْحاح الذي يُركِّز على قداسة العابِد. دَعونا نُعيد قِراءة جِزء من الإصْحاح. اقرأ سِفْر اللّاويّين الإصْحاح تسع عشر عللى واحد الى ثمانية عشر نرى أن سِتّ وصايا…

    سِفر اللّاويّين الدرس الثامن والعشرين – تكملة الإصْحاح التاسع عشر سَنُواصِل اليوم مع سِفر اللّاويّين الإصْحاح التاسع عشر. إذا كان هناك مبدأ واحد من مبادئ الله قد انْتهَكه العالَم بأسْره، وهو السَّبب الوحيد الأعْظم (خارِج الخطيئة نفْسها) للفَوضى العالَميّة التي نشاهدها في الأخبار المسائية أو نقرأ عنها في صُحُفنا أو…

    سِفْر اللّاويّين الدَّرْس التاسِع والعِشرون – الإصْحاحان التاسِع عشر والعِشرين بدأنا بالتّطرُّق إلى مَوضوع المَوت والحياة الآخِرة في نهاية دَرْس الأسبوع الماضي. لأنه منذ القّرن الرابع الميلادي تقريبًا عملت المسيحيّة بِشَكلٍ عَكْسي من خلال أخْذ ما جاء في العَهْد الجدَيد ثم مُحاولة قراءته في العَهْد القديم، فإننا نَميل إلى قِراءة…

    سفر اللاويين الدرس الثلاثون – الإصحاحان العشرون والواحد والعشرون بدأنا الإصحاح العشرين من سفر اللاويين في الأسبوع الماضي، والهدف منه ليس تكرار نفس القوانين التي وردت في الإصحاحين السابقين (رغم أن الأمر قد يبدو كذلك للوهلة الأولى)؛ بل هذا ما يمكن أن يسميه نظامنا القضائي الحديث "مرحلة الجزاء". إذا حُكِمَ…

    سِفْر اللاويين الدرس واحد وثلاثون – الإصحاح واحد وعشرون لقد قَطعنا شوطًا قصيرًا في سِفْر اللاويين واحد وعشرين الأسبوع الماضي، وكان فَحوى تلك الآيات القليلة الأولى يَتناول الموت ونجاسة الموت. دعونا نكون واضحين أنّ هذا المَقطع يَتوجّه إلى اللاويين والكهنة في إسرائيل وليس إلى السكان بشكل عام. لذلك خذوا ذلك…

    سفر اللاويين الدرس 32 – الإصحاح 22 يحتوي هذا الإصحاح على سلسلة من الأحكام المتعلقة بتناول الكهنة وعائلاتهم الطعام الذي يُقدم ذبيحة ليهوه. تذكروا أن الطعام الرئيسي للكهنة هو تلك التقدمات التي كانوا يجلبونها من شعب إسرائيل للتضحية بها في خيمة الاجتماع ولاحقًا الهيكل. ما هو جدير بالملاحظة أيضًا هو…

    سفر اللاويين الدرس الثالث والثلاثون – الإصحاح الثالث والعشرون أطلق باروخ ليفين على سفر اللاويين الثالث والعشرون اسم "تقويم الزمن المقدس". وهكذا نحصل على جدول زمني مفصل للمناسبات الدينية كما رسمها يهوه وأعطاها لشعب إسرائيل في هذا الإصحاح. هذه المناسبات الدينية معروفة لنا أكثر من غيرها على أنها الأعياد التوراتية…

    سفر اللاويين الدرس الرابع والثلاثون – تكملة الإصحاح الثالث والعشرون سنواصل دراستنا للإصحاح الثالث والعشرين من سفر اللاويين الذي يتعلق بالأعياد التوراتية المعروفة أيضًا بالأوقات المعينة (أو المحددة). لقد نظرنا حتى الآن في عيد الفصح وعيد ماتزا وسنكمل ترتيب الأعياد كما هي في تقويم المناسبات الدينية العبرية. دعونا نعيد قراءة…

    سِفْر اللاويين الدرس الخامس والثلاثين – خاتمة الإصحاح الثالث والعشرين الإصحاح الثالث والعشرين من سِفْر اللاويين هو المكان الذي فُرضت فيه الأعياد التوراتية السبعة وتم شَرحُها. لقد تناولنا الأعياد الأربعة الأولى منها حتى الآن: أعياد الربيع الثلاثة: عيد الفِصح، وعيد الفَطير وعيد البواكير، ثم العيد الصَيفي الأول الذي يُسمى بالعبرية…

    سِفْر اللاويين الدرس ستّة وثلاثون – الإصحاح أربعة وعشرون يُقدِّم لنا سِفْر اللاويين الإصحاح أربعة وعشرون مجموعة متنوِّعة إلى حدٍ ما من الفرائض والقواعد حول مواضيع مُختلِفة. تتعامل الآيات القليلة الأولى مع أمور تَتعلَّق بمَقام يَهوَهْ الذي هو في هذه الحَقَبَة من سِفْر اللاويين الخَيمة المُتنقِّلة التي تُسمّى خيمة البرّية،…

    سِفْر اللاويين الدرس السابع وثلاثون – الإصحاح الخامس والعشرون إذا كانت هناك كَلِمة واحدة تُحدِّد ما نحن على وَشَك قراءته وفَحْصه، فهي "اليوبيل". هذا هو المَكان في التوراة الذي نتلقّى فيه التَعليمات حول ”سنة اليوبيل“ الغامضة إلى حَدٍّ ما التي سَمِع عنها معظمنا؛ وعادةً لا نفهَم تمامًا ما هو الغرَض…

    سِفْر اللاويين الدرس ثمانية وثلاثون – تكمِلة الإصحاح الخامس والعشرين سنواصِل اليوم دراستنا للاصحاح الخامس والعشرين من سِفْر اللاويين. من بين العديد من المبادئ الموجودة في هذا الإصحاح، هناك مبادئ كثيرة يجب على كل مؤمن أن يَنتبه إليها: التَحرّر والتكفير. في التوراة يتم شَرْح الأساسيات والتفاصيل المُتعلّقة بالتحرّر والتكفير في…

    سِفْر اللاويين الدرس التاسع والثلاثون – الإصحاح الخامس والعشرون – الخاتمة سنُنهي اليوم سِفْر اللاويين خمسة وعشرين. لقد درَسْنا في سِفْر اللاويين الخامس والعشرين اليوبيل المُهم جدًا، والذي يَحمِل لَقَب ”سنة الرَب المُفضّلة“. لقد سُئلتُ عدة أسئلة حول اليوبيل ومدى أمانة بني إسرائيل ودقَّتِهم في اتّباعِه. في الواقع لا يوجد…

    سِفْر اللاويين الدرس أربعون – الإصحاح السادس والعشرون لقد انتَهينا في الأساس من تقديم الشريعة وإقامة الطقوس المقَدّسة. لذا فإنّ الإصحاح السادس والعشرين يَعود نوعًا ما الى الوراء ويقول: إذا اتَّبعتُم ما قلتُ لكم أن تفعلوه، فستكون هناك بَرَكات كثيرة عليكم، وإنْ لم تَتبعوا ما قلتُ لكم أن تفعلوه، فسيكون…

    سِفْر اللّاويّين الدَّرس الواحد وأربعون – الإصْحاحان سِتّة وعشرين وسبعة وعشرين فيما نَنْتَهي اليوم من الإصْحاح سِتّة وعشرين من سِفْر اللّاويّين، دَعوني أبدأ بأن أذْكُر لكم أنه على عَكْس كل الإصْحاحات السّابِقة من سِفْر اللّاويّين حيث وُضِعت الشَّرائع والفرائض، يقول الإصْحاح سِتّة وعشرين: "إليكُم ما سَيَحْدُث إذا أطَعْتُم كل هذه…

    سِفْر اللاويين الدرس اثنان وأربعون – الإصحاح سبعة وعشرون (نهاية الكتاب) ندرُس اليوم الإصحاح الأخير من سِفْر اللاويين، ونَختتِم سِفْر اللاويين. قد نَستغرق وقتاً طويلاً بعض الشيء لكي نَنتهي. من المُثير للاهتمام أنّ الأمور القليلة الأخيرة التي تمّ الحديث عنها في سِفْر اللاويين تدور حول تمويل الحَرَم المقدّس. من مَنظور…